قداس ذكرى الأربعين للأب جاك ماسون اليسوعي

قداس ذكرى الأربعين للأب جاك ماسون اليسوعي

كتب : عصام عياد

احتفلت الرهبنة اليسوعية في مصر – تزامنا مع الأحد الرابع من زمن الصوم الأربعيني المقدس – بذبيحة الشكر لله القدير في ذكرى الأربعين للمتنيح الأب / جاك ماسون اليسوعي ( 13 / 11 / 1925 – 11 / 2 / 2018 ) ، في يوم الأحد 18 مارس الجاري بالكنيسة الملحقة بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بجهة الفجالة بوسط المدينة وترأسها الأب فيتاشك اليسوعي رئيس الجماعة الرهبانية بالدير ،بصحبة الأخوة الرهبان والاباء اليسوعيين ،وسط كوكبة من الرهبان والراهبات من مختلف الجماعات الرهبانية الرجالية والنسائية ،وجمع غفير من أبناء الشعب والأصدقاء والمحبين ،وبعض من أعضاء هيئات التدريس من مدارس الجيزويت … مصر الجديدة ، القبيسي ،والفجالة ،الى جانب مشاركة العديد من أبناء المدارس من الخريجيين ضاقت بهم جنبات الكنيسة .

شارك في الذبيحة الآلهية سيادة المطران جوارجيوس بكر النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر،والعديد من مسئولي وأعضاء الأنشطة الرسولية … أغصان الكرمة ،وجماعات الحياة المسيحية ” رفاق الكرمة ” .

من جانبه تحدث الأب / روماني أمين اليسوعي نائبا عن الأب / داني يونس الرئيس الاقليمي للرهبنة اليسوعية في الشرق الأدنى ،في عظة القداس منطلقا من النص الانجيلي للقديس يوحنا البشير الفصل ال 3 ” لقاء يسوع ونيقوديموس ” ليلا وسط الظلام مشيرا الى تدرج حديث الرب يسوع مع معلم الشريعة اليهودي ليصل به الى العمق ،وأضاف أن القديس يوحنا يظهر شخصية نيقوديموس عبر انجيله في الفصل ال 7 يدافع عن يسوع ،وفي الفصل ال 19 عند دفن جسد يسوع ،ليختتم كلمته عن الأب / ماسون : ” أبونا ماسون كان ينتظر بصبر مع العمل بهمة وبكل نشاط وحركة ،فكان يعيش اللحظة بكل أبعادها … غناها وفقرها ومحدوديتها ، لقد عاش أبونا ماسون بايمان والتطلع لتتميم وعود الله .

في لمسة وفاء عرفانا وتقديرا لمسيرة أبونا ماسون وعطائه على مدى ال 90 عاما ونيف ،أصدرت الجماعة الرهبانية كتيبا تحت عنوان : ” شكرا … أبونا ماسون ! ” شهادات حياة لأشخاصا كثيرين ممن التقوا الأب جاك ماسون ، تعبيرا عن محبتهم الكبيرة لشخصه وامتنانهم العميق لكل النعم التي استقبلوها من خلاله .

والكتيب يقع في 60 صفحة من القطع المتوسط في اللغتين العربية والفرنسية ومزودا بالصورفي طبعة أنيقة ،مشتملا على لمحات من حياة الأب جاك ماسون ، دور الأب جاك ماسون مع نشاط أغصان الكرمة .. كبارالشهود والرواد ،ثم عن دوره مع جماعة رفاق الكرمة بمصر ،كمساعد كنسي للمجلس الوطني للرفاق وللجنة القاهرة ،جاك ماسون والانتظار ، وكلمات التأبين ،وأخيرا مقتطفات من كتابات الأب ماسون … من خلال باب ” روحانيتنا ” ،وباب “على باب الله ” .

تجدر الاشارة الى ان الأب ماسون سيم كاهنا في 4 أبريل 1953 ،متخذا شعارا له من كلمات القديس أغناطيوس دي لويولا مؤسس الرهبانية اليسوعية : ” أعطني فقط أن أحبك ” ، وانضم للرهبانية اليسوعية في 2 أكتوبر 1953 ،عمل مدرسا للقانون الكنسي تخرج على يديه العديد والعديد من الآباء الأساقفة والقمامصة والكهنة ،كان رئيسا للجنة القانونية للسينودس البطريركي المقدس ،أيضا كان المنظم الاداري لترجمة نص ” مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية ” من اللغة اللاتينية الى اللغة العربية ، كما أختير عضوا في اللجنة القانونية لدراسة الشرع الخاص للكنيسة القبطية الكاثوليكية ، نشر العديد من أبحاث القانون الكنسي في مجلة ” رسالة الكنيسة ” والتي تصدر عن ايبارشية المنيا العامرة للأقباط الكاثوليك ، أيضا كان عضوا أساسيا في أسرة تحرير مجلة رفاق الكرمة ،ونشرة حياة الرفاق ،بالاضافة الى مرافقته ل 4 مجموعات من الرفاق ،أختير عضوا في لجنة التحقيق لاعلان قداسة العلماني المرحوم بطرس كساب ،أيضا اهتم الأب / ماسون بشراء فيلا كينج مريوط لتكون مرفأ روحيا للمتريضين ،وكذلك كان وراء شراء بيت المقطم ليكون مقرا للرياضات الروحية والمؤتمرات والندوات ،واهتمامه به لسنين طويلة … وغيرها ،وله العديد من المؤلفات والاصدارات … باللغة العربية ،وباللغة الفرنسية ،منها ” انجيل يسوع المسيح للقديس مرقس : ” دراسة وتحليل ،وأيضا ” لا أعرف كيف أصلي للآب ” سلسلة الحياة الروحية ،و” اعادة تعميد الهراطقة ” باللغة الفرنسية …وغيرها .

وكانت قد أقيمت صلوات القداس والجناز لروحه الطاهرة والقاء نظرة الوداع على الجثمان ،في يوم 6 من فبرابر الفائت بالفجالة في وداع رهيب ،بحضور غبطة أبينا البطريرك الأنبا / ابراهيم اسحق ، ونيافة الأنبا مكاريوس توفيق مطران ايبارشية الاسماعيلية للأقباط الكاثوليك وجمع غفير من ابناء الكنيسة اكليروسا وشعبا .

ليتقبل المسيح القائم من بين الأموات روحه الطاهرة .. منضما للأربعة والعشرين شيخا امام العرش الآلهي … شفيعا جديدا للكنيسة وللجماعة الرهبانية اليسوعية .. و شكرا يا أبونا ماسون .