مع القديس يوسف في شهر مارس 2022

مع القديس يوسف في شهر مارس 2022

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس-كاليفورنيا

جمعية جنود مريم -سلطانة الملائكة

مع القديس يوسف في شهر مارس 2022

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة فى المسيح يسوع ، يرجى المشاركة في التأملات والصلوات المرفقة لتقديم الإكرام اللائق لحارس العائلة المقدسة وشفيع الكنيسة جمعاء “القديس يوسف البتول”.

أشكر الرب من أجـل نعمة وبركة وموهبـة روحـه القدوس التى منحنـا إياهـا مـن أجل الوصول معا الي وطننا السماوي.                          

                                    الشماس نبيل حليم يعقوب

لوس انجلوس يناير 2022

صلوات يومية

صلاة: باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحدآمين

أيها الآب الأزلي، نشكرك لأنك اخترت القديس يوسف أباً ومربياً للمسيح يسوع، ابنك الوحيد، وقد أحاطه وأمه مريم بالعطف والحنان، نسألك بشفاعته أن نكون في كل حياتنا محاطين بيسوع ومريم، وتكون أيامنا أنشودة حب ننشدها لك ونسير في اتجاه قلبك الأبوي بقيادة الروح القدس المعزي، فنمجدك برفقة شفيعنا المجيد القديس يوسف الى الأبد. آمين.

مسبحة القديس يوسف: كيف تتلى هذه المسبحة؟

على الحبات الخمس الكبيرة: يقال صلاة الأبانا

على الحبات الصغيرة يقال:

  • السلام عليك يا يوسف يا إبن داوود، يا رجلاً صدّيقاً و خطيب مريم البتول، التي وُلد منها يسوع
  • يا قديس يوسف ، الأب المرّبي لسيدنا يسوع المسيح، صلي لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا.آمين

ثم المجد للآب والإبن والروح القدس كما كان في البدء والان وعلى الدوام والى أبد الآبدين…آمين

أسرار مسبحة القديس يوسف

السر الأول: لنتأمل القديس يوسف قرب سيدتنا مريم العذراء أثناء ولادة سيدنا يسوع المسيح. ثمرة السر: نقاوة الضمير

السر الثاني: لنتأمل القديس يوسف يقدم الطفل الإلهي الى الهيكل
ثمرة السر: الإتحاد بالله

السر الثالث: لنتأمل القديس يوسف هارباً الى مصر مع الطفل الإلهي
ثمرة السر: الثقة بالعناية الإلهية

السر الرابع: لنتامل القديس يوسف الأب المربي ليسوع في الناصرة والعامل معه. ثمرة السر:

تقديس العمل

السر الخامس: لنتامل القديس يوسف مائتاً بين يديّ يسوع و مريم
ثمرة السر: الميتة الصالحة

يا يسوع ومريم ويوسف إني أعطيكم قلبي وروحي وجسدي

يا يسوع ومريم ويوسف أعينوني الآن وفي ساعة موتي

يا يسوع ومريم ويوسف امنحوني أن أموت بسلام بين أيديكم.

المجد للآب والابن والروح القدس الاله الواحد. آمين

طلبة القديس يوسف

كيرياأليسون  كريستاأليسون  كيرياأليسون 

يا ربنا يسوع المسيح               أنصت لنا

يا ربنا يسوع المسيح               إستجب لنا

ايها الآب السماوي الله             ارحمنا

يا ابن الله مخلص العالم            ارحمنا

ايها الروح القدس الله               ارحمنا

ايها الثالوث القدوس الإله الواحد    ارحمنا

يـا قديسة مريم                     صلي لأجلنا

ايها القديس يوسف البتول          صلي لأجلنا

يـا سلالة داود الكريمة              صلي لأجلنا

يـا نور الآبـاء                      صلي لأجلنا

يـا خطيب والدة الله                       صلي لأجلنا        

يـا حارس البتول الطاهر                  صلي لأجلنا 

يـا مُربـّي ابن الله                          صلي لأجلنا 

يـا حامـي المسيح الغيور                  صلي لأجلنا 

يـا رئيس الأسرة المقدسة                   صلي لأجلنا 

يـا يوسف الجزيل البـِر                           صلي لأجلنا        

يـا يوسف الساميّ الطهارة                 صلي لأجلنا 

يـا يوسف الكثير الحِكمة                  صلي لأجلنا 

يـا يوسف العظيم القوة                     صلي لأجلنا 

يـا يوسف الوافر الأمانـة                   صلي لأجلنا 

يـا مرآة الصـبر                           صلي لأجلنا 

يـا مُحب الفقراء                          صلي لأجلنا               

يـا قدوة العمال                            صلي لأجلنا        

يـا زينة الحياة البيتية                      صلي لأجلنا 

يـا حارس العذارى                        صلي لأجلنا        

يـا سَنَد الأسر                            صلي لأجلنا 

يـا تعزية البائسين                         صلي لأجلنا        

يـا رجاء الـمرضى                         صلي لأجلنا 

يـا شفيع الـمائتين                         صلي لأجلنا 

يـا رُعب الشياطين                        صلي لأجلنا        

يـا حامي الكنيسة المقدسة                 صلى لآجلنا

يا حامل الذبيحة المنقذة                   صلي لاجلنا

يا حارس بتولية مريم                      صلي لاجلنا

يا حارس الفادي                          صلي لأجلنا

يا حافظ المسيح في الهرب                صلي لاجلنا

يا مثال الطاعة الكاملة                    صلي لاجلنا

ايها النجار الارفع قدرا من الملوك         صلي لأجلنا

يا “خادم المسيح”[1]                        صلي لأجلنا

يا “خادم الخلاص”                       صلي لأجلنا

أيها “العضد في الشدائد”                  صلي لأجلنا

يا “حامي المنفيين والمحزونين والفقراء”    صلي لأجلنا

يـا حمل الله الحامل خطايا العالـم           إغفر لنا يارب

يـا حمل الله الحامل خطايا العالـم           إستجب لنا يارب

يـا حمل الله الحامل خطايا العالـم           إرحـمنـا

س: صلي لأجلنا ايها القديس يوسف

ج: لكي نستحق مواعيد المسيح

نصلّ: اللهم الذي شئت بعناية فائقة الوصف ان تختار الطوباوي يوسف عريسا لوالدتك الفائقة القداسة أهلنا لأن يكون لنا شفيعا في السماء من نكرمه بمنزلة محام على الأرض. انت الحي المالك الى دهر الدهور. آمين. 

الثلاثاء أول مارسنموذج للصبر

الصبـر هو إحدى الفضائل الأخلاقيـة، والكلمة تعنـي “الثبات او التجلّد أو قوة العزيـمة”، وهى فضيلـة تساعد الفرد على التغلب على اليأس والإحباط والـمعارضـة وفقدان شخص عزيز وعلى تحـمل آلام الـمرض وتخطى الصعاب وكل شيئ يسبب ألـم للإنسان، وذلك دون أن يفقد هدوءه أو يسخط على ما يواجهـه. والصبـر يقترن عادة بإيـمان قوي كما يقول القديس يعقوب:”إحتسبوا كل سرور أيهـا الإخوة أن تقعوا فى تجارب مختلفة عالـمين أنّ إمتحان إيـمانكم يُنشئ الصبـر. حتى يكون العـمل الكامل للصبـر بحيث تكونون كاملين موفّريـن غير ناقصين فى شيئ” (يعقوب2:1-4). ولهذا فلقد قال بولس الرسول:”انكم محتاجون إلى الصبـر لتعـملوا  إرادة اللـه فتنالوا البركـة التى وُعدتم بها”(عبرانيين35:10). وعن الصبـر والإحتمال فى حياة القديس يوسف جاء: فـلـَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ” (متى24:1). ان حبل القديسة مريم المفاجيئ كما جاء: “لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى”(متى18:1) قد ادهش يوسف ولكن ظهر له ملاك في حلم ليؤكد له الحقيقة”إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”(متى20:1). ان القديس يوسف هو مثال لنا في كيفية ان نكون صابرين وان ننتظر لإرشاد السماء وبغدها ننفذ مشيئة الله الصالحة لنا. لقد قال الرسول بولس “نفتخر فى الضيقات عالـمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس الـمعطى لنا”(رومية3:1-3).

صلاة: يا قديس يوسف ساعدنا لأن نكون صابرين ومنفتحين ومستسلمين ومستعدين لتنفيذ مشيئة الله في حياتنا لمجد اسمه القدوس.آمين. مسبحة القديس يوسف والطلبة

الأربعاء 2 مارس – كن معين لنا Ash Wednesday-

“ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَ”(لوقا51:2). بعد ذلك الحدث المربك في

الهيكل عندما فكر يوسف ومريم انهما قد فقدا يسوع، قالت مريم:” «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ“(لوقا48:2). ان الرابطة القوية التي بين يسوع ومريم ويوسف كانت لا تسمح بأي انفصال ولذا فلقد ازدادت وتحولت بصورة أعمق بعد القيامة المجيدة فاستراح القديس يوسف بين يدي يسوع ومريم وبعدها تمتع بالفردوس السماوي مع يسوع القائم من بين الأموات. ويقول القديس برناردينوس السينائي انه كما عاش يسوع ومريم ويوسف متحدين معا على الارض متحملين نفس الالام والمتاعب فلا شك انهم متحدين الآن فى السماء.                                               صلاة: يا قديس يوسف نرجوك ان تتكلم الآن بالنيابة عني لخطيبتك القديسة مريم وابنها الالهي وانت معهما في السماء لكي يساعدوني للوصول لوطني السماوي.آمين. مسبحة وطلبة القديس يوسف

الخميس 3 مارس – شفيع المحتضرين

وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ “(يوحنا25:19). عند موت يسوع كان محاط بأناس يحبونه. لم يكشف الكتاب المقدس ما الذي حدث عندما مات القديس يوسف فببساطة قد اختفى ذكره من الكتب بعد تلك الحادثة الصعيرة من وجود يسوع في الهيكل بعد ان فقدوه ثلاثة أيام. انه من المعقول ان نصدق ان القديس يوسف قد مات على يدي يسوع ومريم. لقد وضعت الكنيسة المقدسة القديس يوسف كشفيع للمحتضرين. يذكر الـمرنم “كريم فى عيني الرب موت أصفيائـه”(مزمور15:115) فيكون موت القديس يوسف هو اكرم جداً بسبب مقامه السامي. لقد مات يعقوب بن اسحق بفرح القلب بعدما رأى وجه ابنه يوسف “فقال إسرائيل ليوسف دعنى اموت الآن بعدما رأيت وجهك لأنّك بعد باقِ”(تك30:46)، وسمعان الشيخ قد ماتا بعد ان حمل على ذراعيه مخلص العالم”الآن تُطلق عبدك ايها الرب على حسب قولك بسلام.فإن عيني قد ابصرتا خلاصك”(لو29:2)

فما كان أشد فرح قلب القديس يوسف فى الساعات الأخيرة من حياتـه فها هو يسوع قدوس الله عن يمينه ومريم عروسه على يساره وهما ينظران اليه ويشكرانه على ما تحمله من شتى الأتعاب والأحزان لأجلهما ففاضت روح يوسف بهدوء بين ايدي يسوع ومريم. وهذا إنعام كبير جعله شفيع الميتة الصالحة فلقد كان موته فى حضور يسوع ومريم وهو موت يرجوه كل مسيحي.

