مرض الموت والمجد:  تأمل في قراءات السبت 29 مارس 2014

مرض الموت والمجد: تأمل في قراءات السبت 29 مارس 2014

مرض الموت والمجد

تأمل في قراءات السبت 29 مارس 2014 الموافق 3 برمودة  1730 

“هذا المَرَضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مَجدِ اللهِ، ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ”

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

انجيل الويلات ( متى 23: 14-36)

نص التأمل

مرض الموت والمجد

هذا المَرَضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مَجدِ اللهِ، ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ

حيث تتحفنا قراءآت اليوم بعد طول غيبة بإنجيل الويلات، نتوجه بالفكر نحو ما تركنا من غنى إنجيل لعازر من بركات،  وتاملنا اليوم في الفارق الشاسع بين رؤيتنا للأشياء والأشياء كما يراها يسوع…

احيانا تخالف رؤانا بل تتناقض وفكر الرب، وكثيرا ما نثور ونغضب ونحزن ونكتئب لمرض او لحدث اصابانا دون أن نتوقف لحظة لنتامل في المشيئة الإلهية مع ان احداث الحياة والتاريخ وخبراتنا في الخدمة والكنيسة  تقدم لنا آلاف النماذج الناجحة حقا والرائعة على الإطلاق ويكمن سر نجاحها وروعتها خلف مرضها …انظروا مثلاً:

  • متى كتب القديس فرنسيس الاسيزي اروع إبداعاته : ” نشيد الخلائق” كتبه وهو يكاد يكون اعمي لا يستطيع ان يفتح عينيه في نور الشمس لكن قلبه غرد لها
  • ومتى سطرت القديسة العظيمة اروع خواطرها؟ وهي منطرحة في سرير المرض تعاني من السل وتسعل دماً
  • ومتى حقق البابا يوحنا بولس الثاني أبدع رسائله؟ عندما صار مريضا لا يستطيع ان يمسك بالقلم! وأروع زياراته- الزيارة إلى مصر-؟ عندما كان شيخا متهالكا لا يكاد يسند طوله!
  • ومتى القى اعظم خطبه؟ عندما أصر على الوقوف في شباك قصره  ليخاطب الجمهور الواقف في ساحة بطرس يزأر طالبا رؤياه فأعانوه على الوقوف لكنه لم يستطع ان يفتح فاه فأبكي البشرية كلها في سائر الأرض وظلت تصفق لصمته أكثر مما صفقت لجميع خطبه!!!…

                   كم من العظماء كان مرضهم أو إعاقتهم سبب وسر عظمتهم؟- اطلب ان تمدوني بما لديكم من قصص نجاح وعلامات برزت في حياتكم او من بين معارفكم بعد مرض أو حادثة-…. وأذكر لكم خبرة من حياتي الشخصية حيث ذهبت إلى المستشفى الإيطالي يوما لزيارة اب عزيز على قلبي إثر حادثة ألمت به وهو في طريقه إلى مدينة بورسعيد حيث كان  مديرا ناجحا ومشرفا قديرا على  العديد من المدارس والمؤسسات الكنسية، فتأثرت كثيرا بألمه الشديد وخاصة لحزنه على فقد ساقه كاملة… فشجعته بقولي إن هذه الإصابة سوف تقدم لنا شخصك الحقيقي فقد آن الأوان للتوقف عن الجري وحان زمان التأمل والكتابة، نريد منك ان تغني الطائفة بما تحتاج إليه حقا؛ فلدينا من الشباب القادر على العدو والجري في جميع الإتجاهات الكثيرين؛ أما من يتأمل ويكتب ويغذي القلوب وينير العقول فقليل ونادر؛ اريد في الزيارة القادمة ان تكون قد انتهيت من كتابة مقالة او موضوع او قصيدة،  أقوم بنشرها في العدد القادم من المجلة التي اتشرف برئاسة تحريرها… وقد كان بالفعل ولم يتوقف إلى الآن نهر عطاء ذلك الأب الورع الذي مايزال يغني الطائفة والكنيسة بكتاباته التي تفيض حيوية وصحة….

هكذا علمنا يسوع بمرض لعازر أن هناك من الأمراض ما هو للموت نعم، ولكنه حتى إن قاد إلى الموت كمرض لعازر فليس الموت هدفه بل المجد. ليس بالضرورة مجد لعازر الشخصي بل  “ ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ”… لكن ليست كل الأمراض تقود إلى الموت فهناك امراض للمجد!!

هذا إيماننا وتلك مسيحيتنا وذاك مسيحنا الذي حول عار الجلجثة والصليب مجدا وفخارا

هلا توقفت عن التذمر؟

هلا قبلت صليب المرض بابتسامة الرضى؟

هلا حولت صليب مرضك إلى مجد وقيامة ؟؟