مريم…مريم  تأمل في قراءات الخميس  31 يوليو 2014 الموافق السابع من مسرى1730

مريم…مريم تأمل في قراءات الخميس 31 يوليو 2014 الموافق السابع من مسرى1730

مريم…مريم

تأمل في قراءات الخميس  31 يوليو 2014 الموافق السابع من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

السنكسار

بشارة يواقيم بميلاد العذراء

في مثل هذا اليوم أرسل الله ملاكه الجليل جبرائيل وبشر القديس يواقيم (ورد نياحة هذا القديس تحت اليوم السابع من برمودة) بميلاد البتول بميلاد البتول والدة الإله بالجسد . كان هذا البار وزوجته القديسة حنة قد تقدما في أيامهما ولم يرزقا ولدا لان حنة كانت عاقرا ولان بني إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له . لهذا كان القديسان حزينين ومداومين علي الصلاة والطلبة إلى الله نهارا وليلا ونذرا أن الولد الذي يرزقانه يجعلانه خادما للهيكل وفيما كان الصديق يواقيم في الجبل مواظبا علي الصلاة نزل عليه سبات فنام وظهر له ملاك الرب جبرائيل وبشره بأن امرأته حنة ستحبل وتلد مولودا يقر عينيه ويسر قلبه ويحصل بسببه الفرح والسرور للعالم أجمع ولما انتبه من نومه أتي إلى بيته فأعلم زوجته بالرؤيا فصدقتها وحبلت من تلك الليلة وولدت القديسة البتول مريم . وافتخرت حنة بذلك علي كل نساء العالم .شفاعتها تكون معنا . آمين

نص الإنجيل

“إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق ، أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا ، وامرأته من بنات هارون واسمها أليصابات وكانا كلاهما بارين أمام الله ، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم  ولم يكن لهما ولد ، إذ كانت أليصابات عاقرا . وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت ، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك : لا تخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج ، وكثيرون سيفرحون بولادته لأنه يكون عظيما أمام الرب ، وخمرا ومسكرا لا يشرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ، ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء ، والعصاة إلى فكر الأبرار ، لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا فقال زكريا للملاك : كيف أعلم هذا ، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها فأجاب الملاك وقال له : أنا جبرائيل الواقف قدام الله ، وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم ، إلى اليوم الذي يكون فيه هذا ، لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه في الهيكل فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ، ففهموا أنه قد رأى رؤيا في الهيكل . فكان يومئ إليهم وبقي صامتا ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات امرأته ، وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي ، لينزع عاري بين الناس. (لوقا 1 : 1 – 25)

نص التأمل

نازعة العار

في مثل هذا اليوم أرسل الله ملاكه الجليل جبرائيل وبشر القديس يواقيم بميلاد البتول والدة الإله بالجسد . كان هذا البار وزوجته القديسة حنة قد تقدما في أيامهما ولم يرزقا ولدا لان حنة كانت عاقرا ولان بني إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له . لهذا كان القديسان حزينين ومداومين علي الصلاة والطلبة إلى الله نهارا وليلا ونذرا أن الولد الذي يرزقانه يجعلانه خادما للهيكل وفيما كان الصديق يواقيم في الجبل مواظبا علي الصلاة نزل عليه سبات فنام وظهر له ملاك الرب جبرائيل وبشره بأن امرأته حنة ستحبل وتلد مولودا يقر عينيه ويسر قلبه ويحصل بسببه الفرح والسرور للعالم أجمع ولما انتبه من نومه أتي إلى بيته فأعلم زوجته بالرؤيا فصدقتها وحبلت من تلك الليلة وولدت القديسة البتول مريم . وافتخرت حنة بذلك علي كل نساء العالم .

اليوم يوم الحبل بمريم التي نزعت العار عن البشرية العقيمة

يوم انتظره طويلا ليس الأبوان العجوزان التقيان الباران يواقيم وحنا

وليس شعب الله والمنتظرين تعزية اسرائيل منذ دهور فحسب

بل البشرية جمعاء والجنس البشري بأكمله والكون بما حوى من خلائق

نعم كان الكل في انتظار إشارة البدء للخلاص والنجاة

وها قد بدء اكتمال الزمان وأعد الرب السفينة التي ستحمل المخلص

والحق يقال ان ما ابداه العلي من رفيع العناية والاهتمام بهذه الشخصية الرفيعة المقام

يرجع اولا واخيرا إلى الدور الخطير الذي كانت مريم مزمعة أن تقوم به…

فهي التابوت الذي سيسكن فيه مجد الرب وهي الجسد البشري الذي سيصاهر الروح القدس المحيي

وهي سفينة نوح التي ستحوي بذار الحياة الجديدة للبشرية جمعاء …حياة الأبد

إنها العليقة التي ستلتهب أحشاها بنار لاهوت الإبن القدوس لشهور تسع..

فما من شك لدى أحد حتى اعظم المقاومين في الإرتباط الفسيولوجي الكامل بين مريم بنت داوود

حواء الجديدة، بنت البشرية جمعاء وبين ابنها ” ابن العلي، القدوس” ابن داود فادي البشرية

فافرتباط الفسيولجي باجسد والدم بينهما سيظل إلى الأبد رمزا لوحدتنا

مع الله الذي صار عبر العذراء مريم واحد منا ” عمانوئيل”… الله معنا

لذلك فتلك العناية الفائقة التي يوليها لخليقته مريم اليوم سببها انها صورة البشرية الجديدة

فالله وهو يكونها في بطن امها لم يكن يفكر سوى بابنه المزمع ان يتجسد منها

ويقول احد قلاسفة المسيحية:” عن الآب وهو يكوّن مريم حتى تكون اهلا لإبنه،

جعلها على مثال ابنه نفسه وإذ شاء ان يهب لنا الكلمة المتجسد عبر رحمها،

ابرز في تلك العذراء النقية صور يسوع المسيح المنتظر”.

وفي هذا المجال نردد في ترانيم العذراء في الطقس القبطي: ” مريا بهية من بطن امك، عفيفة نقيه طول عمركن

سلطانة ابدية شبه إبنك…نعظمك بالتمجيدات”

فهذا الجسد المريمي أُعد مسبقا ليكون مقرا لنفس اسمى جمالا وأوفى كمالا

هذا ما سبق الرب أن اعده لإبنه كما سبق واعد الكون والخلائق والفردوس لآدم

فمريم هي الفردوس الذي سكنه وتغذى منه وعاش فيه آدم الجديد لتسع شهور

والفردوس بقي وسيظل إلى الأبد فردوسا نجبه ونقدسه ونشتهي الإقتراب منه

والدخول إلى مقدسه وقدس اقداسه حيث مسكن الله كهيكل اورشليم…

تلك مريم التي بشر بها الملاك جبرائيل أباها يواقيم اليوم

وهي موضوع تأملنا خلال فترة صومها المقدس وقد يمتد إلى نهاية الشهر

فليس  من كلمات تكفي للتأمل في حسن مريم