اما متى مات القديس يوسف فغير معلوم تماما لكن من المؤكد انه مات قبل ان يبدأ يسوع خدمته العلنية وهو فى سن الثلاثين”ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة”(لوقا33:3).

صلاة: أيها القديس يوسف احضر في لحظات احتضارنا حتى ننتقل للسماء بسلام.آمين. مسبحة وطلبة القديس يوسف

الجمعة 4 مارس – حامي الكنيسة

إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ

هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».(متى13:2). في أثناء ميلاد وطفولة يسوع حمى القديس يوسف الأم والإبن. ومع انذار وتنبيه الملاك قد قام في منتصف الليل وذهب الى مصر وأخيرا قيل له ان يعود الي إسرائيل وفعل كما أمره ملاك الرب وبتنبيه آخر ذهب الي مدينة الناصرة في الجليل.  لقد ذكر القديس متى فى انجيله كيف ان القديس يوسف قد استقبل تلك الاحلام او الرسائل السماوية والتى تدل على النعمة التى حازها هذا القديس من استقبال تعليمات الرب له كما استقبلها آباؤه أومن سبقوه من انبياء العهد القديم من قبل. لقد استقبل القديس يوسف رسالة اولية عن من هو الطفل يسوع الذى هو من الروح القدس والذى جاء ليخلص شعبه من خطاياهم،ثم تبعها رسالات اخرى عن كيفية تعاونه فى عمل الخلاص بحراسته وحمايته للطفل وامه. ولقد كان لتنفيذ القديس يوسف لتلك الرسائل السماويـة تحقيقاً للنبؤات عن ألقاب ستطلق على السيد الـمسيح من ان اسمه سيكون “يسوع”

(متى25:1)، و”ابن الله”(متى15:2)،و”الناصري”(متى23:2).

صلاة: أيها القديس يوسف البتول، نحن نصلي من أجل الكنيسة لتنمو في الرحمة والعناية والحكمة

بشفاعتك أمام الثالوث الأقدس. آمين. مسبحة وطلبة القديس يوسف

السبت 5 مارس – متمثل بالمسيح

«قال يسوع: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».  (يوحنا12:8) وبهذا صار كل ما عداه أو خارجه ظلاما، وصار مصدر الإرشاد الوحيد للنفس التائهة في الخطايا، ومنح أولاده أن يكون لهم نور حياة بداخلهم يميزوا به الأشياء، يعكس نوره لكل من حولهم، وترك للإنسان الحرية في أن يتبعه أو لا يتبعه بإرادته.

 لقد عاش القديس يوسف مع يسوع أثناء معظم طفولة المسيح وهكذا فلقد شاهد قداسة ابنه بالتبني ومن الطبيعي ان يتأثر ويتمثل من تلك الفضائل. نحن نرى ايمان يوسف وصبره وطاعته قد وضعت في الغالب تحت الاختبار ومن المؤكد انه قد نال ثمار ذلك من سلام القلب وطمأنينة وفرح داخلي لا ينتهي.

صلاة: أيها القديس يوسف على مثالك اعطنا ان نتمثل بيسوع ابنك بالتبني، الطريق والحق والحياة.آمين. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الأحد 6 مارس – رجاء المرضى

  وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ”(لوقا19:6) في كنيسة للقديس يوسف في مدينة مونتريال بكندا توجد مقبرة للقديس Andre Bessette[2]  والمشهور بمعجزات الشفاء للمرضى مكتوب عليها لكل من يلتجئ اليه طلبا للشفاء “اذهبوا الي القديس يوسف” او “صلوا الى القديس يوسف”. هناك العديد من العكازات والعصي معلقة حول ذلك المكان كشهادة لتلك المعجزات. ليس من الغريب اذن ان وضعت الكنيسة الكاثوليكية لقب للقديس يوسف في طلبته “رجاء المرضى” لتوجيه المؤمنين لقوة شفاعته في الشفاء.

صلاة: أيها القديس يوسف ارجوك ان تتحدث بالانابة عنا للرب يسوع من أجل كل المرضى لكي يمنحهم نعمة الشفاء. آمين.  مسبحة وطلبة للقديس يوسف      

الأثنين 7 مارس – راحة للمتعبين

أَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». (يوحنا40:6). وصف Henri Nouwen[3] وفاة والدته واعتبرها قديسة بكونها كانت تحضر القداس كل يوم وتتناول من الأسرار المقدسة وكان شغلها الشاغل هي كيف ستقف يوما ما أمام الله الكلي الطهر في نهاية حياتها وكانت تمارس صلواتها اليومية متشفعة بالقديس سوسف وعاشت في سلام مؤمنة بحب الله والذي سيحضرها من العالم الى الحياة الأبدية. ان السيد المسيح في تعاليمه قد شرح ووضح إرادة الآب ومشيئته، وهما، ببساطة، الإيمان بابنه الوحيد، الذي ليس باسم آخر سواه يمكن أن نخلص “ وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.“(يوحنا3:17) و” وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».“(اعمال12:3).

صلاة: أيها القديس يوسف الحبيب كن معي عندما أكون مريضا وأبقي بجانبي عندما تأتي ساعتي للرحيل.آمين.مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الثلاثاء 8 مارس – معاونا لمريم

 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.(يوحنا26:19-27).ان تقليد الكنيسة الكاثوليكية يعتبر تلك الواقعة عند الصليب من ان يسوع يعطي الكنيسة والممثلة في القديس يوحنا الرسول الي امه القديسة مريم. لم ينس يسوع وسط آلامه وصلبه، وفي أصعب لحظاته، أمه بالجسد القديسة العذراء مريم. وإذ لم يكن لها أبناء بالجسد سواه، قدّم المسيح لها يوحنا ابنا، وَحَمَّلَ المسيح يوحنا مسئولية رعاية أمه؛ ويوضح استجابة الطرفين لوصية المسيح، إذ أخذها التلميذ المحب إلى خاصته. ولكن، لماذا يوحنا الذي نال هذا الشرف؟ لقد نال القديس يوحنا كرامة استضافة والدة الإله في منزله، لأنه لم يترك صليب رب المجد، فهناك عطية خاصة لكل من لا يهرب من صليبه، بل يقبله من الله بفرح.

ان الكنيسة في كل اجيالها في حاجة دائمة لمن يرعاها والروح القدس هو الذي يقودها ويرشدها في مهامها ومع القديس يوسف حامي يسوع ومريم يمتد ذاك العون لكنيسة المسيح.

صلاة:  أيّها القديس يوسف، كن ْعونا لنا نحن  أيضًا، وأرشِدنا في درب الحياة.آمين.َ مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الأربعاء 9 مارس – حامل الصليب

وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. (لوقا23:9).ان صليب المسيح يشمل الرفض والخيانة والإنكار وآلام دموية واكليل من الشكوك وفي النهاية الصلب. لقد حمل القديس يوسف صلبان أخرى بطريقة صعبة هي الأخرى. اعتبر انه لا يوجد غرفة في بيت لحم والحزن الذي شعربه لرؤيته يسوع الطفل يولد في حالة فقر مدقع   والرحلة المفاجئة لأرض غريبة و القلق من أجل الطفل الإلهي عند فقده في الهيكل عندما كان عمر الصبي اثنتي عشر عاما.

صلاة: ايها القديس يوسف شفيعي القدير، ساعدني ان أحمل بشجاعة صلباني اليومية. آمين.مسبحة القديس يوسف والطلبة

الخميس 10 مارس – رجل الصلاة

أنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طَلِبَاتِي لَيْلًا وَنَهَارًا”(2تيموثاوس3:1).يصلي هنا القديس بولس لرفيقه وشريكه في الخدمة تيموثاوس، وفي موضع آخر هذا الرسول او كما يطلق عليه رسول الأمم غلمنا ان نصلي بدون توقف. الصلاة هى لقاء شركة وإتحاد بين الله والإنسان، ومخاطبة النفس للرب، وحديث القلب معـه، وسكب الروح أمـامـه، وتقديم ذبيحة التسبيح الشفهيـة لجلالـه وعظـمته اللانهائيـة. ان السيد الـمسيح لم يترك فرصة إلا وانفرد وصلى لأبيه السماوي”وفـى أيام بشريته قرّب تضرعات وتوسلات بصراخ شديد ودموع” (عبرانيين7:5)

ان القديس يوسف كشخص يهودي مؤمن من المؤكد انه كان يصلي في كل حين كما فعل ابنه بالتبني يسوع المسيح يوميا في المنزل او في المجمع او في الجبال معلما ايانا أهمية الصلاة المستمرة بلا ملل.

صلاة: ايها القديس يوسف ساعدني ان اصلي بثبات كما كنت تفعل ويفعل القديس بولس. آمين. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الجمعة 11 مارس – رجاء للحياة الأبدية

 مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (يوحنا54:6).

