قراءات الشهر المريمى مايو 2018

قراءات الشهر المريمى مايو 2018

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس- كاليفورنيا

جمعية جنود مريم – فرقة سلطانة الملائكة

 

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة الأسرية فى المسيح يسوع وفى ضوء دستورنا السماوي وما حملناه من تقاليد تعلمناها وعشناها مع شفيعنا مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب ومع والدينا وفى أسرنا، يرجى المشاركة في الصلوات المرفقة لتقديم الإكرام اللائق لأمنا مريم الكليّة القداسة في هذا الشهر المكرّس لها. فى هذا الشهر سنصلي بدموع وخشوع للقديسة مريم العذراء لكي يسكب الرب علينا مراحـمه بشفاعة أمنا القديسة مريم أم يسوع. عليـنا ألا نتوقف عنـد ـسرد بعـض الصيغ أو الصلوات، بـل ان نـجـعـل صلاتنا مجالاً للقـاء حقيقـي عميق مع الرب، وحافزاً نـتلقاه من القديـسة مريم أم يسوع على المزيـد من روح الإيمان والتضحية في مسيرتنا اليوميـة عـلـى درب القداسة.

أشكر الرب من أجـل نعمة وبركة وموهبـة روحـه القدوس التى منحنـا إياهـا مـن أجل الوصول معا الي وطننا السماوي.

الشماس نبيل حليم يعقوب

 

                      

 

تلاوة المسبحة الوردية

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

التقدمة: أيتها البتول الكلية الرأفة، سيدتي، إني أقدم لك هذه المسبحة الوردية, بحسب نية جميع أبناؤكِ المتقين الذين أرضوك بهذا الإكرام المقدس فأسألك، أيتها السيدة العطوف, أن تقبليني في شركتهم, وتقبلي مني هذا الإكرام بإستحقاقات فضائلهم. آمين.

صلاة للروح القدس: هلّم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك. هلم يا أبا المساكين. هلم يا معطي المواهب. هلم يا ضياء القلوب. أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب، أيتها الإستراحة اللذيذة. أنت في التعب راحة، وفي الحر إعتدالٌ، وفي البكاء تعزية. أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك، لأنه بدون قدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهر: طهَّر ما كان دنساً،أسق ما كان يابساً، أشف ما كان مريضاً، ليّن ما كان صلباً,،أضرم ما كان بارداً، دّبر ما كان حائداً. أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع، وإمنحهم ثواب الفضيلة، هب لهم غاية الخلاص، وأعطهم السرور الأبدي.

او تتلى الصلاة التالية: يـا روح الله القدوس، يا من جعلتني أرى كل شيئ، وعرّفتني الطريق للوصول الى الـكمال، أنت الذى منحتنـي النعمة الإلهيـة لأسامح ولأتغاضى عن الأساءة التى لحقتنـى، أنت الذى معي فى كل الأحداث الطارئـة فى حياتي، أشكرك على كل شيئ مؤكداً لك مرّة أخرى بأني لا ولن أريد أبداً أن أنفصل عنك مهما كانت مشتهياتي الدنياويـة. أنى أريد أن أكون معك ومع محبّيك فى الأمجاد السماويـة الأبديـة، فأشكرك على حبّك لي وللذين أُحبّهم بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الـمُلك والقوة والـمجد إلى الأبد. آمين.

فعل الندامة: يا ربي وإلهي, أنا نادم من كل قلبي, على جميع خطاياي, لأنه بالخطيئة

خسرت نفسي والخيرات الأبدية, وإستحققت العذابات الجهنمية.وبالأكثر أنا نادم, لأني

أغظتك وأهنتك, أنت يا ربي وإلهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب أبغض الخطيئة فوق كل شرّ. وأريد بنعمتك أن أموت قبل أن أغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة, وأن أفي,بقدر إستطاعتي, عن الخطايا التي فعلتها. آمين.

قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد, آبٍ ضابط الكل, خالق السماء والأرض, كلما يرى وما لا يرى, وبرب واحد يسوع المسيح, إبن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر, الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر, ومن أجل خلاصنا نزل من السماء,وتجسد من الروح القدس, ومن مريم العذراء وتأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي, تألم وقبر, وقام في اليوم الثالث, كما في الكتب. وصعد إلى السماء, وجلس عن يمين الآب, وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات, الذي لا فناء لملكه. وبالروح القدس. الرب المحيي, المنبثق من الآب والإبن, الذي هو مع الآب والإبن يسجد له ويمجد, الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة, جامعة, مقدسة, رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة, لمغفرة الخطايا, ونترجى قيامة الموتى

والحياة في الدهر الآتي. آمين.

الصلاة الربيّة: أبانا الذي في السماوات, ليتقدَّس إسمُكَ, ليأت ملكوتك, لتكن مشيئتك,

كما في السماء كذلك على الأرض, أعطنا خبزنا كفافَ يومنا, واغفر لنا خطايانا, كما نحنُ نغفر لمن أخطأ إلينا. ولا تُدخلنا في التجارب, لكن نجِّنا من الشرير. آمين

السلام الملائكي: السلام عليك يا مريم, يا ممتلئةً نعمةً, الربُّ مَعَك, مباركةٌ أنتِ في النساء, ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ سيدُنا يسوعُ المسيح – ياقديسة مريم ياوالدة الله, صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة, الآن وفي ساعة موتِنا. آمين.

المجد: المجد للآبِ والابن والروحِ القدُس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين. آمين

يا يسوع الحبيب: يا يسوع الحبيب, أغفر لنا خطايانا, نجّنا من نار جهنم، وخُذ إلى السماء جميع النفوس, خصوصًا تلك هي التي بأكثر حاجة إلى رحمتك. آمين.

صــلاة

أيّتها العذراء مريم، يا سلطانة الورديّة المقدّسة، يا من تحقّقت فيك جميع النبوءات وتحقّق وعد الله للبشر. فتشرّفت بحمل الإله مخلّص العالم وقدس الأقداس، وكنت له أمًّا حنونة رافقته طوال حياته على الأرض: فرحت بفرحه وحزنت بحزنه وتمجّدت بمجده.

استحققت أن ندعوك شريكة في فداء العالم وخلاصه. فكنت أمًّا لجميع البشر منتَخَبة من الله لتكوني رسولة محبّة وسلام لأبنائه، تحقّقين رغبته وهي إنهاض البشر من الخطيئة وإزالة روح الشرّ من النفوس. أدركت سرّ الفداء فكان خلاص البشر عنوان رسالتك الطويلة وأسرعت بكلّ غيرة لإنقاذ أولادك من براثن الخطيئة. كيف لا! ولأجل ذلك تألّم ابنك ومات وتألّمت معه. كانت جراحاته تطعن قلبك الطاهر الذي ما برح ينـزف دمًا بسبب خطايا العالم ومعاصيه، هذا العالم الذي يميل نحو الشرور ويسير بعكس إرادة الله ومشيئته.

ولكنّكِ الأم الشفوق الغيورة على خلاص أبنائك لا تريدين أن يهلك أحد منهم، فكانت ورديّتك التي تجسّد محبّتك لنا، سلاحًا لمحاربة الشرّ، عندما أصبح العالم ينهار رازحًا تحت نير الخطيئة.

نسألك أيتها الأم العطوف أن لا تدعينا نهلك وكوني لنا العون الدائم، واطلبي لنا من الله الرحمة والصفح عمّا فعلت أيدينا من مآثم. وكما استمعت لتضرّعات القدّيس عبد الأحد نسألك أيضًا أن تقبلي تضرّعاتنا، وتساعدينا أن نسير على خطاه، فنجعل من ورديّتك المقدّسة سلاحنا الدائم ضدّ كلّ الأخطار وتجارب الشرير. فنصلّيها بكلّ خشوع وحبّ لكي نستحقّ أن ننال بها شفاعتك وحبّك وحنانك وعطفك.

أيتها الأم الرؤوف كوني دومًا معنا ليكون السلام في بيوتنا ومجتمعاتنا، سلام المسيح الذي أحبّ العالم محبّة لا متناهية، فدفع ثمن خلاصه دمه وحياته.

اجعلينا يا مريم أن نسلك طرق الربّ القويمة وكوني شفيعتنا رغم تناسينا لك، لأنّنا ضعفاء، قوّينا بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليك، فنكون رسلاً وشهودًا لكلمة الله القدّوس نحملها في قلوبنا وتكون الوحيدة على ألسنتنا لأنّ لا شيء أرفع وأسمى وأقدس منها.

عرّفينا يا أمّنا حقارة الأرض وبهاء السماء، لندرك مدى السعادة التي تنتظرنا. فيكون هذا العالم فقط مسرح جهاد يوصلنا للملكوت حيث السعادة الحقيقيّة بقرب خالقنا. فنستحقّ أن نشاهد مجده وعظمته، ويكون لنا شرف تسبيحه وتمجيده برفقة الملائكة والقدّيسين إلى دهر الدهور. آمين.

كيفية تلاوة المسبحة الورديـة

رسم إشارة الصليب

صلاة للروح القدس

فعل الندامة

تلاوة قانون الإيمان

التقدمة فى بدء تلاوة المسبحة

على الحبّة الكبيرة تحت الصليب، صلاة “الأبانا”

على الحبة الأولى من الحبات الثلاث: السلام للأب الذى خلقنا ثم السلام عليك يا مريم..

على الحبة الثانية:السلام للإبن الذى فدانا ثم السلام عليك يا مريم……….

على الحبة الثالثة:السلام للروح القدس الذى يحيينا ثم السلام عليكِ يا مريم…

المجد للآب والإبن والروح القدس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين. آمين

(ثم تتلى أسرار الوردية: الفرح، النور، الحزن، المجد. وعلى كل سر من الاسرار العشرين، نصلي “الأبانا” مرة، و”السلام” عشر مرات، و”المجد” مرة واحدة. هذا ويمكننا في نهاية كل سر أن نضيف بعد “المجد للآب” الصلاة التي علّمتها العذراء للأولاد الثلاث في فاطمة:”يا يسوع الحبيب، اغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ الى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة الى رحمتك”).

أسرار الفرح ( تتلى أيام الاثنين والسبت)

أيَّتُها القِدّيسة مريم البَتول، إنّي أُقَدِّم لَكِ هذه خَمْسَة أسرار الفَرَح، عَن إخوَتي الأحياء

المُشتَرِكين مَعي في هذه المَسبَحَة الوَرديّة، لِكَيما يَهِبَهم الرَبّ الإله بِشَفاعتِك، كَل ما يوافِق خَلاصهم ويُنَجّيهم مِن الأعداء المَنظورين وغَير المَنظورين. آمين.

  1. نقدّم لكِ ايتها البتول جزيل الفرح الذى فرحتيه لما بشرك الـملاك جبرائيل بالحبل الإلهي. الثمرة : التواضع     للتأمّل لوقا 1/ 26-38
  2. نقدّم لكِ ايتها البتول جزيل الفرح الذى فرحتيه لمّا زرتِ نسيبتكِ القديسة اليصابات وهى حُبلى فى شيخوختها الثمرة : محبّة القريب (لوقا39:1-56)
  3. نقدّم لكِ ايتها البتول جزيل الفرح الذى فرحتيه لمّا ولدتِ إبنكِ سيدنا يسوع الـمسيح فى مغارة بيت لحم. الثمرة : الفقر والتجرّد (لوقا1:2-21)
  4. نقدّم لكِ ايتها البتول جزيل الفرح الذى فرحتيه لمّا قدّمتِ ابنكِ يسوع الى الله على

يد سمعان الشيخ فى الهيكل. الثمرة : الطهارة     (لوقا22:2-38)

  1. نقدّم لكِ ايتها البتول جزيل الفرح الذى فرحتيه لمّا وجدتِ ابنكِ يسوع فى الهيكل يسمع للعلماء ويسألهم. الثمرة: الطاعة (لوقا41:2-52)

أسرار النـور (تتلى يوم الخميس)

أيتها العذراء القديسة، سلطانة الورديّة المقدّسة، إنّنا نصلّي ونتأمّل بخمسة أسرار النور، المتألّقة في حياة إبنكِ العلنيّة، والمُشعّة عليكِ وعلينا، ونقدّمها من أجل أخوتنا الذين لا يزالون في ظلمة الإبتعاد عن ابنك، متوَسّلين إليه بشفاعتك، ليفتح بصائرهم، ويُضيء دروبهم، فيكتشفوا فيه النور الذي جاء إلى العالم ليخلّصهم. آمين.

1.نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل النور الذى أفيض عليكِ لمّا إعتمد ابنكِ يسوع فى نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان الثمرة: البنوّة للآب (متى13:3-16)

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل النور الذى أفيض عليكِ لمّا أظهر ابنك يسوع مجده فى عُرس قانا الجليل عندما حوّل الماء الى خمر. الثمرة: التجدّد بالروح القدس (يوحنا1:2-11)
  2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل النور الذى أفيض عليكِ لمّا أعلن ابنكِ يسوع مجئ

ملكوت الله ودعا الجميع للتوبة الثمرة: التوق إلى الملكوت (مرقس14:1-15)

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل النور الذى أفيض عليكِ لمّا تجلـّي الرب يسوع على الجبل. الثمرة: إتّباع تعاليم يسوع (متى1:17-18)
  2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل النور الذى أفيض عليكِ لمّا قدّم ابنكِ يسوع ذاته طعاما لنا فى العشاء الأخير الثمرة: المشاركة في الذبيحة الإلهيّة (متى26)

أسرار الحزن (تتلى يومي الثلاثاء والجمعة)

يا والدة الإله العَذراء، إنّي أُقَدِّمُ لَكِ هذه خَمسَة أسرار الحزن، عَن إخوَتي المُشتَرِكين

مَعي في هذه المَسبَحَة الوَرديّة، المُشرِفين على المَوت، لِكَيما يَهِبَهُم ابنكِ تَوبَة كامِلَة عَن جَميع خَطاياهُم، وتَكوني أنتِ عَونَهُم وشَفيعتهم في تِلكَ السّاعة. آمين.

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا صلّى ابنكِ يسوع فى بستان الزيتون وكان عرقه ينحدر على الأرض كالدم. الثمرة: الندامة (متى36:26-56)
  2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا جُلد ابنكِ يسوع. الثمرة: إماتة الحواس (متى26:27)
  3. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا كُلل ابنكِ يسوع بإكليل من الشوك على هامته المقدسة. الثمرة: تواضع القلب (متى27:27-31)
  4. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا حمل ابنكِ يسوع صليبه. الثمرة: الصبر (متى32:27)
  5. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا مات ابنكِ يسوع على الصليب. الثمرة: المغفرة للأعداء (متى33:27-56)

أسرار الـمجد (تتلى يوم الأربعاء والأحد)

أيَّتُها البَتول الطوباويَّة، إنّي أُقَدِّم لَكِ هذه خَمسَة أسرار المَجد، المُخْتَصَّة

بِمَجدِكِ ومَجد ابنك، عَن نُفوس إخوَتي المُعتَقَلين في المَطْهَر، لِكَيما يُخَلِّصَهُم الرَبّ الإلَه بِشَفاعَتِكِ مِن النيران المَطهَريَّة، ويُصعِدهُم إلى مَلَكوته السَّماوي. آمين.

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا قام ابنك يسوع من بين الأموات. الثمرة : النهوض من الخطيئة (يوحنا1:20-29)
  2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا صعد ابنك يسوع الى السماء.

الثمرة : الشوق ألى السماء (لوقا36:24-53)

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا حلّ الروح القدس عليكِ وعلى

الرسل الأطهار. الثمرة : الاصغاء لإلهامات الروح القدس (اعمال 1:2-41)

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا إنتقلتِ بالنفس والجسد للسماء. الثمرة : الميتة الصالحة (من إعلان عقيدة انتقال السيدة العذراء –البابا بيوس الثاني عشر فى 8ديسمبر 1950).
  2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا كُللتِ سلطانة على السموات والأرض. الثمرة : تكريم العذراء (رؤيا1:12).

صلاة: يا سُلطانة السماء والأرض، ألجالِسَة في حَضرَة المَلِك السَّماويّ، إقبَلي مِنّا هذا التَكريم، بِمَقام القُربان المَقبول لَدَيكِ ولدى يسوع ابْنِك. وأرسِلي إلَينا نِعمَة الغُفران الكامِل على جَميعِ خَطايانا، ووَفِّقينا أن نَخدُمَكِ ونَعبُد إبنِك بِخُلوص المَحَبّة والغَيرة، مِن صَميم القَلب، بِواسِطَة هذه المَسبَحة الوَرديَّة، إلى النَفَس الأخير. وفي ساعَة مَوتِنا أحضَري عِندَنا، أيَّتُها الرَحومَة الشَفوقة، واطْرُدي عَنّا مَحافِل الجِن الخُبَثاء. ونَجّينا من العُقوبات الجُهَنَّميّة والمَطهَريَّة بِما أنَّكِ حِمايتنا. ونَوِّري عُقول المَسيحيِّين، وردّي الضالّين مِنّا إلى حَظيرَة الخِراف الناطِقَة، أعني بيعَة السَيِّد المَسيحيّة الحَقيقيّة، الجامِعَة، الرسوليّة. لِكَي بِرأيٍ واحِد وَفَمٍ واحِد، نُعَظِّمكِ ونُمَجِّد الثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القُدُس، الآن وإلى أبَد الآبدين. آمين.

– يا رَبّ إستَمِع صَلاتي.

– وَصُراخي إلَيكَ يأتي.

– فَلْتَستَرِح نُفوس المَوتى المؤمِنين.

– بِرَحمَة الله والسَّلام. آمين.

س : تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة

ج : لكي نستحق مواعيد المسيح

طلبـة العذراء مريـم الـمجيدة

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                            أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                             إستجب لنـا يا رب

أيهـا الأب السـماوي                       ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم                  ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه                     ارحـمنـا يا رب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد           إرحـمـنـا يارب

يـا قديسـة مريـم                           صلـى لأجلنــا

يـا والدة الله                               صلـى لأجلنــا

يـا عذراء العذارى                         صلـى لأجلنــا

يـا أم سيدنـا يسوع الـمسيح                  صلـى لأجلنــا

يـا أم النِعمـة الإلهيـة                       صلـى لأجلنــا

يـا أمـا طـاهـرة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عفيفـة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا غيـر مدّنـسة                              صلـى لأجلنــا

يـا أمـا بغيـر عيب                          صلـى لأجلنــا

يـا أمـا حبيـبة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عجيـبـة                            صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمشورة الصالـحـة                    صلـى لأجلنــا

يـا أم الخـالـق                             صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمخلّص                           صلـى لأجلنــا

يـا أم الكنيسة                                   صلـي لأجلنــا

يـا بتولا حـكـيـمة                           صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـكّرمـة                                  صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـمدوحـة                                 صلـى لأجلنــا

يـا بتولا قـادرة                             صلـى لأجلنــا

يـا يتولا حنـونـة                            صلـى لأجلنــا

يـا بتولا أمـينـة                             صلـى لأجلنــا

يـا مرآة العـدل                            صلـى لأجلنــا

يـا كرسي الحـكمة                         صلـى لأجلنــا

يـا سبب سرورنـا                          صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء روحيـا                                   صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء العِبـادة الجليلـة                           صلـى لأجلنــا

يـا وردة سـرّيـة                                   صلـى لأجلنــا

يـا أرزة لبنـان                             صلـى لأجلنــا

يـا برج داود                              صلـى لأجلنــا

يـا برج العــاج                             صلـى لأجلنــا

يـا بيت الذهـب                           صلـى لأجلنــا

يـا تابوت العـهـد                           صلـى لأجلنــا

يـا باب السـماء                           صلـى لأجلنــا

يـا نجـمة الصـبح                          صلـى لأجلنــا

يـا شفـاء الـمرضى                        صلـى لأجلنــا

يـا ملـجـأ الخطـأة                          صلـى لأجلنــا

يـا معـزيـة الحزانـى                         صلـى لأجلنــا

يـا معونـة النصارى                         صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـملائكـة                             صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأبـاء                          صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأنبيـاء                        صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الرسـل                         صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الشهـداء                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـمعتـرفيـن                     صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العذارى                          صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة جمـيع القديسيـن                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة السـموات والأرض              صلـى لأجلنــا

يا سلطانة حُبل بهـا بلا دنس الخطيئة الأصلية   صلى لأجلنـــا

يـا سلطانة إنتقلت للسماء بالنفس والجسد    صلى لأجلنـــا

يـا سلطانـة الورديـة الـمقدسة                صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العـائلات                      صلـى لأجلنــا

يا سلطانة الأخوة الأصاغر               صلي لأجلنـا

يـا سلطانـة السـلام                        صلـى لأجلنــا

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم          انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم          استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم           ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

الثلاثاء أول مايو – مريم العذراء الـمـختـارة من الله منذ الأزل

جاء فى انجيل متى عن الإختيار ما يلي: “هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين لأن المدعوين كثيرون والمختارين قليلون”(متى 16:20)، وكذلك نجد فى إنجيل يوحنا هذه الآيـة:”لا يقدر أحد أن يقبل إلـي إن لـم يجتذبـه الأب الذى أرسلني وأنا أقيمه فى اليوم الأخير” (يوحنا44:9).

إن هذا الإختيار هو شخصي من الله، وبحسب قصد الله:”كـما إختارنا فيه قبل تأسيس العالـم

لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة”(أفسس 4:1)، “ولكي يبين غِنى مجده على آنية رحمة

قد سبق فأعدّها للمجد” (رومية 23:9).

ابراهيم واسحق وموسى كان إختيارهم من الله والكثيرين غيرهم. ويذكر الكتاب بعض النسوة اللواتي

نلن حظوة فى عيني الله والناس مثل سارة التى ولدت إبنها اسحق بطريقة عجيبة، ورفقة زوجة

اسحق التى تم إختيارها من الله وراحيل التى أحبها يعقوب والتى أعطاها الله إبن الـموعد يوسف بعد أن ظلّت عاقراً، ويهوديت مخلّصة شعب الله، واستير الـملكة ولكن أين هؤلاء من مريم العذراء ، إنـما هن إلا رموزاً عن عظمة مريم التى فاقت جميع الناس والـملائكة مجداً وعظمة.

ان تجسد كلمة الله كان يمكن أن يحدث فى أي زمان عبر القرون منذ زمن حواء وحتى يومنا هذا، وأيضاً كان يُـمكن أن يحدث فى أي مكان من العالـم ،وكان يُـمكن أيضاً أن يكون من نسل أي إمرأة بخلاف مريم العذراء سواء قبل الوقت أو بعد الوقت الذى كانت فيـه عذراء الناصرة (لوقا26:1-27). فلـماذا ظهر الله فقط فى هذا الوقت أو كما ورد”فلما بلغ الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من إمرأة مولوداً تحت الناموس”(غلاطية4:4)؟، ولـماذا أختيرت مريـم لتكون هذه الـمرأة التى يولد منها ابن الله؟، وما الذى تتصف بـه عذراء الناصرة من الصفات أو الفضائل التى تجعلهـا أن تُصبح”ام الله”( لوقا43:1)؟

إن اختيار الله لإنسان ليقوم بدور ما يعتمد على ما يراه الله من صلاحية هذا الإنسان للقيام بدوره وهكذا قال السيد الـمسيح عن شاول الطرسوسي:”إن هذا لى إناءُ مختار ليحمل إسمي أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل” (أع 15:9). وأيضاً عندما إختار الله أول ملك على شعبه وكان شاول بن قيس فيذكر عنه الكتاب الـمقدس انـه “مُنـتقى حسنُ لم يكن فى بني اسرائيل رجل أحسن منه”(1ملوك 2:9). والقديس توما الأكويني يقول:” عندما الله يختار بنفسه خليقة من خلائقه لـمهمّة خاصة، إنـه يهيئها مُسبقاً للقيام على أكـمل وجـه بالخدمة التى يقّدرها له”،وعلى هذا النحو كانت العذراء مريم قد مُنحت ما تقتضيه رسالة التجسد السري من نِعم ملائمة ليسند الله اليها دوراً كبيراً ومهما

فى التجسد والفداء والخلاص.

فى سفر التكوين سنجد انـه بعد اليأس والعُري واللعنـة، جاء الأمل والوعد بالخلاص:”سأجعل عداوة بينكِ (الحيّة) وبين الـمرأة وبين نسلِك ونسلهـا،هو يسحق رأسِك وأنتِ ترصدين عقِبـه”(تكوين15:3). انـهـا نبؤة قد خرجت من فم الرب تضم الأم والإبن فـى عـمل الفداء. نسل الـمرأة يسحق رأس الحيـّة أي رأس الحيّة القديـمة وهى ابليس والشيطان (رؤيا2:20).

هذه النبؤة قيلت بفم الله،وإختار الله من كل البشريـة عائلة سام،ومن كل عائلة سام إختار الله ليكون من بذرة إبراهيم (تكوين1:12-3)، ومن كل عائلة ابراهيم اختار يعقوب اسرائيل (تكوين 3:26و4)، ومن كل عائلة اسرائيل اختار سبط يهوذا (تكوين9:49و10 و عبرانيين 14:7)،ومن كل عائلة يهوذا يختار داود(1أخبار الأيام 12:17-14)،ومن جميع عائلة داود تتركز نبوات الـمسيا على اثنين هما سليمان الحكيم ومنه جاء يوسف خطيب مريم العذراء وهو الأب الإسمي ليسوع الـمسيح(متى6:1و16) وناثان ومنه جاءت العذراء مريم الأم الحقيقية ليسوع (لوقا31:3).

عندما وقف الـملاك ليحي القديسة مريم قائلا لها:”السلام عليك يا ممتلئة نعمة”(لوقا 28:1)،والـملاك يحييها هذه التحية قبل أن يتجسد الكلمة فى أحشائها الطاهرة، فمتى بدأت تحظى بهذا الإمتلاء؟

أن مريم مختارة منذ الأزل لتكون أماً لإبن العلي ولذا منذ أول لحظة من وجودها ملأها الثالوث

الأقدس بالنعمة الـمقدسة وكما قال لها الـملاك إنكِ قد نلتِ نِعـمة عند الله”(لوقا30:1).

لهذا اعلن المجمع الفاتيكاني الثاني فى دستوره العقائدي[1][1]:” إنَّ العذراء الطوباوية التي أُعِدَّتْ منذُ الأزل، في تصميم تجسُّد الكلمة كي تكون أمَّ الله، غَدَتْ على الأرض، بتدبيرِ العناية الإلهية، أُمّاً حبيبةً للمخلِّص الإلهي”.

إكرام: اسأل الله لكي يكشف لك عن مشيئته واختياره لك واشكره دائما.

صلاة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبي مثل قلبك وقلب والدتك مريم الكليّة القداسة. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.

                                    

الأربعاء 2 مايو – مريم العذراء في رموز ونبؤات العهد القديـم

لـقد كـلـّم الرب الأباء فـى القديم وكـلّم الأنبياء عن الـمسيح الـمخلّص،ويـمـتلئ العهد القديم

بالرموز والنبؤات والشخصيات التى تشير للمسيّا المنتظر وأيضاً عن العذراء الـمختارة لتكون أماً للـمسيّا الـفادي.

إلـى العذراء مريم تومئ فى الكتاب الـمقدس أشياء عديدة. وكما يقول القديس بولس ان كل شيئ فى العهد القديم كان رمزيـاً فى أشخاصه ومحرقاتـه وطقوسه الـمختلفة،فهى كانت كلها ظلالاً للـمستقبل وترسم مسبقا وفق الـمخطط الإلهـي بعض ملامح السيد الـمسيح وأمـه مريم.

فهابيل مثلاً قد مثّل برارة الـمخلّص،وملكيصادق كهنوتـه،وأيوب صبره،واسحق موتـه،ويونان قيامتـه،وداود ملكيتـه، وسليمان حكمته،وموسى خدمتـه وتشريعه.

ومن جانب آخـر نجد ان العذراء قد فاقت هابيل الصدّيق الذى قدّم أبكار غنمه ذبيحة للـه فمريم قدّمت ابنها ذبيحة لخلاص العالم،وفاقت نوح لأن بفلكه خلّص 8 أنفس،امـا مريم فبالـمسيح خلّص العالـم كلـه. وفاقت على موسى بالوداعـة، وعلى داود بالـمحبـة، وعلى أخنوخ وإيليـا بالقداسـة، وعلى ابراهيم واسحق ويعقوب بالإيمان،و فاقت راعوث بإخلاصهـا وعلى استير بجمالهـا ووفائهـا.

وهناك العديد من الرموز والأشياء والتسابيح التى جاءت فى العهد القديـم تعكس صورة عن العذراء مريم أم يسوع، ويـمكن القول عامـة أن كل تسبيح عن مـملكة اسرائيل أو الكنيسة كما جاء، هو تسبيح لـمريم كما يرّنم صاحب الـمزامير عن أورشليم قائلاً:”يُحدِث عنكِ بالـمفاخـر يا مدينـة الله”(مزمور3:86).

ويلّخص لنـا القديس يوحنا الدمشقي هذه الرموز فى عظة ألقاها:”لقد أصبحتِ يـا مـريـم

جنة عدن الروحية أقدس وأرفع من القديـمة، ففى الأولـى كان يسكن آدم الأرضي أمـا

فيكِ فيحلّ الرب الأتـي من السمـاء. لقد مـثـلتكِ سفينة نوح التى أنقذت الخليقة الثانية

لأنكِ ولدتِ الـمسيح خلاص العالـم الذى غّرق الخطيئة وسكن أمواجها. أنتِ التى رمزت اليكِ وثصورتكِ العليقة ورسمتكِ الألواح التى خطتها يد الله وأخبر عنكِ تابوت العهد ومـثلتكِ مـجمـرة الذهب والـمنارة ولوحا العهد وعصا هارون التى افرخت (عبرانيين 4:9 وعدد 7و23)، وُلد منكِ من هو شعلة الألوهية الـمن السمـاوي العذب، الإسم الذى يسمو على كل اسم، النور الأزلي الذى لا يداني، خبز الحياة النازل من السماء. ألستِ أنتِ التى سبق ودل عليكِ الأتون الذى إمتزجت ناره بالندى (دانيال 49:3-50) “ها أنا أنظر أربعة رجال يتمشون وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بإبن الألهة”،رمز النار الإلهية التى جاءت فحلّت فيكِ. أكاد أغفل عن سلم يعقوب، ماذا؟ ألا يتضح لكل أحد انه كان صورة عنكِ؟، فكما ان يعقوب رأى السماء متصلة بالأرض بطرفي السلم وعليه ينزل الـملائكة ويصعدون (تكوين12:28-15)، وقد اشتبك معه فى صراع رمزي القوي الذى لايغلب هكذا أصبحتِ أنتِ الوسيطة والسلم الذى نزل عليها الله نحونا وحمل ضعف طبيعتنا وإمتزج بها وجعل من الإنسان روحا يرى الله. ومـا قولي فى أيات الأنبياء ألا يجب أن تعود اليكِ إذا شئنا أن نثبت صحتها؟. من هى العذراء التى قال عنها أشعيا انها تحبل وتلد إبناً يدعى الله معنا، أي انه يظل إلها ولو صار إنساناً.؟.من هو جبل دانيال الذى قطع منه بغير يد بشرية حجر الزاوية التى هى الـمسيح؟ أليس أنتِ التى حبلت بلا زواج ومازلت دائما عذراء؟.من هى تلك التى تكلّم عنها داود والتى جُعلت عن يمين الملك بذهب أوفير؟”.

قال القديس غريوريوس العجائبي:” ان الله قد جعل فيها كل كنوز النعمة فهي السفينة

التى حملت جميع كنوز القداسة”. والكنيسة ترتـل “الغير الزمني أيتها العذراء إختارك

من قبل الزمان لتكون له كرسيا” والله لا يجلس إلا على كرسي الـملوكية الذى كله قداسة ونعمة. “قولوا لإبنة صهيون هوذا مـخلّصك آت ها أجرته معه وجزاؤه أمامه ويسمونهم شعباً مقدسا مفديي الرب وأنتِ تُسّمين الـمطّوبة غير الـمهجورة” (أشعيا 11:62-12).

ان العهد القديـم بكامله من ناموس وتاريخ وطقوس ونبوات ومزامير وشخصيات ورموز جاء برسم كامل للـمسيّا، فتحدث عن وظيفـة الـمخلّص ورسالتـه وظروف دعوتـه والعائلة التى سيجئ منها والمكان الذى سيولد فيه والزمن التى سيولد فيه،ومعجزاته والوهيته وإتضاعه وصلبه وموته وقيامته فى اليوم الثالث وصعوده الى السماء ومجيئه فى المجد وملكوته الابدي. ولقد تطابق الناموس والنبوات والمزامير فى المسيح يسوع ابن مريم العذراء، وهذا ما قام بشرحـه يسوع مع تلميذي عمواس ليفهموا الـمكتوب عنه:”ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الامور الـمختصة بـه فى جميع الكتب”(لوقا25:24-27). وكما تكامل رسم يسوع فى العهد القديم حتى أتت الساعة وجاء فى ملء الزمان:”ولـما جاء ملء (كمل) الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة” (غلاطية4:4)، كذلك تكاملت النبؤات وأشارت إلـى تلك الأم العجيبة.

إكرام: رتل بانتباه طلبة العذراء والتى تحوي القاب وصفات أم يسوع وتأمل بمعانيها

صلاة: يا يسوع، أنا واثق في وعودك الإلهية وبالحياة الأبدية وبشفاعة امي القديسة مريم هبني ان اتحد بكما الآن والى الأبد. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الخميس 3 مايو – مريم العذراء فى العهد الجديد

ينقل الإنجليين الأربعة جميعا البشرى الخلاصيـة.

القديس متى: وضع كتابـه لليهود وأراد أن يثبت لهم ان يسوع هو الـمسيح الـمنتظر، وقد أورد أكثـر من 100 نبؤة من العهد القديم. ولـم يسرد من حياة مريم إلاّ ما يعتبـره متمما للنبؤات القديمة عن يسوع وأمـه،فجاء في الأنجيل حسب القديس متى:

– مريم في نسب يسوع 1:1 – 17

– مريم في خدمة الله 1: 18 – 25

– الطفل يسوع وأمه 1:1 – 23

القديس مرقس: يبدأ حياة يسوع بعماده ويهمل سني طفولته وحداثتـه ولا يذكر مريم إلاّ عرضـا (مرقس31:3-35)، فجاء:

– أقرباء يسوع يبحثون عنه 3: 31 – 35

– يسوع يعود إلى الناصرة 6: 1 – 6

القديس لوقـا: انـه يؤكد لنـا انـه مؤرخ وبّحـاثـة وقد قدم عن مريم تفاصيل عديدة لـم تذكر فى الأناجيل الثلاث الأخرى، فهو يصف لنا البشارة وزيارة أليصابات والسفر الى بيت لحم وتقدمة يسوع فى الهيكل وإفتقاده ثلاثة أيام. ولكن كانت الغايـة التى يكتب عنها لوقا إنجيله هو الخلاص الذى استحقـه العالـم بـموت الـمسيح. وقد أجمع علماء

الكتاب أن الـمصدر الذى إستقى منه لوقـا الـمعلومات عن البشارة والزيارة والتقدمـة هـى مريـم العذراء نفسهـا. فجاء حسب انجيل القديس لوقا: دعوة مريم: 1: 26 – 38 و مريم في الناصرة 1: 26 – 27 و الله ومريم 1: 28 – 29 وأم المسيح 1: 30 – 34 وخادمة الله 1: 35 – 38 و لقاء مريم وإليصابات 1: 39 – 45 ومريم المباركة من الله 1: 42 – 44 ومريم المليئة بالإيمان والطوبى 1: 45 و مريم تُمجّد عظمَة الله 1: 46 – 55 و مريم تمجّد الله1: 46 – 49 و مريم والله القدوس 1: 49 – 53 ومريم وإبراهيم 1: 54 – 55 و مريم في بيت لحم 2: 1 – 20 و مريم مع طفلها في الهيكل 2: 21 – 40 ومريم وابنها في عمر الثانية عشرة 2: 41 – 52 ومريم والحياة العلنية ليسوع 8: 19 – 21؛ 11: 27- 28.

