ليس لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِنْ هذا:  تأمل في قراءات الثلاثاء  3 يونيو 2014 الموافق9 بؤونه 1730

ليس لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِنْ هذا: تأمل في قراءات الثلاثاء 3 يونيو 2014 الموافق9 بؤونه 1730

ليس لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِنْ هذا

تأمل في قراءات الثلاثاء  3 يونيو 2014 الموافق9 بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

كما أحَبَّني الآبُ كذلكَ أحبَبتُكُمْ أنا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي. إنْ حَفِظتُمْ وصايايَ تثبُتونَ في مَحَبَّتي، كما أنِّي أنا قد حَفِظتُ وصايا أبي وأثبُتُ في مَحَبَّتِهِ. كلَّمتُكُمْ بهذا لكَيْ يَثبُتَ فرَحي فيكُم ويُكمَلَ فرَحُكُمْ.”هذِهِ هي وصيَّتي أنْ تُحِبّوا بَعضُكُمْ بَعضًا كما أحبَبتُكُمْ. ليس لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِنْ هذا: أنْ يَضَعَ أحَدٌ نَفسَهُ لأجلِ أحِبّائهِ. أنتُمْ أحِبّائي إنْ فعَلتُمْ ما أوصيكُمْ بهِ. لا أعودُ أُسَمِّيكُمْ عَبيدًا، لأنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سيِّدُهُ، لكني قد سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ لأنِّي أعلَمتُكُمْ بكُلِّ ما سمِعتُهُ مِنْ أبي..)يوحنا 15: 9-15)

نص التأمل

ليس لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِنْ هذا

بتأملنا في أمور الحياة وأحداثها وتصفحنا حقبات  التاريخ ورموزها الشوامخ

وبقراءتنا في الكتاب المقدس بأسفاره ومطالعتنا لشخصياته وأنبياءه

سنجد بالطبع العديد من الشخصيات البارزة التي لعبت دورا هاما في تاريخنا البشري

سنجد التاريخ قد سطر بطولات قادة وابطال قدموا الكثير للوطن والإنسانية

نذكر منهم على سبيل المثال يوليوس قيصر –قسطنطين- بونابرت-غاندي ونلسون مانديلا…إلخ

ومن شخصيات الكتاب المقدس: إبراهيم-يعقوب- يوسف-موسى-داوود وسليمان …إلخ

ومن الأنبياء: صموئيل-إيليا – إرميا –إشعيا-وبالطبع موسى وداوود …إلخ

ومن الفلاسفة: ارسطو –سقراط –افلاطون- ابن رشد- وابن سينا…إلخ

ومن اللاهوتيين: اثناسيوس الرسولي- كيرلس- أغريغوريوس – توما الأكويني وأغسطينوس

ومن القديسين:بطرس- وبولس- إسطفانوس-أنطونيوس-فرنسيس الأسيزي وتيريزا للطفل يسوع

كانوا كلهم عظماء في القول والفعل والتأثير وحققوا بحياتهم وسيرتهم الكثير لبني وطنهم وللإنسانية

لكن لم يرتق نبي أو عالم او قائد أو فليسوف أو كاتب او شاعر أو شهيد او قديس

لجزييء من نور وضياء وتألق يسوع الناصري وإن إستنارالكثيرون منهم بنوره

ولم يحقق أي منهم بكل ما حقق ونال من مجد وكرامة في الحياة وبعد الموت شيئاً ولو يسيرا مما نال الناصري

مُجد الكثيرون لكن لم يصل أحد إلى بهاء مجده

وُعبد العديدون لكن لم تسجد لهم جميع الأمم والشعوب كيسوع

وقُدس الكثيرون لكن أنى لهم من قداسة يسوع

وضحى الكثيرون منهم بالحياة وجادوا بالدماء لكن أين هم من ذبيحة يسوع

وإضُطهد الكثيرون وعانوا لكن أين منهم ما عاناه يسوع

وقدم الكثيرون منهم مساهمات لا ينكرها أحد وقد سجلها التاريخ لكن …

وقام العديدون منهم بالعديد من المعجزات وما يشبه الإعجاز لكن أنى منهم أبسط معجزات ذاك الناصري

وقام القادة والأباطرة باعظم الفتوحات لكن من فتح منهم العالم واقتحم القلوب كيسوع

وأحدث معظمهم من التغيير ما كانوا إليه يرومون لكن من غيّر الدنيا كيسوع

وضحوا جميعهم من أجل اوطانهم وبني جلدتهم  ومبادئهم لكن من وصل منهم إلى شبه تضحية يسوع

وبذل الكثير منهم الدماء واستشهدوا في سبيل ما كانوا به يؤمنون لكن من صفّى دمه غلى القطرة ألأخيرة كيسوع

واحب العديدون منهم الناس والحياة والدنيا… لكن  ما من حب أعظم من يسوع

هذا هو السر سرّ حبه المجيد

فهل نستوعب الفارق بين يسوع وبين كل من عداه.

أرجو ذلك مخلصا.