لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ :تأمل في قراءات الجمعة 4 ابريل 2014

لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ :تأمل في قراءات الجمعة 4 ابريل 2014

لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ

حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ،

تأمل في قراءات الجمعة 4 ابريل 2014 الموافق 9 برمودة 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

كانَ إنسانٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ اسمُهُ نيقوديموسُ، رَئيسٌ لليَهودِ.  هذا جاءَ إلَى يَسوعَ ليلاً وقالَ لهُ:”يا مُعَلِّمُ، نَعلَمُ أنَّكَ قد أتيتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأنْ ليس أحَدٌ يَقدِرُ أنْ يَعمَلَ هذِهِ الآياتِ التي أنتَ تعمَلُ إنْ لم يَكُنِ اللهُ معهُ” أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنْ فوقُ لا يَقدِرُ أنْ يَرَى ملكوتَ اللهِ”.  قالَ لهُ نيقوديموسُ:”كيفَ يُمكِنُ الإنسانَ أنْ يولَدَ وهو شَيخٌ ؟ ألَعَلَّهُ يَقدِرُ أنْ يَدخُلَ بَطنَ أُمِّهِ ثانيَةً ويولَدَ؟”.  أجابَ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنَ الماءِ والرّوحِ لا يَقدِرُ أنْ يَدخُلَ ملكوتَ اللهِ.  المَوْلودُ مِنَ الجَسَدِ جَسَدٌ هو، والمَوْلودُ مِنَ الرّوحِ هو روحٌ.  لا تتعَجَّبْ أنِّي قُلتُ لكَ: يَنبَغي أنْ تولَدوا مِنْ فوقُ.  الرِّيحُ تهُبُّ حَيثُ تشاءُ، وتسمَعُ صوتها، لكنكَ لا تعلَمُ مِنْ أين تأتي ولا إلَى أين تذهَبُ. هكذا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرّوحِ”. أجابَ نيقوديموسُ وقالَ لهُ:”كيفَ يُمكِنُ أنْ يكونَ هذا؟”.  أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ:”أنتَ مُعَلِّمُ إسرائيلَ ولستَ تعلَمُ هذا!  الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: إنَّنا إنَّما نتكلَّمُ بما نَعلَمُ ونَشهَدُ بما رأينا، ولستُمْ تقبَلونَ شَهادَتَنا.  إنْ كُنتُ قُلتُ لكُمُ الأرضيّاتِ ولستُمْ تؤمِنونَ، فكيفَ تؤمِنونَ إنْ قُلتُ لكُمُ السماويّاتِ؟  وليس أحَدٌ صَعِدَ إلَى السماءِ إلا الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ، ابنُ الإنسانِ الذي هو في السماءِ. “وكما رَفَعَ موسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّةِ هكذا يَنبَغي أنْ يُرفَعَ ابنُ الإنسانِ،  لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ.  لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ.  لأنَّهُ لم يُرسِلِ اللهُ ابنَهُ إلَى العالَمِ ليَدينَ العالَمَ، بل ليَخلُصَ بهِ العالَمُ.  الذي يؤمِنُ بهِ لا يُدانُ، والذي لا يؤمِنُ قد دينَ، لأنَّهُ لم يؤمِنْ باسمِ ابنِ اللهِ الوَحيدِ.  وهذِهِ هي الدَّينونَةُ: إنَّ النّورَ قد جاءَ إلَى العالَمِ، وأحَبَّ الناسُ الظُّلمَةَ أكثَرَ مِنَ النّورِ، لأنَّ أعمالهُمْ كانَتْ شِرِّيرَةً.  لأنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ السَّيِّآتِ يُبغِضُ النّورَ، ولا يأتي إلَى النّورِ لِئلا توَبَّخَ أعمالُهُ.  وأمّا مَنْ يَفعَلُ الحَقَّ فيُقبِلُ إلَى النّورِ، لكَيْ تظهَرَ أعمالُهُ أنَّها باللهِ مَعمولَةٌ”.

نص التأمل

سبق وتناولنا هذا النص السرمدي المعاني في تاملين سابقين كان الأول حول منطق البشر: تأمل الخميس, 24 أكتوبر 2013  والثاني بتاريخ….

اليوم يشرح الرب السبب الأساسي للوجود

سبب تكوين الكون- سبب وجود العالم- سبب خلق الإنسان

ليس هناك من تفسير آخر ولا وجود لمنطق آخر ولا مجال لإجتهاد آخر…

يحاول العلماء ويجتهد اللاهوتين ويتهافت الفلاسفة وتتحير العقول والألباب

ويظل سر الكون عند يسوع… فهو  الكائن الوحيدالذي يستطيع ان ينطق بهذا التصريح:

–        إنَّنا إنَّما نتكلَّمُ بما نَعلَمُ ونَشهَدُ بما رأينا، ولستُمْ تقبَلونَ شَهادَتَنا.  

–        إنْ كُنتُ قُلتُ لكُمُ الأرضيّاتِ ولستُمْ تؤمِنونَ، فكيفَ تؤمِنونَ إنْ قُلتُ لكُمُ السماويّاتِ؟  

–        وليس أحَدٌ صَعِدَ إلَى السماءِ إلا الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ، ابنُ الإنسانِ الذي هو في السماءِ”.

عندما يتكلم المعلم عن “الله محبة”  لا يتحدث عن صفة من صفاته بل عن جوهر كيانه…

نستطيع ان نصف شخصا انه شجاع- مقدام- طيب- لطيف… وهذه صفات قد تبرز او تختفي حسب المواقف

اما أن نقول انه رجل أو إمرأة فهذه ليست صفة بل كيان فكل خلية وكل تصرف وكل كلمة في هذا الشخص هي تعبير عن كونه او كينونته كرجل او إمراة…

 هكذا عندما نعرف الله بأنه محبة…فهذ اكيانه وتلك كينونته وذلك توصيف شخصيته…

  • فالمحبة بطبعها تفيض حبا
  • وفيض الحب يخلق حياة  وخصبا،
  • والحياة والخصب ينبتان ثمرا
  • والثمر يولد فرحا
  • والفرح ينشيء كرما
  • والكرم يولد عطاء وبذلا….

 وهكذا أحب الله العالم واراد ان يرد إليه الحياة ويخلصه من عبودية الموت…

هكذا أراد بحبه لأنه لم يخلق الموت ولا يروم هلاك الإنسان

هكذا هو اإله المحبة أو بالحري الله لمحبة الذي يقدمه المعلم اليوم لنيقودمس الباحث الساهر

وهو نفس الإله الذي يقدمه للبيشرية المتعبة

الله المحبة التي لا تعرف الكره أو الحقد أو الإنتقام

تعرف فقط الحب والعطاء والصفح والغفران.