أمـا القديس يوحنـا: فإنـه يكتب إنجيلـه ليقدم الـمسيح بألوهيتـه ومن أجل هذا ركز كتاباتـه من أجل هذه الغايـة. ولكنه ذكر كلمات السيد الـمسيح لـمريم فـى عرس قانا الجليل وعند الصليب، فجاء: أم يسوع في قانا 2: 1 – 12 و أم يسوع تحت الصليب 19: 25 – 27.

وحسب الكتابات الأخرى في العهد الجديد:

– مريم في الكنيسة الناشئة في أعمال 1: 14 و والدة إبن الله في غلاطية 4: 4 – 5 و مريم، العلامة في السماء كما جاء في سفر الرؤيا رؤ 12: 1 – 16.

إكرام: اسأل الله لكي يساعدك في نشر بشارة الأنجيل لكل من يقابلك.

صلاة: يا رب، فليأت ملكوتك واجعلني دائما على إستعداد لأكون معك ومع امي

القديسة مريم الآن والى الأبد. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الجمعة 4 مايو- عذراء الناصرة

“وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها

ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم”(لوقا26:1-27)

ذُكر فى الكتاب الـمقدس عن القديسة مريم إنها “عذراء” فى خمس مواضع: (اشعيا14:7) و(متى23:1) ومرتان فى (لوقا27:1) وفى (لوقا34:1)، فإذا كان الإنجيل يدعوهـا “العذراء” وهى لـم تكن فيكون الكتاب الـمقدس ليس هو كلمة الله.

لو لـم تكن مريم عذراء،ناصعة،طاهرة لـما أتى منها مخلص العالم، فالنبؤات تعلن عن مجيئ المخلّص الـموعود من إمرأة،عذراء،قديسة،طاهرة وبلا عيب. ان الرموز والشخصيات فى العهد القديم تعكس كلها صورة الـمـسيّا الآتي وترتبط معظم تلك الرموز بأم الـمسيّا، فزكريا وحزقيال وداود واشعيا وميخا النبي فى كتاباتهم ذِكرُ للعديد من تلك النبؤات عن بتولية أم الـمخلص وطهارتها وبرارتها.

لو لم تكن مريم عذراء لـمـا ذكر الوحي على لسان متى ولوقـا عن هذه الصفة أي شيئ.

لو لم تكن مريم عذراء لـما وصفها الملاك جبرائيل “ياممـتلئة نعمة”.

لو لـم تكن مـريم عذراء لـمـا قال لها ملاك الرب “انك قد وجدت نعمة عند الله” (لوقا30:1) والتى لم تقال لبشر من قبل.

إكرام: لنمتدح ونكرّم مريم العذراء بتلاوة السلام الملائكي او بعض المدائح والأناشيد أثناء عملنا في اليوم.

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، يا من أُرسل لها الملاك جبرائيل ليبشرها بانها ستكون ام الإبن الوحيد، صلي من اجلنا نحن الملتجئين اليك. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                  

السبت 5 مايو – مريم العذراء المخطوبة ليوسف البار

“إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم”(لوقا26:1-27)

كما يذكر لنا التقليد الكنسي أن العذراء مريم لـما أكملت من العمر ثلاث سنوات قدّمها أبواها يواقيم وحنة الى الهيكل إتماماً لنذرهما وفى السنة السادسةمن عمرها توفى أبوها وبعد ذلك بسنتين توفيت أمها أيضا. ولهذا فقد قضت طفولتها فى الهيكل حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها. وهنا كان يلزم طبقاً للتقاليد ان تترك الهيكل، وهنا ظهر دور القديس يوسف بن يعقوب الذى من الناصرة فى حياة مريم.

ولـمّا كانت العذراء يتيمة الأبوين لذا كان من الضرورة ان يتولى رئيس الكهنة أمر خطبة مريم.

ويخبـرنـا التقليد أيضاً من خلال بعض الكتب التي اعتبرتها الكنيسة غير قانونية، أن رئيس الكهنة لما رأى بأن الزمان قد حان لتخطب مريم أعلن ذلك فجاء طالبوها عديدين من نفس السِبط الذى تنتمى له العذراء مريم وهو سِبط يهوذا،وعندئذ أخذت عصيّهم وكتب أسماءهم عليها ليختار الرب من بينهم من يصلح لآمته مريم. وقد لجأوا لهذه الطريقة والتى لجأ اليها موسى حينما أرشده الرب الى إختيار هارون رئيس الكهنة وتم هذا بالفعل كما جاء فى سفر العدد”فإذا عصا هارون التى هى لبيت لاوي قد أفرخت فأخرجت براعيم أزهرت وأنضجت لوزاً” (العدد 8:17). فبعد ان وضعوا العصي فى الهيكل استقرت حمامة على عصا يوسف بن يعقوب النجار وقيل انها افرخت. الـمهم انه كانت هناك علامة إلهية لهذا الإختيار وبالفعل تم عقد الخطوبة ما بين مريم ويوسف،ومنذ ذاك الوقت أخذها يوسف الى بيته فى الناصرة بعد أن طلب منـه الـملاك ذلك فى حلم (متى24:1). وتلك الخطوبـة قد اشارت اليها آيات الكتاب الـمقدس:”أرسل الـملاك جبرائيل من قبل الله الى مدينة فى الجليل تسمى ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود واسم العذراء مريم”(لوقا26:1-27)،”وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لأنه كان من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى”(لوقا4:2-5).وما كان ليوسف أن يأخذ مريم الى بيته ما لم يعقد الكهنة عليهما عقداً رسمياً وفقاً للشريعة.

إكرام: اسأل الله لكي يهبك ان تعرف معنى دعوتك ومشيئة الله في حياتك وأن تتمها بأمانة.

صلاة: يأمي مريم، إجعلي يومي هذا يوم عرفاناً بالجميل، حتى أقدر أن أشكر الرب

على كونه راعياً صالحاً لروحي ومصدراً لكل احتياجاتي. يا مريم أمّ الراعي الصالح،

قودينا نحو ابنك يسوع. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.  

                                            

الأحد 6 مايو- مريم العذراء وتحية الـملاك جبرائيل

فدخل إليها الملاك وقال:السلام عليكِ ..الرب معك” (لوقا28:1) لم تكن هذه بالتحية

العادية كقول “يوم سعيد” ولا حملت معنى “سلام” او “شالوم”بالعبريـة، لكن الكلمة

اليونانية للسلام هنا “شيريـه” تعنى كمال معنى الفرح. لقد إستخدم بعض

أنبياء العهد القديم ذات التحية موجهة الى “إبنـة صهيون” يسألونهـا أن تفرح جداً بل تصرخ علانية: “ترنمي يا إبنـة صهيون،اهتفي…افرحي (شيري) وابتهجي من كل قلبك يا إبنة اورشليم” (صفنيا14:3و17)، “إبتهجي (شيريـه) جدا من كل القلب والنفس يا إبنة صهيون هوذا ملكك يأتيك…ويسكن فى وسطكِ” (زكريا9:9).

فى القديم جاءت التحية “إفرحي يا إبنة صهيون” وعبريـا تعنى “راني نيوخانـاه”، وفى البشارة جاءت التحية للعذراء “إفرحي يا ممتلئة نعـمة” وعبريـا تعنى “راني شانيناه”،انـه تشابه عجيب. انهـا دعوة للفرح بالـمسيّا الآتـى،مريم صارت تجسداً لإبنـة صهيون التى تنتظر الـمخلص فلتفرح وتبتهج. مريـم هى إبنة صهيون فتمثل شعب الله الـمختار كلـه،فهى إذن مختارة بحسب تدبيـر اللـه السري العجيب لتكون أم الـمسيح كقول الـمرّنم”لإنك أنت نسجتني فى بطن أمي ولم تختف عنك عظامي حينما صنعت فى الخفاء”(مزمور13:139-14).

إكرام: اسأل الله لكي يهبك أن تتذوق ذاك الفرح السماوي الذي فرحته مريم.

صلاة: أمّي مريم، قوديني دائما ووجّهي عينيّ نحو ذبيحة ابنك الفادي، ربّنا يسوع المسيح.

إجعليني دوماً مدركاً لحبّه الكبير لي . يا مريم أم المحبّة الإلهية، ضعي محبتك ليسوع في قلبي

منطبعة. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.

                    

الأثنين 7 مايو- مريم العذراء الممتلئة نعمة

فدخل إليها الملاك وقال:”..السلام عليك يا ممتلئة نعمة” (لوقا28:1)

عندما اُرسل الـملاك جبرائيل الى مريم حياها تحية عجيبة “السلام عليك يا ممتلئة نعمة” (لوقا28:1).”الـممتلئـة نعـمة”، وباليونانيـة (خاريتون) وهى تعنى الإمتلاء من النعمة حتى الفيض وهذا الإمتلاء من النعمة هو عمل الرب فهو يملأ بنعمته كل محبيـه،وهذا الإمتلاء هو بدء التلامس بشخص الـمسيح.

وهي كانت المرة الوحيدة التي جاء ذكر هذا التعبير فى الكتاب المقدس –الـمِلء حتى الفيض-،وترجمات الكتاب التى جاءت فيها هذه العبارة ” أيتها المنعم عليها” ليست تحمل المعنى الحقيقي للكلمة اليونانية الاصلية (خاريتوميني) = الملء حتى الفيض. فتعبير “الممتلئة نعمة” يدل على شيء قد حدث فعلا . ممتلئة الآن قبل حلول الروح القدس وتجسد الإبن فى أحشائها. وكان سلام الملاك وهو يلقبها بأنها “ممتلئة نعمة” كان قبل أن يحل عليها الروح القدس وقبل أن تظللها قوة العلي، أي انها كانت ممتلئة نعمة قبل بشارة الملاك وليس بعد أن قبلت أن تكون “آمة للرب”. وكلمة “ممتلئة نعمة” كما جاءت فى اللغة اليونانيـة، قد استخدمت مرتان فقط فى العهد الجديد فى انجيل لوقا28:1 فلقد قيلت لمريم قبل الفداء،وفى رسالة القديس بولس لأهل افسس عن نعمة المسيح بعد الخلاص”الذى لنا فيه الفداء بدمـه مغفرة الزلاّت على حسب غِنى نعـمته”(افسس6:1).

ان حلول اللـه فى هيكل بشري يسبقه تقديس لهذا الهيكل كي يؤهـله لهذا الحلول،وهنا كان الإمتلاء والتقديس لـمريم منذ البدء.

“ممتلئة نعمة” تعنى ان مريم مثال لعلاقة جديدة بين اللـه والإنسان،فلقد حاول الإنسان منذ القديم أن يتقرب الى اللـه،فقّدم لـه ذبائح وتقدمات إسترضاء وإستعطاف وإتقاء،غير ان اللـه لم يرتض بهذه الذبائح لأنهـا بقيت حاجزا بين اللـه والإنسان،وأعطى اللـه للإنسان عن طريق الوحي الطريق الوحيد لإرضاء اللـه وهو قلب الإنسان فيقدمـه ذبيحة للرب. فى القديم بعض الوسطاء قد جسدوا حضور اللـه للشعب بتابوت فيه عصا ولوحا العهد والذى كان رمزاً للعهد مع الله وكلامه،وبعد بناء الهيكل وهو الـمثال الحي لوجود اللـه بين شعبه،وها الآن إختار اللـه من بين الذين أخلوا قلوبهم لإستقبالـه فحلّ فى أحشاء مريم الطاهرة ليدخل العالـم ويعيش بين الناس. هذه العلاقة الجديدة بين الله والإنسان وهذا الـمثال وضح تماما فى مريم بنوع فريد وقد أرادهـا الله فى قلب كل إنسان وهو الإمتلاء من النعـمة والـمتاحـة لكل فرد منـا.

“إفرحي يا مريم وإبتهجي يا إبنة صهيون. يا ممتلئة نعـمة. ان الرب معكِ”، انهـا نفس ما جاء على لسان اشعيا النبي “صوتـي وإهتفي يا ساكنة صهيون لأن قدوس اسرائيل عظيم فى وسطِك”(اشعيا16:12) ،إذا فيهـا سيكون قدوس اسرائيل. لهذا قال الـملاك لـمريم :”فالقدوس المولود منك يُدعى ابن الله”(لوقا35:1)، فها هي البشرى من انهـا ستكون مسكناً لـمصدر النعم، انهـا تابوت للعهد الجديد،وانهـا ستكون أم لـمن دعاه الآب “ملئ محبتـه”.

إكرام: ردد باحترام (السلام الملائكي) وتعود على تلاوته يومياً في فترة تحددها بنفسك وتلتزم بها.

صلاة: يا أم المعونة الدائمة، إبنك هو مصدر جميع احتياجاتي. بما أنني واحد من خرافه، وغالباً ما أفقد طريقي وأتوه في الوادي، ساعديني واجذبيني قريباً منه حتى لا أتوه مرة أخرى. يا مريم موزّعة كنوز السماء، قودينا نحو ابنك يسوع. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الثلاثاء 8 مايو: مريم العذراء هى أم يسوع

“وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع”(لوقا31:1)

مريم أم يسوع هذا هو اللقب الأكثر إنتشاراً عن العذراء مريم في علاقتها بالسيد المسيح في تجسده، حين تمت ولادة الصبي يسوع أصبحت العذراء مريم تُدعى “أم يسوع وهو اللقب الذي يذكره عنها كُتَّاب العهد الجديد (يوحنا 2: 3، 19: 25-26،لوقا 2:48، مرقس 3: 31-33، مرقس 6: 3، أعمال 1: 14(.

حوى العهد الجديد العديد من الآيات التى تشير بأن مريم هـى أم يسوع:

– جاء فى بشارة الـملاك لـمريم:”ها أنتِ تحبلين وتلدين إبناً وتسـمينه يسوع” (لوقا31:1-33).

– “يايوسف يا ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك لأن الذى حبل بـه فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنـه يخلص شعبه من خطاياهم”(متى20:1-21).

– “ولـما تمت ثمانيـة ايام ليختتنوا الصبي سمى يسوع كما تسمى به من الـملاك قبل أن حبل به فى البطن”(لوقا21:2).

– “كان عُرس فى قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك”(يوحنا1:2).

– وكانت واقفات عند صليب يسوع امـه واخت امه مريم زوجة كلوبا ومريم الـمجدلية، فلما رأى يسوع امـه والتلميذ الذى كان يحبه واقفا قال لأمـه يا امرأة هوذا ابنك”(يوحنا25:19-26). فمريم إذن هى أم يسوع.

إكرام: اختر أحد ألقاب السيدة مريم العذراء كما جاء في طلبتها المجيدة وتأمل فيه.

صلاة: أشكرك أيتها الأم السماوية على جميع نِعمك. صلّي من أجلي الى الله كي يغفر خطاياي التي ارتكبتها. ساعديني لأكون قويّاً في مجابهة جميع تحدّيات الحياة. باركيني وباركي عائلتي. إحفظينا من كل شر وعلّة. صلّي أن نكون الحبّ والسلام لكل من نلتقي به فيشاهدوا يسوع ربّنا فينا. يا مريم ملكة السلام، قودينا نحو ابنك يسوع. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الأربعاء 9 مايو: مريم العذراء هى أم إبن العليّ

هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى”(لوقا32:1)

هنـا يؤكد ملاك اللـه ان الأمر هو من الله، ويؤكد لهـا بسبب انهـا قد وجدت نعمة عند الله فلا يوجد اي مكان للخوف أو الإستغراب،ومن ان ما كُتب عنه فى التوراة والأنبياء وما جاء من رموز وشخصيات وأحداث من قبل عن الـمخلّص الآتي “ابن العلي” و “العظيم” و”إبن داود” و “الـملك” و “الملك الذى لا إنقضاء لـملكه”، ها هو سيأتـى الآن عن طريق مريـم.

ومريم العذراء هى أم إبن داود “ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه” (لوقا32:1)

لقد جاء فى نبؤات العهد القديم:َأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ” إرميا 23: 5 – أنظر 2 صموئيل 7: 12 – 16 ، مزمور 132: 11 ” .

ولقد تحقق هذا فى يسوع:

–  إبن داود ” لوقا 3: 23 و31 – أنظر متى 1: 1 ، 9: 27 ، 15: 22 ، 20: 30 و31 ، 21: 9 ، 15 ، 22: 41 – 46 ، مرقس 9: 10 ، 10: 47 و48 ، لوقا 18: 38 و39 ، أعمال 13: 22 و23 رؤيا 22: 1 ” .

في 2 صموئيل 7: 11 يوضح ناثان النبي أن الوعد ليس لداود نفسه بل لنسله، وأن داود لن يبني بيت الرب، لكن الرب هو الذي سيبني بيت ” عائلة “داود” ولقد كان ليسى ثمانية أبناء على الأقل ” (1 صموئيل 16: 10 و 11)،” وقد استبعد اللّه سبعة منهم، واختار داود. ومريم العذراء هى ام يسوع وهذا يعنى انها ام “إبن داود”.

ومريم العذراء هى أم ملك إسرائيل “ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية”

(لوقا33:1)

جاء فى سفر ميخا النبي نبؤة عن الـمسيّا الآتي:” أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل”(ميخا2:5). ومريم العذراء هى ام يسوع التى ولدته فى بيت لحم ويسوع هو المسيح “ملك اسرائيل” كما أجاب نثنائيل و قال له “يا معلم انت ابن الله انت ملك اسرائيل”(يوحنا49:1).

إكرام: يجب ان تفتخر أيها المسيحي بأن من هي أم الله هي أمك أيضا فقدّم لها الإكرام اللائق بها.

صلاة: يا سلطانة السماوات والأرض، ندعوكِ يا أمّنا أن تحرّكي نفوسنا في الرغبة على اتّباع ابنك بأمانة أكبر. يا مريم سلطانة السماء والأرض، قودينا نحو ابنك يسوع. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 الخميس 10 مايو: مريم العذراء هى أم بفعل الروح القدس (عيد الصعود)

“الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله”(لوقا35:1)، “لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس” ( متى20:1)

جاء فى نص انجيل متى:”أما مولد الـمسيح فكان هكذا لـما خطبت مريم أمه ليوسف وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس” (متى18:1).

