-“لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ”:  تأمل في قراءات السبت 12 ابريل 2014

-“لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ”: تأمل في قراءات السبت 12 ابريل 2014

 3-“لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ

“لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ

تأمل في قراءات السبت 12 ابريل 2014 الموافق  17 برمودة 1730

نص الإنجيل

“وكانَ إنسانٌ مَريضًا وهو لعازَرُ، مِنْ بَيتِ عنيا مِنْ قريةِ مَريَمَ ومَرثا أُختِها. وكانَتْ مَريَمُ، التي كانَ لعازَرُ أخوها مَريضًا، هي التي دَهَنَتِ الرَّبَّ بطيبٍ، ومَسَحَتْ رِجلَيهِ بشَعرِها. فأرسَلَتِ الأُختانِ إليهِ قائلَتَينِ: “ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”.فلَمّا سمِعَ يَسوعُ، قالَ:”هذا المَرَضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مَجدِ اللهِ، ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ”. وكانَ يَسوعُ يُحِبُّ مَرثا وأُختَها ولعازَرَ. فلَمّا سمِعَ أنَّهُ مَريضٌ مَكَثَ حينَئذٍ في المَوْضِعِ الذي كانَ فيهِ يومَينِ. ثُمَّ بَعدَ ذلكَ قالَ لتلاميذِهِ:”لنَذهَبْ إلَى اليَهوديَّةِ أيضًا”. قالَ لهُ التلاميذُ:”يا مُعَلِّمُ، الآنَ كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ أنْ يَرجُموكَ، وتذهَبُ أيضًا إلَى هناكَ”. أجابَ يَسوعُ:”أليستْ ساعاتُ النَّهارِ اثنَتَيْ عَشرَةَ؟ إنْ كانَ أحَدٌ يَمشي في النَّهارِ لا يَعثُرُ لأنَّهُ يَنظُرُ نورَ هذا العالَمِ، ولكن إنْ كانَ أحَدٌ يَمشي في اللَّيلِ يَعثُرُ، لأنَّ النّورَ ليس فيهِ”. قالَ هذا، وبَعدَ ذلكَ قالَ لهُمْ:”لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ. لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ” فقالَ تلاميذُهُ: “ياسيِّدُ، إنْ كانَ قد نامَ فهو يُشفَى”. وكانَ يَسوعُ يقولُ عن موتِهِ، وهُم ظَنّوا أنَّهُ يقولُ عن رُقادِ النَّوْمِ. فقالَ لهُمْ يَسوعُ حينَئذٍ عَلانيَةً: “لعازَرُ ماتَ. وأنا أفرَحُ لأجلِكُمْ إنِّي لم أكُنْ هناكَ، لتؤمِنوا. ولكن لنَذهَبْ إليهِ!”. فقالَ توما الذي يُقالُ لهُ التَّوْأمُ للتلاميذِ رُفَقائهِ: “لنَذهَبْ نَحنُ أيضًا لكَيْ نَموتَ معهُ!”.

