لقاء البابا فرنسيس بالصحفيين في طريق العودة من ريو دي جانيرو إلى الفاتيكان

لقاء البابا فرنسيس بالصحفيين في طريق العودة من ريو دي جانيرو إلى الفاتيكان

أرسل الفاتيكان, 29 يوليو 2013 (زينيت) روبير شعيب

البابا فرنسيس: يوحنا بولس الثاني رسول ومرسل عظيم مثل القديس بولس

خلافًا لطريق الذهاب نحو ريو، كان للبابا فرنسيس في طريق العودة إلى روما وقفة مطولة مع الصحفيين أجاب فيها على أسئلة عدة حول مواضيع شائكة مثل قضية ما يعرف بـ “بنك الفاتيكان”، “اليور” أي “مؤسسة الأعمال الدينية”، المثليين ومجموعة الضغط المثلية في الفاتيكان، دور النساء في الكنيسة، مسألة أمن وسلامة البابا في رحلته، تاريخ إعلان قداسة يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني.

رغم أنه قال أنه “تعب بعض الشيء”، لم تكن أجوبة البابا مقتضبة أو سطحية، بل عميقة وواضحة.

جوابًا على السؤال حول إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين، وحول مثال القداسة الذي يحملانه لنا، تحدث البابا فرنسيس عن شهادة أنجلو رونكالي لافتًا إلى أنه كان “كاهنًا قرويًا متواضعًا” تحلى بشجاعة كبيرة، فقد أعطى على سبيل المثال شهادات كثيرة لليهود بأنهم معمدين عندما كان قاصدًا رسوليًا في تركيا، لكي يحفظهم من الاعتقال.

ولم يكن محبوبًا في دوائر الفاتيكان (الكوريا)، ولذا كان البعض يجعلونه ينتظر مطولاً قبل استقباله، ولكنه لم يكن ليغضب أو يتذمر، بل كان يصلي مسبحته وفرضه.

وقد دفعته شجاعته واتكاله على الرب لكي يعقد المجمع الفاتيكاني الثاني. تخوف سلفه البابا بيوس الثاني عشر من القيام بخطوه بهذا الكبر، لكن يوحنا الثالث والعشرين، لم يسمع لصوت الخوف، بل لصوت الرب الذي قاد خطاه.

أما عن يوحنا بولس الثاني، فقال الأب الأقدس: “إنه رسول كبير في الكنيسة. إنه مرسل، حمل الإنجيل في كل مكان”. إنه مثل “القديس بولس”.

أما في ما يتعلق بتاريخ إعلان القداسة، فقد استبعد البابا تاريخ 8 ديسمبر، وذلك لأنه يفكر بالبولنديين الفقراء الذين سيقون تحت وقر الثلج في تلك الفترة ولن يستطيعوا القدوم إلى روما بسهولة.

إلا أنه صرح بأنه سيتشاور مع رئيس أساقفة كراكوفيا، الكاردينال دشيفيتش، بشأن ذلك.
البابا فرنسيس: أفضل أن أرتكب جنون القرب من الناس بدل جنون الحماية المصفّحة

سأل أحد الصحفيين البابا عن مسألة أمنه الشخصي خلال يوم الشبيبة العالمي، نظرًا للمقاربة الجديدة جدًا التي كانت للأب الأقدس في هذه الزيارة، دون حواجز تمنع الناس من الوصول إليه أو مواكبة أمنية شديدة. فأجابه البابا فرنسيس لافتًا إلى أنه لم يحدث أي حادث في كل الزيارة.

وتابع قائلاً: بفضل “قلة الأمن، تمكنت من أن أكون قريبًا من الناس، أن أعانقهم، أن أحييهم، دون سيارات مصفحة”.

وأضاف: “الأمن هو أن نثق بالشعب”.

وأردف: “بالطبع، هناك دومًا خطر أن يكون بين الجموع مجنون يريد أن يفعل شيئًا مؤذيًا، ولكن هناك دومًا الرب”.

وختم جوابه بالقول: “إن وضع حاجز مصفح بين الأسقف والشعب هو جنون، وأنا أفضل الجنون الآخر. جنون القرب، الذي يفيد الجميع”.

سؤال إلى البابا: لماذا تطلب دومًا إلى الآخرين أن يصلوا لأجلك؟

سأل أحد الصحفيين البابا فرنسيس في طريق العودة من ريو دي جانيرو الدافع وراء طلبه من الآخرين أن يصلوا لأجله. (نذكر في هذا الصدد الانحناءة المؤثرة للبابا في خطابه الأول بعد انتخابه، عندما طلب إلى المؤمنين البركة قبل منحهم إياها).

وأجاب البابا فرنسيس قائلاً: “لطالما فعلت هذا الأمر، وحتى عندما كنت كاهنًا كنت أطلب ذلك، ولكن ليس بشكل متواتر. ثم بدأت أن أطلبه بشكل متواتر عندما صرت أسقفًا”.

وتابع شارحًا: “أشعر بأن الرب يساعدني في عملي هذا المتمثل بجعل شعب الله يتقدم. وإلى جانب نواقصي أشعر أيضًا بأني خاطئ. ولهذا ينبع من الداخل طلبي إلى الآخرين أن يصلوا لأجلي”.

وشدد قائلا: “إنها عادة تأتي من القلب. أشعر أنه يجب أن أطلب ذلك لأجل خدمتي”.

سؤال جريء إلى البابا وجواب مفاجئ

سأل أحد الصحفيين البابا في اللقاء الذي جمعهم به في الطائرة التي قلتهم من ريو إلى روما عن إمكانية السماح للمطلقين تناول القربان المقدس (الافخارستيا). انطلق الصحفي في سؤاله من “الرحمة” التي يتحدث البابا فرنسيس عنها دومًا فسأل: “حتى خلال يوم الشبيبة العالمي تحدثت غالبًا عن الرحمة. هل هناك إمكانية أن تتبدل ممارسة الكنيسة بشأن المطلقين والذين تزوجوا من جديد وهم الآن محرومون من المناولة المقدسة والأسرار؟

أجاب الأب الأقدس بأن هذه المسألة تعود غالبًا إلى طاولة الحوار. “الكنيسة هي أم، وفي الكنيسة يجب أن يجد الجميع رحمة. أعتقد أنه زمن الرحمة كما حدس يوحنا بولس الثاني الذي أطلق عيد الرحمة الإلهية”.

وتابع شارحًا: “المطلقون يستطيعون أن يتلقوا المناولة المقدسة. إن المطلقون الذين يعيشون زواجًا آخر هم الذين لا يستطيعون تلقي المناولة. يجب أن ننظر إلى الموضوع في إطار كل رعويات الزواج”.

وتحدث البابا في هذا الإطار عن الممارسة الأرثوذكسية المعروفة باسم “لاهوت الإيكونوميا (التدبير)” الذي يسمح بزواج ثانٍ وأشار إلى أنه عندما سيجتمع الكرادلة في 1، 2  و3 تشرين الأول سيناقشون في مسألة رعويات الزواج.