وعندما ظهر الـملاك ليوسف فى حلم قال:”لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم فإن الـمولود منهـا هو من الروح القدس ..وكان هذا ليتم ما قيل من الرب بالنبي القائل ها إن العذراء تحبل وتلد إبناً ويُدعى عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا”(متى19:1-24).

وفى نص القديس لوقا:” وها أنتِ تحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع. وهذا سيكون عظيماً وابن العليّ يُدعى. وسيعطيه الرب الإله عرش داود أبيـه ويملك على آل يعقوب الى الأبد”. وعندما تسآلت مريم”كيف يكون هذا”، “فأجاب الـملاك وقال لهـا إن الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العليّ تُظلّلكِ ولذلك فالقدوس الـمولود منكِ يُدعى إبن الله”(لوقا31:1-32و35).

من هذه الآيات يتضح الآتـى:

–        ان المولود هو “إبن العليّ”،”المالك إلى الأبد”،الذى ليس لملكه نهاية”.

–        انـه “القدوس” ، “إبن الله”.

–        ان الحـمل و الـميلاد تـما بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر.

–        ان قوة الله العليّ ظللّت العذراء والروح القدس نفسه حلّ عليهـا.

–        ان الـمولود هو من العذراء نفسها “الـمولود منكِ”، بمعنى إنـه نـما كأي جنين فى بطن امـه وتغذى على طعامها وأخذ ناسوتـه بالكامل منهـا.

معنى هذا ان الجنين أو الـمولود الذى كان فى بطن مريم العذراء هو القدوس ابن الله العليّ الـملك “الإلـه الحقيقي”(1يوحنا20:5)، وهو “صورة الله الغير الـمنظور وبِكر كل خلق” (كولوسي15:1).

إكرام: أنت مدعو لتكون مسيحاً آخر، لا تقتل كلمة الحياة فيك ولا ترفض صوت الله يقول لك:

إحمل كلمتي وأعطها للعالم، لا تخشَ أن تكون نبياً يذكر الكون بارادة خالقه، ولا تقل: كيف

يكون لي هذا والعالم أقوى مني،فقوة العلّـي تظلّــلك.

صلاة: أمّي مريم، ساعدينا على السعي من كل قلوبنا على أن نعرف ما يُرضي يسوع في زمننا هذا. فيا مريم أم الكنيسة وشفيعتها، قودينا نحو ابنك يسوع. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.

صلاة في عيد الصعود:

يا يسوع، أكرمك في يوم صعودك الى السماء وأفرح من كل قلبي من أجل المجد عند دخولك لتملك ملكك على السماء والأرض، فامنحني النعمة بعد أن تنتهي معركة الحيـاة أن أشترك معك في فرحك وانتصارك في السماء الى الأبد. يا يسوع، أؤمن بأنك دخلت الى مُلكك المجيد لتُعد لي مكانا لأنك وعدت أن تأت ثانية لتأخذني اليك، فامنحني أن أنال فقط فرح أن أكون أخاً لك وحبك لكي أستحق أن أتحد بك ومعك في السماء، وحينما تأت ساعة عودتي الي وطني السماوي وعندا أظهر أمام أبوك السماوي لأقدم حساب حياتي على الأرض فارحمني يا يسوع ولا تتركني. ان حبك لي يا يسوع قد نقلني من الشر الي الخير، ومن التعاسة الي السعادة، فاعطني نعمة أن أعلوا فوق ضعفاتي البشرية فإن بشريتك هي التي تعطيني الشجاعة والقوة عند ضعفي وتحررني من خطاياي. امنحني بنعمتك يا يسوع، الثبات لأنك دعوتني ووهبتني الإيمان بك، فاجعلني أحيا به وآت الي النعيم الأبدي هذا الذي وعدت به مؤمنيك. لقد أحببتني يا يسوع فساعدني أن أحبك وأسألك ان تمنحني نعمة الثبات في حبك. أن عنايتك الدائمة بي تضع في الثقة في طلبتي هذه، فارشد خطواتي يا سيدي وقدني الي حياة المجد التي أعددتها لـمحبيك، واجعلني أنموا في القداسة فأقدم لك دائما الشكر بحياتي وخدمتي الأمينة لك. آمين.                

الجمعة 11 مايو: مريم العذراء هى آمـة الرب

فقالت مريم: هوذا أنا أمة الرب” (لوقا 38:1)

الإتضاع فى الـمسيحية سر من أسرار الـمسيح نفسه الذى مارسه فى ذاتـه وأعطاه لنـا نحن الـمؤمنين كقوة بها نتنازل راضيـن طائعيـن عن كل حق بشري مادي أو كرامـة أو مكافأة أو إمتياز تشبهـا بالـمسيح وتـمسكاً بحق الله وكرامتـه ونعـمته.

فالسيد الـمسيح هو أعظم مثال لفضيلـة التواضع”تعلّموا منـي لأنـي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحـة لنفوسكم”(متى29:11).

ومريم العذراء وسط النعم هتفت بالشكر”تعظم نفسي الرب” معلنة ان كل النعم هى من الرب “لأنه صنع بى عظائم”وتعلن “هوذا أنا آمة للرب”، ورغم سماعها مديح اليصابات “كيف تأتي أم ربي الي” لكنها صرخت “لأنه نظر الى تواضع آمته” (لوقا 48:1).

إن الكبرياء والغنى البشري هى أمور تحجب عظمة الله وتتعارض مع حبه. إن الله إختار أماً لإبنه من بين تلك الفئة التى يدعوها الكتاب فقراء يهوة أي اولئك الذين ترقبوا الخلاص.

وكلنا يعلم أن سقطة الإنسان الأولى كان سببها الكبرياء (سقطة الشيطان -أشعيا:14-14،

سقطة آدم -تكوين5:3).

ان مريم العذراء “قالت ها أنذا آمة الرب” ..فلم تفكر كيف ستنفذ أمر الرب..أو كيف سيستخدمها

الرب..فقدمت ذاتها بكليتها طائعة.

بعد أن أخبر الملاك مريم بالسر الإلهي والحبل بمخلّص العالم..يقول لنا الكتاب انها أسرعت الى بيت أليصابات وهناك سمعت مديحاً وتطويباً على لسان أليصابات بعد ان إمتلأت من الروح القدس (لوقا 42:1-45).

كان يمكنها أن تصيح (تعالوا وانظروا..هاتو تقدماتكم وبخوركم فأنا أم الـمسيا…!!).

ولكنها أعلنت إتضاعها العجيب ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع آمته” (لوقا 48:1).

وعند زيارة الـمجوس باحثين عن الـمـولود ملك اليهود..لم تقل مريم أنا أم الـملك وقدموا لي الهدايا والإكرام والسجود.. نقرأ قول يسوع”تعلمو مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (متى 29:11). ومريم وسط النعم هتفت بالشكر “تعظم نفسي الرب” معلنة ان كل النعم هى من الرب “لأنه صنع بى عظائم” وتعلن “هوذا أنا آمة للرب”، ورغم سماعها مديح اليصابات”كيف تأتي أم ربي الي” لكنها صرخت “لأنه نظر الى تواضع آمته” (لوقا 48:1)

“قد أُخبرك أيها الإنسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلـهك” (ميخا 8:6).

إن الكبرياء والغنى البشري هى أمور تحجب عظمة الله وتتعارض مع حبه. إن الله إختار أماً لإبنه من بين تلك الفئة التى يدعوها الكتاب فقراء يهوة أي اولئك الذين ترقبوا الخلاص. وكلنا يعلم أن سقطة الإنسان الأولى كان سببها الكبرياء (سقطة الشيطان -اشعيا 13:14-14، سقطة آدم -تكوين5:3).

لقد كانت السقطة الأولى للإنسان هى خطيئة الكبرياء “تصيران آلهة عارفي الخير والشر” (تكوين 5:3) وسقطة الشيطان كانت أيضا بسبب الكبرياء كما جاء فى سفر اشعياء (أشعيا 13:14-14). فمن رفع نفسه اتضع ومن وضع نفسه ارتفع”(متى12:23)، وكما يوصينا معلّمنا بولس الرسول قائلاً:”فالبسوا كمختاري الله القديسين الـمحبوبيـن أحشاء الرحـمة واللطف والتواضع والوداعـة والآنـاة”(كولوسي12:3).

إكرام: أقرأ وتأمل من وقت الى آخر في الكتب التقوية التي تتحدث عن فضائل القديسة مريم العذراء.

صلاة: إذكري يا مريم العذراء الحنون، أنّه لم يسمع قط ان احداً التجأ إلى حمايتِك وطلب معونتكِ ورُدّ خائباً.فأنا بمثل هذه الثقة، التجيء اليكِ أيتها الأم، عذراء العذارى، وآتي إليكِ، واجثو امامَكِ، أنا الخاطئ المسكين، متنهّداً،فلا ترذلي تضرّعاتي، يا امّ الكلمة، بل استمعي لي بحنو وإستجيبيني. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

السبت 12 مايو: مريم العذراء أم عمانوئيل ومنها أصبح الكلمة جسدا

هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا” (متى 23:1)

جاء فى سفر اشعيا نبؤة ميلاد عمانوئيل من عذراء”ولكن

يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (اشعيا14:7) وإن “إيل” الموجودة في آخر الاسم عمانوئيل هو اسم اللّه، كما يورده إشعياء في نبواته.

وعندما أقام السيد المسيح إبنة أرملة نايين من الموت جاء “فأخذ الجميع خوف،ومجدوا الله قائلين:قد قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه”(لوقا16:

مريم العذراء هى من منها أصبح الكلـمة جسداً والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا”(يوحنا14:1)

سرّ الدهور كلها أن الكلمة الإلهي الأزلي صار جسدًا، إذ اتحد اللاهوت بالناسوت، وصار واحدًا منا. من رآه وتلامس معه رأى مجد الابن الوحيد لأبيه كما شهد القديس يوحنا المعمدان بذلك “يوحنا شهد له ونادى قائلا: هذا هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي”(يوحنا15:1) وتمتع بالنعمة والحق”ومن ملئه نحن جميعا أخذنا، ونعمة فوق نعمة لأن الناموس بموسى أعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر” (يوحنا16:1-18).

من أجلنا أخلى نفسه عن مجده الإلهي المنظور، وكما يقول الرسول بولس: “الذي كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، أخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس” (في 2: 6-7).. هذا الإخلاء لم يسبب تغييرًا في خصائص لاهوته، لأن لاهوته المتحد بناسوته لم يمتزج معه، إنما بتأنسه صار الكلمة إنسانًا كاملاً حقيقيًا وهو العلي الإله السماوي. بهذا فتح لنا بابًا إلى الأقداس السماوية. “فإذ لنا أيها الاخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب، أي جسده” (عبرانيين 10: 19-20). آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الأحد 13 مايو: مريم العذراء وزيارة بيت زكريا الكاهن (عيد سيدة فاطيما)

وامتلأت أليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك(لوقا41:1، يهوديت18:13)

هنا كانت القديسة اليصابات تحت تأثير الروح القدس الذى كان يتكلم بفمها. يوحنا ابتهج بقدوم مريم الحاملة للرب يسوع فإرتكض فى بطن امـه،تماما مثلما رقص داود بكل قوة امام تابوت الله حين دخوله اورشليم. مريم تنشر البشرى،تنشر السلام والفرح وتحمل المسيح للآخريـن. عندما تلاقت اليصابات ويوحنا بالمسيح فرحا وتهللا ونطقت اليصابات بالتسابيح “مباركة أنتِ فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنكِ” هذه التحية مشابهة لتلك التحية التى استقبل بها المسيح فى اورشليم “مبارك الآتى بإسم الرب”(متى29:21) و”مبارك الآتي بإسم الرب ملك اسرائيل”(يوحنا13:12) وهنا تحية لأم الـملك.

“الـمبارك” كان يستعمل عند اليهود للتعبير عن الله الذى لا يجرؤ احد ان يلفظ اسمه،فزكريا يبدأ

تسبحته “مبارك هو الرب إلـه اسرائيل”(لوقا18:1)،وفى محاكمة يسوع سنجد رئيس الكهنة يسأل

“هل أنت الـمسيح إبن الـمبارك”(مرقس7:14)،ونحجها ايضاً فى تحية ملكيصادق لإبراهيم “مبارك ابرام…ومبارك الله العلي”(تكوين19:14). وفى سفر يهوديت سنجد نفس الـمباركـة “مباركة أنتِ فى النساء”(يهوديت18:13)، وها هى بركة العذراء “مباركة أنتِ فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنكِ”.

مريم العذراء هي أم الرب كما أعلن الروح القدس على لسان اليصابات:” “فمن أين لي هذا أن

تأتي أم ربي إلي”(لوقـا 43:1)

شهدت اليصابات بالروح القدس عندما سمعت سلام مريم كما جاء “وامتلآت أليصابات من الروح القدس”،فصاحت بصوت عظيم وقالت:”فـمن أين لـي هذا أن تأتـي أم ربـّي إليّ”(لوقا41:1-45). ان الروح القدس شهد ان مريم هى “أم الرب”، فكلمة “رب” والتى جاءت فى النص اليوناني الـمكتوب بـه انجيل لوقـا “كيريوس” هى التى استعملتهـا أليصابات بعد ذلك عندما قالت:”طوبـى للتي آمنت لأنـه سيتم ما قيل لهـا من قِبل الرب“(لوقا43:1و45)، لهو شهادة صريحة من الروح القدس من أن مريم تحمل الرب.

وفـى نص بشارة الـملاك جبرائيل للعذراء أن إبنهـا “سيعطيه الرب الإلـه عرش داود أبيه ويملك على آل يعقوب إلى الأبد” (لوقا32:1)،وفـى كلمات أليصابات عندما صاحت بصوت عظيم “من أين لـي هذا أن تأتـى أم ربـي إلـيّ” (لوقا43:1) نجد إنـه بسبب مُلك إبنهـا حصلت مريـم على هذا الشرف أن تكون “أم الرب”.

إكرام: دعوة الله لنا أن نعطي دون حساب وبلا حدود، وفي ضعفنا تتجلى قوة الله فينا. كلنا مثالنا مريم، مدعوون لنعطي أكثر مما نمتلك، لأننا مدعوون أن نعطي الله للعالم. هي دعوتنا أيضاً أن نحمل كلمة الله إلى الآخر، وأن نكون قربه في بحثه عن الله، وأن نحتجب، دون شكر، ساعة تولد أرادة الرب في حياة الآخر.

صلاة: أيّها الإله الأزليّ القدير، الذي أوحيت إلى القدّيسة مريم البتول، وهي حامل بابنك المتجسّد، أن تخرج إلى زيارة أليصابات وهي حامل بيوحنا وتخدمها، إجعلنا ننقاد إلى صوت الرّوح القدس، فتعظمك نفوسنا وتبتهج بك أرواحنا مع البتول أمّنا للأبد.   بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.    

صلاة تذكار سيدة فاطيما

أيتها الحبيبة سيدة فاتيـما، سلطانة الوردية الـمقّدسة، شفاء الـمريض، معزيـة الحزين. أنى أجثو أمامك عرفاناً بحبك وإنعاماتك وكل أفضالك وبركاتك، فإظهاراً لحبي لكِ أيتها العذراء إنى أحبّكِ وأكرّمكِ وأسبّحك مدى الحياة، واعداً إيّاكِ بأن أكرّس لكِ ذاتي بمداومة تلاوة الورديـة الـمقدسة وخاصّة فيما بين أصدقائي. كوني لي أمـاً وانعطفي بنظرك الرؤوف نحوي، وكوني لي عوناً حتى لا أنقاد للتجربـة، فأنيّ عقدت النيّة على إتمام كل واجباتي الـمسيحية معتمداً على معونتكِ لي لأحرص على عدم سقوطي فى الخطيئة ولا أسيئ لأبنك الإلهـي وإليكِ فيما بعد. فإجعليني حقاً جديراً بأمومتك مدى حياتي وعند مماتي. آمين                

.

الأثنين 14 مايو: مريم العذراء وانشودة التعظيم

“طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب(لوقا45:1)

مريـم العذراء عبّرت عن فرحهـا بالتسبيح والترانيـم كقول يعقوب الرسول:”هل فيكم مسرور فليُرّتل”(يع13:5)، وأنشدت تسبحتهـا العجيبة:”فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي باللـه مخلّصي..”(لوقا46:1).

لقد أتـى الفرح فى حياة مريم العذراء بتجسد الـمسيح فى أحشائهـا فها هو يوحنا الـمعمدان “يرتكض بفرح”(لوقا44:1) فى أحشاء اليصابات ورنّـمت مريـم. وبعدهـا هتفت الـملائكة بـميلاد يسوع إبن مريـم “ها آنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب”(لوقا10:2-11).

بـمريم العذراء تحققت نبؤات الفرح التى وعد بهـا اللـه فى القديم إبنـة صهيون: “ترّنـمي يا ابنة صهيون. افرحي وتهللّي بكل قلبك يا ابنة اورشليم” (صفنيـا14:3)،”ابتهجي جداً يا بنت صهيون واهتفي يابنت اورشليم”(زكريا9:9)،و”إستيقظي استيقظي البسي عزّك يا صهيون البسي فخرك يا أورشليم”(اشعيا1:54). فرح البشارة وفرح الزيارة وفرح الـميلاد وفرح القيامـة مع التلاميذ(لوقا41:24و52).    

“لأن القدير صنع بي عظائم”(لوقا49:1)

أنشدت مريم العذراء نشيدها هذا كنبيّة فتعتبر أخر نبيـة فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد.

