مريم أُمّ الإيمان: تأمل في قراءات الأربعاء الموافق 27 أغسطس الموافق اليوم الرابع من النسيء 1730

مريم أُمّ الإيمان: تأمل في قراءات الأربعاء الموافق 27 أغسطس الموافق اليوم الرابع من النسيء 1730

مريم أُمّ الإيمان

تأمل في قراءات الأربعاء الموافق 27 أغسطس الموافق اليوم الرابع من النسيء 1730

الأب/ بولس جرس

 

 

نص الإنجيل

وقال أيضا لتلاميذه : كان إنسان غني له وكيل ، فوشي به إليه بأنه يبذر أمواله فدعاه وقال له : ما هذا الذي أسمع عنك ؟ أعط حساب وكالتك لأنك لا تقدر أن تكون وكيلا بعد فقال الوكيل في نفسه : ماذا أفعل ؟ لأن سيدي يأخذ مني الوكالة . لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطي قد علمت ماذا أفعل ، حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم فدعا كل واحد من مديوني سيده ، وقال للأول : كم عليك لسيدي فقال: مئة بث زيت . فقال له : خذ صكك واجلس عاجلا واكتب خمسين ثم قال لآخر : وأنت كم عليك ؟ فقال: مئة كر قمح . فقال له : خذ صكك واكتب ثمانين فمدح السيد وكيل الظلم إذ بحكمة فعل ، لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم وأنا أقول لكم : اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير ، والظالم في القليل ظالم أيضا في الكثير فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم ، فمن يأتمنكم على الحق وإن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير ، فمن يعطيكم ما هو لكم  (لوقا 16 : 1 – 12)

نص التأمل

نتناول على مدار الأيام الثلاثة القادمات مريم في علاقتها

بالفضائل الإلهية الثلاثاء الإيمان والرجاء والمحبة

نبدأ اليوم بإيمان مريم وكم كان عظيم إيمان مريم

نستطيع ان نقدمها كمدرسة ونموذج للإيمان في كل العصور

وكما يقول الكتاب” بغير إيمان لا يستطيع احد أن يرضي الله

كما نلاحظ أن الرب يسوع نفسه كان يطبق هذا المبدأ في كل معجزاته:

حيث قال للأعمى اتؤمن أنت؟  وللأعميين:

هل تؤمنا أني أستطيع ان أبرئكما، ليكن لكما حسب إيمانكما

وقال للكنعانية عظيم إيمانك يا إمرأة ليكن لك ما تطلبين

وقال عن قائد المائة الذي طلب منه المعونة ولم يحسب نفسه أهلا

لأن يدخل المعلم تحت سقف بيته” لم ار هذا الإيمان في إسرائيل”

وكذا للمراة النازفة منذ اثنتي عشر سنة ” إيمانك قد خلصك”

وهو يوجه السؤال كثيرا وفي مواقف عديدة حتى لأقرب الناس إليه

كمريم أخت لعازر ” أنا هو القيامة والحياة…أتؤمنين انت بهذا؟”

بل وينتهي قبيل صعوده بوضع الإيمان كشرط “من آمن واعتمد يخلص ومن لم يؤمن يدان”

ما الإيمان سوى الإيقان بما لا يرى وتصديق كل ما يقال

والثقة رغم الأهوال وطول الانتظار

والقدرة على مقاومة كل عوامل اليأس والإحباط والانكسار

فإذا طبقنا هذا التعريف المبسط على مريم العذراء

سنصرخ مع اليصابات:” طوبى للتي آمنت لأنه سيتم ما قيل لها من قبل الرب”

الإيقان: لا يرى: ايقنت مريم بما إذ آمنت بالله وبوعوده لشعبه على مر الأجيال

وتصديق كل ما يقال: صدقت كل كلام الملاك الذي لا يمكن ان يتحقق إلا عبر إيمانها وطاعتها

والثقة: لقد وثقت مريم في كلام الرب ولم تشك للحظة واحدة في قدرته على تحقيقه

         رغم طول الانتظار لأجيال واجيال وبالرغم من الأهوال التي عاشتها

من لحظة الحمل إلى لحظات الصلب الرهيبة على جبل الجلجثة

والقدرة على مقاومة كل عوامل اليأس والإحباط والانكسار: حقا كانت مريم أفضل نموذج على الإطلاق

في هذا المجال فتصورا معي إنسانة :

  • بشرها الملاك جبرائيل الروح القدس يحل عليك وقدرة العلي تظللك

فإذا بها تكاد ترجم لو لم يقبلها يوسف الذي فكر في ان يخليها سرا

  • وحين تذهب إلى قريتها في بيت لحم

لا تجد مكانا تضع فيه وليدها الإلهي فتأوي إلى مغارة

  • وحين تضعه لا تجد له من مهد سوى

مذود بقر وتستقبل الرعاة بدل الملوك والمجوس بدل رؤساء الشعب

  • وعوض الراحة والاستقرار نراها

تفر بإلهها وملكها امام جبروت بطش ملك ظالم يخشى على ملكه فيسفك دم الأبرياء

  • وفي مصر وهي الملكة أم الملك

تعيش متجولة كنزيلة غريبة لا تعرف استقرارا ولا حسن استقبال

  • §       وحين تسمع من الملاك “أن المولود قدوس يدعى ابن الله

وها هي تراه مرذولا مرفوضا مجردا من ثيابه محكوم عليه بالإعدام صلبا

  • وقال لها أنه سيجلس على كرسي عرش داود ابيه إلى الأبد:

وها هي تراه بأم عينيها ميتا فتدفنه

كل ذلك دون ان يتعثر إيمانها

حقا إنها ام الإيمان ولما كان الإيمان نعمة نتحصل عليها بالروح القدس

حيث لا يستطيع أحد أن يقول أن يسوع رب ما لم يعط له ذلك من الروح القدس

وقد حل على مريم الروح القدس فقدسها وطهرها وملأها نعمة

وكانت نعمة الإيمان في كل الظروف وبرغم كل الظروف وفي أحلك الظروف ثمة حياة مريم

فلنطلب منها ان تتشفع لنا عند ابنها للنال ولو مثقال ذرة من إيمانها