فلَمّا أتى يَسوعُ وجَدَ أنَّهُ قد صارَ لهُ أربَعَةُ أيّامٍ في القَبرِ. وكانَتْ بَيتُ عنيا قريبَةً مِنْ أورُشَليمَ نَحوَ خَمسَ عَشرَةَ غَلوَةً. وكانَ كثيرونَ مِنَ اليَهودِ قد جاءوا إلَى مَرثا ومَريَمَ ليُعَزّوهُما عن أخيهِما. فلَمّا سمِعَتْ مَرثا أنَّ يَسوعَ آتٍ لاقَتهُ، وأمّا مَريَمُ فاستَمَرَّتْ جالِسَةً في البَيتِ. فقالَتْ مَرثا ليَسوعَ:”يا سيِّدُ، لو كُنتَ ههنا لم يَمُتْ أخي! لكني الآنَ أيضًا أعلَمُ أنَّ كُلَّ ما تطلُبُ مِنَ اللهِ يُعطيكَ اللهُ إيّاهُ”. قالَ لها يَسوعُ: “سيَقومُ أخوكِ”. قالَتْ لهُ مَرثا:”أنا أعلَمُ أنَّهُ سيَقومُ في القيامَةِ، في اليومِ الأخيرِ”. قالَ لها يَسوعُ:”أنا هو القيامَةُ والحياةُ. مَنْ آمَنَ بي ولو ماتَ فسَيَحيا، وكُلُّ مَنْ كانَ حَيًّا وآمَنَ بي فلن يَموتَ إلَى الأبدِ. أتؤمِنينَ بهذا؟”. قالَتْ لهُ:”نَعَمْ يا سيِّدُ. أنا قد آمَنتُ أنَّكَ أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ، الآتي إلَى العالَمِ”. ولَمّا قالتْ هذا مَضَتْ ودَعَتْ مَريَمَ أُختَها سِرًّا، قائلَةً:”المُعَلِّمُ قد حَضَرَ، وهو يَدعوكِ”. أمّا تِلكَ فلَمّا سمِعَتْ قامَتْ سريعًا وجاءَتْ إليهِ. ولم يَكُنْ يَسوعُ قد جاءَ إلَى القريةِ، بل كانَ في المَكانِ الذي لاقَتهُ فيهِ مَرثا. ثُمَّ إنَّ اليَهودَ الذينَ كانوا معها في البَيتِ يُعَزّونَها، لَمّا رأَوْا مَريَمَ قامَتْ عاجِلاً وخرجَتْ، تبِعوها قائلينَ: “إنَّها تذهَبُ إلَى القَبرِ لتبكيَ هناكَ”. فمَريَمُ لَمّا أتتْ إلَى حَيثُ كانَ يَسوعُ ورأتهُ، خَرَّتْ عِندَ رِجلَيهِ قائلَةً لهُ:”يا سيِّدُ، لو كُنتَ ههنا لم يَمُتْ أخي!”. فلَمّا رَآها يَسوعُ تبكي، واليَهودُ الذينَ جاءوا معها يَبكونَ، انزَعَجَ بالرّوحِ واضطَرَبَ، وقالَ:”أين وضَعتُموهُ؟”. قالوا لهُ:”يا سيِّدُ، تعالَ وانظُرْ”. بَكَى يَسوعُ. فقالَ اليَهودُ:”انظُروا كيفَ كانَ يُحِبُّهُ!”. وقالَ بَعضٌ مِنهُمْ:”ألَمْ يَقدِرْ هذا الذي فتحَ عَينَيِ الأعمَى أنْ يَجعَلَ هذا أيضًا لا يَموتُ؟”. فانزَعَجَ يَسوعُ أيضًا في نَفسِهِ وجاءَ إلَى القَبرِ، وكانَ مَغارَةً وقد وُضِعَ علَيهِ حَجَرٌ. قالَ يَسوعُ:”ارفَعوا الحَجَرَ!”. قالتْ لهُ مَرثا، أُختُ المَيتِ:”ياسيِّدُ، قد أنتَنَ لأنَّ لهُ أربَعَةَ أيّامٍ”. قالَ لها يَسوعُ:”ألَمْ أقُلْ لكِ: إنْ آمَنتِ ترَينَ مَجدَ اللهِ؟”. فرَفَعوا الحَجَرَ حَيثُ كانَ المَيتُ مَوْضوعًا، ورَفَعَ يَسوعُ عَينَيهِ إلَى فوقُ، وقالَ:”أيُّها الآبُ، أشكُرُكَ لأنَّكَ سمِعتَ لي، وأنا عَلِمتُ أنَّكَ في كُلِّ حينٍ تسمَعُ لي. ولكن لأجلِ هذا الجَمعِ الواقِفِ قُلتُ، ليؤمِنوا أنَّكَ أرسَلتني”. ولَمّا قالَ هذا صَرَخَ بصوتٍ عظيمٍ: “لعازَرُ، هَلُمَّ خارِجًا!”. فخرجَ المَيتُ ويَداهُ ورِجلاهُ مَربوطاتٌ بأقمِطَةٍ، ووَجهُهُ مَلفوفٌ بمِنديلٍ. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”حُلّوهُ ودَعوهُ يَذهَبْ”. فكثيرونَ مِنَ اليَهودِ الذينَ جاءوا إلَى مَريَمَ، ونَظَروا ما فعَلَ يَسوعُ، آمَنوا بهِ. ( يوحنا 11: 1- 43).