انها تسبحة تبين ان مريم كان ذهنها مملوء من الأسفار المقدسة فهى تشابه تسبحة حنة ام صموئيل النبي (1ملوك11:1) ولكن تسبحة حنة انتظار للمسيا واما تسبحة العذراء مريم فهى للفرح بتحقيق هذا الأمل. تسبحة تشبه ترنيمة التعظيم لاشعيا النبي “فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالرب..”(اشعيا10:16-11). لا تنسب مريم لنفسها شيئا بل ان كل شيئ هو من نعمة الله. ها هى ابنة الناصرة القرية الفقيرة والحقيرة يحبها الله “نظر الى تواضع أمتـِه”. لقد ترك الله كل الخراف وبحث عن خروف واحد وعن درهم واحد وعن مريض واحد فى بركة. لم تتكلم مريم عن الله باسمه ولكن بصفاته فها هى تدعوه القدير و القدوس و اله الرحمة. قيل ان هذه التسبحة هى تمهيد للموعظة على الجبل التى سيعلن المسيح فيها طوبى للمساكين والودعاءوالحزانى والجياع(متى5). هذه التسبحة تعلن عن ما فى نفس مريم من عمق الشركة مع الله”هل فيكم مسرور فليسبح بحمد الله”(يعقوب13:5).

إكرام: لنعلم اطفالنا الصلوات القصيرة والابتهالات البسيطة الموجهة ليسوع.

صلاة: يا سلطانتي وأمّي، إنّي أقدّم لك ذاتي بكليّتها. وإظهارًا لصدق خدمتي نحوك، أكرّس لك اليوم، نظري وسمعي، وفمي وقلبي، وذاتي بجملتها. وبما أنّي خاصّتك، أيتها الأم لحنون، إحفظيني وحامي عنّي، كعبدك وخاصّتك. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الثلاثاء 15 مايو:مريم العذراء ووعد الله لإبراهيم

“كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد”(لوقا55:1)

كان الله قد وعد إبراهيم قائلاً:” وانا اجعلك أمّةً كبيرة، وأباركك، وأعظّم اسمك، وتكون بركة..ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض” (تك18:22،2:12).هذا النسل كما يؤكد القديس بولس هو الـمسيح:”لقد قيلت الـمواعيد لإبراهيم ولنسله. ولا يقول وللأنسال يعنى كثيرين بل ولنسلك يعنى واحداً وهو الـمسيح”(غلاطية16:3).

إذاً لقد اختير ابراهيم لكي يولد من نسله يسوع المسيح مخلص جميع الأرض.

هذا الوعد كان الله قد جدّده لداود :”واذا تـمت أيامك وإضطجعت مع آبائك وأقمت من يليك من نسلك الذى يخرج من صلبك واقررت ملكه فإني اقر عرش ملكه الى الأبد. انا اكون له اباً وهو يكون لي ابناً..وأقيمه فى بـيتي وفى ملكي الى الدهر ويكون عرشه ثابتاً الى الأبد”(الـملوك الثانى 12:7).

وهذا ما سوف يذّكر بـه الـملاك جبرائيل مريم العذراء:”ها انت تلدين إبنا وتسمينه يسوع. انه يكون عظيما وابن العلي يدعى وسيعطيه الرب الإله عرش داود ابيه ويـملك على بيت يعقوب الى الدهر ولن يكون لـملكه إنقضاء”(لوقـا31:1-33).

والقديس يوسف خطيب مريم العذراء كما جاء فى سلسلة النَسَب حسب القديس متى نجده قد أتى بعد 39 مرة من عبارة “فلان وَلَدَ فلان” فنقرأ:”يعقوب وَلَدَ يوسف رجل مريم التى منها وُلد يسوع الذى يُدعى الـمسيح”،فيكون يوسف هو من الناحية الطبيعية آخر حلقة فى السلسلة الداودية الـمباشرة وهو الذى يوم أبرم زواجه بـمريم أدخل يسوع الى ذريّة داود،فالإنتماء النسلي يـمر عادة بالرجل وبهذا تكون النبوءات قد تـمّت ويوسف قد ساهم فى ذلك التدبير الفدائي الذى أعده الله من أجل تـميم فداء البشر.

إكرام: أقرأ وعود الله التي جاءت في العهد القديم عن من هو المسيّا المنتظر.

صلاة: أُذكري، يا مريم العذراء الحنون، أنّه لم يُسمَع أنّ أحدًا التجأ إلى حمايتك، وطلبَ معونتك والتمس شفاعتَك، ورُدّ خائبًا. فأنا الخاطئ، أتقدّم إليك بهذا الرجاء، وبهذه الثقة، وأنطرح على قدميك، متنهّدًا تحت نير خطاياي، ملتجئًا إليك. فلا ترذُلي تضرّعاتي، يا والدة الكلمة الإلهيّة، بل استمعيها واقتبليها بحنوّ. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

 

الأربعاء 16 مايو:مريم العذراء وميلاد الطفل يسوع

“فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود وعشيرته…..مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر”(لوقا7:2)

بيت لحـم، الـمكان الذى وُلد فيـه داود من قبل (1ملوك15:17)، وهو الـمكان الذى مُسح فيـه ملكـاً (1ملوك13:16).

مدينة داود، بيت لحم، بيت الخبـز، فليس غريبـاً ان بيت لحم هذه تعطى للعالم كله خبز الحيـاة، الـمن الحقيقـي “يوحنا48:6)، ألـم يقل العهد القديـم انـه من نسل داود ومن بيت لحم القريـة التى كان داود فيهـا سيأتـى الـمسيح(يوحنا42:7).

في بيتَ لحم في فِلَسطين. كما أنبأ بذلك ميخا النبيّ: “وأنتِ يا بيتَ لحمُ، أرضَ يَهُوذا، لستِ أصغرَ ولايات يَهُوذا، فمنكِ يخرج الوالي الذي يرعى شعبي..” (ميخا 5/1 ومتّى 2/6).

ولد لكم اليوم فـى مدينـة داود مخلّص هو الـمسيح الرب وهذه لكم العلامـة تجدون طفلاً مقمطا مضجعـا فـى مزود”(لوقا12:2).

أما عن “إبنها البِكر” وهنا لقب “البِكر” الذى يطلق على يسوع “فولدت ابنها البكر”(لوقا7:2) لا يعنى مطلقاً أن العذراء قد ولدت أبناء بعد يسوع فالقديس متى إنـما دعا الـمسيح البِكر Prototokos لأن العذراء لم تلد مولوداً قبله لا لأنها ولدت بعده فهذه هى شريعة الرب القائلة:”قدّس لي كل بِكر فاتح رحم من بنى اسرائيل (خروج2:13)،(لوقا22:2-23). ويقول القديس ايرونيموس فإذا كان اللقب البِكر يتعلق فقط بمن لهم أخوة أصغر منهم فان الكهنة ما كانوا يستطيعون ان يطالبوا بالأبكار الى ان يولد ما بعدهم حتى يتم التأكد من أنهـم الأبكار. ويسوع هو بِكر الآب و”بِكر كل خليقة”(كولوسي15:1) وهو “البِكر من بين الأموات لكى يكون هو الأول فى كل شيئ”(كولوسي18:1)، “انت ابنى وانا اليوم ولدتك وأيضا أكون له أبا وهو يكون لي ابناً”(عبرانيين5:1-6).

“فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل” (لوقا7:2)

يقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين(150م)،إن القديس يوسف ومعه العذراء مريم عندما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيها أحد،إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد. فإتجها الى الخان (الـمنزل أو النزُل) وهو مكان يشبه اللوكاندة تستقبل الـمسافرين،فلما لم يجدا فى الـمنزل مكاناً إلتجأ الى المغارة الـملحقة والتى كانت مخصصة للدواب وباتا فيهـا وهناك ولدت إبنها البِكر وقـمّطته وأضجعته فى الـمزود. ولقد شيّدت الملكة هيلانـة كنيسة فوق هذا الـمكان الـمقدس سنة 330م، وبعدها قام الإمبراطور جوستينان الأول(483-563م) وبنى كاتدرائية كبرى على هذا الـمكان،ويقال ان الكنيسة الحاليـة فى بيت لحم هى بقاياها أعيد ترميمها.

إكرام: في بيت لحم وُلدت دعوتنا، دعوة لأن نكون في العالم، حاملي بشارة من العالم الآخر إلى إخوتنا، بشارة لا يقدر هذا العالم أن يقدّمها. نرتقي بهم من مادية الكون والسلطة والمال، من قصور هيرودس وبيلاطس وقياصرة العالم، إلى مغارة تعطي الحياة. حاول ان تبدأ بشارتك لمن حولك أولا وان تكون اكثر انتباها لإحتياجاتهم الروحية.

صلاة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب ساعدني ان انمو في الحياة الروحية. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الخميس 17 مايو: مريم العذراء ام المسيح المخلّص والمسيّا المنتظر

“ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس” (غلاطية4:4)

“ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح “ (متى16:1)

كل ما جاء فى الكتب والنبؤات عن المخلّص المنتظر قد تحقق بتجسّد كلمة الله فلو قرأنا العهد الجديد ومطابقتها بما جاء فى العهد القديم سنتحقق من مجيئ المخلّص المنتظر منذ بدء الخليقة:

– قول الملاك للرعاة: “أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب”(لوقا11:2)

شهادة يسوع:” روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم، وجلس . وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم”(لوقا18:4-21). وايضاً”قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا، الذي يقال له المسيح، يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء.قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو”(يوحنا25:4-26).

“أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” (لوقا11:2)

فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” (متى21:1)

يسوع المخلص: وقد تسمى يسوع حسب قول الملاك ليوسف (متى 1 : 21), ومريم (لوقا 1 : 31). ويسوع هو اسمه الشخصي. أما المسيح فهو لقبه. وقد وردت عبارة “الرب يسوع المسيح” نحو 50 مرة في العهد الجديد. ويسوع المسيح أو المسيح يسوع, نحو مئة مرة. بينما وردت كلمة المسيح أيضاً بالمخلص (لوقا 2 : 11). ووردت لفظة يسوع وحدها على الأكثر في الأناجيل, ويسوع المسيح, والرب يسوع المسيح في سفر الأعمال والرسائل.من الوجهة اللاهوتية فلا يوجد بين الله والبشر سوى واسطة واحدة ألا وهو سيدنا يسوع الـمسيح الذى تجسد وخلصنـا، ومريم العذراء لـم تخلّصنـا ولكنها كانت السبب فى خلاصنـا بولادتهـا يسوع مخلصنـا، ولـما كانت هـى أم يسوع- عندما جاء الـملاك جبرائيل للقديسة مريم ليبشرها بالـميلاد العجيب قال لها “ها أنتِ تحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وإبن العلي يدعى” (لو 32:1)، فالذى ولدته العذراء هو يسوع (يهوة يخلص) وهو ابن العلي،الله الكلمة الـمتجسد، وعند ظهور الـملائكة للرعاة فى بيت لحم قالوا: “أنـه قد وُلد لكم اليوم مُخلص وهو الـمسيح الرب فـى مدينة داود”(لوقا11:2)، وكما جاء فى رسالة القديس بولس الرسول:”فلّما بلغ ملء الزمان ارسل الله إبنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس”(غلاطية4:4).

انّ تدخّل الله ليكوّن بقدرته الإلهيّة طبيعة يسوع الإنسانيّة في أحشاء مريم العذراء التي لم تعرف رجلاً هو علامة لتدخّله الخلاصي في شعبه وفي العالم أجمع. فالمولود اسمه يسوع الذي يعني بالعبريّة “الله يخلّص”. وستقوم رسالته على أنّه “هو الذي يخلّص شعبه من خطاياهم” (متى 21:1). فخلاص البشر لا يمكن أن يأتي من إنسان، فالإنسان محدود في الزمان والمكان، ولا يمكنه أن يحقّق بنفسه المصالحة مع الله القدير الذي يفوق كل زمان ومكان. خلاص البشر ومغفرة خطاياهم لا يمكن أن يحقّقهما إلاّ الله وحده: “من يقدر أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده؟” (مرقس 2: 7). “والله هو الذي صالح في المسيح العالم مع نفسه ولم يحسب عليهم زلاّتهم”(2 كورنثوس 5: 17). وبما أنّ الخلاص لا يمكن أن يأتي إلاّ من الله، فالقول إنّ يسوع هو مخلّص إشارة واضحة إلى ارتباط خاصّ بين يسوع والله. رسالة يسوع هي إذًا فريدة بين البشر: إنّه هو المخلّص، وتكوين طبيعته الإنسانية أيضاً فريد بين البشر. إذ لم يُسمعَ قطّ أنّ امرأة تلد ابنًا من غير رجل. فمن فرادة الرسالة نخلص إلى فرادة الرسول. إنّه ليس مجرّد رسول كسائر الرسل البشر، وليس مجرّد نبيّ كسائر الأنبياء البشر. إنّه إنسان، ولكنّه أيضاً أكثر من إنسان. وهذا ما يعبّر عنه يوحنّا بقوله: “والكلمة صار جسدًا وسكن في ما بيننا. وقد شاهدنا مجده، مجدًا من الآب لابنه الوحيد” (يو 1: 14). إنّه “ابن الله” الكائن منذ الأزل مع الله. إنّه ابن الله المخلّص. ومريم هي أمّ ابن الله المخلّص.

ولقد اطلقت الكنيسة هذا اللقب “ام المخلص” على القديسة مريم أم يسوع عندما اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني فى رسالته فى 25 مارس 1987.

إكرام: احمل صورة سيدتنا مريم العذراء واضعا اياها فوق قلبك. وقل لها بشوق مرارا كثيرة: يا مريم اريد ان يكون هذا القلب لك.

صلاة: يا إلهي أنا أؤمن بك واعبدك ورجائي فيك واحبك لأنك أنت مخلّصي الوحيد، أطلب منك العفو لأولئك الذين لا يؤمنون بك ولا يعبدونك ولا رجاء لهم فيك ولا يحبونك. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.           

       

الجمعة 18 مايو: مريم العذراء ورعـاة بيت لحم

“قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب فجاءوا مسرعين، ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود” (لوقا16:2)

في تلك الكورة، أي في الأرض المجاورة لبيت لحم، كان هناك رعاة يتناوبون الحراسة. أنهم ليسوا رعاة عاديين، بل هم غالبًا مسئولون عن رعاية الأغنام المخصصة للذبائح التي ستقدم للهيكل. ولعلهم وهم يقومون بحراسة رعيتهم كانوا يتأملونها وهى تتحول إلى ذبيحة تحترق على المذبح من أجل رفع الخطايا، بل كانوا متوقعين بالصبر الذبيحة الحقيقية التي ترمز إليها كل هذه الأغنام، يسوع الحمل الحقيقي الذي يفدى شعبه بذبيحة نفسه (عب 9: 26). اشتاق الرعاة إلى مجيء المخلص، فاستحقوا أن يكونوا أول من تعلن لهم البشارة بالفرح العظيم “أنه وُلد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب”.

لم تشعر الأرض بميلاد المسيح، لم يشعر الكهنة ولا العظماء ولا الفريسيين.. إلخ. ولكن السماء اهتزت، ولم تستطع أن تصمت أمام هذا المشهد العجيب فإله السماء، ها هو الآن في مذود. والملائكة بشروا الرعاة بأنه ولد لكم= فكل ما حدث هو للبشر. فالمسيح وُلِد فقيرًا ليغني كثيرين وولد متواضعًا ليرفع المتضعين وبقدر ما نكون له يكون هو أيضًا لنا. وبقدر ما نبذل لأجله ونعطيه تكون مكاسبنا. مخلص هو المسيح الرب= نرى في هذه الآية أن يسوع هو المسيح، الرب يهوه، المخلص [يهوه هو المخلص (إش11:43)]والذي تأنس وصار إنسانًا ومُسِحَ بالروح القدس ليكون ملكًا وكاهنًا ونبيًا. لقد سبحته القوات السمائية لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة. فلقد وُلِد كثير من الأنبياء العظماء ولم يتهلل السمائيين هكذا فهم جميعًا كانوا خدامًا لهذا المولود. وهذه لكم العلامة= هم لم يسألوا علامة ولكن الملاك أعطى لهم علامة ليعرفوه.

ان الرعـــــاة هـم جماعة من اليهود كانوا على مقربة من بيت لحم،ظهر لهم ملاك،فخافوا خوفاً

شديداً , وأعلن لهم البشرى وأعطاهم العلامـة. علامة للإيمان كما هى عادة الله مع بني إسرائيل لأنه يعرف قساوة قلوبهم, فتشاوروا وذهبوا مسرعين ووجدوا العلامة فآمنوا،وأخبروا بما سمعوا.وعادوا يـمّجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا.

إكرام: اسأل نفسك إذا ما كانت حياة وموت وقيامة المسيح قد أزالت الخوف من قلبك ام لا؟ فإذا كانت الإجابة ب “لا” فأسأل الرب ان يحررك لأنه لهذا السبب جاء بيننا.

صلاة: أيها الرب القدير كما حولت قلوب رعاة بيت لحم بعد أن شاهدوا ميلاد إبنك العجيب فعادوا يسبحونك ويمجدونك دعنا أن نسبحك ونمجدك على الدوانم نحن الذين عرفنا وآمنا بيسوع المسيح. آمين.

بيت من المسبحة + طلبة العذراء المجيدة

 

السبت 19 مايو: مريم العذراء من إحتفظت بكل شيئ فى قلبها

“وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها “(لوقا19:2)

لقد أعطتنـا القديسة مريم العذراء مثالاً صالحاً فى حياة الصمت:”أما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الأمور متفكرة بـه فى قلبهـا”(لوقا19:2)، فهى لـم تكن تحفظ الكلام فقط بل كانت تتفكر به فى قلبها. لقد رأت مريم العذراء أموراً عجيبـة فى حياتهـا كبشارة الـملاك جبرائيل وتسبحة اليصابات لها وإرتكاض الجنين فى أحشائهـا، ورأت زكريا الكاهن الذى صار صامتـاً، وتحيـة الرعاة وزيارة الـمجوس ونبؤة سمعان الشيخ فى الهيكل وجلوس الطفل يسوع بين الـمعلـمين، وغيرها من الأحداث ولكنهـا كانت صامتـة “متأملـة فى قلبهـا”. صمتت أمام يوسف النجار وقت أن ساوره الشك ولم تدافع عن نفسها،وصمتت أمام أحداث الهروب وشكوك اهل الناصرة، وتحت الصليب، ولكنهـا تكلـمت واخبرت الرسل وفأخبرتهـم بـما لـم يُخبروا عنـه فكتبوا الأناجيل فى ضوء ما تكلـمت به إليهـم.

