مبدأ بوب

مبدأ بوب

اعداد الأخت سامية صموئيل

من راهبات القلب المقدس

عندما يعاني بوب مشكلة مع الجميع ، فعادة ما يكون بوب نفسه هو المشكلة .

من هو بوب ؟

هو كل شخص يعاني من مشاكل أينما وجُد، فإذا كان بوب يعاني من مشكلة مع هاني، ويعاني من مشكلة مع فادي ، ويعاني من مشكلة مع سامي، فهذا يعني أن بوب عادة ما يكون هو نفسه المشكلة. فليس من الطبيعي أن بوب يعاني من المشاكل مع جميع الناس تقريباَ.

والسؤال الذي ينبغي أن أساله لنفسي هو: هل أنا بوب؟

  • كيف نستطيع التعرف على بوب؟ هناك اربعة سمات ترينا شخصية بوب هي:
  • بوب حامل للمشاكل:

أن الأشخاص من نمط بوب يحملون المشاكل معهم، وتلك المشاكل تؤثر على الآخرين ، كثير الشكوى هنا وهناك، يشعر بأنه دائماَ الضحية، وفي نفس الوقت يعاني الكثيرون بسببه ، فإذا كنت  مسئولا وأخبرك أحد الأشخاص أن هناك الكثير من الشكاوى، فحاول أن تعرف مصدر تلك الشكاوى ، قد يتضح لك أن شخصا واحدا هو الذي يشكو كثيرًا .

  • بوب يبحث عن المشاكل:

يحب بوب أيضا البحث عن المشاكل وتعريض الآخرين لها ، فهنا يمكننا عندما يعرض علينا شخص مشكلة ما، نطلب منه أن يقترح  3 حلول لهذه المشكلة. أن رؤية المشكلة أمر لا يتطلب موهبة كبيرة، إنما إيجاد الحلول للمشكلة يتطلب موهبة أكبر.

  • بوب يصنع المشاكل:

يصنع بوب المشاكل دائما، وهو عادة ما يشرك الآخرين فيما يفعله.  في كل مرة نتعامل فيها مع أناس يصنعون المشاكل لدينا خيارين … نختار بين الماء والبنزين، بمعنى أن المشكلة كالنار، أما أن نختار رشها بالماء واخمادها، أو أن نختار إلقاء البنزين عليها لنزيدها تأججاً. فإذا كنا نرغب في السيطرة على الضرر الذي يمكن أن يسببه بوب فعلينا أن نستخدم الماء.

  • بوب متلق للمشاكل:

فهو يتلقى المشاكل من الآخرين ، يسمعهم ويشجعهم على أن يجلبوا المزيد منها، دون مساعدتهم على ايجاد حلول ، بل يتركهم يتذمرون ويشتكون، ويتضامن معهم في هذا التذمر والتمرد.

 

س: ماذا تفعل إذا كان لديك بوب في حياتك: شخص يبحث عن المشاكل ويصنعها وينشرها؟ فكر في الأقتراحات الآتية:

  • أستجب بتعليق ايجابي

عندما يحاول شخص سلبي إلقاء مشكلة ما بين يديك ، استجب له بتعليق ايجابي. حاول أن تجد الجانب الايجابي في هذا الموقف، وإذا كانت المشكلة تتعلق بشخص، فقم بالاشارة إلى سمة ايجابية لاحظتها في هذا الشخص.

  • أظهر أهتمامك بالشخص الذي يتم نقده

عندما يتعرض أحد للنقض، فأن أفضل ما يمكن فعله هو حسن الظن به، فليس من حق أحد أن يعرف نوايا شخص آخر، فعلينا أن نفترض أفضل الاشياء في الآخرين ، ونعبر عن أعتقادنا هذا.

  • شجع على اتخاذ خطوات نحو الحل

أفضل وسيلة للتعامل مع النميمة هي أن توجه الشاكي للتحدث مع الشخص الذي يواجه معه المشكلة، شجعه على مقابلة الشخص الآخر شخصيا وتسوية الأمور معا. أما إذا لم يحاول عمل أي خطوة ، فأرفض مناقشة المشكلة معه.

  • أطلب من بوب أن يفكر قبل أن يتحدث :

إذا كانت الصلة بينك وبين بوب قوية ، أو كنت في موضع سلطة بالنسبة له فأطلب منه أن يفكر في الأسئلة التالية قبل أن يتحدث:

  • هل ما سأقوله صحيح؟
  • هل ما ساقوله مفيد ؟
  • هل ما سأقوله  مُلهم؟
  • هل ما سأقوله  ضروري؟
  • هل ما سأقوله لطيف؟

فإذا كانت الاجابة بالايجاب ، فمن المناسب إذن أن يتحدث.