نص التأمل

3-“لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ. لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ 

اتذكرون يوم فاض الروح إبان قراءة هذا النص عن قيامة لعازر وفتح للتأمل إثنتي عشر نقطة، تأملنا منها إلى الآن نقطتين: 1 –  “ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”

2- هذا المَرَضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مَجدِ اللهِ، ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ

 تعالوا ننطلق اليوم الى الثالثة وأنا أرى، في الروح انها الأنسب للتأمل في سبت لعازر الذي تقدسه الكنيسة القبطية إكراما لذكرى هذه المعجزة المهيبة وتكريما للعازر الصديق الذي قام من الأموات بعد ان كان قد انتن….

قد نام، وما النوم في نظرك؟ وماذا يعني الرقاد عندك؟

تكلمت عن النوم في معجزة القيامة الأولي ” إبنة يايروس” فسخر الجميع منك وهم في قمة الحزن والنواح، لكنك اخرجت الجميع ولم تاخذ معك سوى تلميذين وناديت الصبية ” طابيثا قومي” فسمعتك واعتدلت من رقدتها وقامت فأخذتها بيدها وسلمتها الى والديها وسط دهشة الجميع. ولم يعلق أحد على جهلك بالموت أو بالأحرى تجاهلك له ولم يتساءل شخص عن معنى أنها راقدة بينما هي قد ماتت!!!!

واليوم نراك تتحدث بنفس الطريقة  وبنفس الهدوء وبنفس المفردات عن رقاد صديقك حتى ان تلاميذك انفسهم فهموا أنك عن رقاد النوم تتحدث وقدروا ان ذلك خطوة جيدة في سبيل الشفاء مما إضطرك لمصارحتهم بالوجه الآخر من الحقيقة  ألا وهو رقاد الموت ، فاندفع احدهم وهو في قمة اليأس والحزن قائلاً: ” فقالَ توما الذي يُقالُ لهُ التَّوْأمُ للتلاميذِ رُفَقائهِ: “لنَذهَبْ نَحنُ أيضًا لكَيْ نَموتَ معهُ!”.

هذا موقفنا، نحن البشر  نموت مع كل من يموت من احبابنا الى ان نموت نحن!!! اما موقفك انت فعجيب: “لعازَرُ ماتَ. وأنا أفرَحُ لأجلِكُمْ إنِّي لم أكُنْ هناكَ، لتؤمِنوا. ولكن لنَذهَبْ إليهِ!” ما سر فرحك وما دخلهم فيما يحدث من موت وقبر وحزن وبكاء. اين تجد الفرح حيث لا نرى إلا من خلال الدموع؟وكيف تذهب إليه وقد فات الاوان وقد مضى الحبيب والصديق غلى حيث لا يستطيع احد ان يلحقه  ويلحقه بلا عودة فقط من يموت؟؟

يبدو ان لديك مفهوماً خاصاً عن ” رقاد الموت” كما يبدو…

  • أراك لا تخشاه وكأنك لا تعتبره موجودا على الاطلاق
  • اراك لا تشاطر الناس الجزع منه والضجيج امامه
  • اراك تخترقه وتنادي من ولجوه فيعودون إلى الحياة
  • أراك تقتحم عالمه فتخرج من تشاء وتحي من تشاء
  • أراك تتخطاه إلى ما وراءه حيث لا يستطيع غيرك ان يصل

يا خالق الحياة يا مكون الإنسان من التراب يا جابل خلقتي من اديم الأرض

وحدك تستطيع أن تهب الحياة وتعيد منحها،

ان تنادي من عالمك من اجتاز عالمنا فيسمعك ويعود

أنت صاحب السلطان هنالك وحدك

انت الكلي القدرة ، ولك ان تنادي فتلبي وان تصرخ  فيسمعك الرقد

وان تأمر الحياة كسيد فيخرج الميت حيا…