“لمس الجراح ومداواتها كفعل إيمان”كلمة الكاردينال لويس أنطونيو تاغل رئيس أساقفة مانيلا في أول أيام اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة.

“لمس الجراح ومداواتها كفعل إيمان”كلمة الكاردينال لويس أنطونيو تاغل رئيس أساقفة مانيلا في أول أيام اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة.

نقلا عن موقع آاليتيا:

أولى مداخلات اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة، ألقاها عقب كلمة قداسة البابا الكاردينال لويس أنطونيو تاغل رئيس أساقفة مانيلا ورئيس كاريتاس الدولية. وتحدث في البداية عن كون الاعتداءات التي قام بها كهنة جرحا أصاب لا الضحايا فقط، بل أيضا عائلاتهم والإكليروس، الكنيسة والمجتمع بكامله إلى جانب المعتدين أنفسهم والأساقفة. وأكد في المقابل الاعتراف بتواضع وحزن كبير أن هذه جراح سببناها نحن الأساقفة للضحايا، أي لجسد المسيح بكامله. وتحدث هنا عن غياب الرد على آلام الضحايا وتغطية الفضائح وصولا إلى حماية المعتدين، تصرفات أحدثت صدعا وسببت جرحا عميقا في علاقتنا بمن نحن مدعوون إلى خمتهم حسب ما ذكر الكاردينال. وتساءل بالتالي عن كيفية مداواة الجراح، وأعرب عن الثقة في ضرورة أن تقودنا نظرة الإيمان والنظرة الكنسية.

وبدأ هنا الكاردينال تاغل تأملات حول هذا التساؤل، فتحدث أولا عن ترائي يسوع القائم للتلاميذ الخائفين وكيف أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الرب (راجع يو 19، 20). وتابع الكاردينال تاغل أن التلاميذ وفقط من خلال القرب من جراح يسوع أصبح ممكنا أن يُرسلوا في رسالة مصالحة ومغفرة. ثم تحدث عن ترائي المسيح مجددا للتلاميذ ومعهم توما الذي لم يكن معهم في المرة الأولى، حين قال يسوع لتوما “هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنا” (يو 19، 27). شدد الكاردينال تاغل هنا على أن لقاء يسوع مع التلاميذ ومع توما يعلِّمنا أن المدعوين إلى إعلان جوهر إيماننا المسيحي، أي موت وقيامة المسيح، يمكنهم أن يفعلوا هذا بصدق فقط حين يكونوا في تلامس متواصل مع جراح البشرية.

واصل الكاردينال تاغل مداخلته ي اللقاء مشيرا إلى أنه في هذه الأزمة الناتجة عن الاعتداءات على الأطفال وتعاملنا السيء مع هذه الجريمة يحتاج الناس إلى أن نقترب من جراحهم، وأن نعترف بأخطائنا إن كنا نريد تقديم شهادة حقيقية تتمتع بمصداقية لإيماننا بالقيامة. ويعني هذا أن كل واحد منا عليه أن يتحمل بشكل شخصي مسؤولية مداواة هذا الجرح في جسد المسيح، وعمل كل ما باستطاعتنا كي يكون الأطفال في أمان في جماعاتنا. ودعا الكاردينال هنا إلى تجنب أي تردد في الاقتراب من جراح الأشخاص خوفا من أن نُجرح نحن أنفسنا حسب ما قال، وأضاف أن جراح الرب ذكّرت التلاميذ بالخيانة، خيانتهم وهجرهم للمسيح حين أرادوا بدافع الخوف إنقاذ حياتهم، كما وتُذكِّرهم هذه الجراح وتُذكِّرنا نحن أيضا بأن الجراح يسببها أيضا العمى الناتج عن الطموح والاستخدام غير الصحيح للسلطة، تُذكِّرنا بآلام بريئة وبضعفنا وإثمنا. علينا إن أردنا أن نكون صانعي شفاء رفض أية توجهات تنتمي إلى الفكر الدنيوي ترفض رؤية ولمس جراح الآخرين التي هي جراح المسيح في الأشخاص الجرحى. وتحدث عن حاجة جرحى الاعتداءات إلى أن نكون راسخين في الإيمان.

هذا ومن النقاط الهامة الأخرى التي تحدث عنها الكاردينال تاغل في مداخلته مساعدة الضحايا، عقب حصولهم على العدالة، للشفاء من تبعات الاعتداءات. وتحدث هنا عن أهمية العدالة لكنها لا تكفي بمفردها لشفاء القلب الجريح، وأكد أنه لا يجوز أبدا تجاهل الأمور أو تبرير الاعتداءات. كما تحدث عن أهمية مغفرة الضحايا لمن فعل بهم شرا. وشدد على ضرورة التزامنا ككنيسة بمواصلة السير مع جرحى الاعتداءات بانين الثقة، ومانحين محبة غير مشروطة، طالبين المغفرة واعين أن هذه المغفرة ليست حقا لنا بل يمكننا الحصول عليها فقط كهبة ونعمة في مسيرة الشفاء.