ان ذبيحة المسيح، جسده ودمه وخلاصه، مُنِحَ لكل العالم. ولكن، لن يتمتع بالحياة الأبدية، إلا من أكل من هذه الذبيحة. إذن؛ فالتناول من جسد الرب ودمه، صار شرطا لهذا الخلاص والميراث الأبدي. ولنتأمل كيف كان القديس يوسف في حياته مع الطفل الإلهي متمتعا بالخبز السماوي وخبز الحياة فكم من سعادة وهو مع واهب الحياة ومصدرها.

 صلاة: ايها القدّيس يوسف، إحصل لي على نعمة أن أعيش ما تبقّى من حياتي متّحداً إتحاداً تاماً باللّٰه، وأن أُقاوم كلّ هجمات الشرير، وأن أموت بحُبّ يسوع ومريم، لأكون يوماً أهلاً لأتمتّع برفقتهما ومعك في ملكوت الطوباويين. آمين. مسبحة وطلبة للقديس يوسف.

السبت 12 مارس تقوية في الضعف

اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».(متى41:26)

ان الرسل الاثناعشر ساروا مع يسوع واستمعوا لكلماته وكانوا شهودا لمعجزاته وراقبوا عظمته. في وقت الأزمة فيما بعد احدهم خان المسيح والأخر انكره والباقون فروا هاربين. ان أعضاء الكنيسة الكاثوليكية من قمتها الى اسفلها يشتركون في ضعف الطبيعة البشرية كما حدث للرسل. لحسن الحظ فالقديس يوسف كحامي للكنيسة يصلي لجميع أعضاء كنيسة المسيح.

صلاة: يا قديس يوسف يا من حمايته عظيمة وقوية وفورية جدا، أعطنا القوة لنحارب كل تجربة تبعدنا عن الله. آمين. مسبحة القديس يوسف والطلبة

(صلاة العائلة أمام صورة مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب في ذكرى رحيله للسماء)

الأحد 13 مارس رجل عامل

أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ.(مرقس3:6). في هذا النص إشارة ان القديس يوسف قد مات قبل ان يبدأ يسوع خدمته العلنية. منذ ان علّم القديس يوسف ابنه بالتبني يسوع حرفة النجارة عُرف بعمله اليدوي والشاق ومن أجل ذلك  جاء في طلبة القديس يوسف “مثال العمال” وأيضا تحتفل الكنيسة الكاثوليكية كل سنة بعيد اول مايو ليوسف العامل.  ينبغي اذن ان نكون عمالاً فى كرم الرب كالعامل الكبير القديس يوسف. يوجد دائماً عمل فى حقل الرب، فالحصاد كثير ولكن العملة فقليلون. فهناك فى العالم خراف كثيرة تسترعى اهتمامنا وهناك خراف ضالة تدعونا لنذهب اليها ونأتى بها الى طريق الحق.

صلاة: أيها القدّيس يوسف، ذكّرني بلطف عن عظمة واهمية وقيمة العمل لكي اشابهك.   آمين”. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

 الأثنين 14 مارس”- الصلاة في وقت الظلمة

«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.(متى7:7). 

ان الله، بمحبته الأبوية، يريد أن يعطينا كل شيء. ولكنه لا يعطى إلا لمن يقدّر العطية، ويظهر هذا التقدير في طلبها من الله. فالله يعطى عطايا عامة لكل البشر، مثل الشمس والهواء والماء… إلخ. ولكنه، بحبه، يريد أن يعطى أكثر من هذا. فإذا وَجَدَنَا متغافلين عن الصلاة إليه، يحفزنا لنسأله، فنأخذ منه… وإن تأخر في الاستجابة ليمتحن إيماننا، نطلب منه ونلح عليه، فنجد احتياجاتنا فيه. وإن ظل باب الله مغلقا ولا يستجيب، فإننا نقرع حتى يفتح لنا، ونثق أنه حتما سيستجيب لكل من يُصلّون إليه، ما دامت صلواتهم بحسب مشيئته ولخيرهم.

من المؤكد ان القديس يوسف قد فعل ذلك عدة مرات وخاصة في لحظات الظلمة فالكتاب يصفه بأنه “بار”(متى19:1).

 صلاة: أيها القديس يوسف البتول، ساعدني ان أسأل وأطلب وأقرع في الأوقات الصالجة والصعبة. آمين. مسبحة القديس يوسف والطلبة

الثلاثاء 15 مارس ” التسليم عند الموت”

غالبا ما صلّى يسوع المزامير ومن المؤكد ان القديس يوسف قد علمه تلك الكلمات عن التسليم وما ردده على الصليب. عندما كان القديس يوسف يحتضر يمكننا ان نتخيل يسوع ومريم يمسكان بيده ويهمسان بآيات من مزامير داود النبي.

صلاة: يا يسوع ويا مريم ويا يوسغ كونوا معي في لحظاتتي الأخيرة.آمين..

مسبحة القديس يوسف والطلبة

الأربعاء 16 مارس الطاعة الكاملة

فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ”(متى14:2-15). فضيلة الطاعـة فضيلة عظيـمة إذ قال الكتاب الـمقدس:”أيها الأبناء أطيعوا أباءكم فى الرب فإن هذا هو العدل”(افسس1:6)، كما قال أيضاً:”أطيعوا مرشديكم”(عبرانيين17:13).

ويذخر الكتاب المقدس بأمثلـة من أطاعوا الله كإبراهيـم الذى “إنطلق كما قال له الرب” (تكوين1:12-4) وطاعـة موسى وهارون (خروج6:7)، وطاعـة يشوع بن نون (يشوع40:10)،وطاعة عزرا الكاهن(عزرا10:7)، وطاعـة يونان النبي(يونان3:3)، وطاعـة يوسف خطيب مريـم العذراء (متى24:1)، وطاعـة السيد الـمسيح :”إن طعامي أن أعـمل مشيئة من أرسلني وأتـمم عـمله”(يوحنا34:4).

انه ليس من الغريب ان تدعو الكنيسة القديس يوسف في طلبته ب ” يا مثال الطاعة الكاملة” لقد قام من نومه وفعل كما أمره الملاك وأخذ مريم الي بيته” فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.“(متى24:1)، وفي حلم آخر قام واخذ الصبي وأمه. وبعد حلمان آخران وبعد رسائل السماء أخذ الطفل وأمه وعادوا الي إسرائيل.            

صلاة: أيها القديس يوسف، اجعلني انا ايضا طائعا لمشيئة الأب السمائي في حياتي. آمين.مسبحة القديس يوسف والطلبة                      

الخميس17 مارس – عظمة القديس يوسف

إذا كان يمكن للمرء أن يحكم على عظمة القديسين من خلال أهمية المهام التي عهد بها إليهم، فيجب أن يكون القديس يوسف عظيما حقا. القديس بطرس و القديس بولس في رسائلهما إلى المسيحيين الأوائل، يدعون بلقبين فقط، ألقاب الخدم ورسل يسوع المسيح، باعتبارهما كافيين لإثبات تميز دعوتهم. الآن، القديس يوسف لديه العديد من الألقاب العالية جدا، وشغل مناصب مجيدة تلك التي تلقاها من الله: 1. كان خطيبا للقديسة مريم “ لَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَم”(لوقا27:1). 2. كان الأب المفترض ليسوع المسيح، ولم تتردد السيدة العذراء في منحه هذا اللقب. وهكذا عندما وجدت الطفل يسوع في المعبد. قالت له:
«يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ(لوقا48:2). 3. كان ممثل الله الآب، الذي، في التواصل معه شرف الأبوة إلى كلمة المتجسد، و الإرادة أنه ينبغي أن ندعو له باسم الابن، وهو الاسم الذي يعطي وحده في السماء إلى كلمة غير مخلوق. وهكذا الله الذي كان قد قال سابقا انه لن يعطي مجده لأحد، الآن، قبِل بطريقة استثنائية، أن يعطي الأبوة التي هي المجد الخاص للأب الأبدي للقديس يوسف. ما هو أكثر من ذلك، ان الله، وفقا للقديس يوحنا دمشقي وسانت برنارد، في إعطاء يوسف اسم الأب، أعطاه أيضا قلب الأب—-هذا هو، السلطة، ومحبة الأب. 4. كان يوسف أيضا ممثل الروح القدس، الذي عهد إليه مريم العذراء، ووضع زوجته تحت تبعية يوسف وتوجيهه. الله العظيم! يا لها من خدمة! الآب والروح القدس الثقة له ما هو أغلى لهم! إلى أي درجة من الفضيلة يجب أن يكون قد بلغ ليكون جديرا بتلك الثقة!. 5. كان يوسف رئيس يسوع ومريم، الذي كان خضوعه له كاملا لدرجة أن يأسر الملائكة. تلك الأرواح النقية ترتعش في السماء أمام عظمة الله العظيم اللانهائية؛ ما يجب أن يكون قد فكروا عندما رأوا يوسف يأمر يسوع الصغير كأب، والرضيع الإلهي يضع نفسه على صدر يوسف، أما بالنسبة لسلطانة السماء والأرض القديسة مريم، قدمت لزوجها العفيف كل الاحترام والطاعة الممكنين، ولم تفكر فيه أبدا بخلاف ذلك. يا لها من كرامة أن تكون سيد تلك العذراء أكثر نبلا من السيرافيم!. 7. كان هو الذي غذى يسوع ومريم. أب حقيقي لتلك العائلة، حصل على خبزهم من خلال عمل يديه، وعرق جبينه. قادهم إلى مصر.8. كان أيضا أمين صندوق المخلص، ويوسف أكثر من أي أمين خزانة آخر يمكن أن يقال: طوبى للخادم المخلص والحكيم، الذي أنشأه الله سيدا كبيرا لأسرته، الذي كرس له كل كنوزه، كل ممتلكاته. 9. لايمكن التردد في القول بأن يوسف كان مخلّص المخلص من المخاطر. كان يوسف، ابن يعقوب، يدعى منقذ العالم، الذي كان له شرف الحفاظ على الرضيع الإلهي من غضب هيرودس. لذلك من المسموح به أن يدعو القديس يوسف منقذ المخلص، لأنه حافظ عليه من الموت الزماني.10. كان يسوع مثل المتدرب في ورشة يوسف، الذي علمه العمل نجارا، حتى قال الجميع عن يسوع: “أليس هذا ابن النجار، نجارا نفسه؟ ويساعد والده يوسف؟” ما الذي كان يعتقده القديس يوسف عندما رأى تلميذه الإلهي، وهو يتألم في عمله على الرغم من انه بكلمة واحدة خلق الكون!11. في جميع الأحوال ترتبط امتيازات كبيرة بمكانتها مثل الأكبر سنا، الأول. فالرسول الأول، والشهيد الأول، والخادم الأول، والابن الأول، لهم جميعا حقوق خاصة لا تخص الآخرين؛ لذلك يمكن القول أن القديس يوسف له امتيازات فريدة فوق كل الرجال الآخرين، لأنه كان أول من عرف ناسوت في الإنسانية الرائعة لسيدنا يسوع، أول من لمسه، أول من خدمه، والعيش معه، أول من سمعه يتكلم وأن يكون مستنيرا بتعليماته الإلهية. وهو أول مؤمن بالإيمان، لأنه عانى لأول مرة من حب يسوع المسيح، وهاجر وطنه وبلده ليطير معه. أول رسول جعل المسيّا معروفا، من خلال الإعلان عنه في مصر. أول مسيحي وأول رسول في كنيسة المسيح. كل هذه تعطي يوسف. تفوق كبير على جميع القديسين الآخرين، ويكاد يكون بلا حدود، حتى نتمكن من تطبيق له ما قاله يعقوب عن ابنه البكر روبن: “التفوق [إخوانه] في الهدايا، أكبر في القيادة”. ولكن هل يمكن ربط كل ما فعله الله للقديس يوسف؟ لا، لا، لا يوجد أي شيء يعترف بوضوح فأنه لا يوجد عقل، ولا قلم، ولا لسان قادر على تخيل أو كتابة أو التعبير عن عظمة وامتيازات لا تضاهى لهذا القديس.          صلاة: أيها القديس يوسف تبناني كطفل لك وتولى مسؤوليتيومسؤولية خلاصي. احفظني ليلا ونهارا. احفظني من أوقات الخطيئة. احصل لي على نعمة طهارة الجسد من خلال شفاعتك ليسوع. امنحني روح التضحية والتواضع ة\و انكار الذات والمحبة الشديدة ليسوع خاصة في القربان المقدس والمحبة الحنونة لمريم أمي. يا أيها القديس يويف كن معي وانا مازلت في ارض الغربة وكن معي وانا أموت واحصل لي على دينونة عادلة من يسوع مخلصي الرخيم. ” آمين.(للقديسة برناردين من سيينا). مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الجمعة 18 مارس لقب أب يسوع“.

