لماذا إرتججت يا أورشليم: تأمل في قراءات أحد الشعانين 13 ابريل 2014

لماذا إرتججت يا أورشليم: تأمل في قراءات أحد الشعانين 13 ابريل 2014

أحد السعف

تأمل في قراءات الأحد 32 ابريل 2014 الموافق  87 برمودة 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

ولَمّا دَخَلَ أورُشَليمَ ارتَجَّتِ المدينةُ كُلُّها

“ولَمّا قَرُبوا مِنْ أورُشَليمَ وجاءوا إلَى بَيتِ فاجي عِندَ جَبَلِ الزَّيتونِ، حينَئذٍ أرسَلَ يَسوعُ تِلميذَينِ قائلاً لهُما:”اِذهَبا إلَى القريةِ التي أمامَكُما، فللوقتِ تجِدانِ أتانًا مَربوطَةً وجَحشًا معها، فحُلاَّهُما وأتياني بهِما. وإنْ قالَ لكُما أحَدٌ شَيئًا، فقولا: الرَّبُّ مُحتاجٌ إليهِما. فللوقتِ يُرسِلُهُما”. فكانَ هذا كُلُّهُ لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بالنَّبيِّ القائلِ: “قولوا لابنَةِ صِهيَوْنَ: هوذا مَلِكُكِ يأتيكِ وديعًا، راكِبًا علَى أتانٍ وجَحشٍ ابنِ أتانٍ”. فذَهَبَ التِّلميذانِ وفَعَلا كما أمَرَهُما يَسوعُ، وأتَيا بالأتانِ والجَحشِ، ووَضَعا علَيهِما ثيابَهُما فجَلَسَ علَيهِما. والجَمعُ الأكثَرُ فرَشوا ثيابَهُمْ في الطريقِ. وآخَرونَ قَطَعوا أغصانًا مِنَ الشَّجَرِ وفَرَشوها في الطريقِ. والجُموعُ الذينَ تقَدَّموا والذينَ تبِعوا كانوا يَصرَخونَ قائلينَ:”أوصَنّا لابنِ داوُدَ! مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبِّ! أوصَنّا في الأعالي!”. ولَمّا دَخَلَ أورُشَليمَ ارتَجَّتِ المدينةُ كُلُّها قائلَةً:”مَنْ هذا؟”. فقالَتِ الجُموعُ:”هذا يَسوعُ النَّبيُّ الذي مِنْ ناصِرَةِ الجليلِ”.ودَخَلَ يَسوعُ إلَى هيكلِ اللهِ وأخرَجَ جميعَ الذينَ كانوا يَبيعونَ ويَشتَرونَ في الهيكلِ، وقَلَبَ مَوائدَ الصَّيارِفَةِ وكراسيَّ باعَةِ الحَمامِ وقالَ لهُمْ:”مَكتوبٌ: بَيتي بَيتَ الصَّلاةِ يُدعَى. وأنتُمْ جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوصٍ!”. وتقَدَّمَ إليهِ عُميٌ وعُرجٌ في الهيكلِ فشَفاهُمْ. فلَمّا رأَى رؤَساءُ الكهنةِ والكتبةِ العَجائبَ التي صَنَعَ، والأولادَ يَصرَخونَ في الهيكلِ ويقولونَ:”أوصَنّا لابنِ داوُدَ!”. غَضِبوا وقالوا لهُ:”أتَسمَعُ ما يقولُ هؤُلاءِ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”نَعَمْ! أما قَرأتُمْ قَطُّ: مِنْ أفواهِ الأطفالِ والرُّضَّعِ هَيّأتَ تسبيحًا؟”. ثُمَّ ترَكَهُمْ وخرجَ خارِجَ المدينةِ إلَى بَيتِ عنيا وباتَ هناكَ.”( متى 21: 1- 17).

نص التامل

لماذا إرتججت يا أورشليم

أراك اليوم مرتبكة يا اورشليم

           أليس هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لتفرحي وتبتهجي فيه؟

          اليس هذا هو الفجر الذي بت تنظرين منذ أيام ملكي صاداق

          منذ أيام داوود مؤسسك وسليمان درة مجدك؟

ما ارتجاجك اليوم يا أورشليم الحبيبة هل سمعته حين كلن يبكي عليك؟

أم هو جزعك من لقياه أو لعلها فرحة قلبك بمقدمه؟

          هل تهربين منه ام تفرين إليه؟ أنت المدينة العامرة بمن ينتظرون تعزية اسرائيل

          أتمعنين اهلك من الخروج للقيا المسيا المنتظر

          اتمنعين شبابك من الهتاف والرقص وفرش الملابس أمام ملكهم العظيم

          أم لعلك تريدين اخراس أصوات اطفالك المنشدة ” هوشعنا يا بن داوود”

          الحق اقول لك لو اخرست أطفالك لنطقت مبتهجة احجارك الكريمة، هكذا قال الرب

          فقلب أحجارك المنتقاة يتفوق على قلبك بنيك الحسدة القتلة المتربصين…

ماذا يقلقك وما يرجرج قلبك في داخلك ايتها المدينة العظيمة يا مدينة الله، اورشليم

          وقد آتاك ملكك لا فارسا غازيا شاهرا سيفه يقطر دما

          بل وديعا متواضعا ينشر السعف الأبيض وأغصان الزيتون

          ليس ملكا متجبرا يحيط به جنودة الجبابرة بل تهتف باسمه حناجر الطفولة البريئة

          ليس ملكا فاحا جبار بأس بل ملكا بسيطا مترائفا يمتطي آتان لم يرد ان يفصلها عن جحشها الوليد

          لن يتوجه ملكك فور دخولك إلى قصر ملكه بل إلى الهيكل بيت ابيه

          لا يحتاج القصر إلى مزيد من السكان، فسكان القصور ابدا إلى فناء اكيد

          بل يحتاج الهيكل إلى تطهير واستعادة قداسة وهيبة حلول الله بين اهلك  الخاشعين

لا تتعجبي يا أورشليم ولا ترتعاعي حين تستقبلين ملكك فلن ينالك من طرفه سوءاً

بل ارتجّي بالحري واضطربي وابكي ونوحي على خطايا بنيك وما يضمرون لملكهم

الذي برغم انه الوحيد الذي يعرف بدقة ما ينتظره فيك

إلا انه لم يحول وجهه عنك بل أتي ليفتديكِ