كيف تُطرَد الشياطين؟

كيف تُطرَد الشياطين؟

مرلين وهبة – صحيفة النهار اللبنانية

من هو الشيطان؟ وهل هو حقيقة؟ ما هي الأذيّة السحريّة الشيطانيّة؟ وهل هناك مَسّ شياطين؟ من هو الأنسان الممسوس؟ وما هو التقسيم وكيف يتمّ على الشياطين؟ والسؤال الكبير من هو الإنسان القادر على طرد الشيطان من النفوس والأجساد؟

عن هذه التساؤلات وغيرها حدّثنا الأب المقسّم الياس رحّال كاهن كنيسة سيّدة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك، والمسؤول الأوّل في الكهنوتية المريمية. هو الكاهن الذي يمارس خدمة التقسيم ليس لأنّ هناك كاهنا أفضل من آخر، إنّما في السيامة الكهنوتية كلّ كاهن لديه السلطة لطرد الشياطين، ولكنّ السلطة في الكنسية، ولكي تضبط الأمور ارتأت أن لا يقوم الكاهن بعملية طرد الشياطين إلّا بإذن خطّي من أسقفه المباشر. وأنا أحمل هذا الإذن من أسقفي لطرد الشياطين والأرواح النجسة، وذلك منذ سنة 2004، وقد تمّ تجديده في سنة 2011 بناء على طلب مجمع الأساقفة والبطاركة الكاثوليك في تشرين الأوّل 2010. وما تجدر ملاحظته أنّه إذا حاول الكاهن تقاضي أموال من المعذّبين، فلن يعود باستطاعته أن يواجه الشيطان ويخرجه، إذ يبدأ عندها الشيطان باحتقاره والتغلّب عليه.

الشيطان حقيقة أم خيال؟

يؤكّد الأب رحّال أنّ الكنيسة ثبتت في المجامع المسكونية حقائق راسخة وثابتة وفي طليعتها حقيقة وجود الشيطان والأذيّة السحريّة الشيطانية والمسّ الشيطاني.

وأشار رحّال إلى أنّ البطريرك الراعي أكّد مؤخّرا في حديث تلفزيوني وجود الشيطان على الارض، وحذّر من مخاطر خبثه وتضليله للانسان متوجّهاً إلى بعض اللاهوتيّين الذين ينكرون وجوده، بوجوب وقف تبشيرهم لأنّ لاهوتهم، انطلاقا من نكران وجود الشيطان، يكون باطلا.

ويتابع الاب رحّال: العهد القديم يروي لنا في سفر التكوين عن خلق الملائكة فيقول: وهكذا أكملت السموات والارض وجميع جيشها. فجيش السماء هم الملائكة، وكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يقول عن وجود الملائكة: حقيقة ايمانية. وهم الكائنات الروحيّة غير الجسدية، ويتفوّقون على جميع الخلائق المرئية كمالاً فإنّهم خدّام الله ورسله.

رئيس الملائكة تمرّد، فأراد أن يساوي نفسه بالله، أي ان يصبح هو ايضا إلهاً. فوقف في وجهه ميخائيل رئيس الملائكة قائلا له: “مَن مثل الله”

وحصلت المعركة في السماء كما يرويها سفر الرؤيا: “وقعت حرب في السماء بين ميخائيل وملائكته من جهة وبين التنّين من جهة أخرى. فقاتلهم التنّين بملائكته لكنّهم انهزموا وخسروا مكانهم في السماء، وسقط التنّين العظيم الى الارض، وهو تلك الحيّة القديمة والمسمّى إبليس أو الشيطان، وسقط مع ملائكته، وعدد الملائكة الذين سقطوا هو ثلث الملائكة، كما أشار يوحنا في بداية هذا الفصل.

ويقول سفر الرؤيا في الفصل 12 نفسه: “الويل لساكني الارض والبحر، لأنّ إبليس نزل اليكم، وبه غضب عظيم! وهو يعلم أنّ له زمانا قليلا”.