لفهم نِعم وقدسية يوسف، هو عنوان “أب يسوع” كما جاء:” وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي“( لوقا23:3). لقد علّم اللاهوتيين أنه كلما كان مقدرا للإنسان من قبل عمله لخدمة الشخص الإلهي للكلمة المتجسدة ، يجب أن يكون أكثر بروزا النعم الممنوحة له لأداء جدير من هذا المنصب. في الفصل الأول من نبوءة دانيال، نقرأ أن بني إسرائيل الشباب الذين تم اختيارهم للخدمة الفورية للملك نبوخذنصر، يجب أن يكونوا من وَمِنْ نَسْلِ الْمُلْكِ وَمِنَ الشُّرَفَاءِ، فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ. . . وعينهم الملك يوميا من لحمه الخاص، و”من النبيذ الذي شربه بنفسه، أنه، بعد أن يتغذى ثلاث سنوات، بعد ذلك قد يقفون أمام الملك”(دانيال 3:1-6). والآن، بعد السيدة العذراء، لم يتم استدعاء أي إنسان لخدمة الرب يسوع تقريبا كما القديس يوسف، وبالتالي لا أحد لديه حصة أكبر منه في نعم الآب الأبدي. بعد أن يأتي يسوع أمه المقدسة، التي حملت له تسعة أشهر في رحمها العذري، وألف مرة بين ذراعيها؛ بعد أن تأتي مريم يوسف، الأب بالتبني ليسوع، والوصي على شخصه الرائع. لم يتم استدعاء أي قديس آخر للخدمة الفورية للكلمة المتجسدة. وبالتالي لم يتلق أي شخص آخر من الله هبات تتناسب مع كرامة هذا المنصب. أعرف جيدا أن خدمة الرسل، كما يقول القديس أنسيلم، هي الأعلى في الكنيسة، لكن مكانة القديس يوسف هي من أجل أعلى وأكثر كمالا، وأن السيدة العذراء والقديس يوسف مكانتهما متفوقة على جميع القديسين الآخرين في

كنيسة الله.

من يستطيع أن يفهم كم من النعم التى كانت ضرورية لجعل القديس يوسف يستحق لقب أب

يسوع، وتمكينه من أداء جميع واجباته؟ بقدر ما هو رجل قادر على المشاركة في أبوة الله الآب، لذا فكان يوسف قد تزين بالجزيل من النعم السماوية. وهذا يعني مثل هذا القدر من العظمة، أن الله وحده يمكن أن يعرف وزنه وقياسه. إذا كان كل شيء في معبد سليمان، الذي يحتوي على تابوت العهد، يجب تغطية كل شيء بالذهب، فما هي النعم التي يجب أن تكون قد زيّنت الروح والقلب لهذا الرجل المقدس والذي حمل بين ذراعيه رب كل الملائكة!

ان الله الآب بعد أن اختار القديس يوسف ليكون مسؤولا على ابنه الوحيد في مكانه وباسمه، يعرف جيدا أنه بدون مساعدة الهية خاصة لا يمكن لأي انسان بشري من القيام بهذه المهمة النبيلة والصعبة، لذلك وضع في قلب يوسف كل الحكمة والتدبير لكي يوجه ابنه يسوع لكي كما جاء “ وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.“(لوقا52:2). كما أمر الرب موسى بالذهاب الي فرعون قائلا: “ مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ”(خروج11:4-12)، إذا شاء الله أن يكون في فم خادمه موسى ليتحدث مع ملك ارضي، فهل يمكنك أن تتساءل أنه يجب أن يضع نفسه في قلب يوسف لكي يتكلم مع ابنه؟

صلاة: إليكَ نلتجئ في ضيقنا، أيها القديس يوسف، ونلتمس حمايتك بثقة، بعد التماسنا لحماية خطيبتك الفائقة القداسة. فبحق رباط الحب المقدس، الذي جمع بينك وبين العذراء البريئة من كل دنس،وبحق المحبة الأبوية التي أحببتها الطفل يسوع، نسألكَ أن تنظر بعين الرأفة إلى الميراث المحبوب الذي اقتناه يسوع المسيح بدمه،وأن تسعفنا بقضاء حاجاتنا لما لك من المقدرة.يا حارس العائلة الإلهية الجزيل العناية، دافع عن سلالة يسوع المسيح المختارة.كفَّ عنا أيها الأب الودود، وباء الأضاليل والرذائل المفسدة العالم.تلطف يا نصيرنا القوي، واعضدنا من السماء في الجهاد الناشب بيننا وبين سلطان الظلام.وكما سبق لكَ أن نجَّيتَ من الموت، حياة الطفل يسوع المهددة، هكذا نجِّ الآن كنيسة الله المقدسة من مكايد الأعداء ومن كل شدة، وابسط على كلٍ منا ظلَّ حمايتك، حتى إذا ساعدتناعشنا على مثالك حياة قداسة ومتنا موت الصالحين، فنفوز بالسعادة الأبدية في السماء – آمين. مسبحة القديس يوسف والطلبة

السبت 19 مارس  (عيد القديس يوسف)

تذكار القديس يوسف خطيب سيدتنا مريم العذراء[4]

“انه ابن يعقوب بن ماتان، من نسل داود الملك وابراهيم أب الآباء (متى 1: 1 -16).

 فيوسف اعظم القديسين شرفاً واجلالاً، لانّ ما ناله من الشرف لدى الله لم ينله احد. فإِنّ الله الآب قد أقامه أباً ومربياً لابنه الوحيد الكلمة المتجسد، واتَّخذه الله الابن أباً له بالجسد، واصطفاه الله الروح القدس خطيباً لعروسه مريم العذراء الكلية القداسة. من هنا يستدل أن سيرته كانت منطبقة على انتخاب الثالوث الاقدس له. وقد صرَّح الانجيلي بذلك بقوله:” وكان يوسف رجلها باراً” (متى 1: 19). غير أن الكلمة المتجسد قد آثر في حياته التواضع والفقر، فاراد أن يكون مربيه والحارس له، رجلاً فقيراً مسكيناً، على ان فضائله كانت فوق كل ثروة وجاه. فايمانه الراسخ، وثقته العظيمة بالله كانا له عوناً في المصاعب. واول ما اصطدم به أن العذراء التي اتخذها خطيبة له هي حبلى، فاحتار في امره، ولكنّ شهامته منعته من ان يشهرها فهمَّ بتخليتها سراً. وفيما هو مفكّر في ذلك ظهر له ملاك وكشف له عن الحقيقة.

ومنذ تلك الساعة جعل يوسف حياته وقفاً على خدمة العذراء وابنها يسوع. فكان المربي الامين ليسوع من مغارة بيت لحم الى تقدمته الى الهيكل، الى الهرب والعودة من مصر، الى الحياة الخفية في الناصرة، الى فقد يسوع ووجوده في الهيكل.

وكان يوسف يواصل رسالته وعنايته بيسوع ومريم بايمان حي ومحبة وحنان وكد وصمت فاستحق يوسف ان يموت بين يدي يسوع ومريم. وكان بذلك شفيع الميتة الصالحة. كما اقامته الكنيسة شفيع العيلة المسيحية وشفيع العمال الكادحين”.

جاء فى تقويم الكنيسة القبطية ذِكراً لعيد للقديس يوسف لأول مرة فى القرن الخامس الـميلادي، ثم ظهر فى التقويم الفرنسي لأول مرة حوالى عام 800وكان يوم 19 مارس. ولكن لـم تبدأ الكنيسة الجامعة فى الإهتمام بإكرام القديس يوسف بنحو منتظم إلاّ من بداية القرن السادس عشر وتم التبشير بدوره فى عملية الخلاص وكونـه حارساً للعائلة الـمقدسة والـمُربـي ليسوع وفى عام 1870 أعلن البابا بيوس التاسع بأنـه “شفيع الكنيسة الجامعة”.

