لجنين هو شخص بشري جديد، تشهد على ذلك نبضات قلبه، وموجات دماغه، وبصمات اصابعه، وما يجري في عروقه من دماء، فضلا عن جهازه العصبي

لجنين هو شخص بشري جديد، تشهد على ذلك نبضات قلبه، وموجات دماغه، وبصمات اصابعه، وما يجري في عروقه من دماء، فضلا عن جهازه العصبي

ا

البطريرك الماروني يتحدث عن حرية الاختيار والإجهاض

بكركي، 3 يونيو 2007 (zenit.org). –

إن “حرية الانسان ليست، كما يتوهم بعضهم أنها لا تعرف الحدود” بل “انها حرية تقف حيث تبدأ حرية الآخر، على ما قيل”

هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظته، يوم الاحد، بمناسبة عيد الثالوث الأقدس، والتي تطرق فيها الى موضوع حرية الاختيار والإجهاض، مركزاً على ثلاث نقاط وهي: الاختيار الحر، قلب المفاهيم ومفهوك الحرية الخاطىء.

وفي كلامه عن النقطة الاولى (الاختيار الحر) قال صفير بأن “الذين يروجون للاجهاض يقومون بذلك باسم الحرية، والحقيقة، والاختيار الأدبي الحر، والحب”، مشيراً الى ان “كل ذلك بغية البحث عن اللذة دون تحمل الأعباء الناتجة عنها، وهي خدمة الحياة”.

وقال نيافته، متحدثاُ عن الحركات التي تؤيد الإجهاض، بأن “هذا الموقف يسيء الى العلاقة التي يجب أن تقوم بين الولد والأم، وهي علاقة ذات قيمة لا بديل عنها. وهذا يفضي الى ثقافة الموت”.

وأوضح البطريرك الماروني كيف تقلب هذه الحركات المفاهيم، حيث تستعين هذه الحركات دائماً بـ “التشويه اللفظي”.

وأضاف “هكذا أصبح مركز الاجهاض، “مركز صحة للانجاب”، “وجمعية مساعدة الأهلين”، أو “مركز تخطيط عائلي”. وأصبح المولود المنتظر “شيئا”، أو “نتاج الحمل” وأصبح قتل الجنين “عملا طبيا” أو “عملية جراحية”. وقتل الطفل المنتظر يصبح مسموحا به”.

ووصف صفير هذه الاعمال بأنها “كلها تجاوزات غير أخلاقية وغير مقبولة، لا بل اجرامية”.

وعن النقطة الثالثة (مفهوم الحرية الخاطىء)، قال غبطته بأن “هناك مفهوم خاطئ للحرية، وهو يمجد الفرد، ولا يهيئه الى التضامن، والقبول دون تحفظ بخدمة القريب”.

وتحدث البطريرك صفير عن ماهية الحرية مشيراً الى انها “خير مطلق دون حدود وغير محدود”. وقال: “ما من رجل سليم العقل لا يفهم أن الحرية لا تكون بأن يسرق الانسان أو يختلس رزق الغير. وهناك حدود للحرية واضحة ومشروعة”.

وتساءل البطريرك الماروني: “كيف يمكن أن تكون هناك حرية شرعية للقيام بعملية اجهاض؟”، مشيراً الى أن “انصار الاجهاض في ما بين السبعينات والثمانينات حاولوا حل هذه المشكلة، التي لا حل لها، بسعيهم الى تحسين صورتهم، فرفضوا القول بأن الأم تقتل أولادها، لأن الجنين ليس بولد، وفي التالي ليس بحي، ولا هو شخص جديد، ولا هو عضو في الجنس البشري. وهذه كلها أقوال لا أساس لها من الصحة”.

واضاف قائلاً: إن “الجنين هو شخص بشري جديد، تشهد على ذلك نبضات قلبه، وموجات دماغه، وبصمات اصابعه، وما يجري في عروقه من دماء، فضلا عن جهازه العصبي. وهذه حقيقة راهنة، وهي أنه عضو في الجنس البشري”.

“ان ممارسة الحرية، التي لا حد لها، – تابع صفير يقول – لا يمكنها أن تجعل من الانسان سيد الحياة والموت. والله وحده هو سيد الحياة والموت”، موضحاً بأن “الحياة البشرية هي أثمن ما جاد الله به على الانسان من هبات. غير أن هناك من يستهينون في هذه الحياة، فيدمرونها، دون أن يطرف لهم جفن، في الحروب، والنكبات التي تطرأ بين الحين والحين على هذه أو تلك من البلدان والمناطق”.