الشرّ في العالم سببه الشياطين؟

أكّد الأب رحّال أنّ الشرّ في العالم سببه الشياطين، لأنّ الشيطان يريد محاربة الله في خليقته، وتدمير كلّ ما صنعه الله على الارض. وأضاف: كلّ الحروب والثورات والقتل والزنى والفجور، وكلّ القبائح هي بدفع من الشيطان، وخاصة أنّ السيّد المسيح نعته “بالكذوب وأبو الكذب، وقتّال النفوس منذ البدء”. ولذلك هو يسعى دائما إلى تشويه صورة الحقيقة، ليضلّل الانسان ويوقعه في عصيان مشيئة الله وارتكاب الخطيئة.

ما هو الذي يسمّى بالسحر والكتيبة؟

إنّ السحر والكتيبة وكذلك الشعوذة والتنجيم والأبراج هي كلّها من صنع الشيطان. انّها البضاعة التي يعرضها على البشر والاشرار وضعفاء النفوس لكي يستطيع من خلالهم أذيّة البشر وتدميرهم.

الأذيّة السحريّة هي فنّ الإساءة الى الآخرين. بالاستعانة بالشيطان كوسيلة.

الأب أمورت مقسّم روما الأوّل وعميد المقسّمين في العالم يعتبر أنّ 99% من الشرور السحريّة سببها الأذيّة السحرية Le malefice.

أمّا كيفية حصول الأذيّة:

1- بإرادة الشخص المنحرف الذي يقرّر الأذيّة إن بسبب البغض أو الحسد، أو الغيرة، أو شهوات جنسية وحب شهواني، أو الانتقام، أو وراثة أراضٍ أو أموال، أو لإخراج الشخص من منزله… إلى آخره.

2- الشخص الذي يقرّر الأذيّة السحرية يذهب الى المشعوذين والسحرة والمبرّجين، والشيوخ الروحانيّين وعبدة الشيطان، ويطلب منهم أذيّة الشخص المطلوب؟

المنجّمون هم كهنة الشيطان

لقد باع المنجّمون أنفسهم للشيطان، أي قد مضوا عهداً معه بدمهم الخاص. وفي المقابل هو يمنحهم القدرة على الأذيّة بتسخيره الارواح الشرّيرة لخدمة رغباتهم التي ليست سوى رغبته الاساسية لانّه لا يعرف سوى البغض والشرّ.

كيف تركّب الأذيّة السحريّة وكيف تعمل؟

1- لتحضير الأذيّة السحريّة يتوجّب تجهيز شيء ما مثل لعبة، هدية ما، عشبة أو عدّة أعشاب، ساعة يد أو حائط، مجوهرات، سوار، أريكة او حتى تماثيل دينيّة.

2- يتمّ حشو هذه الاشياء المذكورة أعلاه بواسطة اعضاء حيوانات، وغالبا القلب، يتمّ وخزها بمسامير أو إبر، ولكن في أغلب الأحيان يستعملون عظام حيوانات أو بشر أموات مخلوطة مع دماء بريئة أو دم الحيض الشهري للمرأة، وجميعها يتمّ تحويلها الى بودرة بعد تجفيفها. البعض يستعمل ايضا السائل المنوي الذكري والانثوي للإساءة القصوى.

3- تتمّ الشعوذة والتجديف وساعات طويلة من العبادة الشيطانية على هذه الاذيّة السحرية المحضّرة.

4- يتمّ إرسال هذه الأذيّة السحرية المحضّرة في الامكنة التي يوجد فيها الشخص المنوي أذيته: في بيته في مركز عمله، في سيارته، كما يستحسن وضعها في أريكة نومه، أو الفرشة التي ينام عليها. امّا اذا كان الطلب تعذيبه بدرجة كبيرة فيجب إدخالها في معدته من طريق الفم بواسطة خلطها مع الأكل او الشراب الملوّن او القهوة.

هذا العمل الشرير يستطيع القيام به الشخص, اذا تعذّر الوصول الى الضحية، عن طريق ارسال روح شرير ليقوم شخصيّا بالمهمة بطريقة غير مرئيّة.

هنالك طرق أخرى تستعمل وهي: الإساءة بواسطة النظر من قبل شخص ممسوس من الشيطان بإرادته الخاصة، او ان يقوم حتى بلمس الشخص المقصود او تقبيله كما هنالك سحَرة يستعملون الهاتف بالسكوت من أجل تلاوة التعويذات او بإرسال لهاث أو كلام سحريّ غير مفهوم ولكن مسموع.

