كلمة البابا للشباب في كوباكابانا

كلمة البابا للشباب في كوباكابانا

“إن المسيح الفادي يستقبلكم ويحتضنكم في مدينة ريو المذهلة!”
و “لكي لا يكون إيماني تعيسًا أتيت الى هنا ليدخل حماسكم جميعًا فيّ!”

ريو دي جانيرو, 26 يوليو 2013 (زينيت) –

ننشر في ما يلي التحية التي وجهها البابا فرنسيس الى الشباب المحتشدين على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو يوم الخميس 25 تموز 2013.

***

أيها الشباب الأعزاء،

مساء الخير!

أشكركم أولا على شهادة الإيمان التي تعطونها في هذا الوقت للعالم أجمع. لقد سمعت دائما أن سكان ريو لا يحبون البرد ولا المطر، ولكنكم اليوم تبرهنون أن إيمانكم أقوى من البرد والمطر. تهانينا! أنتم أبطال حقيقيون!

أرى فيكم جمال وجه المسيح الشاب وقلبًا ممتلئًا بالفرح! أتذكر أيام الشبيبة الأولى على الصعيد العالمي. احتفل بها عام 1987 في الأرجنتين، في مسقط رأسي بوينس يريس. لا تزال حية في ذاكرتي كلمات الطوباوي يوحنا بولس الثاني للشبيبة: “أنا أنتظر الكثير منكم! وبخاصة أنا أنتظر بأن تجددوا أمانتكم ليسوع المسيح ولصليبه الفادي” (Discours aux jeunes (11 avril 1987) : Insegnamenti, X/1 (1987), p. 1261).

قبل أن أكمل، أود أن أذكّر بالحادث المأساوي في غويانا في فرنسا، الذي عانى منه الشباب الذين كانوا متوجهين الى هنا. الشابة صوفي مورينيير فقدت الحياة، وجرح الكثير من الشباب الآخرين.

أدعوكم لدقيقة صمت وصلاة لله، أبينا، من أجل صوفي، والجرحى، وعائلاتهم.

هذه السنة تعود أيام الشبيبة للمرة الثانية الى أميركا اللاتينية. وأنتم أيها الشباب استجبتم بعدد كبير لدعوة البابا بندكتس السادس عشر الذي دعاكم للاحتفال بها هنا. نشكره من كل قلبنا! إليه هو الذي دعانا الى هنا اليوم، نوجه تحية كبيرة وتصفيقًا حارًّا. أنتم تعلمون بأنني تحدثت معه قبل مجيئي الى البرازيل، وطلبت منه أن يرافق رحلتي بصلاته. وقال لي: سأرافقكم بصلاتي وسأجلس بالقرب من التلفاز. وهكذا، هو يشاهدنا في هذا الوقت. يجول نظري في هذا الحشد الكبير: عددكم هائل! لقد أتيتم من جميع القارات! أنتم عادة بعيدون ليس من الناحية الجغرافية فقط، بل أيضًا من الناحية الوجودية، والثقافية، والاجتماعية، والبشرية. ولكنكم اليوم تجتمعون هنا، لا بل بالأحرى نجتمع اليوم هنا، متّحدين معًا لنتقاسم الإيمان وفرح أن نلتقي المسيح ونكون تلاميذه. هذا الأسبوع، أصبحت ريو مركز الكنيسة، قلبها الحي والشاب، لأنكم أنتم لبيتم بسخاء وشجاعة دعوة يسوع لتبقوا معه وتكونوا أصدقاءه.

لقد أتى قطار أيام الشبيبة العالمية من بعيد وعبر كل البرازيل متبعًا مراحل مشروع “ضع الإيمان- Botta Fé.” وصل اليوم الى ريو دي جانيرو. ومن على جبل كوركوفادو يعانقنا المسيح الفادي ويباركنا. وأنا أنظر الى البحر، والشاطئ وإليكم، أتذكر اللحظة التي دعا فيها يسوع تلاميذه الأوائل لاتباعه على ضفاف بحيرة طبريا. ويسألنا يسوع اليوم أيضا: أتريد أن تصبح تلميذي؟ أن تكون صديقي؟ أتريد أن تكون شاهدًا لإنجيلي؟ تدعونا هذه الأسئلة في قلب سنة الإيمان لنجدد التزامنا كمسيحيين. لقد نقلت إليكم عائلاتكم وجماعاتكم المحلية عطية الإيمان العظيمة، لقد كبر المسيح فيكم. اليوم يريد المسيح ان يأتي ليثبتكم في هذا الإيمان، الإيمان في المسيح الحيّ الذي يسكن فيكم، ولكن أتيت أنا أيضا لأتثبت بفرح إيمانكم! أنتم تعرفون أن في حياة الأسقف، توجد الكثير من المشاكل التي تتطلب حلولًا. ومع هذه المشاكل والمصاعب يمكن لإيمان الأسقف أن يصبح تعيسًا. كم هو تعيس أن يكون الشخص أسقفًا حزينًا! كم هو تعيس! لكي لا يكون إيماني تعيسًا أتيت الى هنا ليدخل حماسكم جميعًا فيّ!

أحييكم جميعًا بمودة. أنتم المتواجدون هنا من القارت الخمس، ومن خلالكم، أحيي كل شباب العالم، بخاصة الذين أرادوا أن يأتوا الى ريو دي جانيرو ولم يتمكنوا من ذلك. الى الذين يستمعون الي عبر الإذاعة والتلفاز والإنترنت أقول: أهلا بكم في احتفال الإيمان هذا! في هذا الوقت بالذات، في مختلف أنحاء العالم، انضم الينا الكثير من الشباب ليختبروا معنا هذا الحدث: فلنشعر بأننا متحدون مع بعضنا البعض في الفرح، الصداقة والإيمان! وكونوا على ثقة: إن قلبي يعانقكم جميعا بمودة لامتناهية. لأن ما يهم اليوم هو لقاءكم ولقاء كل الشباب الذين يتابعوننا من خلال وسائل الاتصالات! إن المسيح الفادي، ومن على تلة جبل كوركوفادو يستقبلكم ويحتضنكم في مدينة ريو المذهلة!

أحيي بشكل خاص رئيس المجلس الحبري للعلمانيين، الكاردينال ستانيسلاو ريلكو العزيز، وكل الذين يعملون معه. أشكر المونسنيور أوراني جواو تيمبيستا رئيس أساقفة سان سيباستيان في ريو دي جانيرو، على استقباله الحار- وأود أن أقول هنا أن سكان ريو يعرفون تماما كيف يستقبلون، ويعرفون أيضًا كيفية تقديم ترحيب حار- كما أشكره أيضًا على العمل الكبير لإعداد هذا اليوم العالمي مع أساقفته المعاونين ومختلف أبرشيات البرازيل. أعبر عن امتناني للسلطات الوطنية، والحكومية والمحلية، والى الكثير غيرها الذين تعاونوا للسماح بالاحتفال بهذه اللحظة الفريدة من الاتحاد، والإيمان، والأخوة. شكرًا لإخوتي الأساقفة، والكهنة، والإكليريكيين، والمكرسين، والمؤمنين العلمانيين الذين يرافقون الشباب، من مختلف أنحاء الكوكب في حجهم نحو يسوع. للجميع ولكل فرد أقدم محبتي بيسوع ومع يسوع.

إخوتي وأصدقائي، أهلا بكم في اليوم العالمي الثامن والعشرين للشبيبة في مدينة ريو دي جانيرو الرائعة.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية