مع رهبانية المير دي ديو واحتفالية النذور الدائمة للأخوات

مع رهبانية المير دي ديو واحتفالية النذور الدائمة للأخوات

ماري كلير نشأت .. ماري برناديت ماهر .. ماري أنطوانيت فلن

كتب : عصام عياد

وسط فرحة غامرة ،بين الأهل والأقارب – الذين حضروا من المنيا وتوابعها البربا وأبو قرقاص البلد ،حيث رعايا الأخوات الناذرات – والأصدقاء والمحبين وأسرة هيئة التدريس والطالبات والخريجات… شهدت مؤخرا رهبانية المير دي ديو احتفالية تكريسية دائمة على خطى الأم المؤسسة ،الأم ماري مارجريت ارسين دي ليزو ،لثلاث من بناتها ..وهن الأخوات / ماري كلير نشأت ناثان ، ماري برناديت ماهر رشدي ، وماري أنطوانيت فلن يوسف متخذات لهن شعار من نشيد مريم العذراء حسب ما دونه معلمنا مار لوقا البشير ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ” ( لوقا 1 / 46 )، في يوم الجمعة الموافق 26 مايو الفائت بالكنيسة الملحقة بمدرستهن بجهة جاردن سيتي بوسط المدينة .

أقيمت الذبيحة الآلهية – حسب الطقس القبطي – وترأسها سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر ،وشاركه في الخدمة نيافة الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك الشرفي ، وسيادة المطران مار كريكور أوغسطينوس كوسا مطران الأرمن الكاثوليك بمصر ،ولفيف من الآباء الكهنة الرعاة من عدة ايبارشيات ،والرهبان ضاقت بهم جنبات الهيكل ، والعديد من الجماعات الرهبانية النسائية ،الى جانب الأخوات راهبات المير دي ديو من مختلف الأديرة بالقاهرة والاسكندرية وأوسيم الجيزة والمنيا وسوهاج ،تتقدمهن الأم ماري جوليت مرشد الرئيسة العامة لراهبات المير دي ديو – التي حضرت خصيصا من فرنسا – محيطين بالأخوات الناذرات ، وقام بالخدمة خورس طلبة المعهد الفرنسيسكاني الشرقي بالعمرانية ،بمصاحبة كورال سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان بوسط المدينة قيادة الأب بطرس دانيال الفرنسيسكاني .

 

قدمت الأخوات الناذرات التزامهن الرهباني الدائم …بعد مسيرة تراكمية من التكوين الكتابي والفلسفي واللاهوتي والانساني ،والخبرات الروحية والرعوية، ما بين القاهرة والاسكندرية وصعيد مصر ولبنان وفرنسا ، حيث جاءت مراسيم النذور بعد العظة حسب الأصول المتبعة ليجيبن نداء الأم الرئيسة ” ها أنا ذا يارب بما أنك ناديتني ” ، مرددن بشكر     كلمات ” نعم نريد بقوة الرب ” من خلال حوار بين الأب الأسقف و الناذرات ، طالبا لهن من الرب أن يسكب عليهن غزير نعمه و بركاته، ليقدمن حياتهن بكل طواعية حبا للرب في طاعة كاملة و عفة دائمة و فقر حقيقي ” ،بعدها تتلى ” طلبة القديسين ” والناذرات مفتراشات الأرض حسب الأصول المتبعة ، ثم البستهن الأخت جولبت ” الخاتم ” رمزا للعهد الأبدي ، بعدها سلمهن الأب الأسقف ” الصليب ” وسط فرحة الجميع ، و هنا استقبلتهن الأخت جوليت و هي تتلو هذه الكلمات… ” أيتها الأخوات لقد التحقتن بصفة دائمة في جمعيتنا ، فليمنحكن الرب روحه القدوس كي تثبتن في محبة يسوع و تعيشن مع اخواتكن الراهبات في شركة و محبة و وئام و تفاهم تام ، و اخيرا لكي يجعلكن تضحين بذواتكن من غير حدود في تربية و تقويم النشىء حسب روح الأب أوليه مؤسس جمعيتنا و معونة أمنا مريم العذراء أم الله … آمين ” ،ثم في مشهد رائع ومؤثر يحيط الأخوات الراهبات أخواتهن الناذرات في احتواء ومحبة عميقة وسط عائلتهن الروحية الجديدة بعدها يتبادل الجميع ” قبلة السلام ” و يستكمل القداس للنهاية .

من جانبه تحدث المطران زكي في عظة القداس ،منطلقا من قراءات القداس … من كتاب ” ارميا النبي ” ( 1 / 4-9 ) ،والانجيل لمعلمنا القديس ” يوحنا البشير ” ( 17 / 11 – 26 ) ،عن اختيار الرب ودعوته ، مشيرا الى أهمية ” المشورات الانجيلية ” في حياة الكنيسة … الفقر ، العفة ، الطاعة كأساس لنمو الدعوة الرهبانية و انطلاقا من نعمة العماد المقدس ، حياة عفة تامة منفتحة في ذات الوقت على محبة الله و الآخرين ، حياة فقر متواضعة على صورة السيد المسيح ” الذي لم يكن له موضع يسند رأسه اليه ” ، حياة طاعة منفتحة كحياة السيد المسيح الذي أطاع آباه السماوي حتى الموت ، و أشار سيادته لأهمية دور العائلة في نمو الدعوة التكريسية و حياة الصلاة و المذبح العائلي، و اختتم كلمته بالاشادة برسالة الاخوات الراهبات من خلال رسالة التعليم و الخدمات الرعوية المتنوعة ، و مهنئا للأخوات الناذرات بالتزامهن التكريسي الدائم و لكل العائلات الذين قدمن بناتهن لخدمة الرسالة .

في ختام الذبيحة الآلهية وجهت الأم ماري جوليت كلمة شكر لكل الحضور الكريم والضيوف وللأهل وبخاصة الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والخورس والكورال ،ولكل من كان له تعب المحبة لتنظيم وترتيب هذه الاحتفالية التكريسية المباركة ،لينطلق موكب الخروج وسط عاصفة من التصفيق والزغاريد بصحبة الترانيم الشجية مع الكورال ، لاستقبال التهاني والتقاط الصور التذكارية .

 

تجدر الاشارة الى أن روحانية رهبانية الميردي ديو ..ترتكز على استقبال ” الكلمة ” لاعلانها للملأ ، و كانت قد تأسست في سنة 1648 على يد الأب جان جاك أوليه في باريس برعية ” سانسلبيس ” لتربية الأطفال و بخاصة الأيتام و المحرومين من عاطفة الوالدين و هادفا الى تربيتهم تربية انسانية و مسيحية حقة فكانت انطلاقة رهبانية ” أم الله ” و اتخاذها الطريق الى الوجود ، و بعد انتهاء الثورة الفرنسية في سنة 1789 حرصت الأم ” دي ليزو ” على العمل على استمرارية الرهبانية ، و الرهبانية منفتحة على كل أشكال الرسالة و التي تتفق و دعوتها و ملبية لنداء المسيح .

تهنئة من القلب للأم جوليت و لجمعية راهبات المير دي ديو و للأخوات الناذرات .. كلير .. برناديت .. أنطوانيت ، بهذه المسيرة التكريسية الدائمة ،لترافقهن نعمة الرب و معونة أمنا مريم العذراء مع كل التمنيات القلبية برسالة مثمرة و خدمة متجددة لمجد الله الأعظم و خدمة النفوس ، و ليرسل الرب دوما فعلة لحصاده .