ويكون الهدف من خلالها متعدّداً:

1- من اجل تدمير علاقة بين شخصين متحابّين أو متزوجين.

2- من اجل إعاقة العلاقة الجنسية بين الزوجين وعدم الانجاب وتسبّب عجز جنسيّ أحيانا عند الرجال والنساء.

3- من اجل جرّ شخص او شخصين متزوّجين الى الجنون.

4- من اجل تسبّب امراض جسديّة ومنها الخبيثة.

5- من اجل تسبّب افلاس مادي في العمل.

6- من اجل تسبّب امراض عقلية ونفسية.

7- منع ايّ عمل من النجاح، فشل دائم.

8- تسبّب حوادث سيارات متكرّرة او التعرض للضرب.

9- قد تصل الأمور الى الطلب من الساحر او المشعوذ ان يتسبب في موت فرد او حتى عدة افراد من العائلة، وهذه تسمّى باللاتينية Ad mortem

10- أخيرا الطلب بإسكان روح شرّير قويّ أو عدّة أرواح في داخل الانسان، إن بواسطة الاكل والشرب، او بالتسليط المباشر من قبل الساحر، وهذا ما يسمّى بالمسّ او الاستحواذ الشيطاني للاشخاص المساكين.

هل الأذيّة السحريّة تصيب الجميع؟

يقول الاب رحّال في حديثه إنّ الكلّ معرّضون، ولكن الذين تصيبهم الاذيّة بالضرر الجسدي والنفسي هم الذين غالبا ما يكونون بعيدين عن الله وعائشين في حال الخطيئة الجسيمة. والقدّيس بولس يقول لنا: “من يخطئ في الجسد يمسّه الشيطان. أمّا الصالحون الابرار فهم ايضا معرّضون، لكنّ سهام الشرير لا تخترقهم لانّهم مسلحون بدرع الايمان وسيف الروح الذي هو كلمة الله ولبسوا خوذة الخلاص.

كيف يستطيع الشيطان أن يلج الجسد؟

جسدنا ألا يسكنه روحنا؟ كذلك الشيطان الذي هو من الطبيعة الملائكية، والقدّيس بولس يشرح عن الملائكة انّهم ارواح محضة، فهو يستطيع اقتحام جسدنا والسكن فيه عندما تصيبنا الأذيّة السحرية من ايّ نوع كانت او جهة اتت، في حال كنّا بعيدين عن الله كما قلنا.

كيف نعرف إذا كان الإنسان ممسوسا؟

غالباً يلاحظ الأهل والأصدقاء والزملاء في العمل علامات وتصرّفات غريبة على الشخص الممسوس. هناك عدة عوارض تدل على ذلك وهي:

1– ألم دائم في المعدة لا يستطيع الأطباء شيئاً ضده.

2– ألم دائم في الرأس لا يستطيع الأطباء شيئاً ضده.

3– آلام في الظهر (خاصة السلسلة) لا يستطيع الأطباء شيئاً ضده.

4– الامتعاض من كلّ ما يمتّ إلى القدسيّات والقداسة (الصليب، الايقونات خاصة التي للعذراء مريم، الماء المقدس، الزيت المقدس، رائحة البخور المكرّس، الكنيسة حتى المرور من أمامها، القربان المقدّس (وخاصة عندما يكون معروضا او عند المناولة.

5– المتاوبة (التثاؤب) خلال الصلاة وعدم القدرة على المتابعة مع محاولات الخروج من الكنيسة إذا كان موجودا فيها.

6– “التدشيات” القوية المتكرّرة.

7– القلق أثناء الليل وعدم القدرة على النوم.

8– كوابيس وأحلام مزعجة خلال النوم.

9– تقعقع الأسنان والإحساس بالبرد والصقيع.

10– الغضب السريع مع المشاكل.

11– التلفّظ بكلمات نابية وبذيئة.

12– أفكار ومحاولات للانتحار.

13– أفكار كفر ودنس ضد المسيح والعذراء مريم والقديسين.

14– حوادث سيّارة متكررة.

15– الاحساس بنخز إبر ومسامير وحروق في جسده.

16– سماع أصوات وحرتقات أبواب، أو حتى أصوات تناديه باسمه، ولا أحد يسمعها غيره.

17– عدم القدرة على إقامة علاقة مع الجنس الآخر من أجل الزواج، وإذا حصلت تفشل وتتوقف.

