قيمـــــة الأصغــــــــــــــاء

قيمـــــة الأصغــــــــــــــاء

 هو أجمل هدية نقدمها للإنسان .. هو ان تقول لمن تستمع إليه: أنت بالنسبة لي، مهم جداً، أنا سعيد أن التقي بك.

الأصغـــاء . .

هو أن تتعلم كيف تصمت، أعني كيف توقف إنشغالك بنفسك وتندمج مع من تسمع له .. أن تجعله يدخل فيك، كأنه في بيته . . وأن يمكث معك وهو مستريح . .

 لأصغـــاء . .

هو أن تترك كل همومك واهتماماتك الخاصة .. وتعطي كل انتباهك وكل وقتك إلى الآخر .. كأنها رحلة مع صديق تسير معه .. هو أن ترفض أن تفكر بدلا ً منه وتملي عليه حلولاً .. هو أن تقبله، كما هو، بكل الحب والإحترام.  دون أن تأخذ مكانه وتفرض عليه كيف يجب أن يكون ..  وتعطى له الوقت والفرصة لكى يجد هو بنفسه الحل والطريق القويم الذي يجب أن يسلك فيه.

الأصغـــاء . .

هو أن تتعلم كيف تكتشف في الآخر مواهبه لكى يبني ويُنّمي شخصيته حتى يحقق ذاته فيخدم الآخرين.

عزيزي . . أن التدريب على الأصغاء يعلمك كيف تخرج من ذاتك وكيف تهب الآخر أجمل هدية: الاهتمام بوجوده والحضور معه بعقلك وبقلبك. فإن فعلت، ستتعلم كيف تصغي أيضاً إلى صوت الله فيك وفيه .. ستتعلم كيف تدرك جوهر وعمق الأمور وكيف تصل إلى حلها!

” وكانت مريم تحفظ كل هذا الكلام في قلبها …” (لو2: 52).

الأب / يوسف المصري