إكرام: حاول ان تتذكر وعود عمادك المقدس او وصايا العروسين التي ألقيت عليك يوم حصولك

على سر الزواج المقدس.

صلاة: اللهمّ، يا من أوصلتنا بعنايتك الأبويّة إلى هذا اليوم وتلك الساعة، نسألك أن تعضدنا بنعمتك الإلهيّة دائما، حتّى نتجنّب كلّ خطيئة، وتجعل كلّ أفكارنا، وأقوالنا، وأفعالنا، متّجهة نحو عمل مرضاتك، وحفظ وصاياك، ووصايا كنيستك، وواجباتنا. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الأحد 20 مايو: مريم العذراء وتقدمةِ يسوع فـى الهيكل (عيد حلول الروح القدس)

“صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب”(لوقا22:2) الصعود الى الهيكل كان عملاً تقويـاً مستمراً عبر الأجيال، انه تقديم الإبن البِكر الى الله وتقديم ذبيحة عوضاً عنه حيث قال الناموس:”كل بِكر إنسان من أولادك تفديه ويكون متى سألك إبنك غداً قائلاً ما هذا؟، تقول له بيد قويتة أخرجنا الرب من مصر من بيت العبوديّة وكان لـمّا تقسّى فرعون عن إخراجنا ان الرب قتل كل بِكر فى أرض مصر”(خروج13:13-16). وكان البِكر بنوع خاص يعتبر مخصصاً للـه منذ ليلة نجاة أبكتر إسرائيل ليلة خروجهم من أرض مصر، وإستمرت ذكرى هذه الليلة ماثلة فى أذهان كل يهودي بواسطة ثلاث فرائض يقوم بها سنويـا (خروج9:13و14:12و16:13).

ان الاحتفال بتقديم الطفل يسوع الى الهيكل كان عمل له شقين: ليقدموه للرب (لوقا22:2) و يقدموا ذبيحة (لوقا24:2)

“ليقدموه للرب” – وكلمة “يقدموه” هى نفس الكلمة الـمستعملة فى رسائل بولس الرسول”قدّموا أجسادكم ذبيحة حيّة مقدسة مرضيـة عند الله”(رومية1:12) و”قدموا أعضاءكم عبيداً للبِر للقداسة”(رومية19:6)، انهـا تعنى تقديم ذبيحة أو قربان او تقديم كائن معين ليتقدس للـه.

“ليقدموا ذبيحة” – تقدمة فرخى يمام او زوجي حمام للذبيحة وكان أحد الطائرين يُذبح ويُحرق بكامله للرب، أما الآخر فيُذبح وينضح الكاهن من دمه على الأم فتتطهر (لاويين8:12). فالطائر الأول يُقدم كمحرقـة رمز العطاء الكليّ والتقديس الكامل للرب، والدم رمز للتطهيـر.

إكرام: مريم تحمل إبنها إلى كل مؤمن، تقول له: هذا هو معنى دعوتك، نقطة أنطلاقك

ووصولك، فأعلن في العالم صدق وعود الرب لنا ووفاءه، وأعلن حقيقة المخلّص كوسيلة وحيدة لخلاص الكون أجمع

صلاة: يا مريم العذراء القديسة قدميني انتِ بيديك الي ابنك يسوع حتى يقبلني في ملكوته. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.  

صلاة في عيد حلول الروح القدس:

يا حبيبي يسوع، عين الجود والصلاح، الذي قَبْلَ صعودِه إلى السماء قد وعد الرسل والتلاميذ بإرسال روحه القدوس ليعزيَهم ويشددَهم، تعطَّف وارسل الينا هذا الروح الذي يقدّس النفوس ليحلَ فينا ويملأنا من مواهبه السنيَّة. فتعال، يا روح الحكمة، وحل فينا لتطلعنا على الخير الحقيقي وتوفّر لنا وسائل الحصول عليه. هلمَّ وحلَّ فينا، يا روح الفهم، وأنرْ عقولَنا لنُدركَ حقائقَ ديانتنا المقدسة واسرارَها العميقة. هلمَّ وحلَّ فينا، يا روح القوة، واشغفْ قلوبَنا بحُبِ الله وقوّنا على العمل بواجباتِنا حيث لا يثنينا عنها شيء من امور الدنيا. تعالَ، يا روح المشورة، وحلّ فينا ليتسنى لنا ان نعرف ما يجب علينا عمله بحسب مشيئة الله تعالى. تعال، يا روح العلم، وحلَّ فينا لنعرف الله وذواتنا على اكمل نوع.  فمنك نطلب بكل لجاجة هذا العلم الالهي الضروري لنا وهو اساس كل فضيلة.  ثم اكرر الطلب بالحاح مع القديس اوغسطينوس قائلاً: “الهي انعم عليَّ بان اعرفك واعرف ذاتي”. هلمَّ، يا روح التقوى، وحلّ فينا لنقوى على اتمام الوصايا الالهية والمشورات الانجيلية بكل نشاط وسرور.  وانعم علينا بان نختبر ان نير الرب في الحقيقة هيِّن وخفيف، فلا نستنكف من حمله. هلمَّ، يا روح مخافة الله التي هي رأس الحكمة، وحـلَّ فينا واعضدنا لكي نفضّلَ دائماً احتمال العذاب على اقترافِ الخطيئة. المجد لك ايها الآب الازلي الذي يحيا ويملك مع ابنه الوحيد وروحِهِ القدوس المعزي النفوس إلى ابد الآبدين. آمين.

                                              

الأثنين 21 مايو: مريم العذراء ونبؤة سمعان الشيخ

“وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة”(لوقـا 35:2)

قد تنبأ سمعان الشيخ عن سيف الأوجاع والألم الذى سيجوز فى نفس مريم فقال لها:”وأنت أيضا سيجوز فى نفسكِ سيف لتُعلن أفكار من قلوب كثيـرة”(لوقا35:1).

وأحزان القديسة مريم كما جاءت فى الكتاب الـمقدس تشمل: نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)، ولادتهـا ليسوع فى مغارة (لوقا7:2)،الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،قتل أطفال بيت لحم (متى16:2-18)،فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)،الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،ثـم وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42) فصدقت فيهـا نبؤة ارميا النبي القائلة: ” ماذا أُشبّـه بكِ يا بنت أورشليم ماذا أساوي بك فأُعزّيكِ أيتهـا العذراء بنت صهيون”(مراثـى ارميا 13:2)..

وتأملنـا فـى كل تلك الآحزان يجعلنـا نفهـم أن العذراء مريـم قد إجتازت كل تلك الأحزان الأرضيـة بثقـة وإيـمان ورجـاء صادق فـى وعد الله بالحيـاة الأبـديـة، وهذا بالتالـى يدفع فينـا الثقـة فـى التشبـه بهـا فـى كل ما قد نتعرض لـه على الأرض من آلام وأحزان فلا يهتـز إيـماننـا، وأيضاً يبث فينـا الرجـاء والثقـة انـه مهـما طلبنـا منهـا فهـى تعرف من هـم الأبنـاء بكل مـا يتعرضون لـه من أحزان

وضيق على الأرض فتصلّي وتتشفع من أجلنـا.

إكرام: سلم ارادتك دائما ً لله في السراء والضراء فهو أب رحوم.

صلاة: يا الله، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الثلاثاء 22 مايو :مريم العذراء و زيارة المجوس للطفل يسوع

وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له”(متى11:2)

جـاء فى إنجيل متى (7:2-13) ذكراً لحادثة زيارة مـجوس من المشرق الى أرض اليهودية

باحثين عن” المولود ملك اليهود” لأنهم رأوا علامة ..”نجمـه فى المشرق” ، فجاءوا “للسجود له”

وإضطربت أورشليم وملكها هيرودس من تلك الزيارة ..وإستمع المجوس لتلك النبؤة عن مكان ميلاد المدبر الذي يرعى شعب إسرائيل وعن مكانة بيت لحم و أيضا أصغوا الى رغبة هيرودس الخبيثة من ان يذهب هو ايضا للسجود..وغـادروا أورشليم وأرشدهم النجم الذى ظهر لهم فى الشرق الى مكان الصبي ..”ورأوا الصبي مع مريم امه فخـروا وسجدوا لـه ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولبانا ومراً” ….وإنصرفوا فى طريق اخرى الى كورتهم بعد ان أُوحي اليهم فى حلم ان لا يرجعوا الى هيرودس.

المجــوس….من هم؟ ولأي غرض جاءوا؟ وما هى حقيقة النجم الذى ظهر؟ ولماذا ظهر لهم دون غيرهم؟ وما هذا النجم الذى يظهر ويتحرك ويختفى ثم يعاود الظهور؟..

المجوس..تضاربت الأقوال عنهم فمن قائل إنهم حكماء من أهل العلم المشتغلين بأمور الفلك وكانوا فيما يقال ملوكــاً وأسماؤهم غضبار وبلطاشصر وملكيور والبعض يقول انهم من بلاد العرب والبعض يقول انهم كانوا من دولة الفرس وكانوا ينتظرون مخلصا فى معتقداتهم مولود من بتول وكانوا ينتظرونه كل الف سنة، وهؤلاء كانوا من رتبة الكهنة وهم ليسوا ملوكا بل هم طبقة ما بين الملوك والشعب، برعوا فى علم الفلك والنجوم وكان كل همهم رصد النجوم وظهر لهم نجم غريب لم يشاهدوه من قبل فرجعوا لكتبهم وعرفوا بالنبؤة فتبعوا هذا النجم بكل شغف ليعرفوا هذا المولود المخلص. ففوجئوا بانه يتحرك ويسير بخلاف عادة النجوم فى حركتها العادية وسار هذا النجم حتى بلاد فلسطين ثم اختفى. ظهر النجم للمجوس بعد مقابلتهم لهيرودس وارشدهم لبيت الطفل “ووقف حيث كان الصبي”..نجم غريب حقا. ان ظهور النجم للمجوس كان تأثيره عجيب عليهم فهم كانوا لن يصدقوا اى شيئ لكن نجم مثل هذا دفعهم للسفر والترحال الى اليهودية وإجتياز أخطار الطريق ثم اخطار مقابلة ملك اليهودية ..”اين هو ملك اليهود لقد رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له”..جاء المجوس ليسجدوا بعدما رأوا العلامة..جاء المجوس لتعليم اليهود، فها هم اهل نينوى والمرأة السامرية والنعانية وملكة التيمن صدقوا مارأوه وآمنوا ، ولكن اليهود أهل النبؤات قست قلوبهم. نجم واحد ساروا ورائه..آمنوا وتجرأوا وتحدوا الملك..إنها شجاعة الإيمان. توقعوا ان يلقوا ملكاً من اجل هذا سألوا عليه فى بيت الملك، ولكنهم وجدوا طفلاً فى أقماط بدون حرس ولا جيوش..اي خير كانوا يترجونه وقد أبصروا أمامهم كوخا وأماً مسكينة..! ولكن الكتاب يقول عنهم “فخروا وسجدوا وقدموا له عطاياهم”.. “خروا” معناه إنسكاب القلب..”سجدوا” معناه إنسكاب الجسد..”قدموا” معناه إنسكاب النفس. لم يخافوا كما قلنا غضب او إضطهاد او تعذيب او هزء ، ولم يكن عندهم وعد إلهي بالخلاص بل أقوال حكيمهم زرادشت ولكنهم بحثوا عنه وفتشوا. أن المجوس هم اول من آمن من الأمميين بالمسيح. إن هذا لا يعني مطلقا ان علم الفلك والسحر ورصد النجوم قد دفع هؤلاء المجوس لأن تؤمن، انهم كاموا حكماء وعرفوا بحكمتهم من هو المسيا الآتي لخلاص العالم أجمع. وعندما تقابلوا مع هيرودس، إضطرب هو وجميع من فى أورشليم..أهذه الدرجة ينزعج العالم من خبر ظهور المخلص؟؟. وأراد هيرودس ان يختبر صحة أقوال المجوس فطلب منهم الذهاب والتحقق وفى نفس الوقت أرسل جواسيسه وراءهم..فإن كان حقا هناك مولود سيصبح ملكا لليهودية بدلا منه ومن أولاده فليقتل. وبالفعل أصدر أوامره بقتل أطفال بيت لحم وكان هؤلاء الأطفال يتراوح أعمارهم ما دون العامين وبلغ عددهم بالألاف حسب أقوال بعض المفسرين هم أول شهداء المسيحية. ويقول هيرودس للمجوس “افحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه أخبروني لكي آتي انا أيضا وأسجد له”.ألم يقدر هذا الملك ان يذهب وحده لهذه البقعة ويسجد؟.

يذكر الكتاب المقدس ان المجوس “قدموا عطاياهم”..ذهباً ولباناً ومـراً.. إنها رموز للملك والكهنوت

والألم..فكأنهم يعلنوا ان هذا المولود هو ملك الملوك والكاهن الأعظم وعن طريق الألم سيملك

ويخدم.

ويذكر لنا الكتاب المقدس ايضا انهم بعد اللقاء بيسوع “إنصرفوا فى طريق أخرى الى كورتهم” ، انه ليس هربا او تخوفا ولكنهم تغيـروا،جاءوا عن طريق وعادوا من طريق آخر ، تغيرت حياتهم.

“إذ أوحي اليهم فى حلم”..حلم ورؤيا يعني انهم امتلئوا نعمة وتغيروا فمن قبل اللقاء كان نجم يتحرك فى السماء وبعد لقاء يسوع كلمتهم السماء فى حلم كما كلمت يعقوب ويوسف ودانيال.

إكرام: اعط مثالاً صالحاً باحترامك يوم الرب وكمل كل ما تفعله بروح الله، فهذا طريق القداسة.

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، اجعلي نو إبنك الإلهي يقودني نحوه ولا تبهرني أضواء العالم

عن نوره العجيب. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الأربعاء 23 مايو: مريم العذراء المغتربة في أرض مصر

فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر(متى14:2)

تكلّم الـملاك مع يوسف فى حلم ليوجه له أمراً غريبـا أنـه الرحيـل والهروب إلى مصر قائلاً له:”قم وخذ الصبي وأمه وإهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك فإن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكـه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وإنصرف إلى مصر”(متى13:2).

وكان الرحيـل حسب أمـر الرب. لقد أمر الرب ابرام فى القديم أن يترك أهله وعشيرتـه، وها هو يطلب الآن من مريم ويوسف أن يتركا الأهل والعشيرة الى أرض غريبـة ووثنيـة. انـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيـه ابراهيم وسارة أيام الجوع، وانـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيه يوسف إبن يعقوب وهو مُباع وهارب من إخوتـه، وانـه نفس الطريق القديـم الذى سار فيه إخوة يوسف ثلاث مرّات ومعهم بنيامين ويعقوب، وأيضاً انـه نفس الطريق الذى سار فيـه موسى كليـم اللـه.

بعد ذلك وجه الملاك أمراً ليوسف بالعودة قال له:”قم وخذ الصبي وأمـه وإذهب إلى أرض إسرائيل لأنـه مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام وأخذ الصبي وأمـه وجاء الى أرض إسرائيل”(متى20:2-21).

إكرام: صلّ لكي يقوي الله إيمانك وثقتك في المسيح يسوع مخلصنا فلا ترتعب او تخاف.

صلاة: أيها الرب انظر بعين الرأفة والحنو لمن هم في ضيقة او مشكلة او فتور او يأس فيروا وجهك في هذه الأيام. أمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الخميس 24 مايو: مريم العذراء وأورشليم فى عيد الفصح

“ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد”(لوقا42:2)

“وكان أبواه يذهبان فى كل سنة الى أورشليم فى عيد الفصح”(لوقا41:2). فأعطت مريم بذلك نمـوذجا للإعتراف بسلطة الكنيسة وتعاليمها ووصاياها وتقديم أبنائنا لله. السير مسافات لتنفيذ الواجبات الدينية. تقديم كل مـا نمـلك للرب حتى أعز ما نمـلك وهم أولادنا.

بحثتِ عن يسوع لمدة ثلاثة أيام “وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل”(لوقا46:2)

بعد عودة العائلة الـمقدسة من مصر عاشت فى مدينة الناصرة حياة منطويـة كلها عمل ولـم يُذكر فى الأناجيل شيئاً عن هذه الفترة سوى ما ذكره لوقا الإنحيلي من حادثـة إختفاء يسوع فى الهيكل وعمره 12 عاما. في الثانية عشر من عمره بقيَ في أورشليم ولم يعلم أبواه إذ ظنَّاه بين الرفقة، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف ولكنهما لم يجداه. بحث عنه أبواه، يوسف الذي نزل معه إلى مصر، لم يجده.فإنَّنا لا نجد يسوع ونحن بين الأهل والمعارف حسب الجسد، لا نجده في العائلة الجسديّة.فيسوع لن أجده بين الجموع. أنظر أين وُجد يسوع حتى تأخذ مريم ويوسف معك في البحث عنه فتجده. يقول لنا الإنجيل: وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل، لم يجداه إلا في الهيكل، كان جالسًا في وسط المعلِّمين يسمعهم ويسألهم. وأنت أيضًا اِبحث عن يسوع في هيكل الله. اِبحث عنه في الكنيسة. اِبحث عنه عند المعلِّمين الذين لا يبرحون الهيكل. اِبحث عنه هناك فستجده. لكن إن اِدَّعى أحد موهبة التعليم وليس له يسوع فهو معلِّم بالاسم فقط، لا تجد عنده يسوع… إننا نجد يسوع عند المعلِّمين الحقيقيِّين كقول البشير.