18– ظهور عوارض نفسية تستوجب نقله إلى طبيب نفسي او مستشفى للأمراض العقلية والعصبية.

فإذا كان الأهل غير ممارسين لواجباتهم الدينية فهم يأخذونه إلى السحرة والمشعوذين، وبذلك يزيدون الأمور سوءاً، فالشيطان لا يحارب شيطانا آخر، وإلّا تنقسم مملكته المتماسكة وتخرب، كما قال لنا السيّد المسيح في الإنجيل، لذلك على الأهل والأقارب أن يأخذوا المصاب بهذه العوارض او البعض منها إلى كاهن مقسّم لكي ينقذه من هذا العذاب.

كيف يتمّ من قِبل الكاهن المقسّم إخراج الشيطان؟

عندما يؤتى بالممسوس إلى الكاهن، يتوجّب على هذا الأخير أن يقوم فوراً بالتمييز، إن كان الشخص فعلاً ممسوسا من الشيطان، أو لديه مرض عضوي أو مرض عصبي، أو مرض نفسي، أو حتى مخادع دجّال مُرسَل! إنْ من بعض النفوس الخبيثة ليصطادوه في تصرّف خطأ، أو حتى ممكن أن يكون مرسلا من قبل السحرة والمشعوذين ليضربوه.

لذلك يجب أن يكون لدى الكاهن الفطنة الدائمة والذكاء المستوحى من الروح القدس، والشخصية الصلبة، والنظرة الثاقبة، لكي يقوم بعمل التمييز. هناك أسئلة نطرحها، وصلوات صامتة نقوم بها، ورصد للحركات الصادرة من الشخص المجلوب، والإصغاء الجيّد لأجوبته عندما نوجّه له الأسئلة. وعندما نستشفّ الحضور الشيطاني جرّاء كلّ ما ذُكر، نقوم بعملية اختبار تستند إلى صلاة تقسيمية نأمر بها الشيطان أن يظهر حضوره بالكامل في الشخص الذي يسكنه بعد ان نكون وضعنا البطرشيل ويدنا على رأسه والصليب أمام عينيه. عندها سيبدأ الشيطان بالظهور من خلال الكلام والصراخ والحركات العنيفة ليديه ورجليه وجسده كلّه.

فبقيت مع مساعديّ, وهؤلاء هم رجال صلاة دائمة، يحضرون القدّاس لتناول جسد الرب ودمه كلّ يوم، أصحاب سيرة حسنة وسلوك مستقيم، ولديهم الغيرة على خلاص النفوس.

وهنا تبدأ الصلوات التقسيمية، أي صلاة نظمتها الكنيسة منذ بداياتها من أجل طرد الشيطان من الشخص الذي يسكنه.

أمّا عن بداياته مع التقسيم وعن خوفه من مواجهة الشيطان، روى الأب رحّال: بعد القداس طلبت منّي تلك فتاة ان اضع يدي على رأسها وأصلّي لها ففعلت. وما الذي حصل؟ تغيّر شكلها وأصبحت مثل “دراكولا” في الأفلام، مع صراخ ومحاولات للوثوب عليّ لأذيتي. فأمسكتها بيديّ، ولم يكن هنالك أحد في الكنيسة , فنظرت إلى الخلف فإذا بي أرى ثلاثة كهنة يتفرّجون، فظننت أنّ الله ارسلهم لمساعدتي امام هذا الحادث الطارئ وأنا لم أكن بعد قد حصلتُ على الإذن بالتقسيم, وحاولت إبعادها عنّي ونظرتُ نحو الكهنة، فإذا بهم قد اختفوا. فذهبت إلى جرن الماء المقدس وأتيت بالماء ورششتها به، فتضعضعت بكاملها. عندها قلتُ في نفسي بعد أن تخطيت الخوف من المواجهة مع الشيطان: اللي بدّو يصير يصير، وبدأت بالصلوات التقسيمية إلى أن هدأت قليلا. عندها اتّصلت بأسقفي لأخبره بما حصل وأنّ الوضع كان طارئا، فقال لي: حسناً فعلت. فبدأتُ بمساءلة الفتاة عن سبب حالتها. فأجابتني أنّ جارتها وضعت لها السحر في الشراب لأنّها رفضت ان تنجرّ وراءها في الدعارة، وبدأت عوارض الشيطان في جسدها والمضايقات اليومية في حياتها على جميع الأصعدة. فقصدت الكهنة المقسّمين وكان لها 20 سنة على هذه الحال دون ان تتحرر. فاتّصلت بأسقفي وسألته إذا كان باستطاعته التقسيم على هذه الفتاة شخصيّا. فوافق. فاصطحبتها بعد أن صليت لها 40 يوما متتاليا. وكان ذلك أول تقسيم يقوم به اسقفي في حياته وكان دوري مساعدا له، لكنّها عند البدء بالتقسيم وبعد أن قسّم عليها الاسقف خرج منها الشيطان بصعوبة بالغة. وفي طريق العودة قالت انها شعرت عندما وضعت الصليب على رأسها “إن صليب الاسقف قد انغرز في رأسي وكلّ القوة السلبية التي شعرت بها خلال التقسيمات السابقة عند الكهنة منذ 20 سنة هذه المرة كانت مختلفة ونزلت من جسدي”.

