لا تقدِرونَ أنْ تأتوا:   تأمل في قراءات السبت 17 مايو 2014 الموافق 22 بشنس 1730

لا تقدِرونَ أنْ تأتوا: تأمل في قراءات السبت 17 مايو 2014 الموافق 22 بشنس 1730

لا تقدِرونَ أنْ تأتوا

“وحَيثُ أكونُ أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا”

 تأمل في قراءات السبت 17 مايو 2014 الموافق 22 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“فآمَنَ بهِ كثيرونَ مِنَ الجَمعِ، وقالوا:”ألَعَلَّ المَسيحَ مَتَى جاءَ يَعمَلُ آياتٍ أكثَرَ مِنْ هذِهِ التي عَمِلها هذا؟”.سمِعَ الفَرِّيسيّونَ الجَمعَ يتناجَوْنَ بهذا مِنْ نَحوِهِ، فأرسَلَ الفَرِّيسيّونَ ورؤَساءُ الكهنةِ خُدّامًا ليُمسِكوهُ. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أنا معكُمْ زَمانًا يَسيرًا بَعدُ، ثُمَّ أمضي إلَى الذي أرسَلَني. ستَطلُبونَني ولا تجِدونَني، وحَيثُ أكونُ أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا”. فقالَ اليَهودُ فيما بَينَهُمْ:”إلَى أين هذا مُزمِعٌ أنْ يَذهَبَ حتَّى لا نَجِدَهُ نَحنُ؟ ألَعَلَّهُ مُزمِعٌ أنْ يَذهَبَ إلَى شَتاتِ اليونانيِّينَ ويُعَلِّمَ اليونانيِّينَ؟ ما هذا القَوْلُ الذي قالَ: ستَطلُبونَني ولا تجِدونَني، وحَيثُ أكونُ أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا؟”. (يوحنا 7: 31-36)

نص التأمل

لا تقدِرونَ أنْ تأتوا

وحَيثُ أكونُ أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا

موقف البشرية في هذا المقطع موقف عقلاني مشرف

حيث قالوا:”ألَعَلَّ المَسيحَ مَتَى جاءَ يَعمَلُ آياتٍ أكثَرَ مِنْ هذِهِ التي عَمِلها هذا؟

فقد أدركوا أخيرا وبعد طول عناء أن الواقف بينهم هو المسيح

فهل لانوا بعد طول عناد وقبلوه بعد طول رفض؟

لقد قاسوا ما يقوله المعلم يسوع وما يعمله فوجودوا الكفة تميل لصالحه تماما

فخرجوا بالنتيجة أنه المسيح

لكن كما سبق وبيّّنا في تأملات سابقة

أن الإيمان المنطقي البديهي العقلاني

المبني على القياس والاستنتاج

ليس افضل الإيمان ولا هو أعظمه قوة ولا أكثره استمرارية

لذا لا نستغرب إذ نجد يسوع كثيرا ما يرفضه

ويستفزه محاولا قيادة من معه لاستخراج الإيمان الحقيقي

والوصل إلى الإيمان الكياني إيمان ابراهيم ومريم

وقد يستغرب البعض موقف يسوع هذا لكنه يعلم جيدا أن:

–       من استقبلوه بفرح الأهازيج وسعف النخيل

        هم أول من كان يصرخ أصلبه أصلبه

–       وأولئك الذين طلبوا الآيات وعاينوا المعجزات

        سرعان ما سينصرفون لأنهم يطلبون المزيد

–       أما العقلانيون الذين نراهم بالقياس يتوصلون إلى نتائج جيدة

       فهم اول من يمكن ان يضّل وراء أدلة وبراهين مضادة

لذا لم يرض قلب المسيح هذا النوع من الإيمان فهو ليس كاف وغير قادر

على أن يصل بالإنسان الى الله

لذا فغجابته اليوم لهؤلاء النصف مؤمنين:

” حيث امضي لا تقدرون ان تاتوا”

بينما يقول للذين يؤمنون به “أنا منطلق لأعد لكم مكانا”

“وحيث أكون أنا هناك تكونون”

هذا هو الفارق في الإيمان

وهو ما يصنع الفارق في القدرة على الوصول الى الهدف

فإذا كان هدفنا “ان نصير واحداً مع الآب مثلما الآب والإبن واحد”

فالطريق إلى المسيح يجب الا يتوقف على إيمان العقل وحده

يجب ان يتعدى ذلك إلى ما هو اعمق كثيرا….