فـى عصرنا الحديث أصبح القديس يوسف شفيعاً لدول كثيرة مثل كندا واستراليا والـمكسيك وبيـرو وذلك لكونـه شفيع الـميتة الصالحة، ومثال العِفة ورب الأسرة الـمثالي،والزوج الـمثالـي، وشفيع الغرباء والعمّال. لقد إتخذه الكثيـرون من قديسوا الكنيسة شفيعاً خاصاً لهم أمثال القديسة تريزا

والقديس فرانسوا دى لاسال والقديسة برناديت.  

صلاة: ايها الاب الجليل والشفيع القدير انني عندما اتلفظ باسمك الحلو اشعر في قلبي بفرح وعذوبة  لا يوصفان فاسمك يا مار يوسف هو صلاة بفمي اذا لفظته باحترام وثقة بنويين وبه انال كل ما ارغبه من مراحم العلي . فانعم علي بان اترنم باسمك الكريم طول حياتي حتى يضحي تقويتي وتسليني عند ساعة موتي ويكون لي بمثابة ورقة مرور للسماء آمين . مسبحة القديس يوسف والطلبة
الاحد 20 مارس – المدافع الغيور

منذ اللحظة التي كشف فيها الملاك للقديس يوسف انه سيكون والد المسيح، وحنى لفظ أنفاسه الأخيرو بين ذراعي يسوع ومريم فقد دافع القديس يوسف بغيرة عن الطفل الإلهي. لقد دافع عن ابنه كأي أب من أي تهديد فكان حارسا مطيعاً يحرس ويدافع ويضحي بكل شيئ من أجل يسوع وسلامته. ان القديس يوسف سوف يعلمنا كيف ندافع عن يسوع بغيرة فإذا كنت تلميذا مخلصا ليسوع المسيح فسوف تتعرض للنقد والكراهية والسخرية والاستعزاء من قِب العالم وفي كثير من الأحيان ربما من قِبل عائلتك واصدقائك. يجب ان يكون دفاعك عن المسيح عظيما ويجب ان تسعى دائما للدفاع عن شخص اسم يسوع المسيح ضد كل تجديف او إهانة او تدنيس للمقدسات ويجب ان تدافع عن الكنيسة، جسد المسيح السريّ الي جانب تعاليمها وأسرارها المقدسة من كل الهجمات والهرطقات والأكاذيب. ان الدفاع عن الكنيسة هو الدفاع عن المسيح فيجب ان نشابه والدنا الروحي القديس يوسف في ان نكون دائما على استعداد للتضحية وأيضا على مثال القديس يوسف يمكننا ان نجلب الكثير من النفوس ليسوع.

صلاة: من أقدم الصلوات إلى القدّيس يوسف[5]

أيها القديس يوسف، يا من حمايته عظيمة وقوية جدًا أمام عرش الله، أضع أمامك كل اهتماماتي ورغباتي. أيها القدّيس يوسف، ساعدني بشفاعتك القديرة، واحصل لي من ابنك الإلهي على كل البركات الروحية. بربّنا يسوع المسيح. بشفاعتك القوية ساعدني لكي أتمكن من السعي دائمًا وراء مشيئة الله المقدسة. كن حاميَّ ومرشدي في طريق الخلاص، فأقدم لك الشكر وأمجدك، يا أحب الآباء، على تشفّعك وقدرتك السماوية. يا أيها القديس يوسف،
لا أضجر أبداً من التأمل بك وبيسوع النائم بين ذراعَيك. لا أتجرأ الإقتراب وهو يرتاح بسلام على مقربة من قلبك. ضمّه بقوة عني وقبّل جبينه واطلب منه أن يرُدَّ لي القُبلة عندما أُسلِم الروح. يا أيها القديس يوسف، شفيع النفوس الراحلة، صلِّ لأجلي. آمين
. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الأثنين21 مارس –  رجل المسؤولية

كان يوسف رجلاً مسئولاً ومصدر ثقة: أهم المميزات التي يتصف بها الأبرار هي الإستجابة بمسئولية لكلمة ‏الله وذلك كما نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 2:4 “ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِيناً”. لقد أطاع ‏القديس يوسف البار كلمة الله بكل إيمان، و “فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ”. (متى1: 24). ثم عاد الرب وكلّم يوسف ‏بعد زيارة المجوس للطفل يسوع كما نقرأ في متى 13:2-14 حين أمره الرب أن يأخذ مريم والطفل يسوع ‏ويهرب إلى مصر حتى لا يُقْتَلْ على أيدي جيش هيرودس. وقد استجاب يوسف في الحال وبدون تردد، ونفذ الأمر ‏بسرعة، وأخذ القديسة مريم وطفلها الرب يسوع، وسافر ليلاً دون انتظار نور الصباح، وذهب إلى مصر. فالأمر ‏كان عاجلاً جداً، ولا مجال للتروّي.‏

لم يفكر يوسف بتكاليف الإقامة في مصر، أو أين سيسكنون، وماذا سيفعلون هناك، وكيف أنهم سيصبحون ‏لاجئين وغرباء في مصر. أطاع يوسف كلمة الله بإيمان وثقة بأن الله لن يتركهم في مصر، وسيوفر لهم كل ‏احتياجاتهم. لقد حذّر الله القديس يوسف من خطة هيرودس الإجرامية، وأمّن الله لهم ما سيحتاجونه في وقت ‏غربتهم في مصر عن طريق الهدايا التي استلموها من المجوس، أي بواسطة الذهب واللبان والمر. لم يعرف ‏القديس يوسف لماذا أراد هيرودس قتل الطفل يسوع، ولكن ما عرفه هو أنه كان عليه واجب توفير الحماية ‏للطفل وأمه، وهذا ما عمله بالضبط، غير عالمٍ أنه بعمله هذا قد تمم النبوة الواردة في هوشع 1:11 “مِنْ مِصْرَ ‏دَعَوْتُ ابْنِي”. لم يعلم يوسف أن الله قد اختاره ليتمم مقاصده والنبوات، ولكن علم بالتأكيد أن ما قام به كان ‏من أجل سلامة أفراد أسرته. لقد كان مسئولاً أمام الله في طاعته له، وكان مسئولاً تجاه أسرته في توفير الحماية ‏للقديسة مريم وللطفل يسوع.‏

صلاة: أيُّها القدّيسُ الجليل مار يوسف سَوْسَنُ النَقاوَة وعَرْفُ القداسةِ الزكيِّ الرائحة، المنتَخَبُ من

الثالوث الأقدَس مُرَبِّيًا أمينًا للابنِ الوحيد الكلمةِ المتجَسِّد، يا نموذجَ العِفَّة ومثالَ البرّ، يا مَن

اسْتَحْقَقْتَ أن تُدعَى صِدّيقًا بارًّا وصَفِيًّا نقيًّا لأنَّكَ فُقْتَ طهارةً على البَتولين وسَمَوْتَ فَضْلاً على الآباء والأنبياء لَكَوْنِكَ صِرْتَ أبًا مُرَبِّيًا ليسوع المتأنِّس وعَروسًا لمريمَ البتول والدتِهِ الكلّيةِ القداسة ومساعِدًا لهما في احتياجاتِهما، ففيما نحنُ متحقِّقون أنَّ ما من أحدٍ قد استغاثَ بكَ وخَذَلْتَه ولا طلَبَ نعمةً من الله بشفاعَتِكَ إلا نالَها، نتوسَّلُ اليكَ من أعماقِ شقائِنا لكي تَسْتَمِدَّ لنا نحن المَنْفيّين في هذا الوادي وادي الدموع من سيِّدِنا يسوع المسيح نعمةَ الطهارةِ ونقاوَةَ القلب التي لا يستطيعُ أحدٌ خِلْوًا منها، أن يُشاهِدَهُ تعالى في مجدِ الفردوسِ الخالد في السماء وأن يمْنَحَنا حُبًّا حارًّا ليسوع ومريم اقتداءً بك ونعمةً فعّالة لكي نُطابِقَ بين إرادَتِنا ومشيئتِهِ تعالى. آمين.

مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الثلاثاء 22 مارس – رجل الطاعة

كان يوسف رجلاً مطيعاً: من خلال قراءتنا في متى 19:1 نستنتج أن القديسة مريم لم تخبر يوسف عن ‏زيارة الملاك جبريل لها، وعن حبلها وهي عذراء بقوة الروح القدس. ويؤكد هذه الحقيقة ما جاء في الآية 20، ‏حيث لم يقل الملاك ليوسف: “عليك أن تصدق ما قالته مريم”، بل قال له حقيقة الذي جرى بالضبط. وعندما ‏اكتشف يوسف أن مريم كانت حاملا، لم تظهر منه علامات العصبية والتسرع والغضب. حتى بعدما أراد ‏تخليتها سراً، بل بقي يفكر في الأمر حتى وهو في سرير نومه. نكتشف في استجابة يوسف لكلام ملاك الرب أنه ‏كان مثالاً للرجل التقي الذي يخاف الله.‏

في الآية 20-23 استمع يوسف بحرص إلى كلمات الله من خلال الملاك في حلم ليلي، وأخذ كلامه بشكل جدي. لم ‏يعلق على ما سمعه في الحلم، بل استمع وآمن بكلمة الله وصدّق كل ما قيل له عن القديسة المباركة مريم ‏العذراء وحبلها بشخص يسوع، ابن الله، عمانوئيل، الله معنا. لقد وثق القديس يوسف بأن كلمة الله صادقة ‏بالرغم من أن ما حدث يفوق العقل البشري ويصعب تصديقه باستخدام لغة المنطق، ولكن بعقل وعيون ‏الإنسان المؤمن، فإن يوسف صدّق ما قيل له من قبل ملاك الرب. لم يكن من الطبيعي أن يولد طفل بدون وجود ‏أب بشري له، ولربما لو كان إنسان آخر بدل يوسف لما صدّق ما سمعه، ولكن يوسف صدق ما قيل له من قبل ‏الرب. أي أن يوسف كان رجل إيمان، رجل وثق بالله، وآمن بما حدث مع القديسة مريم بالرغم من أن منطق ‏العلم والعالم لا يقبل هذا الحق الإلهي.‏