كيف تتمّ مرافقة الممسوس خلال المسيرة الخلاصية؟

– نُخضع الممسوس لاعتراف شامل وكامل لجميع خطاياه لكي يستعيد حالة النعمة والمصالحة مع الله، ونطلب منه البقاء الدائم في حالة النعمة.

– حضور القدّاس إن أمكن يوميّا لتناول جسد الرب ودمه.

– صلاة مسبحة الوردية التي هي السلسلة التي تربط الشيطان كما ذكر ذلك سفر الرؤيا في الفصل (19)، وكما وضّح ذلك عمليّا القدّيس دومينيك عبد الأحد في كتاب “سر الوردية العجيبة” للقديس Louis Marie Grignon de Monfort.

– شرب الماء المقدّس والملح المقسم كلّ يوم من أجل تدمير السحر الموجود في المعدة (عبر تناول الممسوس لشراب سحري من قبل السحرة محضر).

– مغاطس مياه يضاف عليها ماء وملح مقدسين.

– الصفح والغفران للّذين صنعوا له الأذية السحرية لأنّها إن لم تحصل فهي تعيق الخلاص.

– تجنّب التواجد في أماكن ومجموعات تسيء الى الطابع المسيحي.

– التكرّس لقلب مريم الطاهر ولقلب يسوع الاقدس

– المحبّة تجاه جميع البشر

– إقامة ولو ربع ساعة من السجود امام القربان المقدّس كل يوم

– قراءة مقطع من الانجيل يوميّا والتأمل بكلامه.

• إرتداء ثوب العذراء مريم (الكرملي) الذي برهن خلال جلسات التقسيم عن فاعليّته القويّة ضدّ الأفعال الشيطانية.

– إرتداء الايقونة العجائبية وصليب مكرسين.

وتابع “رحّال” إنّ الله وحده يقرّر زمن التحرير، فلذلك يتوقّف على قوّة السحر المصنوع من قبل الساحر وعدد الشياطين الساكنين في جسد الممسوس. فالله في بعض الاوقات يطيل زمن التحرير لكي يرتد هذا الانسان ارتدادا كاملا، وكذلك لكي يرتد اهله والاصدقاء. فالله هكذا يستخرج خيراً من الشرّ على الدوام.

حالات مَسّ شيطانيّة

فتاة عمرها 3 سنوات جلبت أمّها شيخ كي يفتح المندل في المنزل لسبب ما، فبدأ الشعوذة وأشعل البخور وطلب من الفتاة المرور فوقه، وفي اليوم التالي، أثناء الليل، اصبحت ترى شخصا له اجنحة يطير فوقها في الغرفة ويلاعبها ويجلب لها الهدايا، فتربّت على يديه لسنوات عديدة، وأوهمها خلال 25 عاما انّه ملاكها الحارس، وفي يوم من الأيام التقت بأحد الاصدقاء الذي أهداها كتابا عن “الملاك الحارس” وعندما قرأته علمت أنّ الملاك الحارس لا يفعل الافعال التي يرتكبها ملاكها معها، ولا يقول الكلام الذي يقوله لها ملاكها الحارس، وأدركت عندها انّ هذا الكائن الذي عاشرها طوال 25 عاما لم يكن سوى الشيطان. وهو كان يعلّمها ان تكره والديها ويعلّمها ان تزني مع الجميع.

