“ما عَسَى أنْ يكونَ هذا؟”: تأمل الخميس 20 مارس

“ما عَسَى أنْ يكونَ هذا؟”: تأمل الخميس 20 مارس

“ما عَسَى أنْ يكونَ هذا؟”

تأمل في قراءات الخميس20 مارس 2014 الموافق الرابع والعشرين من شهر برمهات1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

ولَمّا اقتَرَبَ مِنْ أريحا كانَ أعمَى جالِسًا علَى الطريقِ يَستَعطي. فلَمّا سمِعَ الجَمعَ مُجتازًا سألَ:”ما عَسَى أنْ يكونَ هذا؟”. فأخبَروهُ أنَّ يَسوعَ النّاصِريَّ مُجتازٌ. صَرَخَ قائلاً:”يايَسوعُ ابنَ داوُدَ، ارحَمني!”. فانتَهَرَهُ المُتَقَدِّمونَ ليَسكُتَ، أمّا هو فصَرَخَ أكثَرَ كثيرًا:”يا ابنَ داوُدَ، ارحَمني!”. فوَقَفَ يَسوعُ وأمَرَ أنْ يُقَدَّمَ إليهِ. ولَمّا اقتَرَبَ سألهُ قائلاً:”ماذا تُريدُ أنْ أفعَلَ بكَ؟”. فقالَ:”ياسيِّدُ، أنْ أُبصِرَ!”. فقالَ لهُ يَسوعُ:”أبصِرْ. إيمانُكَ قد شَفاكَ”. وفي الحالِ أبصَرَ، وتبِعَهُ وهو يُمَجِّدُ اللهَ. وجميعُ الشَّعبِ إذ رأَوْا سبَّحوا اللهَ. (لوقا 18: 35-43).

نص التأمل

“ما عَسَى أنْ يكونَ هذا؟”

سؤال يحير قلوب الجميع، سؤال ظل يتردد صداه عبر الزمان وفي كل جيل،

سؤال تطرحه وتردده البشرية إلى اليوم…

سؤال ينطلق قي نفس كل فرد يعبر يسوع طرقات حياته

ما عسى أن يكون هذا؟

وعلى اساس الإجابة والإستجابة تتحدد مسيرة حياته

فإما أن يخرج  إلى النور والحياة ، إما أن يظل في الظلمة وظلال الموت

والمسيح مازال إلى اليوم يعبر تتبعه جموع كثيرة كثيرا ما يمدس بينها بل يتقدمها ” المنتهرون “

اليس هذا عجيبا أن ينتهره الذين في المقمة أي التلاميذ الذين يتبعونه عن كثب ويتقدمون خلفه!!!

هؤلاء للأسف كثيرا ما يعوقون الناس عن إتباع من يتبعون

وليس أدل على ذلك من كلمة غاندي الشهيرة:

“اعجبني مسيحهم ولم تعجبني مسيحيتهم”

فبدلا من ان يجتذبوا ويشجعوا الناس على إتباع يسوع يكونون هم العائق!!!

ومع ذلك تظل البشرية العمياء الجالسة في الظلمة تصرخ “مريدة” أن تلقى يسوع

الذي ما انفك يعبر كل يوم على طرقات الحياة ناشراص نوراً مانحا رجاءً نعطياً حياة

وكنفس زكا المتلهفة ونفس السامرية العطشى ونفس قائد المائة اليائسة الراجية

وكنفوس التلاميذ والرسل والقديسيين عبر الأجيال

كانت نقس الأعمى الجالس على الطريق يستعطي

تصرخ طالبة “رحمة ونوراً” رحمة لخطاياها ونورا لخطاها

والرب كعادته دوما مع هذه النوعية من العطش والجوع والشوق إليه

لا يتردد ابداً ان يوقف المسيرة ويغيير المسار

ليسمع لهف قلب تلك النفوس العطشى والقلوب المشتاقة

ويحقق لهم رجاءهم فيلتحقون بموكبه ويتبعونه ممجدين الله في حياتهم

مر الموكب اليوم بذاك الأعمى الجالس يستعطي

فصرخ  فقام فطلب فابصر…. ما أروع ذلك…

تيقظ وانتبه يا إنسان العصر فمازال المسيح يعبر كل يوم

اصرخ إليه ” يا رب اريد ان ابصر”

ثق انه لن يهمل طلبتك و حسب إيمانك ستنال …