صلاة: أيها الرب يسوع ما من بعنايتك اخترت القديس يوسف حاميا للكنيسة الجامعة، نسألك

بشفاعته أن تمنحنا نعمة المحافظة على إيماننا المستقيم، وأن نحيا حياتنا المسيحية من دون

خوف، ونعلن إيماننا في كل مكان. ولا تسمح يا رب بأن يبعدنا عنك أعداء نفوسنا، بل ثبتنا في إيمان بطرس، فنمجدك إلى الأبد. آمين. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الأربعاء 23 مارس –صمت القديس يوسف[6]

إنّ صمت القدّيس يوسف هو صمت مطبوع بالتأمّل بسرّ الله، في حالة استسلام كامل للمشيئة الإلهيّة بتعبير آخر، إنّ صمت القدّيس يوسف لا يظهر فراغًا داخليًّا، بل على العكس ملء الإيمان الذي يحمله في قلبه، والذي يقود أفكاره وأعماله كلّها.
صمتٌ حفظ بفضله يوسف، مع مريم، كلمة الله، المعروف من خلال الكتب المقدّسة، من خلال مقابلته باستمرار مع أحداث حياة يسوع؛ صمت منسوج بالصلاة الدائمة، صلاة مباركة الربّ، وتمجيد مشيئته المقدّسة وثقة كاملة في عنايته.
دعونا “نصاب بعدوى” صمت القدّيس يوسف! فنحن بحاجة ماسّة إلى ذلك، في عالم غالبًا ما يكون صاخبًا، ولا يشجّع على التأمّل والاستماع إلى صوت الله.”

‏صلاة: ايها الاب الجليل والشفيع القدير انني عندما اتلفظ باسمك الحلو أشعر في قلبي بفرح

وعذوبة لا يوصفان فاسمك يا مار يوسف هو صلاة بفمي اذا لفظته باحترام وثقة بنويَّين وبه أنال كل ما ارغبه من مراحم العلي . فانعم علي بان أترنم باسمك الكريم طول حياتي حتى يضحي تقويتي وتسليمي عند ساعة موتي ويكون لي بمثابة ورقة مرور للسماء آمين .

مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الخميس 24 مارس- تواضع القديس يوسف

الإتضاع فى الـمسيحية سر من أسرار الـمسيح نفسه الذى مارسه فى ذاتـه وأعطاه لنـا نحن الـمؤمنين كقوة بها نتنازل راضيـن طائعيـن عن كل حق بشري مادي أو كرامـة أو مكافأة أو إمتياز تشبهـا بالـمسيح وتـمسكاً بحق الله وكرامتـه ونعـمته.

فالسيد الـمسيح هو أعظم مثال لفضيلـة التواضع:

  • “تعلّموا منـي لأنـي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحـة لنفوسكم”(متى29:11).
  • “فإن كنتُ وأنـا السيد والـمعلّم قد غسلت أرجلكم فأنتم أيضاً عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض”(يوحنا14:13-15).

والتواضع هو ضرورة لخدمـة اللـه “قد أُخبرك أيها الإنسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك” (ميخا 8:6).

لهذا قال بولس الرسول:”فأنه إن ظنّ أحد أنـه شيئ وهو ليس بشيئ فقد غرّ نفسه” (غلاطية3:6)، وايضا قال:”من الذى يـميزك يا هذا وأي شيئ لك لم تنلـه. فإن كنت قد نلتـه فلـماذا تفتخر كأنك لـم تنلـه”(1كورنثوس7:4).

كان يوسف معروفاً بتواضعه الكبير. وعلى الرغم من قداسته، لم يعتبر نفسه يستحق أبداً أن

يكون زوج مريم، أم المخلص؛ بعد أن تزوجا، أراد في حيرة من أمره أن يذعن لها في كل شيء ، لكنها أصرت بحكمة على أن يمارس السلطة المناسبة لدوره كزوج. كان يوسف أيضاً في رهبة من يسوع، واعتبر نفسه بتواضع خادمه – على الرغم من أن ربنا، بالطبع، كان يعترف دائماً بسلطة والده بالتبني، وأطاعه ومريم في كل شيء. وكان أعضاء العائلة المقدسة الثلاثة أيضاً متواضعين تماماً في تفاعلهم مع شعب الناصرة. ظل يوسف على وجه الخصوص مدركاً لقيوده الإنسانية، ولم يقارن نفسه أبداً بشكل إيجابي بالآخرين.

إن تواضع القديس يوسف، ونكران الذات، والرحمة، والانفتاح على إرادة الله، والصبر في المعاناة، كلها أمثلة رائعة بالنسبة لنا اليوم. هذه، بالطبع، ليست من السهل التدرب على الفضائل – ولكن صلواتنا لهذا القديس العظيم، وطلب مساعدته وطلب المساعدة في تقليد مثاله، لن تذهب بالتأكيد دون إجابة.

صلاة: أيها الرب يسوع ما من بعنايتك اخترت القديس يوسف حاميا للكنيسة الجامعة، نسألك بشفاعته أن تمنحنا نعمة المحافظة على إيماننا المستقيم، وأن نحيا حياتنا المسيحية من دون خوف، ونعلن إيماننا في كل مكان. ولا تسمح يا رب بأن يبعدنا عنك أعداء نفوسنا، بل ثبتنا في إيمان بطرس، فنمجدك إلى الأبد. آمين. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الجمعة25 مارس (عيد البشارة) –

عيد البشارة يحدث 9 اشهر قبل اجتفالنا بميلاد يسوع.

جاء في انجيل لوقا: في الشهر السادس ( من الحبل بيوحنا)، أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله، الى مدينة في الجليل تسمى الناصرة، الى عذراء مخطوبةٍ لرجل اسمه يوسف من بيت داود، واسم العذراء مريم. فلمّا دخل الملاك اليها، قال لها: ” السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك”. فاضطربت مريم وجعلت تفكّر ما عسى أن يكون هذا السلام. طمأنها الملاك على حفظ بتوليتها، مؤكداً لها أن هذا السر يتم في حشاها بقوة الروح القدس. فوثقت بكلامه، وقالت متضعة:” ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك، وانصرف من عندها الملاك” ( لوقا 1: 26- 38). فبذلك أوضح لنا الانجيلي، بأجلى بيان، عن حقيقة سر التجسد الالهي التي عليها يرتكز الدين المسيحي. انها لأسعد بشرى تزفُّها السماء الى الارض. وبها أتمَّ الله وعده بخلاص الجنس البشري بعد السقطة الآدمية، اذ قال للحية اي ابليس:” وأجعل عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، فهو يسحق رأسك…” ( تك 3: 15)، “ولما بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس” ( غلاطيه 4:4).

وقد وعد الله ابراهيم بأن المخلص يأتي من نسله. وقال بلسان موسى:” ان الرب يقيم لكم مخلِّصاً من اخوانكم”. ” فالكلمة صار جسداً وحل بيننا” (يو 1: 14). وقد اعطى الملاك للعذراء علامة وهي حبل نسيبتها اليصابات العاقر. فقالت مريم:” ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك” (لو 1: 38). وقد حفلت النبوءات بسر التجسد منذ القديم، وحسبنا آية اشعيا الشهيرة:” ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل” (اشعيا 7: 14). وقد تم هذا السر في احشاء سيدتنا مريم العذراء بقوة الروح القدس. فَأَتحَدَ الكلمةُ الازلي طبيعتَنا البشرية بأقنومه الآلهي القائم بطبيعته الالهية والبشرية، كاملتين متميزتين بفعليهما الإلهي والبشري.

فقد تجلت محبة الله الغير المتناهية لنا في سر التجسد كما يقول يوحنا الرسول “لقد أحب الله خاصته والى الغاية أحبهم!”.

ان مجاوبة مريم لإعلان الملاك العجيب والغريب انها ستكون أما للمسيّا هو مثال حقيقي لمعنى طاعة ارادة الله: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ”َ. والقديس يوسف يعطينا أيضا مثالا آخر فعندما جاءته رسائل الله في أحلام “فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ”(متى24:1) وأيضا “فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ”(متى14:2)..فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.“(متى21:2).

صلاة: يا قديس يوسف ساعدني كي اكون مطيعا ومستسلما لإرادة الله كما فعلت مريم. آمين.

مسبحة وطلبة للقديس يوسف

السـبت 26 مارس – درس آخر

درس من حياة يوسف ينطوي على نكران الذات. كان القديس دائماً حريصاً على أن يكون في

خدمة الآخرين – وخاصة مريم ويسوع، ولكن أيضاً كل من حوله. لم يتهم أبدًا عمله في النجارة ، ولكن دع عملائه يقررون كم يدفعون له ، إن كان هناك أي شيء ؛ علاوة على ذلك، احتفظ فقط بالحد الأدنى من أرباحه لعائلته، و-بموافقة مريم- تخلى عن البقية كصدقات. وكان يوسف سعى أيضا لنصائحه ممتازة ، ولكن كونه معروفا لحكمته والتقوى، سعى العديد من الأشخاص توجيهه في شؤونهم، وكان على استعداد إلى الأبد ليكون من الخدمة بأي طريقة ممكنة.

صلاة: أيها القديس يوسف شفيعنا و محامينا.. يا من عانيت المشقات وكنت هدفاً للغموم و الأحزان .. أنت يا من لم يضعف فيك الرجاء بل كنت معتصماً بالله في كل مراحل حياتك.. حتى صرت شفيع كل المعذبين في هذه الحياة.. أسألك أن تظهر إقتدارك فتلطف عذابي و تقوي ضعفي وتملأني فرحاً بنيلي ما أطلب حتى أعود إليك بنشيد الحب والشكر. آمين

مسبحة وطلبة للقديس يوسف

االاحد 27 مارس- تعاليم جديدة حول القديس يوسف[7]

يوجد أكثر من عشرة أشخاص في الكتاب المقدس يحملون اسم يوسف. والأهم بينهم هو ابن يعقوب وراحيل، الذي ومن خلال مغامرات عديدة، تحول من عبد إلى ثاني أهم شخص في مصر بعد فرعون. اسم يوسف بالعبرية يعني “الله ينمِّي”. إنها أمنية، وبركة تقوم على الثقة في عناية الله، وتشير بشكل خاص إلى الخصوبة ونمو الأبناء. في الواقع، يكشف لنا هذا الاسم بالذات جانبًا أساسيًا من سمات شخصية يوسف الناصري.