الشيطان كان دائم الحضور في داخلها. وقمنا بجلسات تقسيم صعبة جداً لأنّه كان عنيفا جدّاً داخلها. وكان يتوجّب 6 أو 7 أشخاص لإمساكها. وخلال جلسات التقسيم العديدة استطعنا ان نردّها الى وعيها كي تخبرنا الحقيقة، وكيف وقّعت العهد معه بعد ان كذبت عدّة مرّات في البداية. لتروي لنا ماذا كان يجري بينها وبينه. وعمّا كان يفعله معها (…) فقمنا بتنشئتها تنشئة مسيحيّة كاملة، وأصبحت تمارس الاسرار المسيحية، واتّضح لنا بعدها انّ الشيطان داخلها بالاتّفاق معها يحاول اضعافنا وإنهاكنا وتضييع الوقت لكي نتلهى ولا نتفرّغ للتقسيم.

وبعد جلسات تقسيمية قاسية وعميقة أقرّت انّها كانت متفقة مع الشيطان خلال كلّ الجلسات السابقة، وهي لا تريد ان تتحرّر منه لانّها مرتبطة معه بالعهد بكامل ارادتها. وهنا بدأنا بإقناعها بالتخلي عن الشيطان لأنّها خليقة الله. فقبلت بعد جهد ليتمّ حلّها من العهد القائم بينها وبين الشيطان، فكانت ردّة فعل الشيطان عنيفة في تعذيبها جسديّا، اذ ضربها بجميع انواع الامراض لأنّنا كنّا نأخذها الى المستشفيات. وجميع الاطبّاء المختصّين كانوا يقولون لنا انّهم لم يجدوا شيئا، وهي لا تشكو من شيء. قال لها الشيطان مرّة، على حدّ قولها: “جميع أمراضِك بشلِّك ياهن بَس هيدا الخوري ما تقعدي مَعو”.

وبعد اعتراف عام، وبعد ربطها وتكبيلها، وبعد آخر تقسيم، أغمضت عينيها وقالت لي: “خلص راح”، وقالت لم أعد اشعر بحريق عندما ترشّوني بالماء المقدّس ولا يتحرّك في داخلي شيء عندما تضعون الصليب على جسدي. فعلمنا انّه فعلا خرج منها، فقمت فورا بجسّ يدها وكانت ناعمة وضعيفة وليس كما تكون عادة عندما يكون الشيطان في داخلها، وقد عاد رونقها وهي تعيش بسلام الآن.

وفي شهادة أخرى يروي الاب رحّال أنّ شابّا أراد التخلّص من حَبّ الشباب في وجهه، فذهب عند امرأة تركّب خلطة مع مراهم لحَبّ الشباب. فاتّضح أنّ هذه المرأة هي ساحرة، وعندما بدأ بدهن هذه المراهم بدأت الحالات الهستيرية معه. لزمنا 6 أو 7 أشخاص لإمساكه عند بدء التقسيم، وعندما بدأنا بالصلاة (صفع المساعدين وألصقهم على الحائط) لم نكن قد ربطناه بعد عندما ضرب الجميع والتفّ صوبي وكنت ممسكاً بالصليب. وقلت في نفسي أمامي 3 خيارات: إمّا أن أهرب أو أن أتشابك معه أو أن أبقى جامدا في مكاني وأستعمل السلطان الكهنوتي. واخترت الصليب والموقف الاخير. التفت صوبي ببطء ويده ما زالت ممدودة لضربي فجمدت بأرضي ولم انظر اليه فإذا بيده المرفوعة تجمد في مكانها، عندها قلت له بصوت جهوري: “وطّي إيدك” بصوت عالٍ جداً ومرعب أمام دهشة الحاضرين فبدأ عندها بإنزال يده ببطء فقلت له اركع عَ الارض وحطّ رأسك تحت إجرين الكهنوت، فركع، فأمسكت بشعر رأسه بيدي اليسرى ووضعت الصليب في وجهه وبدأنا التقسيم، فعاد الجميع وأمسكوا به وأكملنا الصلاة ووضعناه على كرسي وربطناه بالحبال. وعلى رغم الرباط وخمسة رجال يمسكون به، كان ينتفض وشيطانه يثب بقوة، وقال لي، ما لن انساه أبدا: “أنت ستكون آخر كاهن يقسّم علي. سأجلب لك ورقة المنع الخطّية من روما شخصيّا وسأقيم عليك لبنان بأسره”، فقلت له: لم تكتفِ انك اقمت ضدي قسما من الكنيسة، فقال لبنان بأكمله سأقيمه ضدّك وطبعا الشيطان هنا هو الذي يتكلم وليس الشخص”. فأخرسته قائلا: “ايها الروح النجس ليس باستطاعتك فعل شيء ايّها الضعيف”. وكان ذلك سنة 2009 فنحن بحمى مريم العذراء ساحقة رأسك ايها الحيّة اللعينة، وفعلا (هذا ما حصل في تشرين 2010 عندما قرّر مجمع البطاركة والاساقفة الكاثوليك الطلب من جميع الابرشيات تعيين كاهن مقسّم في كلّ ابرشية حائز على إذن خطّي من اسقفه.

