كلمة غيرت الكون ” فليكن”: تأمل في قراءات الأربعاء 20 أغسطس الموافق 27 بشنس 1730

كلمة غيرت الكون ” فليكن”: تأمل في قراءات الأربعاء 20 أغسطس الموافق 27 بشنس 1730

كلمة غيرت الكون

” فليكن”

تأمل في قراءات الأربعاء 20 أغسطس الموافق 27 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص التأمل

وردت هذه الكلمة ثلاث مرات فقط في الكتاب المقدس كله

كلمة ولا كل الكلمات نطقها الله ذاته في المرة الأولى

فغيرت تلك الكلمة الكون كله إذ أوجدته من العدم

وفي المرة الثانية نطقت بها مريم العذراء فقسمت التاريخ إلى قسمين ما قبل وما بعد ميلاد يسوع

وفي المرة الثالثة نطق بها يسوع فتحقق الخلاص للعالم من الخطيئة

بمعنى اصبحت إمكانية العودة لعلاقة مباشرة مع الله ممكنة فتحقق الحلم القديم ….

إنها كلمة ” ليكن” تلك الكلمة القليلة الحروف الواسعة التبعات تعالوا نكتشف ابعادها

على مدى الأيام الأخيرة من صوم وعيد السيدة العذراء سنتناولها أيام الأربعاء والخميس والجمعة

وسنركز في تأمل اليوم ما حدث في المرة الأولى ما نستطيع أن نطلق عليه “عملية خلق الكون”

لابد أن نستعين بنص القراءة من الفصل الأول من سفر التكوين متبوعا بالفصل الأول من إنجيل يوحنا

“1 في البَدءِ خَلَقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ. 2وكانَتِ الأرضُ خَرِبَةً وخاليَةً، وعلَى وجهِ الغَمرِ ظُلمَةٌ، وروحُ اللهِ يَرِفُّ علَى وجهِ المياهِ. 3وقالَ اللهُ:”ليَكُنْ نورٌ”، فكانَ نورٌ. 4ورأَى اللهُ النّورَ أنَّهُ حَسَنٌ. وفَصَلَ اللهُ بَينَ النّورِ والظُّلمَةِ. 5ودَعا اللهُ النّورَ نهارًا، والظُّلمَةُ دَعاها ليلاً. وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا واحِدًا.

6وقالَ اللهُ:”ليَكُنْ جَلَدٌ في وسطِ المياهِ. وليَكُنْ فاصِلاً بَينَ مياهٍ ومياهٍ”. 7فعَمِلَ اللهُ الجَلَدَ، وفَصَلَ بَينَ المياهِ التي تحتَ الجَلَدِ والمياهِ التي فوقَ الجَلَدِ. وكانَ كذلكَ. 8ودَعا اللهُ الجَلَدَ سماءً. وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا ثانيًا.

9وقالَ اللهُ:”لتَجتَمِعِ المياهُ تحتَ السماءِ إلَى مَكانٍ واحِدٍ، ولتَظهَرِ اليابِسَةُ”. وكانَ كذلكَ. 10ودَعا اللهُ اليابِسَةَ أرضًا، ومُجتَمَعَ المياهِ دَعاهُ بحارًا. ورأَى اللهُ ذلكَ أنَّهُ حَسَنٌ. 11وقالَ اللهُ: “لتُنبِتِ الأرضُ عُشبًا وبَقلاً يُبزِرُ بزرًا، وشَجَرًا ذا ثَمَرٍ يَعمَلُ ثَمَرًا كجِنسِهِ، بزرُهُ فيهِ علَى الأرضِ”. وكانَ كذلكَ. 12فأخرَجَتِ الأرضُ عُشبًا وبَقلاً يُبزِرُ بزرًا كجِنسِهِ، وشَجَرًا يَعمَلُ ثَمَرًا بزرُهُ فيهِ كجِنسِهِ. ورأَى اللهُ ذلكَ أنَّهُ حَسَنٌ. 13وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا ثالِثًا.

14وقالَ اللهُ: “لتَكُنْ أنوارٌ في جَلَدِ السماءِ لتفصِلَ بَينَ النَّهارِ واللَّيلِ، وتكونَ لآياتٍ وأوقاتٍ وأيّامٍ وسِنينٍ. 15وتكونَ أنوارًا في جَلَدِ السماءِ لتُنيرَ علَى الأرضِ”. وكانَ كذلكَ. 16فعَمِلَ اللهُ النّورَينِ العظيمَينِ: النّورَ الأكبَرَ لحُكمِ النَّهارِ، والنّورَ الأصغَرَ لحُكمِ اللَّيلِ، والنُّجومَ. 17وجَعَلها اللهُ في جَلَدِ السماءِ لتُنيرَ علَى الأرضِ، 18ولتَحكُمَ علَى النَّهارِ واللَّيلِ، ولتَفصِلَ بَينَ النّورِ والظُّلمَةِ. ورأَى اللهُ ذلكَ أنَّهُ حَسَنٌ. 19وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا رابِعًا.