  • أبعد بوب عن الآخرين:

في بعض الأحيان قد يحدث أنك لا ترغب في أستبعاد بوب من الفريق، لكن يجب تحجيم الضرر عن طريق استبعاده لبعض الوقت حتى لا تسمح بانتشار السلبية بين أفراد الفريق جميعا.

 

س:  ماذا لو كنت أنت بوب؟

لكي تكتشف نفسك إذا كنت أنت بوب عليك أن تتأكد عن طريق طرح الأسئلة الآتية على نفسك:

  • هل أواجه صراعاً من نوع ما كل يوم؟
  • هل يحتك بي الناس بطريقة غير ملائمة غالباً؟
  • هل تحدث لى الأشياء السيئة بصورة طبيعية؟
  • هل لديَ قليل من الاصدقاء واتمنى لو كان عندي المزيد ؟
  • هل يبدو أنني دائما ما أقول اشياء غير مناسبة ؟

 

إذا كانت الاجابة بنعم ، فأنك قد تكون بوب، وهنا عليك :

أولاً . عيك أن تعترف أنك بوب.

ثانياً: أن ترغب في تغيير أسلوب حياتك. والتغيير هنا ليس سهلا ، ولكن عليك بأتباع الارشادات التالية:

  • فكر قبل أن تتكلم.
  • حاول أن ترى الجانب الايجابي في كل موقف تواجهه.
  • أطلب من الآخرين أن يلزموك بتحمل مسئولية تصرفاتك.

ليس لأحد مضطر لأن يظل من نوعية بوب إلى الآبد.

 

وأخيرا عزيزي القارئ لنرى ماذا يقول لنا الكتاب المقدس بشأن التعامل مع شخص صعب من نمط بوب؟

     كلنا نعرف أناساً نجدهم “صعبين” بشكل أو آخر، ومضطرين للتعامل معهم ، قد يكون الشخص صعب يتصف بالتعالي أو حب الجدال و الخلافات أو الأنانية، أو ببساطة عدم الإحترام. ويبدو أن الشخصيات الصعبة تعرف بالضبط كيف تثير الغضب وتجلب الإحباط وتجرح المشاعر وتثير المشاكل. إن التعامل مع الشخصيات الصعبة بمثابة تدريب على الصبر والمحبة والنعمة.

يجب أن يعكس رد فعلنا تجاه الشخصيات الصعبة المثال الذي قدمه لنا المسيح، لأنه هو بالتأكيد قد تعامل مع العديد من الشخصيات الصعبة أثناء وجوده على الأرض. لم يحدث أبداً أن أظهر المسيح تعالياً قاسياً أو كبرياءاً في تعامله مع الشخصيات  الصعبة؛ بل أظهر سلطاناً تحت السيطرة. فقد إستخدم الإنتهار عند الضرورة (يوحنا 8: 47)، ولكنه تعامل مع الشخصيات الصعبة بالصمت أيضاً ( يوحنا 8: 6)، وطرح الأسئلة (مرقس 11: 28-29)، والتوجيه إلى كلمة الله (مرقس 10: 2-3) وتقديم القصص والأمثال (لوقا 7: 40-42).

كان المسيح واضحاً بصورة خاصة في الموعظة على الجبل بشأن التعامل مع الشخصيات  الصعبة بمحبة وإتضاع: “لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا” (لوقا 6: 27-31). تقول رسالة بطرس الأولى 3: 9 ” غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً”.

يجب أن نحذر من الشعور بالكبرياء عند التعامل مع الشخصيات الصعبة. ومن المهم أن نتذكر التنبيه الذي يقدمه بولس الرسول في رسالة رومية 12: 3 “فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ”. (أنظر أيضاً فيلبي 2: 3-4). لذلك يجب أن نتحلى بالوداعة عندما نضطر إلى التعامل مع شخصيات صعبة. المحبة أيضاً مهمة: “تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ” (غلاطية 5: 14). علينا أن نظهر محبة الله للجميع – بمن فيهم الشخصيات الصعبة. يمكننا بنعمة الله أن نتعامل مع الشخصيات الصعبة بمحبة وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة – وفوق الكل – ضبط النفس. يمكننا أن نقدم لهم نفس المحبة والنعمة والرحمة التي يمنحنا إياها الله. وليتنا نحرص ألا نكون نحن أنفسنا “شخصيات صعبة”!