وأكملنا التقسيم، وفجأة نظرت إليه فأحسست بأنّ الشيطان قد يكون خرج منه لأنّه صاح “حيّة” وأشار بإصبعه الى البعيد فعلمنا انّ الشيطان خرج منه بشكل حيّة وهرب بعيداً. وعندما استعاد وعيه لم يذكر شيئا من الذي قاله لنا خلال التقسيم.

هل الشيطان يمارس الزنى مع الإنسان من الجنسين؟ وهل من الممكن لفتاة عذراء أن تفقد عذريتها معه؟

كشف الأب رحّال انّ الشياطين تزني مع البشر، وذلك مذكور في سفر الرؤيا “عندما قال المسيح الى ملاك الكنيسة الذي في Bergamos برغامُس، حيث يوجد كرسي الشيطان: عندي عليك قليل “إنّ عندك هناك قوما متمسّكين بتعليم بلعام الذي كان يعلّم “بالاق” ان يلقي معثرة امام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح لآلهة الوثنيين (اي الشياطين) ويزنوا معهم. والقدّيس توما الاكويني يشرح في “خلاصته اللاهوتية” عن الفصل المختصّ بالشياطين انّهم يكونون جسدا مؤقّتا من العناصر الموجودة في الطبيعة فيأخذون اشكالاً بشريّة ويمارسون الزنى مع النساء بأشكال رجال ومع الرجال بأشكال نساء.

والمعروفون بالفرنسيّة Succube et incube وروى الأب رحال حادثة فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها كانت قبل سنتين قد اصطحبها اهلها الى احد المشعوذين ليروا لماذا لم تتزوّج (اذا كان امرؤ ما قد حضّر لها كتيبة)، فطلب المشعوذ ان يبقى معها في الغرفة وحده، وعندما كانت تنظر إليه رأت شخصا آخر يقف قربه وينظر اليها، فأعطاها حجابا وعادت الى البيت، وعند غياب الشمس رأت الشخص نفسه الذي رأته بقرب المشعوذ داخل غرفتها من

دون ان يُفتح الباب،وهنا كانت تحت تأثير السحر الموجود في الحجاب، فقام باغتصابها، وروت لي كيف تمّ الامر، وكانت تحت تأثير سحره، فلم تستطع النطق بكلمة، ولم يقل لها حتى انّه الشيطان، بل هو صديق ويحبّها، ويريدها ان تكون زوجة له، واستمرّت العلاقة شبه يوميّة من دون ان يلحظ احد ذلك. ولم تجرؤ ان تخبر أحدا من اهلها عن ما يحصل معها خوفاً من اتّهامها بالجنون. فأتت اليّ وكانت قد رأت قبل ليلة من مجيئها اليّ في المنام الكنيسة التي ستأتي اليها، وتحرّرت بداخلها بعد صلاتي التقسيميّة عليها، ومنذ 6 أشهرحتى الآن، لم تعد تراه ابداً، وتعيش حياة طبيعية.

وكشف الأب رحّال انّ الممسوسين يأتون اليه من ديانات مختلفة للتقسيم عليهم، وكلّهم قد تحرّروا بقوّة وباسم يسوع المسيح وصليبه الغالب ودمه الثمين.

الشيطان وتحوّله الى جسد

العهد بين الساحر والشيطان يمضيه الساحر بدمه، ويحتفظ بالورقة معه، وباستطاعته، كما يقول القدّيس توما الأكويني معلم الكنيسة الكبير، باستطاعة الشيطان ان يكوّن جسداً مؤقّتا يظهر فيه مؤلفاً من عناصر الطبيعة، ومن هنا يمكننا ان نتفهم الزنى عندما يمارسه الشياطين مع البشر، وبالرغم من انّ الشيطان يمكنه التحوّل الى رجل بكامل أعضائه التناسليّة، ومن الممكن ان يُفقد الفتاة عذريتها، الّا انّ لا سائل منويّ لديه لانّه بارد وليس دافئا، اذ لا حياة فيه.

نصائح

• عدم الذهاب إلى السحَرة لمعرفة المستقبل.

• عدم الشرب أو الأكل عند الغرباء.

• رسم إشارة الصليب والصلاة على فنجان القهوة أو المياه أو أيّ شيء ممكن ان يقدّم لنا بواسطة غرباء، والبدء بصلاة تقسيميّة على الاكل والشراب لتبديد ايّ سحر او شعوذة من الممكن وجودها داخلهم مع تلاوة الصلاة التالية:

“بقوّة اسم يسوع المسيح وصليبه ودمه الثمين دمّر اللهمّ كلّ سحر وكلّ شعوذة وكلّ روح شرّير موجود في هذا الطعام وهذا الشراب”.

• عدم اخذ ايّ حجاب من ايّ شخص حتى الذين نعرفهم، لانّ كثيرين من الاشخاص يحاولون مضرّتنا بهذه الطريقة.

• فقط ارتداء الصليب المكرّس، الايقونة المكرّسة، الثوب الكرملي.

وختمَ الأب رحّال مؤكّدا أنّه، وبعد ألفي سنة من الفداء، لا يوجد ايّ مرجع في ارشيف الكنيسة، ولن يوجد أبدا من يتجرّأ أن ينفي هذه الحقائق الايمانية الثابتة. والمنطق الذي ينكر وجود الشيطان الخالي من الحكمة الإلهية يقف وراءه الشيطان نفسه، ولماذا؟ لانّه يريد اخفاء حقيقة وجوده ليتسنّى له العمل بحرّية تامّة وعلى هواه.

وأكّد الاب رحّال انّ رحلة الشيطان الارضيّة شارفت على الانتهاء، ومدّته الزمنية قاربت النهاية، ولذلك لا بدّ له قبل الرحيل من تكثيف جهوده الخبيثة وفرض ثقله لمحاربة ضعفاء النفوس ليهلكهم ويأخذهم معه الى جهنّم الزوال.

ودعا المؤمنين الى محاربته ومكافحة جيشه الارضي، مثلما حاربته ملائكة الرب في السماء. وذلك يكون بالصلاة والحكمة لتقويم وتقوية الايمان، مستشهداً بقول لبولس الرسول “ليس هناك من اسم في السماء وعلى الأرض، وتحت الأرض، يمكن به الانسان أن يخلص سوى باسم يسوع المسيح”.

2 thoughts on “كيف تُطرَد الشياطين؟

  1. سلام المسيح:
    ما كتب في هذا النص شئ مروع وشيق يجذب للاطلاع والقرائة.
    اني مندهش لما لمست عندما قرائت الرسالة ارجوا ان تمنحوني زيارتكم للصلاة والخلاص الابدي والنفسي لانني بحاجة الدائمة لنعمة الله ويسوع المسيح واذكرني بصلاوتك ايها الكاهن المحترم.

  2. مع كامل احترامي وتقديري للموضوع، كنت أتمنى عرضه أولا على غبطة البطريرك إبراهيم إسحق، والسينودس ومجلس البطاركة الكاثوليك بمصر، لتحديد مدى صحة الموضوع، وإمكانية نشره في موقعنا الموقر. فالكنيسة الكاثوليكية عامة لم تحدد الموضوع كما رواه الأب رحال.
    فبعض الموضوعات ربما تجعل الناس في ارتياب ورعب أكثر من أنها ستوي إيمانها لتواجهها.
    مرة أخرى كنت أتمنى اعرف رأي الكنيسة المصرية الكاثوليكية في مثل هذا الموضوع.

Comments are closed.