ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نَحنُ:تأمل في قراءات الجمعة 23 مايو 2014 الموافق 28 بشنس 1730

ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نَحنُ:تأمل في قراءات الجمعة 23 مايو 2014 الموافق 28 بشنس 1730

ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نَحنُ

وأنا قد أعطَيتُهُمُ المَجدَ الذي أعطَيتَني

تأمل في قراءات الجمعة 23 مايو 2014 الموافق 28 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“وأنا قد أعطَيتُهُمُ المَجدَ الذي أعطَيتَني، ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نَحنُ واحِدٌ. أنا فيهِمْ وأنتَ فيَّ ليكونوا مُكَمَّلينَ إلَى واحِدٍ، وليَعلَمَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتني، وأحبَبتَهُمْ كما أحبَبتَني. أيُّها الآبُ أُريدُ أنَّ هؤُلاءِ الذينَ أعطَيتَني يكونونَ مَعي حَيثُ أكونُ أنا، ليَنظُروا مَجدي الذي أعطَيتَني، لأنَّكَ أحبَبتَني قَبلَ إنشاءِ العالَمِ. أيُّها الآبُ البارُّ، إنَّ العالَمَ لم يَعرِفكَ، أمّا أنا فعَرَفتُكَ، وهؤُلاءِ عَرَفوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتني. وعَرَّفتُهُمُ اسمَكَ وسأُعَرِّفُهُمْ، ليكونَ فيهِمُ الحُبُّ الذي أحبَبتَني بهِ، وأكونَ أنا فيهِمْ”. ( يوحنا 17: 22-60).

نص التأمل

ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نَحنُ

وأنا قد أعطَيتُهُمُ المَجدَ الذي أعطَيتَني

ما هو هذا المجد الذي ناله يسوع واعطانا إياه؟

ولماذا لم نأخذه ونعشه كما عاشه هو؟

دار هذا التساؤل في ذهني وأنا اتأمل نص قراءة اليوم

بعد مرارة تأمل الأمس في الوحدة التي طلبها يسوع وصلى من أجلها

ونجحنا نحن في تمزيقها وترسيخ إنقساماتنا على مر العصور

بصورة صارت مصدرا للشكوك والسخرية من داخل الكنيسة وخارجها

لدرجة كتب الإسلام في قرآنه عنها أننا مستحيل أن نتجمع أو نتحد

“وهم في شقاق إلى يوم الدين” فهل هذا هو المجد؟ ام هو العار بعينه؟

الإجابة واضحة لا تحتمل التأويل:

إن ما تعيشه كنيسة المسيح من إنقسام وتحزب

هو العار بعينه والخزي متجسما في جنين التطرف ورفض الآخر…

ما هو المجد الذي تحث عنه يسوع إذن؟ وأين هو هذا المجد؟

الإجابة موجودة  في قلب النص نفسه: “وأنا قد أعطَيتُهُمُ المَجدَ الذي أعطَيتَني،

ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نَحنُ واحِدٌ. أنا فيهِمْ وأنتَ فيَّ ليكونوا مُكَمَّلينَ إلَى واحِدٍ”

فإذا غاب مجد الكنيسة وضاع بهاء قدسيتها ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى رايت الكنيسة تأن وتتمخض ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى شاهدت القطيع شاردا مبددا ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى طالعت الخراف ضالة شاردة في كل مكان على سطح الأرض ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى شاهدت التشرذم والتحزب والتطرف، ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى رأيت الذئب يخطف ويقال ويبدد ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى شعرت بحالة ضعف  الإيمان والترهل الروحي ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى أحسست بالتمزق والحيرة ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى رصدت إنصراف الناس وعدم إقتناعهم المتزايد ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى لمست التباعد والتحاشي واللجوء في حالة الضرورة القصوى فحسب

كالزواج او الوفاة أو المناسبات الإجتماعية ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى رأيت الشيطان يصول ويجول كاسد زائر يفعل ما يحلو له ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى أحسست بعدم إقتناع الآخرين برسالة الكنيسة واهميتها ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى رأيت المسيحي البسيط حائرا مرتبكا لا يعرف في اي اتجاه يمضي ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

ومتى رأيت الصراع والتنافس والتناحر غالبا ، فإعلم ان السبب هو إنقسامها

هذا هو العار الذي نحياه وهذا هو الخزي الذي نمجده

فمن أين يأتينا مجد المسيح الموعود؟

الإجابة :

من حيث استقى هو نفسه المجد عبر وحدته مع الاب ووحدته مع البشر حتى اعداءه

لذا فلن يكون للكنيسة غير مجد الإستشهاد والقداسة إلى حين تصلح حالها وتتوحد

وعندما يصير الجميع واحدا كصلاة  ورغبة مؤسسها الذي بذل دمه في سبيلها

حينئذ سيشرق ويتألق مجدها إذ ستصير على صورة خالقها.

لنلصلي جميعا ونعمل لتحقيق هذه اللحظة