” كيفَ تقرأُ ” : تأمل في قراءات الخميس 23 يوليو 2014 الموافق 30 أبيب 1730

” كيفَ تقرأُ ” : تأمل في قراءات الخميس 23 يوليو 2014 الموافق 30 أبيب 1730

 

” كيفَ تقرأُ “

تأمل في قراءات الخميس 23 يوليو 2014 الموافق 30 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

21وفي تِلكَ السّاعَةِ تهَلَّلَ يَسوعُ بالرّوحِ وقالَ:”أحمَدُكَ أيُّها الآبُ، رَبُّ السماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أخفَيتَ هذِهِ عن الحُكَماءِ والفُهَماءِ وأعلَنتَها للأطفالِ. نَعَمْ أيُّها الآبُ، لأنْ هكذا صارَتِ المَسَرَّةُ أمامَكَ”. 22والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ وقالَ:”كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي. وليس أحَدٌ يَعرِفُ مَنْ هو الِابنُ إلا الآبُ، ولا مَنْ هو الآبُ إلا الِابنُ، ومَنْ أرادَ الِابنُ أنْ يُعلِنَ لهُ”. 23والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ علَى انفِرادٍ وقالَ: “طوبَى للعُيونِ التي تنظُرُ ما تنظُرونَهُ! 24لأنِّي أقولُ لكُمْ: إنَّ أنبياءَ كثيرينَ ومُلوكًا أرادوا أنْ يَنظُروا ما أنتُمْ تنظُرونَ ولم يَنظُروا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُمْ تسمَعونَ ولم يَسمَعوا”.25وإذا ناموسيٌّ قامَ يُجَرِّبُهُ قائلاً:”يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟”. 26فقالَ لهُ:”ما هو مَكتوبٌ في النّاموسِ. كيفَ تقرأُ؟”. 27فأجابَ وقالَ:”تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ قُدرَتِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ”. 28فقالَ لهُ:”بالصَّوابِ أجَبتَ. اِفعَلْ هذا فتحيا”.  (لوقا 10: 21- 28)

نص التأمل

كيفَ تقرأُ؟”.

كيف تقرأ الأحداث حولك؟

كيف تقرأ توجهات السياسة

كيف تقرأ ما يدور في العالم اليوم؟

كيف تقرا الكتاب المقدس؟

الحقيقة ان القراءة ليست امرا مجردا عن الشخصية

فكل شخص يقرأ ما يريد كما يريد ويفهمه بالطريقة التي تريحه وتعبر عن مخاوفه واوهامه  او اماله وتطلعاته

فالذين ينتظرون بلهفة المجيء الثاتي يستقرؤوون الأحداث في هذا الإتجاه وكم من مرة حددوا الميعاد

والذين ينكرون الإيمان بالله يقرأونها بشكل مختلف ويفسرون ما يحدث على انه اكبر دليل على عدم وجود الله

والذين يؤمنون بالله يفسر كل منهم الأحداث بطريقة تصب في مصلحة فريقه

بل ويقرا نصوص الكتب المقدسة بما يخدم توجهاته ويحقق مشروعاته ويثبت اولويته

كذلك فالراجون يقرأونها في رجاء وإيمان وثقة واليائسون يفسرونها في إحباط وانهزام وأسى

لذا شاء الرب يسوع ان يعرف من الناموسي الذي قام مجربا له

ليس ما هو مكتوب في الشريعة فهو سيده وواضعه ويعرفه

بل كيف يقرا هذه الشريعة

وكما نرى كانت إجابة الشاب تدل على ما بداخله من طاقات الحب الجارفة

” تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ قُدرَتِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ”.

فهو لم يركز على الأوامر والنواهي والمحرمات والطقوس

بل لخص الناموس والشريعة جميعا في وصية الحب لله والقريب

لذا مدحه الرب يسوع بل واحبه وقال عنه لست بعيدا عن ملكوت السماوات

فالله المحبة لم يشرع لشيء سوى للحب وفي صالح الحب ومن اجل الوصول غلى المحبة الشاملة

وهو مستعد ان يقبل الحب من جميع أبناءه بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو أجناسهم

لذا يرى يسوع ان هذا الشاب بالرغم من انه يهودي وفريسي من غلاة اليهود

إلا انه ليس ببعيد عن ملكوت السموات لنه اختار أن يقرا الناموس انطلاقا من وصية المحبة

الآن أسألك كيف تقرأ الإنجيل ؟ هل هو لك روح وحياة ام نصوص وعقائد

وكيف تقرا علاقتك بالله؟ هل هو لك أبمجب ومنبع كل حب ام إله حاكم ديان جبار

بقدر ما تقترب من الحب بقدر ما انت لست ببعيد عن ملكوت الله

فتعلم من اليوم فصاعداً كيف تقرأ….