فن الزيارة الرعوية

فن الزيارة الرعوية

بقلم: الأب عادل زكي الفرنسيسكاني

مقدمة:
زيارة الكاهن الراعي التفقدية لأبناء رعيته هي رسالة وعمل وفن، فهي تستمد جوهرها وروحانيتها من سر التجسد: يسوع المسيح ابن الله والإنسان أتى ليشارك البشرية في أكلها وشربها، في أفراحها وآلامها، في احتياجاتها المادية والطبية والاجتماعية، قضاياها السياسية والدينية. بالقول والفعل، بالحياة والمثل عاش كل هذا كراعٍ صالح: “أنا هو الراعي الصالح”. خدمة الوعظ والتعليم التي لا تنطلق من معايشة الناس من النادر أن تمس القلوب، لكن عبارة من قلب الأب الراعي تظل وتثمر وتمتد. فالزيارة الرعوية لا تحقق فقط رعاية يسوع للناس، بل تخدمنا نحن أيضاً كوعاظ وموجهين.

أوّلاً: أهداف الزيارة

1- التوجيه: فالتوجيه لا يأتي إلا بالاحتكاك بالناس.

2- تحقيق رسالتي كاستمرارية لعمل المسيح والكنيسة: “اذهبوا إلى العالم أجمع- أكرزوا بالإنجيل”.

3- الإلمام بالأفكار والتوجهات والمذاهب المختلفة والحاجات المتنوعة الكامنة اليوم في بيت واحد.

4- معاونة الأسرة في تصحيح بعض المفاهيم التي تمس حياتهم مثل التفاف العائلة حول التليفزيون.

5- تذكير العائلة بالصلاة.

6- إعطاء السعادة للبيت، فالحضور الشخصي يضفي على البيت السعادة.

7- علاقة رابطة- أبوّة- تثبيت الروابط.

8- الانفتاح على مشاكل واحتياجات أفراد الرعية.

9- المشاركة بما تقدم الأسرة من تحية: فنجان الشاي- مشروب…الخ.

ثانياً: أسلوب الزيارة

1- قبل إتمام الزيارة يحتاج الراعي أن يصلي ويهيئ فكره بأن المسيح ذاته هو الذي يتفقد شعبه وهذا ما يجب أن تدركه العائلة بقدومي.
2- حضور المسيح في الأسرة: أشع أمل وفرح لأن المسيح حاضر ببركته معنا.
3- لا تكن ضعيفاً أو متحفزاً خاصة في المجاملات بل بأسلوب أبوي.
4- مشاركة كل أعضاء الأسرة أثناء الزيارة، وتقدير وجود ورأي كل فرد.
5- لا يجب أن يتحول الحوار إلى مجادلة أو مناظرة، بل تعاون الجميع بالمثل والقدوة على أن يكون للبنيان وتعميق أواصر المحبة.
6- مطلوب مني تعديل سلوكيات: أتكلم بصوت خافت، أجلس في مكان بعيد لعدم اكتشاف البيت، أتقبل التحية المقدمة بدون شروط.
7- عدم التدخّل أو الدخول فيما لا يعنيني.
ثالثاً: اتيكيت الزيارة

1- يُستحسن أن تكون الزيارة بميعاد محدد مسبقاً أو في ميعاد ثابت دائماً.

2- لا يجب أن تتجاوز مدة الزيارة من 20 إلى 30 دقيقة.

3- تفادي الحديث المقتضب حيث الإجابة بنعم أو لا، فغالباً ما يبدو هذا النوع من الإجابة وكأنه إصدار حكم.

4- عدم التبسط أو التعالي والترفع.

5- اعتبار جميع الحاضرين أسرة واحدة حتى ولو تواجد ضيف أثناء الزيارة.

6- تتوجب الحكمة تنظيم الوقت بين احتياج وحالة المريض وأفراد أسرته.

رابعاً: واجبات الزيارة

1- يا حبذا لو تحمل زيارتك في طياتها أي خبر سار.

2- قدّم كتاب هدية يمس واقع واحتياج أفراد الأسرة وتناقشه معهم.

3- التدقيق والتأكيد على الرباط الأبوي والأسري.

4- من المفضل أن تكون الزيارة في موقع العمل محدودة ومركّزة.

خامساً: بعض القضايا التي تواجهنا

1- تنسيق وقت الراعي بحيث لا تكون كلها للزيارات فقط.

2- اختلاف الأجيال داخل الأسرة الواحدة.

3- وجود مشكلات داخل الأسرة أو مشاكل تظهر فجأة أثناء الزيارة.

4- محاولة البعض لمعرفة أخبار الرعية من الأب الراعي.

5- اختلاف المذاهب داخل الأسرة الواحدة.

6- تنافس الأسرة الصغيرة: من أقرب والمفضّل من الأب الراعي.

سادساً: محذورات الزيارة

1- فرض موضوع جديد من قِبَل الراعي، إلا في حالة التنويه عنه مسبقاً.

2- قبول دعوة المائدة إلا في حالات استثنائية، وإذا تمت يجب مراعاة باقي عائلات الرعية

3- طول الوقت أكثر من اللازم.

4- التبسّط الذي يضيّع الحدود.

5- تفسير كلام الآخرين حسب رأيك.

6- استغلال الزيارة للدعاية.

7- التمايز بين عائلات الرعية.

8 – قبول الهدايا يحتاج إلى تقييم وحكمة

وكما حملت مريم الروح القدس لنسيبتها اليصابات حين دخلت بيتها وفي زيارتها امتلأت اليصابات بالنعمة، هكذا يجعل الرب كل زياراتنا نعمة وبركة وفرح لجميع أفراد العائلة.

عن مجلة صديق الكاهن