20وقالَ اللهُ: “لتَفِضِ المياهُ زَحّافاتٍ ذاتَ نَفسٍ حَيَّةٍ، وليَطِرْ طَيرٌ فوقَ الأرضِ علَى وجهِ جَلَدِ السماءِ”. 21فخَلَقَ اللهُ التَّنانينَ العِظامَ، وكُلَّ ذَواتِ الأنفُسِ الحيَّةِ الدَّبّابَةِ التي فاضَتْ بها المياهُ كأجناسِها، وكُلَّ طائرٍ ذي جَناحٍ كجِنسِهِ. ورأَى اللهُ ذلكَ أنَّهُ حَسَنٌ. 22وبارَكَها اللهُ قائلاً:” أثمِري واكثُري واملإَي المياهَ في البِحارِ. وليَكثُرِ الطَّيرُ علَى الأرضِ”. 23وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا خامِسًا.

24وقالَ اللهُ: “لتُخرِجِ الأرضُ ذَواتِ أنفُسٍ حَيَّةٍ كجِنسِها: بَهائمَ ودَبّاباتٍ ووُحوشَ أرضٍ كأجناسِها”. وكانَ كذلكَ. 25فعَمِلَ اللهُ وُحوشَ الأرضِ كأجناسِها، والبَهائمَ كأجناسِها، وجميعَ دَبّاباتِ الأرضِ كأجناسِها. ورأَى اللهُ ذلكَ أنَّهُ حَسَنٌ. 26وقالَ اللهُ:”نَعمَلُ الإنسانَ علَى صورَتِنا كشَبَهِنا، فيَتَسَلَّطونَ علَى سمَكِ البحرِ وعلَى طَيرِ السماءِ وعلَى البَهائمِ، وعلَى كُلِّ الأرضِ، وعلَى جميعِ الدَّبّاباتِ التي تدِبُّ علَى الأرضِ”. 27فخَلَقَ اللهُ الإنسانَ علَى صورَتِهِ. علَى صورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وأُنثَى خَلَقَهُمْ. 28وبارَكَهُمُ اللهُ وقالَ لهُمْ:”أثمِروا واكثُروا واملأُوا الأرضَ، وأخضِعوها، وتسَلَّطوا علَى سمَكِ البحرِ وعلَى طَيرِ السماءِ وعلَى كُلِّ حَيَوانٍ يَدِبُّ علَى الأرضِ”. 29وقالَ اللهُ:”إنِّي قد أعطَيتُكُمْ كُلَّ بَقلٍ يُبزِرُ بزرًا علَى وجهِ كُلِّ الأرضِ، وكُلَّ شَجَرٍ فيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبزِرُ بزرًا لكُمْ يكونُ طَعامًا. 30ولكُلِّ حَيَوانِ الأرضِ وكُلِّ طَيرِ السماءِ وكُلِّ دَبّابَةٍ علَى الأرضِ فيها نَفسٌ حَيَّةٌ، أعطَيتُ كُلَّ عُشبٍ أخضَرَ طَعامًا”. وكانَ كذلكَ.

31ورأَى اللهُ كُلَّ ما عَمِلهُ فإذا هو حَسَنٌ جِدًّا. وكانَ مساءٌ وكانَ صباحٌ يومًا سادِسًا. ( تكوين الفصل الأول)

الفصل الأول من إنجيل يوحنا

“1 في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ. 2هذا كانَ في البَدءِ عِندَ اللهِ.

3كُلُّ شَيءٍ بهِ كانَ، وبغَيرِهِ لم يَكُنْ شَيءٌ مِمّا كانَ. 4فيهِ كانَتِ الحياةُ، والحياةُ كانَتْ نورَ الناسِ، 5والنّورُ يُضيءُ في الظُّلمَةِ، والظُّلمَةُ لم تُدرِكهُ.

6كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يوحَنا. 7هذا جاءَ للشَّهادَةِ ليَشهَدَ للنّورِ، لكَيْ يؤمِنَ الكُلُّ بواسِطَتِهِ. 8لم يَكُنْ هو النّورَ، بل ليَشهَدَ للنّورِ.

