مريم سلطانة السماوات والأرض:  تأمل في قراءات السبت 16 أغسطس 2014 الموافق الثالث والعشرون من مسرى1730

مريم سلطانة السماوات والأرض: تأمل في قراءات السبت 16 أغسطس 2014 الموافق الثالث والعشرون من مسرى1730

 

مريم سلطانة السماوات والأرض

تأمل في قراءات السبت 16 أغسطس 2014 الموافق الثالث والعشرون من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

12 وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم، ويسلمونكم إلى مجامع وسجون ، وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي 13 فيؤول ذلك لكم شهادة  14 فضعوا في قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا  15 لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها  16 وسوف تسلمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء ، ويقتلون منكم 17 وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي  18 ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك 19 بصبركم اقتنوا أنفسكم والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.( لوقا 21 : 12 – 19)

نص التأمل

سلطانة السماء والأرض

عاشت مريم حسب التقليد الكنسي حوالي اثنين وسبعين سنة وعندما اقتربت ساعة فراقها

حسب تعبير القديس يوحنا الدمشقين اشرقت في ارجاء  المكان اونار سماوية

وظهرت الملائكة وهي تنشد أناشيد الفرح والترنيم

ثم نزل السيد  المسيح في مجده وحوله القوات السماوية ليحضروا معها لحظة انتقالها

وكانت انتقالها بلا ألم ولا حشرجة تماما كما كانت ولادتها للرب يسوع…

عندها بدأ الرسل متأثرين بالفراق يقبلون يد امهم الطاهرة وجموع المؤمنين تودعها

وإذا بفيض من المعجزات والعجائب والايات فالعمي يبصرون والصم يسمعون والمرضى يشفون…

وقام الجميع بتشييع جثمانها الطاهر إلى حقل الجسمانية بوادي يوشافط  حيث أعدت لها مقبرة

ولقد كان المشهد رهيبا مهيبا حتى يقال ان جموع اليهود المقاومين انضموا إلى المشيعيين هيبة وخشوعا

وتم إيداع تابوت العهد الجديد في تابوت ووضع في القبر واغلق الرسل ومضوا

وفور عودة توما الرسول من الهند إثر سماعه نبأ نياحة أمه، ابتهل إلى إخوته ان ينال بركة إلقاء النظرة الأخيرة عليها

فلم  يمانع الرسل في تلبية طلبه إذ لم يكونوا اقل منه شوقا لمطالعة قسمات وجهها الملائكية السناء

وبعد ان سجدوا مصليين لبعض الوقت رفعوا الحجر وفتحوا المقبرة ويا للمفاجأة المذهلة

وجدوا اللفائف والثياب التي كانت عليها وانبعثت من المكان رائحة زكية…

ولم كانت سرقة الجثمان مستحيلة بسبب السهر والحراسة والأختام…

فهم الجميع أن الله الذي شاء أن يتخذ ابنه القدوس جسدا من جسد العذراء مريم؛

وحيث ولد منها وهي عذراء دون المساس ببكارتها

لم يشأ ان يرى ذاك الجسد فسادا فسبق فنقله باكورة للقائمين من الموات عبر الإيمان بيسوع المسيح

وهكذا جرى الاعتقاد في الكنيسة منذ البدء أن مريم حية

وقد قامت من الأموات وانها موجودة في السماء نفسا وجسدا وروحا

وانها ملكة تجلس عن يمين الملك وتتشفع في بنيها في كل حين إذ هي سلطانة السماوات والأرض

وعلى الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت،

فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض سفر المزامير:

“جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير”،(مزمور 9:45) بوصفها نوع من النبوءة،

أما الأساس الكتابي هو ما ورد في سفر الرؤيا: “امرأة لابسة الشمس والقمر

تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجمًا”(رؤيا 1/12)

ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء

وقد طوبت مريم كسلطانة للسماء والأرض مرات عديدة منذ آباء الكنيسة

حتى أعاد البابا بيوس الثاني عشر في الأول من ديسمبر 1942:

ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة

وهذا ما سنتناوله في تأملات قادمة إذا أذن الرب…

حتى ذلك الحين فلنظل في صلاة وعلى اتصال عميق بإمنا مريم

ملكة وسلطانة السماوات والأرض.