وجدت الطفل يسوع ثانية فـى بيت أبيـه

“وجداه في الهيكل، جالسا في وسط المعلمين، يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته فلما أبصراه اندهشا . وقالت له أمه: يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين، فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي”(لوقا46:2-49)

يعلّق العلامة أوريجينوس على بحث القدِّيسة مريم والقدِّيس يوسف عن الصبي يسوع، قائلاً: “وجدوا يسوع فى الهيكل وكان يسأل أحيانًا ويجيب أحيانًا، فكان عظيمًا في أسئلته. ونحن نتضرَّع إليه حتى نسمعه يسألنا ويجيبنا. لنبحث عنه بجهد عظيم مقترنًا بالعذاب، عندئذ نجده، إذ يقول الكتاب: “هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين”. لا تبحث عن يسوع في تراخِ وفتور وتردّد كما يفعل البعض، فإنَّ هؤلاء لا يجدوه. لا اِعتقد أنهما كانا معذَّبين لاِعتقادهم أن الصبي قد فُقد أو مات، فلم يكن ممكنًا لمريم أن تشك هكذا، وهو الذي حُبل به من الروح القدس، وبشَّر به الملاك، وسجد له الرعاة، وحمله سمعان، ولا يمكن أن تنتاب نفس يوسف هذا الفكر، وهو الذي أمره الملاك أن يأخذ الطفل ويهرب به إلى مصر وسمع هذه الكلمات: “لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها من الروح القدس” (مت 1: 20). لا يمكن أن يخَف يوسف على الطفل وهو متيقِّن أنه الله (الكلمة). إذن فعذاب الأبوين وسؤالهما له مغزى آخر قد لا يستشفُّه القارئ العادي. لقد بحثا عن يسوع وذُهلا لمجرَّد التفكير أنه ابتعد عنهما، أو تركهما وذهب إلى موضع آخر، أو ربَّما صعد إلى السماء لينزل في الوقت المناسب.أنت أيضًا إن فقدت ابن الله يومًا ما اِبحث عنه

أولاً في الهيكل… اِسرع واِسرع إلى الهيكل هناك تجد يسوع الكلمة والحكمة، أي ابن الله”.

ويعلّق القدِّيس أغسطينوس على كلمات القدِّيسة مريم: “هوذا أبوك وأنا”، معلنًا أنها مع ما نالته من كرامة بتجسُّد كلمة الله في أحشائها سلكت بروح التواضع أمام يوسف فقدَّمته عنها قائلة: “أبوك وأنا”. وهي تعلم أنه ليس من زرعه، لكنها خلال الحب الروحي الذي ملاْ العائلة المقدَّسة

حسبته أباه وقدَّمته عن نفسها.

ان أول كلمات نطق بها السيِّد كما جاء في الأناجيل المقدَّسة هي: “لماذا كنتما تطلباني، ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟!”. هذه الكلمات تكشف عن طبيعة السيِّد المسيح وعن رسالته كما تحدَّد لنا ملامح السلوك اللائق:

أ. فمن جهة طبيعة السيِّد المسيح، فهو وإن كان لا يتعرَّض على نسبِهِ لمريم ويوسف، إذ قالت له أُمّه: “هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين”، إذ كان يوسف أبًا له حسب الشريعة من أجل التبنِّي وان كان ليس من زرعه، وكانت مريم أُمَّه حسب الجسد، لكنه هو الذي العلي… يؤكِّد علاقته بالآب “ينبغي أن أكون فيما لأبي” معلمنا أنه ابن الله الآب!

من جهة ناسوته ينسب للقدِّيسة مريم لأنها حملته، أخذ منها جسدًا، لكنه لا ينسب جسديًا ليوسف إنما من أجل خدمته له وارتباطه المملوء محبَّة.

إكرام: مريم تبحث اليوم عن طفلها، لتقدمه للعالم من جديد، لأن ثقافة العالم قد حجبته، لأن فخر الحياة يرفض صليبه، وشهوة العين ترفض فقره، ورغبة الجسد لا تقبل حبّه. مريم اليوم تقول لنا، المسيح هو الجواب الوحيد على حاجة العالم، فلنحاور ونستمع ونحب العالم كما حاوره واستمع اليه يسوع وأحبه، لا لنرضخ لنداءاته، بل لنزرع فيه من جديد حب المسيح له، ولنعلن للكون أجمع، دون خجل ولا مساومة أن المسيح هو هو المخلص الأوحد أمس واليوم وإلى الأبد.

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، يا من حافظت على تنفيذ الوصايا والشرائع الإلهية، علميني أن أنفذها وأعمل بها بقلب مملوء حبا لله تعالى. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الجمعة25 مايو: مريم العذراء الأم التي أطاعها يسوع فى الناصرة

ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما”(لوقا51:2)

كما يقول القدِّيس أمبروسيوس: “هل كان يمكن لمعلِّم الفضيلة أن لا يقوم بوجباته لهما؟! فإنَّه لم يخضع عن ضعف وإنما عن حب”. هكذا قدَّم هذا الصبي الفريد مثلاً حيًا لطاعة الأولاد لوالديهم. ويقول العلامة أوريجينوس: “لنتعلَّم يا أبنائي الخضوع لوالدينا…. خضع يسوع وصار قدوة لكل الأبناء في الخضوع لوالديهم أو لأولياء أمورهم إن كانوا أيتام… إن كان يسوع ابن الله قد خضع لمريم ويوسف أفلا أخضع أنا للأسقف الذي عيَّنه لي الله أبًا؟!. ألا أخضع للكاهن المختار بإرادة الله؟. إن كان السيِّد المسيح قد قدَّم درسًا علميًا ومثلاً حيًا للخضوع والطاعة للوالدين، فقد أعلن بكلماته “لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟ أنه من حق الطفل أو الصبي أن يسلك في رسالته حسب مواهبه وإمكانيَّاته ولا يكون آلة بلا تفكير في يديّ الوالدين. بمعنى آخر يليق بالوالدين أن يتعاملا مع ابنهما لا كامتداد لحياتهما يشكِّلانه حسب هواهما وأمنيَّاتهما، وإنما يوجِّهانه لتنمية مواهبه وقدراته. يعاملانه كشخص له مقوِّمات الشخصيّة المستقلَّة وليس تابعًا لهما.

إكرام: حاول ان تقدّم الإكرام اللائق لوالديك لا عن إضطرار تنفيذا للوصية الإلهية بل تشبها بيسوع المسيح في حب وطاعة وخضوع.

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، علّميني كما علّمت طفلك يسوع كيف اقدم الإكرام اللائق لوالداي حتى أتمم وصية الله فأنال بركة ونعمة طوال أيامي على الأرض. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

السبت 26 مايو: مريم العذراء في عرس قانا الجليل (تذكار عيد مريم سيدة القلب الأقدس)

وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أم يسوع هناك ودعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس”(يوحنا1:2-2)

ذُكر “قانا الجليل” لتمييزها عن قانا الأخرى التابعة لافرايم في منطقة السامرة (يش ١٦: ٨؛ ١٧: ٩). “كانت أم يسوع هناكغالبًا ليس كأحد المدعوين وإنما كأحد أفراد الأسرة، لهذا أدركت أن الخمر قد فرغت الأمر الذي لا يدركه المدعوون بل أصحاب العرس. هذا لم يكن بلا معنى، فإن كان هذا العرس هو أول آية صنعها يسوع ليربط بين العهد القديم والعهد الجديد، فإن أم يسوع وهي من سبط يهوذا أحد أفراد عائلة العهد القديم تتوسط لدى ابنها ليعلن بهجة الخلاص المفقودة، فقد فرغ خمر الفرح، وانقطع الأنبياء إلي فترة طويلة، وساد الحزن والمرارة علي الشعب.

مريم العذراء قالت للخدام:”افعلوا كل ما يأمركم بـه”(يوحنا5:2)

كلمات مريم العذراء فى عرس قانا الجليل للخدام “مهما يأمركم به فإفعلوه”(يوحنا 5:2) ما زال

قائماً، ففى كل الـممارسات التقوية نجد ان هدفها هو تمجيد السيد المسيح. ومريم العذراء فى جميع ظهوراتها تكرر هذا الرجاء “مهما قال لكم إفعلوه” فهى تحرص على أن تقود ابناءها نحو الـمسيح. ان كل تمجيد او إكرام مقدم ما هو إلاّ أصداء لما كان يردده شعب اسرائيل فى القديم عند قبولهم لعهد الله على جبل سيناء:”جميع ما تكلّم به الرب نعمل به..ونأتمر به”(خروج3:24و7)، وجددوه ايام يشوع (يشوع24:24)، وعزرا (عزرا12:10) ونحميا (12:5)،وهى أيضاً تلبيـة لأمر الله القائل:”هذا هو إبني الحبيب فله إسمعوا”(متى5:17). فإذا كانت مريم تطلب منا سماع كلمة يسوع وإن كان الرب يسوع يأمرنا أن نكرّم قديسيه ألا نسمع النداء؟.

آية قانا الجليل حيث لم يرفض لها يسوع طلباً بل قدم ساعة مـجده لما عرضت عليه مريم حاجة الناس وحيرتهم (يوحنا4:2).

قصة عرس قانا الجليل تُلقي ضوءاً على علاقة العذراء مريم بالـمسيح الرب من جهة إمكا نية تشفعها عن الأخرين ومدى استجابة الرب لشفاعتها.

والكنيسة تؤمن ان عرس قانا لايزال قائما والضيف الإلهي كما كان بلأمس هو هو قائم اليوم وإلى الأبد، والبشرية هى بعينها عاجزة وقد افرغت خمرها وفى أشد الحاجة الى العون الروحي والحكمة التى تسلك بها فى ظلمة هذا العالم، وأجران التطهير فارغة ومنسية لفشل الإنسان فى السلوك حسب الناموس والوصايا، والقلوب جافة ومتلهفة وهنا كل العيون تنظر الى الأم فى توسل لكي تنقل كلمة البشرية الى آذان الضيف الإلهي لكى يرحم ضعف البشرية، لا كأنه غافل عن الـمحبة ولا كأنه لا يسمع ولا يرى ولا كأنه كان يريد ان يسمع السؤال واضحاً. ان الرب مشتاق ان تصل الى اذنه كلمة واثقة تعبر عن حاجة الناس، ولكن من شفاه مؤمنة بقدرته السرمدية ، وهو يريد قلباً يطلب منه بدالة، دالة البنوة الكاملة أو دالة الأمومة الواثقة. حينما تقدمت العذراء اليه بالسؤال”ليس لهم خمر” (يوحنا 3:2) كانت شفيعة العرس كله وكل الـمتكئين والعالـم، ولا تزال هى الشفيع لـمن ليس لهم عون. إنها لا تلح بالسؤال كمن يتضرع الى إلـه قاس ولكنها بدالة شديدة تضم توسلها الى رحمته وترفع سؤالها بالثقة حتى يـبلغ إلى إستجابة الرب الوديعة.

كـما نرنّم فـى القداس الباسيلي: “ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك يا سيدتنا كلنا

والدة الإله”.

صنع يسوع أولى عجائبه الزمنية

هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل، وأظهر مجده، فآمن به تلاميذه (يوحنا11:2)

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “هنا بدء الكشف عن مفهوم “المجد” في هذا السفر، وهو: ”

الحضرة الإلهية”. اللَّه يمجدنا حينما يعلن حضوره فينا، ونحن نمجده حينما نعلن حضوره في العالم. ففي هذه الآية أُعلن حضور الآب في ابنه وحيد الجنس، الذي يخبر عنه.

“عندما حول الماء خمرًا ماذا يضيف الإنجيلي؟ “وآمن تلاميذه به” (يوحنا٢: ١١). فهل كان للشيطان أن يؤمن به؟

ويقول القديس أغسطينوس:”إن قال قائل: لا يوجد في هذا القول دلالة كافية على أن هذه الآية هي بداءة آيات المسيح لأجل إبداعها في قانا الجليل، لأنه من الممكن أن يكون فعل في غير ذلك المكان آيات أخرى غيرها. نقول له: إن يوحنا المعمدان قد قال من قبل عن المسيح: “وأنا لم أكن أعرفه، لكن ليظهر لإسرائيل، لذلك جئت أعمد بالماء” (يوحنا 1: 31)، فلو كان المسيح فعل في عمره المبكر عجائب لما كان الإسرائيليون قد احتاجوا إلى آخر يعلن عنه. لأن ذاك (يسوع) الذي جاء بين الناس وبمعجزاته صار معروفًا، ليس فقط للذين في اليهودية وإنما أيضا للذين في سورية وما وراءها، وفعل هذا في ثلاث سنوات فقط، فإنه ما كان محتاجًا إلي هذه السنوات الثلاث لإظهار نفسه (مت 4: 24)، لأنه كان من شهرته السابقة قد عُرف في كل موضع. أقول أن ذاك الذي في وقت قصير أشرق عليكم بالعجائب فصار اسمه معروفًا للكل، لم يكن بأقل من ذلك لو أنه في عمره المبكر صنع عجائب وما كان يبقى غير معروف كل هذا الزمن (حتى بلغ الثلاثين من عمره). فإنه ما كان قد فعله لبدا غريبًا أن يفعله صبي. في الحقيقة لم يفعل شيئا وهو طفل سوى أمرًا واحدًا شهد له لوقا (لو 2: 36) وهو في الثانية عشر من عمره حيث جلس يسمع للمعلمين وقد دهشوا من أسئلته. بجانب هذا فإنه من الأرجح والمعقول انه لم يبدأ آياته في عمره المبكر، لأنه بهذا لبدت أمرًا مخادعًا. إن كان وهو في سن النضوج تشكك كثيرون فيها، كم بالأكثر لو أنه صنع العجائب وهو صغير. فإن ذلك كان قد أسرع به إلي الصليب قبل الوقت المحدد، خلال سم الحقد، ولما قُبلت حقائق التدبير.

إكرام: إذا وقفت يوماً أمام عرش الله وأكتشفت أن خمرك قد نفذت ولم تنتبه! هل إذا وقفت يوماً أمام ديّان يكشف لك كم من سنين اهدرت في التفتيش عن خمر الفرح في أجران مياه موحلة؟ هل ستندم؟ ساعة لا يعود للندم نفعٌ حين تكتشف أمامك كم أهدرت في سنين عمرك من خمر النعم أعطيتَ لك وأنت احتقرتُه، ورميته، ولم تعلم يوماً قيمته؟. والآن ابدأ بملء أجاجينك الفارغة، واسأل الله لكي يهبك ندامة حقيقية لتفرح يوما ما في عُرس الحمل الي الأبد.

صلاة: يا مريم العذراء القديسة، ان شفاعتك التي لا تقاس تدفعني دائما لأن التجئ اليك عندما تفرغ أجاجيني وخمري وعندما يتحول فرحي وسلام قلبي الي قلق وإضطراب، فلا تتركيني يا أمي في وقت شدتي.آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.    

تذكار سيدة القلب الأقدس    

اذكري يا سيدة القلب الأقدس القوة الفعالة والسلطان العظيم الذى منحك إياه إبنك يسوع على قلبه الأقدس. فأنتِ الأمينة الوحيدة لكنوز قلب يسوع، ينبوع النعم التى تتدفق بلا نهايـة. انه فى إستطاعتك أن تغمرى جميع البشر بكنوز الحب والرحمة، كنوز النور والخلاص. وها نحن بثقة تامة نلتجئ اليك لنلتمس معونتك ونستعطفك أن تمنحينا النعم التى نحن فى حاجة اليها، وكلنا أمل انه لا يمكن أن ترفضي لنا شيئا وبما انك امنا يا سيدة القلب الأقدس إقبلي صلواتنا واستجيبي لها. آمين.

إننا بملء الثقة نلجأ اليك ملتمسين شفاعتك ايتها الملكة السماوية والحارسة الأمينة على كنوز القلب الإلهي، الينبوع الفياض لكل النعم والخيرات، اغترفي منه ما تشائين وأغدقي علينا الحب والرحمة والنور والخلاص الطمأنينة والسلام. يا سيدة القلب الأقدس تفضلي وأغمرينا بالنعم التى نلتمسها بحرارة فأنت أمنا الحنون فلا تردينا خائبين، ولا ترفضي طلباتنا بل تقبلي صلواتنا بعطف وشفقة وتنازلي باستجابتها. آمين.        

الأحد 27 مايو – مريم العذراء تحت أقدام الصليب (عيد الثالوث الأقدس)

بعد ان تـم القبض على يسوع فى بستان الزيتون ليلة الخميس وحوكم وأديـن ووقف شهود زور ضده وفى فجر الجمعة يأخذونـه الى بيلاطس ثم هيرودس ثم بيلاطس مرة أخرى ويُسلّم يسوع للـموت ويُطلق باراباس. وأقتيد يسوع الى الصلب وسار فى أروقة أورشليم، هذه الأروقـة التى شهدت تعاليمه وعجائبه وشهدت أيضاً هتاف الشعب “أنت ملك اسرائيل”.

ومريـم الأم ترى كل هذا، ترى وليدهـا “رجل أوجاع متمرساً بالعاهات محتقر مرذول…” (اشعيا53)، وتراه يسقط تحت الصليب، وترى نسوة أورشليم يبكين،وترى سمعان القيراونـي، وترى الـمسامير تُدق ويُعلّق حبيبهـا على الصليب،وتسمع كلماتـه السبع الأخيرة،وما يطلبـه منهـا أن تكون أمـاً للحبيب وللجنس البشري كلـه “هوذا إبنكِ”(يوحنا26:19) وبقيت معـه حتى “نكّس رأسـه وأسلم الروح”(يوحنا30:19)،مريم العذراء هى من أصبحت أما للتلميذ الذى أحبه سوع (يوحنا26:19-27)

إكرام: تبقى مريم، الأمّ المتالّمة والمعلّمة في الإيمان، ترى وحيدها معلّقاً فتقف إلى جانب التلميذ، هي إلى جانبنا تعلّمنا معنى التتلمذ وحمل الصليب، تعلّمنا أنّ عمق الإيمان يتجلّى من خلال الصبر والرجاء والإتّكال على الله، من خلال قبول صلبان حياتنا لتحويل إلى وسيلة قداسة. مريم هي الأمّ الحزينة وهي أمّ الرجاء، معلّمة في الإيمان، حزنت، بكيت، تألّمت فقدانها وحيدٍ احبّته وكان ثمرة وعود الله لها ولشعبها، حزنت ولم تغضب، بكيت ولم تيأس، تألمت وما ثارت أو رفضت الله في حياتنا. هي المعلّمة تقود التلميذ إلى الرّب، وتبقى قربه عندما يحمل صليبه، كنجمة الصباح تقود سفينتا إلى ميناء ابنها حين تضرب بحر حياتنا عواصف اليأس والألم.

