ليس هو إلَهَ أمواتٍ بل إلَهُ أحياءٍ: تأمل في قراءات الخميس 10 ابريل 201

ليس هو إلَهَ أمواتٍ بل إلَهُ أحياءٍ: تأمل في قراءات الخميس 10 ابريل 201

ليس هو إلَهَ أمواتٍ بل إلَهُ أحياءٍ

تأمل في قراءات الخميس 10 ابريل 2014 الموافق  15 برمودة 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

وجاءَ إليهِ قَوْمٌ مِنَ الصَّدّوقيِّينَ، الذينَ يقولونَ ليس قيامَةٌ، وسألوهُ قائلينَ: “يامُعَلِّمُ، كتَبَ لنا موسَى: إنْ ماتَ لأحَدٍ أخٌ، وترَكَ امرأةً ولم يُخَلِّفْ أولادًا، أنْ يأخُذَ أخوهُ امرأتَهُ، ويُقيمَ نَسلاً لأخيهِ. فكانَ سبعَةُ إخوَةٍ. أخَذَ الأوَّلُ امرأةً وماتَ، ولم يترُكْ نَسلاً. 21فأخَذَها الثّاني وماتَ، ولم يترُكْ هو أيضًا نَسلاً. وهكذا الثّالِثُ. فأخَذَها السَّبعَةُ، ولم يترُكوا نَسلاً. وآخِرَ الكُلِّ ماتَتِ المَرأةُ أيضًا. ففي القيامَةِ، مَتَى قاموا، لمَنْ مِنهُمْ تكونُ زَوْجَةً؟ لأنَّها كانَتْ زَوْجَةً للسَّبعَةِ”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”أليس لهذا تضِلّونَ، إذ لا تعرِفونَ الكُتُبَ ولا قوَّةَ اللهِ؟ لأنَّهُمْ مَتَى قاموا مِنَ الأمواتِ لا يُزَوِّجونَ ولا يُزَوَّجونَ، بل يكونونَ كمَلائكَةٍ في السماواتِ. وأمّا مِنْ جِهَةِ الأمواتِ إنهُم يَقومونَ: أفَما قَرأتُمْ في كِتابِ موسَى، في أمرِ العُلَّيقَةِ، كيفَ كلَّمَهُ اللهُ قائلاً: أنا إلَهُ إبراهيمَ وإلَهُ إسحاقَ وإلَهُ يعقوبَ؟ ليس هو إلَهَ أمواتٍ بل إلَهُ أحياءٍ. فأنتُمْ إذًا تضِلّونَ كثيرًا!”.0 مرقص 12: 18-27).

نص التأمل

ليس المسيح دار إفتاء بل مصدر الوحي والتشريع

حاول اليهود ان يجعلوا منه “رابي” ، واحداً من الرابيين

واحدا من الأنبياء واحدا من الرسل واحدا من المفتيين واحدا من المعلمين

أو حتى واحدا من القضاة فرفض: ” من اقامني قاضياً عليكم”؟

حقا لقد استعصى عليها جميعاً فهي لا تلابسه وليست من مقاسه…

واليوم يستفتونه فيما يظنون انه قد يسقطه  على كل حال:

فإن منح المرأة للأول بحكم البكورية والأقدمية  فقد ظلم الإخوة الست الآخرين جميعا

وإن منحها لأحدهم  دون الآخر ثار عليه الباقون أجمعين

وإن لم يمنحها لأحد حكم عليهم وعليها بالحرمان من ممارسة الحياة الزوجية

وكأنه إختبار المرأتين الوالدتين لحكمة سليمان

الذي استل سيفه واراد ان يقسم الطفل

فصرخت الأم الحقيقية كلا بل أعطه لها….

لكن ها هنا اعظم من سليمان…

إنه مصدر الحكمة ذاته ومنبع التشريع بعينه

إنه الوحيد الذي في حضن الآب من الأزل ” رأى ويخبر”

وها قد أخبر بما جعل من مستفتيه عبرة لكل المتحزلقين على مدى الأجيال

“أليس لهذا تضِلّونَ، إذ لا تعرِفونَ الكُتُبَ ولا قوَّةَ اللهِ؟”

فأي محاولة من البشر لإسقاط وقياس ما يعيشون على الأرض من ظلال عابرة

على ما هو الأصل والجوهر في السماء هي محاولة ” طفل أغسطينوس”

الذي كان يريد ان ينقل ماء البحر جميعاً في الحفرة التي صنع…

وكمحاولة أهل بابل بأن يغزوا السماء ببرج تبنيه أيد االبشر…

لأنَّهُمْ مَتَى قاموا مِنَ الأمواتِ لا يُزَوِّجونَ ولا يُزَوَّجونَ، بل يكونونَ كمَلائكَةٍ في السماواتِ

والكشف اليوم يتمثل في تلك الحقيقة الرائعة التي تستحق ان نفرد لها تأملا منفصلا

فإذا كان الله قد شرع الزواج إطارا للغريزة البشرية” حب البقاء” وتقنيناً لها

فما الداعي من الزواج في إطار البقاء نفسه وهو الحياة الأبدية في الملكوت؟!!!!