إنه رجل ممتلئ بالإيمان بالله، وعنايته. وكل عمل من أعماله التي رواها الإنجيل يمليه اليقين بأن الله “ينمّي”، “يزيد”، و”يضيف”، أي أن الله يهتم بأن يسير قدمًا بمشروعه للخلاص. وفي هذا الأمر، يشبه يوسف الناصري جدًا يوسف المصري. حتى المراجع الجغرافية الرئيسية التي تشير إلى يوسف: بيت لحم والناصرة، تلعب دورًا مهمًا في فهم شخصيته.
تُدعى مدينة بيت لحم في العهد القديم “بيث لِخِم” أي “بيت الخبز”، أو حتى إفراتة، بسبب القبيلة التي استقرت في تلك المنطقة. أما الاسم باللغة العربية فيعني “بيت اللحم”، ربما بسبب الكمية الكبيرة لقطعان الأغنام والماعز في المنطقة. وليس من قبيل المصادفة، في الواقع، أنه عندما ولد يسوع، كان الرعاة أول شهود على الحدث.

وفي ضوء قصة يسوع، تُذكّر هذه الإشارات إلى الخبز واللحم إلى السر الإفخارستي: يسوع هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. وهو نفسه سيقول عن نفسِه: “مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة”.

يتم ذكر بيت لحم عدة مرات في الكتاب المقدس، بدءًا من كتاب سفر التكوين. ترتبط بيت لحم أيضًا بقصة راعوت ونعمي، التي يرويها كتاب سفر راعوت الصغير والرائع. ولدت راعوت ابنا سمّته عوبيد، ومنه ولد يسّى أب الملك داود. ومن نسل داود بالتحديد، يأتي يوسف، الأب الشرعي ليسوع.

وعن بيت لحم تنبأ النبي ميخا أمورًا عظيمة: “أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ”. وسيستعيد متى الإنجيلي هذه النبوءة وسيربطها بقصة يسوع وبتحقيقها البديهي. في الواقع، لم يختَر ابن الله أورشليم كمكان لتجسده، وإنما بيت لحم والناصرة، قريتان في الضواحي، بعيدتان عن صخب الأخبار وسُلطة الزمن.

ومع ذلك كانت أورشليم المدينة التي أحبها الرب، “المدينة المقدسة”، التي اختارها الله ليقيم فيها. هنا، في الواقع، كان يقيم علماء الشريعة، والكتبة والفريسيون، ورؤساء الكهنة وشيوخ الشعب.

هذا هو السبب في أن اختيار بيت لحم والناصرة يخبرنا أن الله يحب الأطراف والتهميش. وعدم أخذ هذا الواقع على محمل الجد يعادل عدم أخذ على محمل الجد الإنجيل وعمل الله، والذي لا زال يظهر في الضواحي الجغرافية والوجوديّة. وبشكل خاص، يذهب يسوع بحثًا عن الخطأة، فيدخل بيوتهم، ويتحدث معهم، ويدعوهم إلى التوبة. في هذا الصدد، لم يكن المجتمع في ذلك الوقت مختلفًا تمامًا عن مجتمعنا. فاليوم أيضًا نجد المركز والضاحية.

والكنيسة تعلم أنها مدعوة لكي تُعلن البشرى السارة انطلاقًا من الضواحي؛ وبالتالي فإن يوسف، الذي كان نجارًا من الناصرة ويثق في مشروع الله له ولخطّيبته، يذكّر الكنيسة بأن تحدق النظر على ما يتجاهله العالم عمداً. فهو يذكر كل فرد منا أن يعطي أهميّة لما يتجاهله الآخرون ويقصونه.

وبهذا المعنى، يكون حقًا معلِّمًا في الجوهري: فهو يذكرنا بأن ما هو جدير حقًا لا يجذب انتباهنا، ولكنه يتطلب منا تمييزًا صبورًا لكي نكتشفه ونقدّره. لنطلب منه أن يتشفع حتى تستعيد الكنيسة كلها هذه النظرة وهذه القدرة على تمييز وتقييم الجوهري، ولننطلق مجدّدًا من بيت لحم ومن الناصرة.

أريد اليوم أن أوجه رسالة إلى جميع الرجال والنساء الذين يعيشون في الضواحي الجغرافية المنسيّة في العالم أو الذين يعيشون في حالات تهميش وجودي. يمكنكم أن تجدو في القديس يوسف الشاهد والحامي الذي يمكنكم أن تنظروا إليه.

ويمكننا أن نلجأ إليه بهذه الصلاة: أيها القديس يوسف، أنت الذي وثقتَ بالله على الدوام، وقمت بخياراتك مسترشدا بعنايته، علّمنا ألا نعتمد على مشاريعنا الخاصة وإنما على مخطط محبّته. أنت الذي أتيتَ من الضواحي ساعدنا لكي نحوِّل نظرنا ونفضِّل ما يُقصيه العالم ويُهمِّشه. عزِّ الذين يشعرون بالوحدة وأعضد الذين يلتزمون بصمت لكي يدافعوا عن الحياة والكرامة البشريّة. آمين.

. مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الأثنين 28 مارس القديس يوسف الأكثر حكمة[8]

ما هي الحكمة؟ في العصر الحديث، يراها الناس عيبا. اذا كان الشخص حذرا او جريصا في الأمور الأخلاقية، فغالبا ما يطلق عليه اسم فظ ومع ذلك فان الحكمة فضيلة وهي فضيلة مهمة للغاية. علم القديس توما الأكويني ان الحكمة هي “أساس الفضائل” يتمثل دورها في التحكم في الفضائل الأخرى كالاعتدال والثبات والشجاعة.

الحِكمة أو الفطنـة هـى فضيلـة من شأنهـا  أن تؤهـل من اتصف بها أن يحسن إختيار

الطرق الـموصلة للخلاص. وجاء فى الكتاب الـمقدس أن يوسف قد أتاه الله “نعمة وحكمة” (أعمال10:7)،وموسى تعلّم حكمة الـمصريين،وسليـمان قد صلّى طالباً الحكمة(1ملوك9:3)، ودانيال كان مملوء من حكمة الله(دانيال14:5). ويصف الكتاب الـمقدس يسوع المسيح بأنه حكمة اللـه “حكمة الله وقوة الله”(1كورنثوس24:1)، وإن الذى يسكن فيـه روح الله لا بد أن تسكن فيـه الحكمة فقد قيل عن الروح القدس إنه روح الرب “روح الحكمة والفهم، روح الـمشورة، روح الـمعرفـة”(اشعيا2:11)، وذكر الرسول بولس أن الحكمة هى من مواهب الروح القدس “فيعطى واحد بالروح كلام الحكمة”(1كورنثوس8:12).  وهذه الحكمة التى من الله قال عنها القديس يعقوب الرسول:”أما الحكمة التى من فوق فإنهـا عفيفة ثم مسالـمة حليـمة سهلة الإنقياد مـملوءة رحمة وأعمال صالحة لا تدين ولا تراءى”(يعقوب17:3). ان الحكمة الخارقة للطبيعة تختلف عن الحكمة البشرية فحكمة الانسان ترشده الى تجنب الصعوبات والمعاناة والمشقة اما الحكمة الخارقة للطبيعة لا تسعى الي تجنب المعاناة ولكنها تعانق صليب المحبة وتسعى دائما الى الصالح العام بحمة الله.

كان القديس يوسف أكثر الرجال حكمة في كل مواقف الحياة وهو نموذج للحكمة. لقد صلى وانتظر الرب ليكشف له اسرار حبل القديسة مريم ولم ينهض الرجل الحكيم من النوم ويهرب الى مصر مع مريم والطفل استجابة لحلم بل تأمل وصلّى وميّز وعمل فكان التنفيذ بجكمة.

صلاة: يا رئيس العائلة المقدسة، يا من ضحّيت بحياتك و بذلت ذاتك في سبيل يسوع و مريم، وكنت لهما  الأب الحنون و الرّفيق الأمين، والحارس اليقظان، حتّى استحققت أن تموت سعيداً بين إيديهما، أسألك، يا من حميت الأبكار، و بدّدت الأحزان، وشفيت الأسقام، أن تتنازل و تشفي نفسي ببلسم تعزياتك، فتنفرج همومي وتزول كروبي وإذ أنال النعمة المرغوبة استحق أن أموت نظيرك، و أفوز بإكليلك، و أحظى بسعادتك مدى الأبدية. آمين.

مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الثلاثاء 29 مارس – القديس يوسف الأكثر ايمانا

نقرأ فى رسالة القديس بولس للعبرانيين تعريفاً عن الإيـمان: “الإيـمان هو الثقة بمـا يرجى والإيقان بأمور لا تُرى” (عبرانيين 1:11). وأيضاً كما يقول الرسول:”وبغيـر إيـمان لا يستطيع أحد أن يُرضي الله لأن الذى يدنو إلى الله عليه أن يؤمن بأنـه كائن وأنـه يُـثيب الذين يـبتغونـه” (عبرانيين6:11).

والكتاب المقدس مليئ بأنواع عديدة من الإيـمـان فهناك إيـمان الرعاة والتى أُعطيت لهم علامة من السماء ، وموسى الذى طلب من الله عدة علامات ليصدقه فرعون والشعب العبراني، واليهود الذين طلبوا من يسوع “أيـّة آية تصنع لنرى ونؤمن بك” ، ونثنائيل الذى صرخ بـمـلك الـمـسيح عندما أخبره بأنه رآه تحت التينة قبل أن يدعوة فيلبس، وإيـمـان إبراهـيم وتركه لأرضه و قبوله تقديم ابنه اسحق ذبيحة لله كأمر الرب له، وايـمـان زكريا الكاهن والذى شك وقال كيف أعلم هـذا وأنا شيخ وإمرأتي متقدمة فى حياتها.

