لماذا تستَمِعونَ لهُ؟:  تأمل في قراءات الجمعة 13 يونيو الموافق 19 بؤؤنة 1730

لماذا تستَمِعونَ لهُ؟: تأمل في قراءات الجمعة 13 يونيو الموافق 19 بؤؤنة 1730

لماذا تستَمِعونَ لهُ؟

تأمل في قراءات الجمعة 13 يونيو الموافق 19 بؤؤنة 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ الذي لا يَدخُلُ مِنَ البابِ إلَى حَظيرَةِ الخِرافِ، بل يَطلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فذاكَ سارِقٌ ولصٌّ. وأمّا الذي يَدخُلُ مِنَ البابِ فهو راعي الخِرافِ. لهذا يَفتَحُ البَوّابُ، والخِرافُ تسمَعُ صوتهُ، فيَدعو خِرافَهُ الخاصَّةَ بأسماءٍ ويُخرِجُها. ومَتَى أخرَجَ خِرافَهُ الخاصَّةَ يَذهَبُ أمامَها، والخِرافُ تتبَعُهُ، لأنَّها تعرِفُ صوتهُ. وأمّا الغَريبُ فلا تتبَعُهُ بل تهرُبُ مِنهُ، لأنَّها لا تعرِفُ صوت الغُرَباءِ”. هذا المَثَلُ قالهُ لهُمْ يَسوعُ، وأمّا هُم فلم يَفهَموا ما هو الذي كانَ يُكلِّمُهُمْ بهِ.فقالَ لهُمْ يَسوعُ أيضًا:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنِّي أنا بابُ الخِرافِ. جميعُ الذينَ أتَوْا قَبلي هُم سُرّاقٌ ولُصوصٌ، ولكن الخِرافَ لم تسمَعْ لهُمْ. أنا هو البابُ. إنْ دَخَلَ بي أحَدٌ فيَخلُصُ ويَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرعًى. السّارِقُ لا يأتي إلا ليَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِكَ، وأمّا أنا فقد أتيتُ لتكونَ لهُمْ حياةٌ وليكونَ لهُمْ أفضَلُ. أنا هو الرّاعي الصّالِحُ، والرّاعي الصّالِحُ يَبذِلُ نَفسَهُ عن الخِرافِ. وأمّا الذي هو أجيرٌ، وليس راعيًا، الذي ليستِ الخِرافُ لهُ، فيَرَى الذِّئبَ مُقبِلاً ويترُكُ الخِرافَ ويَهرُبُ، فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِرافَ ويُبَدِّدُها. والأجيرُ يَهرُبُ لأنَّهُ أجيرٌ، ولا يُبالي بالخِرافِ. أمّا أنا فإنِّي الرّاعي الصّالِحُ، وأعرِفُ خاصَّتي وخاصَّتي تعرِفُني، كما أنَّ الآبَ يَعرِفُني وأنا أعرِفُ الآبَ. وأنا أضَعُ نَفسي عن الخِرافِ. ولي خِرافٌ أُخَرُ ليستْ مِنْ هذِهِ الحَظيرَةِ، يَنبَغي أنْ آتيَ بتِلكَ أيضًا فتسمَعُ صوتي، وتكونُ رَعيَّةٌ واحِدَةٌ وراعٍ واحِدٌ. لهذا يُحِبُّني الآبُ، لأنِّي أضَعُ نَفسي لآخُذَها أيضًا. ليس أحَدٌ يأخُذُها مِنِّي، بل أضَعُها أنا مِنْ ذاتي. لي سُلطانٌ أنْ أضَعَها ولي سُلطانٌ أنْ آخُذَها أيضًا. هذِهِ الوَصيَّةُ قَبِلتُها مِنْ أبي”.فحَدَثَ أيضًا انشِقاقٌ بَينَ اليَهودِ بسَبَبِ هذا الكلامِ. فقالَ كثيرونَ مِنهُمْ:”بهِ شَيطانٌ وهو يَهذي. لماذا تستَمِعونَ لهُ؟“. (لوقا 10: 1-20).

نص التأمل

لماذا تستَمِعونَ لهُ؟

لماذا تستَمِعونَ لهُ؟

سؤال وجيه تقدم به الكثيرون أمام تصريحات المعلم الناصري

الذي وقف يتكلم عن ذاته وعن أبيه بطريقة مختلفة عن الناموس والأنبياء

عما تعودت آذان اليهود سماعه ” يقول الرب إله القوات…هكذا قال الرب”…

يتحدث يسوع كمن له سلطان ويضع سامعيه دوما في موضع : حيرة وتساؤل وإختيار

الحيرة: تتولد من اسلوبه الفريد في التعليم وما يقدمه من جديد على العقول والآذان

التساؤل: يتأتي من الموقف هل ما يقدمه هو الحق كما يبدو ببساطة من كلامه وأعماله، ام الحق هو ما تعلمناه ودرجنا عليه

الإختيار: هو الموقف الأصعب، فإما تكون معه كلية فتترك كل ما تعلمت وتتبعه، إما ترفضه على الإطلاق.

واعتقد أن الرب يسوع مازال يبث نفس الحيرة والتساؤل

ويدفع من يسمعه نحو اختيار جذري

وهو إذ يقدم نفسه راعيا وفاديا يقدم ذاته ربا وإلها ومخلصا

وعلى من يلقاه ويسمعه أن يحدد موقفه مرة واحدة وجذريا:

–        إما أن يصدق كلامه مهما كانت غرابته وصعوبته

ويؤمن به  مستعدا أن يتحمل كل شيء في سبيل ذلك

–        إما أن يرفض كلامه فيرفضه ويعتبره مجدفا

ومن ثم يحكم عليه بأنه مجدف ويدينه ويصلبه…

أليس هذا هو ما حدث في العديد من المرات أمام الكثير من التصريحات

ليس أولها “خبز الحياة النازل من السماء” ولا أخرها ” أنا الراعي الصالح”…

ثم أليس هذا هو الموقف إلى اليوم؟

  • هنا اليوم من يؤمن بيسوع ربا وفاديا ومخلصا وإلها أبديا

وهو في سبيل ذلك يتحمل كل ما يجب أن يتحمله أتباع يسوع

من عذابات واتهامات وآلام نفسية وجسدية واجتماعية وصلبان يومية

  • وهناك من يرفضه ولا يقبله ولا يكتفي بذلك

بل يضطهده ويتهمة بالشرك بالله والتجديف على الذات الإلهية

ولا يكتفي بذلك فهو مستعد أن يصل إلى أقاصي الجهد في سبيل

تحطيم اسمه وتدمير كنيسته وتبديد من يتبعونه

لكنهم ينسون أن راعي الخراف العظيم الذي لا يغلب ولا يقهر

الذي ذبح عن خرافه واستحقها بدمه السكيب

فصارت له عطية من ابيه وهي بين يديه لا يستطيع أحد ان يختطفها

مهما بلغت عدوانية التساؤل وتجاوزت إلى الرفض والإضطهاد

فهذا سبيلهم الواسع المؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الداخلون فيه

وهذا دربنا خلف راعينا الضيق المؤلم المؤدي إلى الخلاص والراحة

واثقين انه يعتني بنا دوما ويرعانا…

هل عرفتم لماذا نحن مصرون على الإصغاء إليه؟