صلاة: إنني لا أريد أن أتركك تبكين وحدك يا أمي المتألمة، بل أقصد أن أرافقك بدموعي. فأنا أطلب منك اليوم هذه النعمة وهي أن تستمدي لي أن أحفظ على الدوام ذكر آلام سيدنا يسوع المسيح في عقلي وقلبي، وأن أكون حسن العبادة نحو هذه الآلام المقدسة، لكي أصرف الأيام الباقية من حياتي بالبكاء على أوجاعه تعالى بالجسد وأوجاعك.آمين. صلاة: يا مريم العذراء القديسة، آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.    

عيد الثالوث الأقدس

نشكرك أيها الآب، يا من أنت طوال الأيام وإلى انقضاء الدهر أحببتنا وافتديتنا بدم إبنك الكريم ووهبتنا روحك الحيّ القدوس. نشكرك أيها الابن على كل إنعاماتك الغزيرة علينا. نشكرك ايها الروح القدس الذي كملت عمل الآب والابن في الكنيسة. الشكر لك ايها الثالوث الأقدس لأنك تقوّينا في ضعفنا وتزرع فينا روح التجدد وروح الأخوّة والمصالحة، لنكون جماعة واحدة على مثالك، لك المجد إلى الأبد. آمين.                

الأثنين 28 مايو -مريم العذراء مع الرسل فى العلّيـة (اعمال14:1) 

الصلاة هى لقاء شركة وإتحاد بين الله والإنسان، ومخاطبة النفس للرب، وحديث القلب معـه، وسكب الروح أمـامـه، وتقديم ذبيحة التسبيح الشفهيـة لجلالـه وعظـمته اللانهائيـة. والصلاة هـى طلب لـمواهب او نِعم خاصـة من الله من أجل تـمجيد إسم الرب، وبواسطتهـا ننال منـه النعـم الضروريـة لحياتنـا الروحيـة والزمنيـة. تتطلب الصلاة أن يتطابق فكر وإرادة الإنسان الـمصلّي مع الله والإتحـاد بـه،ويجب أن تكون حارة وصادقـة ونابعة من قلب مؤمن وواثق وخاشع ومتواضع، كما يجب أن تصاحبهـا الأعمال الصالحـة وبأفعال للشكر والتسبيح ومساعدة الآخريـن.

إن الصلاة هـى صـِلـة..

صلة الإنسان باللـه قلبا وفِكراً ..

هـى الإحساس بالوجود فـى الحضرة الإلهية كـما كان إيليا

النبـي:”حي هو رب الجنود الذى أنا واقف أمامـه” (1ملوك15:18).

هـى عاطفـة حب نعبّـر عنهـا سواء بالصلاة الصوتية التى تستعمل فيها الألفاظ والجـمل سواء أكانت محفوظـة أو مرتجلـة، أو بالصلاة العقلية التى تكون من عـمق القلب كـما كان يرنم داود”توهج قلبى فـى داخلي فـى هذيذي أتقدت فـّي نار” (مزمور1:42).

هــى تواضع من اللـه أن يسمح لـنا بأن نتحدث إليـه وأن نكلـمه. لذلك عار وخطيّة أن نقول ليس

لدينا وقت للصلاة.

هل يجرؤ العبد أن يقول انه ليس لديه وقت للكلام مع سيّده؟!.

واللـه غيـر محتاج إلـى صلاتنـا بل نحن الذين نحتاج للصلاة التى نأخذ منها قوة ومعونـة وبـركـة.

ومثل أى فعل من أجل الخلاص، فالنعـمة مطلوبـة ليس فقط من أجل أن تقودنـا للصلاة، بل ايضاً من أجل أن نعرف ما الذى نصلّي من أجلـه كما يعلن لنـا القديس بولس الرسول: “الروح أيضاً يُعضد ضعفنـا فإنـّا لا نعلـم ماذا نصلّي كـما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع لنـا بأنـّات لا تُوصف” (رومية26:8).

أمـا عن حياة الصلاة مع مريم العذراء فنقرأ: ” هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع” (أعمال 12:1-14).

إن مـريم كانت ثمرة من ثـمار الصلاة فلقد كانا أبواها حنة ويواقيم عاقران ودخولها الهيكل منذ طفولتها ، وخطبتها ليوسف بعد صلاة الكهنة كما يخبـرنـا التقليد الكنسي.

ونجد أن القديسة مريم العذراء كانت واثقة ومواظبة ومتواضعة.

وأيضا عندما هتفت مريم بأنشودة التعظيم فهذا دليل على أن نفسها كانت متشبعة بترانيم وتسابيح وكلمات الله.

والسيد الـمسيح لم يترك فرصة إلا وانفرد وصلى لأبيه السماوي”وفـى أيام بشريته قرّب تضرعات

وتوسلات بصراخ شديد ودموع” (عبرانيين7:5)

إكرام: ان مختلف الصلوات التي نرفعها الى الله وقديسيه، اكانت صلوات طقسية ام الصلوات التقوية الفردية، تنتهي كلها بكلمة الختام وهي ((آمين)) التي تعني ((هكذا فليكن)). اي اننا في ختام صلواتنا نسلم ارادتنا لله كليا ًاذ نقول هكذا فليكن يارب.ان هذه الكلمة البسيطة تعبر عن امرين: اولهما أمل متواضع في نفوس المصلين في ان يستجيب الله لصلواتهم وطلباتهم، وثانيهما تسليم ارادة المصلين لارادة الله السامية، فالله يعرف احتياج البشر قبل ان يطلبوا فيستجيب لهم كما يحسن لديه.وفي الحالتين فاننا نتصرف على مثال مريم التي قالت للملاك جبرائيل: ((ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك)). فعندما تصلي سلّم إرادتك لمشيئة الله.

صلاة: يا الله اني أسلّم لك ذاتي فأفعل بي ما تشاء ولتكن مشيئتك وليس مشيئتي.آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

الثلاثاء 29 مايو – مريم العذراء وإمرأة سفر الرؤياً

“وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا”(رؤيا1:12)

هذه الصورة تذكرنا بسفر نشيد الأناشيد، الذى هو حوار بين العريس (المسيح) والعروس (الكنيسة)

وفيه يصف العريس عروسه بأنها “جميلة كالقمر طاهرة كالشمس” وهى جميلة لأنها كالقمر،

والقمر يعكس نور الشمس، والشمس إشارة للمسيح شمس البر. فكما هو نور للعالم (يو12:8) فهى نور للعالم (متى14:5) هى تستمد جمالها منه، بل هى تعكس جماله. هو سر جمالها. وهى طاهرة كالشمس لأنها متسربلة بالشمس. لا يظهر عريها ولا خطاياها، فهى طالما فى عريسها المسيح لا يظهر منها سواه “قد صالحكم الآن فى جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسيين وبلا لوم ولا شكوى أمامه” (كو22،21:1) لقد لبست المسيح (رو14:13).

آية عظيمة فى السماء = فهذه العروس سماوية والإمرأة هى الكنيسة. وهناك من قال أنها العذراء ولا خلاف بين الرأيين، فالعذراء هى أم المسيح، وجسد المسيح هو كنيسته. والكنيسة ليست هى كنيسة العهد الجديد فقط، بل هى كنيسة العهد القديم والعهد الجديد. والمسيح أتى ليجعل الإثنين واحدا (أف14:2). المسيح هو شمس البر (ملا2:4). وبولس الرسول يقول إلبسوا المسيح  (رو14:13). إذا الكنيسة لها صورة عريسها أى صورة المسيح.

والقمر تحت رجليها = القمر إشارة للقديسيين، فالقمر يعكس نور الشمس، ويستمد ضياؤه من الشمس، وهكذا القديسين هم نور للعالم إذ يعكسون نور المسيح الذى فيهم. وكونهم تحت قدميها فهذا يشير لموت القديسين سواء بإستشهاد أو موت طبيعى فالموت موضوع لكل إنسان (عب27:9).

على رأسها إكليل من إثنى عشر كوكبا = هم المؤمنين بالله فى كل الأزمنة، وهم تاج جهاد الكنيسة دائما، هم يضيئون جبين الكنيسة وينشروا نورها فى كل العالم بإيمانهم وقداستهم. وقد يكونوا هم الأسباط أو تلاميذ السيد المسيح (12) ويمكننا فهم الصورة السابقة تاريخيا. فكون المرأة تلد إبنا ذكرا كما سيأتى فى آية 5. فالإبن الذكر هو المسيح، وتكون المرأة هنا هى كنيسة العهد القديم (الشعب اليهودى). وبعد أن تلد الإبن الذكر لا يعود هناك يهودى وأممى، بل الكل كنيسة واحدة هى القمر. وكون القمر تحت رجلى المرأة فهذا يعنى أنه بعد أن أدت كنيسة العهد القديم دورها وولد منها المسيح جاءت الكنيسة، بمعنى أن الكنيسة تاريخيا تأتى بعد الشعب اليهودى، وهذا تم التعبير عنه بأنها تحت رجلى المرأة

إكرام: اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك.

صلاة: يا الله اجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لك لنستحق المجد السماوي معك وبالقرب من امنا مريم العذراء وجميع قديسيك. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الأربعاء 30 مايو- أم الكنيسة المتألـمة (رؤيا2:12)

يعلن الوحي على لسان الرسول بولس ” فإن الذين سبق فعَرفَهم سبق فحدّد أن يكونوا مشابهين

لصورة إبنه حتى يكون بِكراً مـا بين أخوة كثيـرين” (رومية29:8)،فيسوع هو الإبن البكر لأخوةكثيرين. مريم هى أم الـمسيح يسوع بكل أعضاء جسده السري. الـمسيح هو الرأس ونحن الأعضاء “كذلك نحن الكثيرون جسد واحد فـى الـمسيح يسوع وكل واحد منا عضو للآخرين ” (رو5:12) ولا يـمكن للأعضاء ان تحيا بدون الرأس “أنا الكرمة وأنتم الأغصان” (يو5:15)،فنحن أعضاء فى كرمة الرب ” فأنتم جسد الـمسيح وأعضاء من عضو” (1كو 27:12).

ومريم قد ولدت الجسد كله، فنحن أبناء لـمريم وإخوة ليسوع وأعضاء فى كرمتـه،وبعد أن كانت مريم أمـاً للـمسيح فقط صارت أمـا لكل من يؤمن بـه ويتبعه،وبإتحادنا فى جسد الـمـسيح أصبحنـا أبناء لـمـريم وإخوة ليسوع. إذن أمومة مريم لنا أصلها ناشئ من إيـماننا بالـمسيح وأخوتنـا لـه ومن أننا أصبحنا أعضاء فـى جسده..أي كنيسته.

إن يسوع بوعده لنا ” لن أترككم يتامى” (يو28:18 ) فأرسل لنا روحه الـمعزي بعد قيامته وصعوده للسماوات. وأعطى الـمجد أن يحل الروح القدس على الكنيسة بوجود العذراء(اعمال14:1), فولدت الكنيسة فى ذلك اليوم وصارت العذراء أمــاً للكنيسـة(أعمال4:2).

فالعذراء مريم كانت موجودة فى البشارة وقبلت أن يتجسد إبن الله فى أحشائها البتول وسلّمت ذاتهـا

بكليتهـا فى تواضع عجيب. وكانت موجودة عند الصليب عند أقدام إبنهـا الوحيد الذى بذل ذاتـه من أجل خلاص العالـم (يوحنا19:26-27). وها هى تتواجد عند حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ يوم الخمسين.

وعن دور العذراء فى الكنيسة نجده مبينا اولا فى سفر الرؤيـا:”وظهرت آيـة عظيمة فى السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثنى عشر كوكبا وهى حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد، فولدت ابنا ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد”(رؤيا1:12-5) ان هذه الصورة ترينا العذراء على رأس الكنيسة –القمر- ومزانـة بشمس البر (يسوع) ومتوجة بالإثنى عشر تلميذا، وهى بهذا تربط ما بين الشمس والقمر او بين المسيح والكنيسة.

لهذا دعاها البابا ليون الثالث عشر (مات 1903) فى رسالتـه البابويـة (سبتمبر 1895):” ان

مريم هى أم الكنيسة ومعلّمة وسلطانة للرسل”. والبابا يوحنا الثالث والعشرين (مات1963) يدعو

مريم قائلاً:”أم الكنيسة وأمنـا الأكثـر حباً”.

ان لقب “ام الكنيسة” أستخدم اول مرة بمعرفة اسقف ترافس فالأم التى أرادت مـجداً للكنيسة لا تزال تعود الى أبناء الكنيسة لتحقيق ومواصلة هذا الـمجد. إن يسوع لم يتركنا يتامى بل أرسل روحه القدوس وأرسل ايضا مريم أمــنـا.. إن عمل العذراء فى السماء هو إمتداداً لعملها على الأرض ،فلقد لعبت دوراً كبيراً فى سر الفداء وفى ذبيحة الـمسيح الخلاصية وهذا الدور الفريد جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها.

“ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتكِ يا سيدتنا كلنا العذراء والدة الإلـه”(من صلاة الليتورجيا).

إكرام: حاول أن تتأمل فيما يعني لقب “أم الكنيسة” بالنسبة لك.

صلاة: يا أمي الـمحبوبـة مريم، كطفل صغير لكِ أعطيك يدي خذيها وقوديني فى هذا اليوم لأتمم مشيئة الله القدوسة فى كل الأشياء، ان أحارب العالم والجسد والشرير، وأن أقهرهم بكل الوسائل بواسطة النعم التى يحصل عليه كل من يطلبها بإتضاع منكِ.وبما انني قاصد ان أتجنب الوقوع في الخطيئة، فأعطيني النعمة ان لا أُقهر، وأن لا أحب العالم وشهواتـه، بل كطفل لكِ أن أحب الله فوق كل الأشياء، بقلب نقي ومتواضع، عارفاً انه بدون الله وشفاعتكِ فلا أستطيع شيئاً.

فيا أمي، أنا قاصد أن انال كل الغفرانات التى يمكنني الحصول عليها اليوم وكل الأيام وأن اقدمها لكِ تعويضاً عن تلك النفوس المعذبـة فى الـمطهر. فأسألكِ أن تهيبـينى كل النِعم الضروريـة لخلاصي الأبدي وخلاص كل الخطأة. سامحيني عن كل خطاياي، وعلميني أن أسير فى طريق الخلاص. احمليني الى السماء وكوني معي في كل أيام حياتي. آمين

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.                      

 

الخميس 31 مايو – مريم العذراء أم الـمسيـّا الـممجد

فولدت ولداً ذكراً هو مُزمع ان يرعى جميع الأمم بعصا من حديد”(رؤيا5:12)

فولدت إبنا ذكرا = هو المسيح وهو ذكر لأنه عريس الكنيسة.

عتيدا = مزمعا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد = رمز العدل والقوة والإقتدار، وهذا ما قيل فى (مزمور 9،8:2) عن المسيح الذى أراد إبليس إفتراسه، والمسيح هو الراعى الذى يضم إلى حظيرته جميع الأمم، ويسحق قوى الشر بعصا من حديد.

وإختطف ولدها إلى الله = هذا إشارة لصعود المسيح بالجسد للسماء ليرفع البشرية الساقطة للأعالى. وقوله إختطف إشارة لأن لاهوته المتحد بناسوته هو الذى رفع الناسوت للسماء.

مريم العذراء وأورشليم السماويـة

“رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها” (رؤيا2:21)

لقد تحقق فيها النبوءة التي في المزمور “أعمال مجيدة قيلت عنك يا مدينة الله” (مز86) أو يقال عنها “مدينة الملك العظيم” و ايضاً قد تحقق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم، أو صهيون كما قيل أيضا في المزمور “صهيون الأم تقول إن إنسانا وإنسانا صار فيها وهو العلي الذي أسسها ..”( مز 87).

فهى مدينة لأن الله يسكن فيها مع البشر، ولأن الله يسكن فيها أسماها المدينة المقدسة وهى أورشليم الجديدة = هى الكنيسة وهى جديدة فى مقابل أورشليم القديمة التى سكن الله فيها مع شعبه فى القديم وهى جديدة فكل علاقة لنا مع الله فى السماء ستكون جديدة، على مستوى جديد لم نختبره من قبل على الأرض وهى جديدة لأن كل ما فى السماء سيظل جديدا بصفة دائمة لا يصيبه القدم، والإحساس بالقدم يسبب زهد وملل الإنسان فى الشىء، أما لو ظل جديدا فى نظر الإنسان فهذا يشير للتعلق بالشىء والإعجاب به، وهذا سيكون شعورنا تجاه السماويات، لن نمل أو نزهد فيها أبدا.

نازلة من السماء = أى لها مجد الله وهى نازلة أى لتستقبل الغالبين ولترفعهم إليها كما نزل المسيح من السماء ليرفعنا إليه فى السماء، فهنا نسمع أن أورشليم ستنزل من السماء لترفعنا للسماويات. من عند الله = فهو الذى أعدها لنا. هو أصل وجودها ومنبعها السماوى. ولنلاحظ أن الكنيسة رأسها فى السماء وهو المسيح، وجسد المسيح يمتد عبر الزمان والمكان ليجمع الكل فيه ويصعدهم للسماء. الله فى محبته هيأ لعروسه هذه المدينة السماوية فهى عروس المسيح والمسيح أعطاها حياته، وهى لبست المسيح فزينها كعروس له = مهيأة كعروس.

إكرام: اسأل الله لكي يهبك نعمة ان تكون معه في الفردوس وان يرشدك اليه.

صلاة: نسألك يا ربّ ، أن تفيض نعمتك على عقولنا ، حتى إننا نحن الذين قد عرفنا ببشارة الملاك ، تجسّد ابنك يسوع المسيح ، نبلغ بآلامه وصليبه إلى مجد القيامة. بربنا يسوع المسيح نفسِه. آمين.

بيت من المسبحة الوردية – طلبة العذراء المجيدة.