مع رعية الزيتون في يوم تدشين مذبح يسوع الملك

مع رعية الزيتون في يوم تدشين مذبح يسوع الملك

كتب : عصام عياد 

” … أيها السيد الرب الله ضابط الكل ، الذي خلق السماء و الأرض نسأل و نطلب من صلاحك يا محب البشر اسمعنا و مد يدك غير المنظورة و بارك هذا المذبح لكي يكون هيكلا مقدسا و مائدة مقدسة عوضا عن هيكل عال مبنيا بالحجارة و الطوب .. و أنا عبدك الواقف أمامك اسالك ان تسمع لي أنا الحقير المسكين البائس غير المستحق ، يا محب البشر الصالح من قبل يسوع المسيح ربنا و الروح القدس بارك هذه المائدة لكي يتقدس بها كل شيء يوضع عليها من كل أواني الهيكل … ” . 

جاءت هذه الصلوات و غيرها على لسان غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الكرسي الاسكندري للأقباط الكاثوليك ، و المأخوذة من كتاب ” طقس التدشين ” حسب كنيستنا الاسكندرية القبطية الكاثوليكية ، أثناء مراسم تدشين المذبح الجديد بكنيستنا بالزيتون كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك باسم مذبح ” قلب يسوع ” في يوم الأحد 22 ديسمبر الماضي بالتزامن مع الأحد الرابع من زمن ” المجىء ” و قبيل أيام قليلة من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ، وسط فرحة غامرة و سعادة بالغة بين أبناء رعية الزيتون العامرة و مشاركة فريق خورس الشمامسة بقيادة الأرشيدياكون رفيق خيري ، و فريق الكشافة و الخدام  من مختلف الأنشطة الروحية  و التكوينية و الاجتماعية الى جانب الأصدقاء و المحبين من العديد من رعايانا الكاثوليكية . 

شارك في طقس التدشين و الرشم و الدهن بزيت الميرون المقدس نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس توفيق مطران ايبارشية الاسماعيلية و مدن القنال و توابعها للأقباط الكاثوليك و لفيف من الآباء الكهنة الرعاة من القاهرة و الاسماعيلية و أسيوط . 

شملت مراسم التكريس و التدشين – الذي استغرق نحو الساعة و النصف – الى جانب صلوات تكريس المذبح ، الصلاة على الستور و لفائف المذبح ، و الصلاة لتكريس كرسي الكأس و قنينتي عصير الكرم و الماء و حق البخور ، و صلاة تكريس المجامر ، و الصلاة لتكريس أواني المذبح التي للخدمة .. الصينية .. و الكأس ، و أخيرا الصلاة من أجل تكريس الصور و الأيقونات .  

أعقبت مراسيم التكريس ، فرش المذبح المقدس و التهيئة للأحتفال بالذبيحة الآلهية في أول احتفال ليتورجي على مذبح يسوع الملك و التي رفعت على نية شعب و أبناء الرعية و شكر لله تعالى على نعمته التي رافقت هذه المسيرة على مدى السنتين في خطوة توسعية لتتلائم و تتناسب مع الرعية المباركة و بمجهودات فردية و بروح الفريق و في سخاء كريم و طلب نعمة الرب  تحقيقا للوعد الكتابي : ” ان لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون ”  ، و برعاية الأب الدكتور أوغسطينوس موريس راعي الكنيسة ، و اشراف المهندس نصري نصيف البرادعي فكانت هذه الثمرة الرائعة التي أثلجت صدور الجميع ، ثم في لمسة وفاء و اعتراف بالجميل و الشكر  تفضل غبطة أبينا البطريرك و الأب الراعي بتكريم مديري و مسؤلي مختلف الشركات و الهيئات التي  شاركت و نفذت مختلف الأعمال الانشائية و الكهربائية و التنفيذية و أعمال الرخام و التكيفات و المصاعد و كذلك أعمال النجارة و غيرها …. مع منحهم شهادات التقديرو الهدايا الرمزية . 

ثم رفعت ذبيحة الشكر ” الافخارستيا ” في روح التقوى و الخشوع و الصلاة و ترأسها البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق ، تعلو وجوه الجميع الفرحة و البهجة وسط الألحان الطقسية  و النغمات الشجية . 

من جانبه ذكر غبطته في عظة القداس انه لمن الرائع أن نشترك معا في تدشين  ” مذبح يسوع الملك  ” الذي جاء ثمرة تضحيات الكثير و الكثير من أبناء الكنيسة تقود الجميع نعمة الرب و روحه القدوس ، و أضاف البطريرك اسحق أنه لديه الرغبة القوية أن تقدم الرعية  من أبنائها كهنة لخدمة مذبح الرب و خدمة النفوس و رهبان و راهبات  في خطوة تكريسية فتكون الفرحة الغامرة لنا جميعا و ننشد جميعا تسبحة زكريا الكاهن : ” مبارك الرب آله اسرائيل لأنه افتقدو صنع فداء لشعبه  … ” ( لوقا 1: 68 )  حسب ما سطره لوقا الانجيلي ، و اختتم كلمته بتهنئة الجميع بهذه الاحتفالية الرائعة و المبهجة شاكرا للجميع لأجل تعب المحبة . 

و كان قد شارك و انضم للاحتفالية أصحاب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران ايبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك ، و الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف للأفباط الكاثوليك و المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر . 

تجدر الاشارة الى أنه منذ أكثر من مائة عام أقيمت كنيسة  صغيرة للأقباط الكاثوليك بضاحية الزيتون و تم تكريسها باسم ” العائلة المقدسة “، ثم أعيد بناءها  عام 1923- 1924 في عهد الملك فؤاد الأول ، بعدها صدر القرار الجمهوري عام 1973 بالترخيص باقامة كنيسة العائلة المقدسة بوضعها الحالي ، ثم في عام 1999 أعيد بناء مبنى الخدمات الملحق بالكنيسة و تم افتتاحه في عام 2000  في عهد الطيب الذكر المتنيح البطريرك اسطفانوس الثاني غطاس و برعاية القمص فرنسيس قيصر و خدم بها نحو أكثر من 12 راعي منهم من سبقونا للمجد السماوي و منهم من يواصلون الخدمة و الرسالة بنعمة الرب . 

و كانت  قد أعدت لوحة تذكارية  وضعت على باب  الكنيسة تؤرخ لهذه المناسبة الرائعة ، تفضل غبطة أبينا البطريرك بازاحة الستار عنها كان قد دون عليها : ” ما أحب مساكنك يا ربنا القدير.. تذوب نفسي شوقا الى ديار الرب ” ( مز 84 : 2 ، 3 ) في عهد المستشار / عدلي محمود منصور رئيس الجمهورية تم افتتاح ” المبنى الاداري و كنيسة العائلة المقدسة ” في حبرية الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول و رعاية غبطة البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق ، باشراف الأب الدكتور أوغسطينوس موريس ، و باشراف المهندس نصري نصيف البرادعي ، في 26[كيهك 1730 ( غ ) –  22 ديسمبر 2013 ، كما وزعت على الحضور الكريم ميدالية تذكارية تحمل ” تذكار تدشين مذبح يسوع الملك ” .  

و أسرة الموقع تشارك رعية الزيتون العامرة  راعيا و شعبا فرحتها الغامرة بتدشين مذبح يسوع الملك ، مع كل التمنيات القلبية  بخدمة مثمرة لمجد الرب و خلاص النفوس .