كيــــس الحـــلوه (قصة)

حينها بدأتْ بالغضب فعلاً، ثم فكرت في نفسها قائلة: “لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عيناً حمراء في الحال…”
وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضاً. وتستمر المحادثة المستنكِرة بين أعينهما, ثم أن الفتاة وبهدوء وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف آخر قطعة من الحلوى وقسمتها إلى نصفين وأعطت السيدةَ نصفاً بينما أكلت هي النصف الآخر.
أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت قائلة: “يا لها من وقحة، كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني.”
بعد لحظات سمعت الإعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت إلى بوابة صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها إلى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة الوقحة. وبعدما صعدت إلى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع كتابها الذي قاربت على إنهائه في الحقيبة, وهنا صعقت بالكامل حيث وجدت كيس الحلوى الذي اشترته موجوداً في تلك الحقيبة. بدأت تفكر: “يا إلهي! لقد كان كيس الحلوى ذاك ملكاً للشابة وقد جعلتني أشاركها به.” حينها أدركت وهي متألمة بأنها هي التي كانت وقحة, غير مؤدبة, وسارقة أيضاً.
كم مرة في حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئاً ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليه بها, ولكننا نكتشف متأخرين بأن ذلك لم يكن صحيحاً.
وكم مرة جعلَـنا فقدُ الثقة بالآخرين والتمسك بآرائنا نحكم عليهم بغير العدل بسبب آرائنا المغرورة بعيداً عن الحق والصواب.

هذا هو السبب الذي يدعونا إلى التفكير مرتين قبل أن نحكم على الآخرين.
دعونا دوماً نعطي الآخرين آلاف الفرص قبل أن نحكم عليهم بطريقة سيئة