ان المسيحي مدعوالى الايمان بيسوع والثقة به فلا يكفي الاعتراف بمن هو يسوع فقط فإن الشياطين تعترف بمن هو يسوع (متى8:29) ولكنها لا تحبه ولا تثق به. اما القديس يوسف فهو مثال للإيمان والثقة فلقد تمسك بما أُعلن له عن يسوع. لم يشك القديس يوسف قط في ألوهية يسوع او في قدرته. لقد بدا يسوع بالنسبة للعالم كطفل عادي لكن القديس يوسف يعلم انه هو الله في الجسد وآمن به وهو في المهد وفي بيت الناصرة وفي الهروب الي مصر وفي ارض الجليل وهو عامل معه في حانوت النجارة، فلقد كان القديس يوسف مدركاً دائما ان في رؤيته يسوع ينظر الي الله القادر على كل شئ. اقتد وتشبه بإيمان القديس يوسف وثقته المُحبة وكن ثابتا وواثقاً بمن آمنت. وهنا يدعونـا الرسول بولس قائلاً:”فإمتحـنوا أنفسكم هل أنتم على الإيـمان. اختبـروا أنفسكم. أو مـا تعرفون أنفسكم إنّ فيكم الـمسيح يسوع إلاّ إذا كنتم فى شيئ غيـر مُـزّكيـن” (2كورنثوس5:13).

صلاة: أيّها القدّيس يوسف, شفيع المنازعين وتعزيتهم, اعضد وعزِّ نفسَ عبدِك الأمين في ساعته الأخيرة, حين تُحيق بِه الشدائد, ويكون في تلكَ الساعة بأمسّ الحاجة إلى مساعدتك العلويّة. آمين. . مسبحة وطلبة للقديس يوسف

الأربعاء  30 مارس – القديس يوسف حارس حلم الله[9]

“لقد أطاع القديس يوسف الملاك الذي تراءى له في الحلم وأخذ إلى بيته مريم التي كانت حبلى

من الروح القدس كما يخبرنا إنجيل القديس متى(1/ 16 – 24)، لقد كان يوسف رجلاً صامتًا ومطيعًا؛ رجل حمل على عاتقه وعود النسل والوراثة والأبوّة والبنوّة والثبات.

 لقد كان هذا الرجل الحالم قادرًا على قبول هذه المهمّة الثقيلة والتي يمكنها أن تقول لنا الكثير اليوم في زمن التيتُّم القوي هذا الذي نعيشه. لقد أخذ هذا الرجل وعد الله وحمله قدمًا بقوّة لأنّ هذه كانت مشيئة الله.

 يمكن للقديس يوسف أن يقول لنا أمورًا كثيرة ولكنّه لا يتكلّم؛ هو الرجل الخفي ورجل الصمت الذي كان يملك أكبر سلطة في ذلك الوقت ولكنه لم يُظهرها لأحد. وشدّد الحبر الأعظم في هذا السياق على أن الأمور التي كشفها الله لقلب يوسف هي أمور ضعيفة لأن الوعود هي ضعيفة بحد ذاتها. ومن ثمّ هناك ولادة الطفل يسوع والهرب إلى مصر وأوضاع الضعف الأخرى، وقد حمل يوسف في قلبه أوضاع الضعف هذه كلها وسار بها قدمًا بحنان من يحمل طفلاً بين ذراعيه.

  إنه الرجل الذي لا يتكلّم ولكنه يطيع، هو رجل الحنان والرجل القادر على أن يحمل الوعود لكي تصبح ثابتة وأكيدة؛ إنه الرجل الذي يضمن ثبات ملكوت الله وأبوّة الله وبنوّتنا كأبناء لله. وبالتالي يطيب لي أن أتأمّل بيوسف كحارس الضعف وكحارس ضعفنا: هو قادر على استخراج العديد من الأمور الجميلة من ضعفنا وخطايانا.

يوسف هو حارس الضعف لكي يصبح ثابتًا في الإيمان، وهذه المهمّة قد نالها في الحلم: إنه رجل قادر على الحلم، وبالتالي هو أيضًا حارس حلم الله: وحلمه هو أن يخلصنا جميعًا، إنه حلم الفداء، والله يكشفه له؛ عظيم هذا النجار! صامت، يعمل ويحرس يحمل الضعف ويسير به قدمًا وهو قادر على الحلم؛ وبالتالي هو شخصيّة تحمل رسالة للجميع.

  أريد اليوم أن أطلب من القديس يوسف أن يعطينا جميعًا القدرة على أن نحلم لأننا عندما

نحلم بالأمور العظيمة والجميلة نقترب من حلم الله والأمور التي حلم بها الله لنا. وليعطِ الشباب أيضًا القدرة كي يحلموا ويخاطروا في قبول المهام الصعبة التي يرونها في أحلامهم، وليمنحنا جميعًا الأمانة التي تنمو غالبًا في موقف البرارة والصلاح – هو الذي كان بارًا – وتنمو في الصمت – هو الذي كان قليل الكلام – وتنمو في الحنان القادر على حراسة ضعفنا وضعف الآخرين.

صلاة: يا قديس يوسف الحارس المقدس ليسوع ومريم ساعدنا بصلواتك في كل ضروريات

حياتنا. اسأل يسوع النعمة الخاصة والتي وهبها هو لك لتحرس منازلنا وتكون بالقرب من مرضانا ومن يتألمون او في نزاعهم حتى ان مريم وانت والسماء يجدن ان عائلاتنا لا تنفصم او تفقد احد منها نحن الذين في قلب يسوع الأقدس. آمين.

الخميس 31 مارس – الخلاصة

القدّيس يوسف، رجل خدوم: خدم القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع.‏ رجل مضحي: ضحى من أجل القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع
رجل مجتهد في عمله: عمل نجاراً ليوفر أسباب الحياة لأسرته المقدسة. رجل مسئول: تحمل مسئولية القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع.‏رجل مفكر: فكر بأمر القدّيسة مريم العذراء قبل أن يتخذ أي خطوة، فلم يكن متسرعاً بل أعطى مكاناً للعقل ‏إلى جانب عواطفه وأحاسيسه البشرية
رجل مطيع: أطاع الله عندما أخذ القدّيسة مريم زوجة له. ‏ أطاع الله عندما ذهب إلى مصر
‏ أطاع الله عندما عاد من مصر إلى الناصرة.
رجل بار: كل خطواته كانت متفقة مع مشيئة الله
ورافق القدّيس يوسف القدّيسة مريم العذراء في أهم محطات حياتها:‏
‏1. عند السفر إلى بيت لحم لأنه من نسل داود ليتم إحصاؤهم حسب أوامر قيصر روما.‏
‏2. عند ولادة الطفل يسوع في بيت لحم.‏
‏3. عند تسمية الطفل باسم يسوع.‏
‏4. عند ختان الطفل في اليوم الثامن.‏
‏5. عند تكريس الطفل في الهيكل وصلاة سمعان الشيخ.‏
‏6. عند السفر إلى مصر ثم العودة إلى الناصرة.‏
‏7. وعند السفر إلى هيكل الله في أوروشليم لمّا كان عمر الرب يسوع اثنتي عشرة سنة.

صلاة: أيها الرب يسوع يا من بعنايتك اخترت القديس يوسف حاميا للكنيسة الجامعة، نسألك بشفاعته أن تمنحنا نعمة المحافظة على إيماننا المستقيم، وأن نحيا حياتنا المسيحية من دون خوف، ونعلن إيماننا في كل مكان. ولا تسمح يا رب بأن يبعدنا عنك أعداء نفوسنا، بل ثبتنا في إيمان بطرس، فنمجدك إلى الأبد. آمين.

ايها الاب الجليل والشفيع القدير القديس يوسف، انني عندما اتلفظ باسمك الحلو أشعر في قلبي بفرح وعذوبة لا يوصفان فاسمك يا مار يوسف هو صلاة بفمي اذا لفظته باحترام وثقة بنويَّين وبه أنال كل ما ارغبه من مراحم العلي . فانعم علي بان أترنم باسمك الكريم طول حياتي حتى يضحي تقويتي وتسليمي عند ساعة موتي ويكون لي بمثابة ورقة مرور للسماء آمين

لوس انجلوس في 9 يناير 2022

المراجع:

1-“Day by Day with St. Joseph”-by Msgr. Joseph Champlin and Msgr. Kenneth Lasch, Catholic Book Publishing Corp. (2010)   

2- “تكريس للقديس يوسف” عجائب أبينا الروحي -تأليف الأب دونالد إتشي كالواي-المكتب الإعلامي الكاثوليكي 2021


[1] البابا فرنسيس يضيف سبعة ابتهالات إلى طلبة القديس يوسف-مايو 2021

[2] Aug 09, 1845 – Jan 06, 1937 

[3] Jan 24, 1932 – Sep 21, 1996,

Henri Jozef Machiel Nouwen was a Dutch Catholic priest, professor, writer and theologian

[4] من سنكسار الكنيسة المارونية

[5] وفقًا لكتيب الصلاة، بييتا “Pietá”، وُجدت هذه الصلاة في السنة الخمسين لربنا يسوع المسيح. في عام 1505 أرسلها البابا يوليوس الثاني إلى الإمبراطور تشارلز عندما كان يخوض معركة. كل من يقرأ هذه الصلاة، يسمعها، أو يحملها، لن يموت موتًا مفاجئًا، ولن يغرق، ولن يؤثر فيه السم. لن يسقط في أيدي العدو ولن يحترق بأي نار، ولن يهزم في المعركة”. غالباً ما يتم توزيع هذه الصلاة على بطاقات مع إثبات قوّتها.
أتلُ هذه الصلاة على مدى تسعة أيام متتالية واثقًا بشفاعة عظيم القدّيسين، أب يسوع بالتبنّي، ذاكرًا طلبك، وثِق بأنّ القدّيس يوسف سيستجيب الطلب إن كان موافقًا لمشيئة الله وخلاصك الأبدي.

[6] (البابا بنديكتس السادس عشر)

[7] للبابا فرنسيس

[8] من كتاب “تكريس للقديس يوسف للأب دونالد إتش كالواي

[9] عظة البابا فرنسيس بمناسبة عيد القديس يوسف