“فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ “: تأمل في قراءات الأربعاء9 ابريل 2014

“فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ “: تأمل في قراءات الأربعاء9 ابريل 2014

فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ

تأمل في قراءات الأربعاء9 ابريل 2014 الموافق  14 برمودة 1730


الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَشُ أبدًا. ولكني قُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ قد رأيتُموني، ولستُمْ تؤمِنونَ. كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإلَيَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا. لأنِّي قد نَزَلتُ مِنَ السماءِ، ليس لأعمَلَ مَشيئَتي، بل مَشيئَةَ الذي أرسَلَني. وهذِهِ مَشيئَةُ الآبِ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ ما أعطاني لا أُتلِفُ مِنهُ شَيئًا، بل أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الِابنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ”.فكانَ اليَهودُ يتذَمَّرونَ علَيهِ لأنَّهُ قالَ:”أنا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ”. وقالوا:”أليس هذا هو يَسوعَ بنَ يوسُفَ، الذي نَحنُ عارِفونَ بأبيهِ وأُمِّهِ؟ فكيفَ يقولُ هذا: إنِّي نَزَلتُ مِنَ السماءِ؟”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”لا تتذَمَّروا فيما بَينَكُمْ. لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يُقبِلَ إلَيَّ إنْ لم يَجتَذِبهُ الآبُ الذي أرسَلَني، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. إنَّهُ مَكتوبٌ في الأنبياءِ: ويكونُ الجميعُ مُتَعَلِّمينَ مِنَ اللهِ. فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ. ليس أنَّ أحَدًا رأَى الآبَ إلا الذي مِنَ اللهِ. هذا قد رأَى الآبَ.” (يوحنا 6 :35-46).

نص التأمل

فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ

مازال الرب يسوع إلى اليوم يدعو

وما انفكت هذه الصرخة الرهيبة تتردد

وعلى مر الزمان كان هنك من يسمع ويتعلم ويقبل فيحيا

ومن يصم أذنيه ويمضي بعيداً فييبس ويجف ويهلك

أما نحن ابناء الكنيسة فنستطيع لاسيما في هذه الأيام المباركة التي تقودنا نحو اسبوع الآلام والقيامة ان نردد:

سمعنا وراينا وعرفنا وتعلمنا فتركنا كل شيء واقبلنا إليك

تبعناك ووهبناك حياتنا فصرت لنا النور في ظلمات الدنيا

والخبز في صحراء الحياة القاحلات والماء في اراضيها المجدبات

صرت انت الطريق الذي فيه نسير وإليه نهتدي  والسراط المستقيم الذي عبره نصل إلى الاب

أعطيتنا جسدك لناكله فصار لنا حياة ودمك لنشربه فصار لنا روح الحياة

رسمت الطريق الى الآب  دربا نعبر إليه عبر صليبك وهناك وقفت فاردا ذراعيك تستقبلنا بشوق وحنين

ظللت تنادي من موقعك الرهيب على الجلجثة

فسمعناك واقبلنا إليك فضممتنا إلى حضنك وفي جنبك المجروح خبأتنا

إليك التجأنا وهناك اعددت لنا مأوى

من يستطيع أن يرعبنا أو يرهبنا او يروعنا وانت هنا ونحن هناك

كل ما نبتغيه اليوم هو ان نتعلم فعلّمنا يا معلم

علمنا لنعلم كم نحن بؤساء بدونك وكم نحن اشقياء

علمنا لندرك انك انت الحياة وبدونك نحن اموات

علمنا لنستوعب انك النور وبعيدا عنك تملك الظلمة الظلماء

علمنا انك الحق وكل ما عداك تراهات

علمنا أنك السراط المستقيم الى الآب وكل ما سواك ممرات

علمنا اننا بدونك لا نستطيع شيئاً فكل محاولاتنا هباء

علمنا ان ندخل الى العمق فهناك الصيد الثمين والبركة والرجاء

علمنا أن على كلمتك نلقي الشباك

علمنا ان نقبل إليك ان نبقى معك أن نصغي الى كلامك

كي تصير لنا مأكلا ومشربا بها نقتات ونرتوي

بها نحيا ونتحرك ونوجد