 9كانَ النّورُ الحَقيقيُّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتيًا إلَى العالَمِ. 10كانَ في العالَمِ، وكوِّنَ العالَمُ بهِ، ولم يَعرِفهُ العالَمُ.

 11إلَى خاصَّتِهِ جاءَ، وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. 12وأمّا كُلُّ الذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطانًا أنْ يَصيروا أولادَ اللهِ، أيِ المؤمِنونَ باسمِهِ.

 13الذينَ وُلِدوا ليس مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ مَشيئَةِ جَسَدٍ، ولا مِنْ مَشيئَةِ رَجُلٍ، بل مِنَ اللهِ.

14والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا، ورأينا مَجدَهُ، مَجدًا كما لوَحيدٍ مِنَ الآبِ، مَملوءًا نِعمَةً وحَقًّا.

 15يوحَنا شَهِدَ لهُ ونادَى قائلاً: “هذا هو الذي قُلتُ عنهُ: إنَّ الذي يأتي بَعدي صارَ قُدّامي، لأنَّهُ كانَ قَبلي”.

 16ومِنْ مِلئهِ نَحنُ جميعًا أخَذنا، ونِعمَةً فوقَ نِعمَةٍ. 17لأنَّ النّاموسَ بموسَى أُعطيَ، أمّا النِّعمَةُ والحَقُّ فبيَسوعَ المَسيحِ صارا.

 18اللهُ لم يَرَهُ أحَدٌ قَطُّ. الِابنُ الوَحيدُ الذي هو في حِضنِ الآبِ هو خَبَّرَ. (وحنا الفصل الأول).

نص التأمل الأول

ها نحن أمام الخراب الشامل، ها نحن وقوف في العدم

ليس هناك نحن ولا هم ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سماء

ليس هناك زرع ولا ضرع ولا أرض ولا سماء…

ليس هناك من حيوان او طير ولا اسماك في البحار فليست هناك بحار

في البدء كانت الدنيا خربة خاوية لا تعرف غير الفناء المسيطر

وجاء الرب الإله الغني في سناه، حضر السيد في بهاء ملكوته وفي ذهنه مشروع الحياة

وبدأت عملية الخلق العظيمة ونطق الله بالكلمة الأولى” ليكن”  ليحقق مشروعه العجيب

قال الله ” ليكن” نور فهو النور الساكن في ا لنور كيف لا يخلق النور اولا !!!

حقا كان يتوجب أن يبدأ كل شيء من النور وان يسير أول خطوة في النور

وان يتوجه الخلق بأجمعه في أولى لحظات وجوده نحو النور،

وهكذا يظل دوما فيه يحيا وإليه يتوجه وعنه يبحث…

كان الله يقول للشيء “كن” فيكون، وبكلمة منه يخرجه من العدم الى الوجود

بكلمة ” ليكن” تغيير العالم وبدأت الخليقة تتكون كجنين في حضن الآب

ولحظة أن كان روح الله القدوس يرف على المياه كان الابن “الكلمة ” هنالك ايضا

إنه هو سر الوجود فهو الذي كان منذ البدء، وكل شيء به كان

وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة والحياة كانت نور للناس

ها هو الثالوث حاضر من اللحظة الأولى وكله مساهم في عملية الخلق

وها هي الخليقة الجديدة بدأت تتكون وتتخذ اشكالا رائعة

وكان الله في ختام كل يوم يرى كل شيء صنعه أنه حسن…

حقا إن مفعول هذه الكلمة لفريد أخرجت الوجود من العدم واوجدت الكون بالبهاء

بها خلقت السماوات والأرض وعبرها امتلأت الدنيا نظاما وانتظاما وحركة وحياة

ها هي ” فليكن” الأولى وقد وردت في سفر التكوين مرة واحدة في قصة الخلق

ويظل الكتاب المقدس بكل اسفاره المقدسة

شاغرا خاويا من كلمة ” ليكن” حتى نصل إلى الفصل الأول من إنجيل لوقا في العهد الجديد

حيث سيرسل الإله ملاكه جبرائيل إلى عذراء في مدينة الناصرة ليستمع الكون من جديد

لهذه الكلمة العجيبة الغريبة الرهيبة المفعول…

فماذا سيحدث ب ” فليكن” مريم بعد أن اوجدت “فليكن” الله الوجود؟

هذا ما سنتقاسمه سويا في تأمل الغد إذا أذن الرب.