كانتالاميسا واعظ الدار الرسولية: خلف تواضع وبساطة البابا فرنسيس يتخفّى رجل الله

كانتالاميسا واعظ الدار الرسولية: خلف تواضع وبساطة البابا فرنسيس يتخفّى رجل الله

“إنّ رسالة القديسين بيو وليوبولد مانديك كانت “شهادة حقيقية وأنا أظنّ أنّ هذين القديسين هما شهيدين روحيين للاعتراف” هذا ما أعلنه الأب رانييرو كانتالاميسا واعظ الدار الرسولية لمناسبة عرض ذخائر القديسين الكبوشيين بيّو وليوبولد في حديث مع إذاعة الفاتيكان القسم الفرنسي.

وأكّد: “بادري بيّو هو شهيد الاعتراف وهو على عكس ما يظنّ الآخرون بأنه من الممتع الاصغاء إلى خطايا الآخرين. إنما بالنسبة إلى الكاهن، الاعتراف هو واحد من المهمّات الأكثر صعوبة وانسحاقًا”. وأضاف: “أن يجلس الكاهن في كرسي الاعتراف لا يعني الإصغاء إلى خطايا الناس ببساطة بل إنه عالم من الآلام الذي ينسكب على الكاهن”.

وتابع واعظ الدار الرسولية بالقول: “إنّ الأب ليوبولد وبيّو كانا مختلفين تمامًا عن بعضهما بعضًا إنما يجتمعان بمعنى أنّ الرب يستعين بطابع واحد منهما ليحصل على النتائج التي يروم إليها: كان الأب ليوبولد شخصًا سخيًا وطيبًا يستقبل الجميع في حين أنّ بادري بيّو كان يستقبل الخطأة بشكل حازم حتى إنه كان يرسلهم من دون إعطائهم الحلّة أحيانًا”.

فسّر الأب كانتالاميسا هذا الاختلاف بصفته “موهبة سريّة” فبادري بيّو “كان يفحص القلوب. يقرأ في القلوب ويعلم بإنه إن عامل الناس بهذا الشكل فهذا مفيد لهم حتى يفكّروا أكثر ويدفعهم لكي يتخلّصوا من السطحية”.

بحسب الأب كانتالاميسا، إنّ على الكهنة أن “يحذوا حذو البادري بيّو” إنما بالتخلّي عن الطرق المفاجئة التي كان يتصرّف بها البادري بيو حيال الناس فالقديسون يعرفون كيف يتصرّفون أكثر حيال هذه الأمور”.

وأشار الراهب الكبوشي إلى أنّ عرض ذخائر القديسين بيّو من بيترلشينا وليوبولد مانديك في روما “هو حدث بالغ الأهمية يبعث الفرح في الرهبانية جمعاء”. وأمّا ردًا على وسائل الإعلام التي رأت بأنّ عودة رفات القديسين تذكّر بفترة العصور الوسطى فأجاب مازحًا: “هذا أمر جيد فإن كان كذلك فالقديس فرنسيس يعود من جديد إذًا”.

وأما عن تداول وسائل الإعلام موضوع البابا فقال: “لا تتحدّث وسائل الإعلام عن الإيمان العميق الذي يتحلّى به البابا فرنسيس وهذا يغيّر الوجهة كليًا. فمن الواضح أنّ كل ما يسلّطون الضوء عليه هو معيب منذ البداية لأنهم لا ينقلون دوافع البابا. إذًا عوض الاتكال على ما تنقله وسائل الإعلام عن البابا، لمَ لا يذهب الناس ويروا ما يقوله فعليًا ويقوم به. يملك البابا القوّة والشجاعة على تأخير المِهَل وتحقيق ما كان يتوق إليه الكثيرون منذ زمن بعيد”.

وختم قائلاً: “أنا أعرف البابا قبل أن يتمّ انتخابه وتأثّرت كثيرًا بتواضعه وبساطته إنما اليوم أنا أعي أنه خلف كل ذلك يوجد رجل الله برأيي، وهذه عطيّة عظيمة للكنيسة جمعاء. فبكونه يدفعنا إلى السير على خطى الإنجيل فذلك أمر تصعب المناقشة فيه!”