معا من أجل مصر

معا من أجل مصر

كتب : عصام عياد

بمبادرة من الكنيسة الأسقفية بمصر ، و برعاية بيت العائلة المصرية ، و تأصيلا لتنمية مفاهيم قبول الآخر و نشر ثقافة التسامح و السلام .. جاءت فعاليات مشروع ” معا من أجل مصر ” تبادل العلاقات بين الآئمة و القسوس ، و أعدت له لجنة الخطاب الديني – احدى لجان بيت العائلة المصرية  ال 8 – و الذي بدأ عامه الثاني و ذلك من خلال 4  لقاءات تعقد على مدار السنة ، بمشاركة 60 شخصا يمثلون مؤسسة الأزهر الشريف ، و الكنيسة على مستوى الجمهورية .. 30  اماما و خطيبا ، 30  قسيسا (20  قسا من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، 4  من الكنيسة الانجيلية ، 3  من الكنيسة الأنجليكانية ، و  3  من كنيستنا الكاثوليكية ) .

انطلقت أعمال المؤتمر من مشيخة الأزهر الشريف – و التي امتدت فعالياته  على مدى ثلاثة أيام  في الفترة من 24  :  26 فبراير الماضي و هي الفترة التي حظيت فيها مصر بزيارة الطيب الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في سنة ال 2000 – بتكريم الدفعة الأولى التي أنهت السنة الأولى من المشروع ” معا من أجل مصر ” ، مع منحهم شهادات التقدير لمشاركتهم الايجابية في هذه الدورة التدريبية و موقع عليها من سيادة الأمين العام لبيت العائلة المصرية الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق ، و كان معدا وفق برنامج المؤتمر اللقاء مع فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف الآ أنه تعذر مقابلته مع أعضاء المؤتمر لارتباطات أخرى على أن يكون هناك لقاء آخر مع فضيلته .

شملت جلسات المؤتمر العديد من المحاور .. أولها مع الدكتور زقزوق حول ”  فكرة نشأة بيت العائلة المصرية في  عام 2011  و تفعيل دوره على أرض الواقع ” ، ثم كان اللقاء في يومه الثاني في الكنيسة الأسقفية بالزمالك  مع  سيادة المطران منير حنا أنيس رئيس الكنيسة الأسقفية في مصر و شمال أفريقيا و القرن الأفريقي حول ” الاحتقان الديني في مصر ” مشيرا  الى أنه لايغير الفكر الآ الفكر ، اما ثالثها فكان مع  فضيلة الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل رئيس لجنة الافتاء بالأزهر حول ” مقاصد الشريعة الاسلامية ” و كان المحور الرابع مع نيافة الانبا يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك حول ” الانسان من أين ؟ و من هو ؟ و الى أين ؟ ” مشيرا الى أن الله تعالى هو صاحب المبادرة  دائما تجاه  الانسان ، و أضاف أننا نرفض الثالوث الذي يرفضه الاسلام حسب معتقد مسيحي نجران ، و نعلن كل يوم ايماننا المسيحي ” نؤمن باله واحد … ” مشيرا الى الثلاث صفات لله تعالى .. الله الخالق ، الله الابن ، الله الروح القدس ” ، ثم كان اللقاء مع الشيخ الدكتور محي الدين عفيفي  الأمين المساعد للجنة الخطاب الديني ببيت العائلة حول ” خصائص الحضارة الاسلامية ” مشيرا الى تأثرها بالحضارات السابقة ، و كان سادس اللقاءات مع الأستاذ سليم فؤاد واصف سكرتير اللجنة  و الأستاذ صلاح دياب  المنسق لهذه اللقاءات  ، حيث أشارا الى أن بيت العائلة يتمركز حول نقاط 4 .. نتعارف ، نتعايش ، نتفاعل ، و نتبادل الخبرات ، اما اليوم الثالث فكان في رحاب الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية في ضيافة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا و بطريرك الكرازة المرقسية ، حيث أشار قداسته الى وسطية الشعب المصري و التي ساعدت في تشكيلها الطبيعة الجغرافية لأرض مصر ، و أضاف قداسته أن هناك مشروع متكامل قابل للتنفيذ لخير مصر ، ثم تحدث جناب القمص بطرس بطرس بسطوروس الأمين المساعد للجنة حول ” دور الحضارة القبطية في التاريخ المصري ” ، ثم كان اللقاء الختامي مع الأستاذ الدكتور محمود عزب مستشار الامام الأكبر حول ” أثر الحضارة الاسلامية في التاريخ المصري ” .

و كان قد شارك في أعمال المؤتمر نيافة الأنبا ارميا الأسقف العام و رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي و الأمين المساعد للجنة الى جانب ممثلين للجان المختلفة التي يضمها بيت العائلة .

جاءت المناقشات و المداخلات ثرية غلبتها روح الصراحة و المكاشفة و الشفافية أيضا في كثير من التحديات التي تواجه الأقباط .

تجدر الاشارة الى أن اللقاء القادم  سيكون في شهر مايو  المقبل على أن يدعو كل قس جاره الشيخ ، و كذلك يدعو الامام جاره القس لمزيد من التواصل و الانتشار و الانفتاح على الآخر .

و كان قد أنهى الدورة الأولى من كنيستنا الكاثوليكية كل من الآباء ميلاد موسى، أنطونيوس سماحه، مرقس صالح ، و هديه تامر ، و المشاركين في الدورة الثانية الآباء ميخائيل ثابت ، ابرام مرجان ، و أرسانيوس فريد .