مقابلة مع أمين السر الخاص للبابا فرنسيس عشية الذكرى السنوية الأولى لبداية حبريته

مقابلة مع أمين السر الخاص للبابا فرنسيس عشية الذكرى السنوية الأولى لبداية حبريته

موقع اذاعة الفاتيكان

قبل أيام معدودة على الذكرى السنوية الأولى لانتخاب الكاردينال الأرجنتيني خورخيه برغوليو على السدة البطرسية خلفا للبابا المستقيل بندكتس السادس عشر في الثالث عشر من آذار مارس من العام المنصرم أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع أمين السر الخاص للحبر الأعظم المطران ألفريد شوارب، والذي عينه مؤخرا البابا فرنسيس في منصب أمين عام لأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان للشؤون الاقتصادية. تطرق سيادته في هذه المقابلة إلى الأحداث الهامة التي سيتذكرها التاريخ انطلاقا من استقالة البابا راتزنغر التي دخلت حيز التنفيذ في الثامن والعشرين من شباط فبراير من العام الماضي ووصولا إلى انتخاب البابا فرنسيس على السدة البطرسية. وعبر سيادته أيضا عن المشاعر التي عاشها عندما اضطر إلى ترك البابا المستقيل بندكتس السادس عشر بعد أن عمل في خدمته طيلة خمس سنوات وأضاف أنه تحدث للبابا راتزنغر وأكد له أن حبريته القصيرة دفعته على توجيه أنظاره إلى الأمور التي في العلى.

وفي رد على سؤال بشأن لقائه الأول مع البابا فرنسيس قال المطران شوارب إن الحبر الأعظم المنتخب حديثا طلب منه أن يساعده وأوكل إليه المهمة التي يقوم بها حاليا. هذا كما أوضح أن عزيمة البابا فرنسيس تركت لديه انطباعا هاما وقال: “إنه رجل يتمتع بعمق روحي”، وأشار سيادته على سبيل المثال إلى الزيارة التي قام بها البابا إلى جزيرة لامبدوزا الصقيلة العام الماضي، وقد اتخذ القرار بنفسه بعد أن اختلى للصلاة في الكابلة، وشاء من خلال هذه المبادرة أن يلتقي المهاجرين المتواجدين في الجزيرة وأن يبكي على الموتى. وتمت هذه الزيارة على الرغم من قلّة الوقت اللازم للإعداد لها. وتابع المطران شوارب مشيرا إلى أنه عندما ينظر إلى البابا فرنسيس يرى فيه رجلا مرسلا، هذا الرجل الذي ينطلق ليعيش بين السكان الأصليين كي يعرّفهم على بشارة الإنجيل وعلى يسوع المسيح. وها هو اليوم كراع لهذا العالم يحث الأشخاص الذين ابتعدوا عن الكنيسة على العودة إلى أحضانها ليجدوا مكانهم فيها مجددا.

هذا ثم لفت سيادته إلى أن البابا فرنسيس يولي اهتماما خاصا بالمرضى لأنه يرى فيهم جسد المسيح المتألم كما أنه ينكب دوما على العمل ولا يضيّع الوقت إطلاقا. وعندما يريد أن يستريح يجلس لتلاوة السبحة الوردية قبل أن يستكمل نشاطاته اليومية. وهو يستقبل دائما شخصا تلو الآخر ويصغي إلى محاوريه باهتمام ويتذكّر كل ما يسمعه ويراه. وعندما يستيقظ في الصباح الباكر يبدأ نهاره بالتأمل، قبل أن يُعد عظة القداس الصباحي الذي يحتفل به في كابلة بيت القديسة مارتا، ثم يتلقى من بعدها الرسائل، يُجري الاتصالات الهاتفية، يحيي الموظفين الذين يلتقي بهم ويسألهم عن عائلاتهم.

وفي معرض الإجابة على سؤال بشأن أجمل اللحظات التي تخللتها السنة الأولى من حبرية البابا فرنسيس ألا وهي اللقاءات التي جمعته بالبابا الفخري بندكتس السادس عشر لفت المطران شوارب إلى أن البابا برغوليو سبق أن صرح في إحدى المقابلات أنه يستشير سلفه باستمرار، ويطلب أن يستمع إلى وجهة نظره، بغية الإفادة من هذا الينبوع  الكبير من الحكمة والخبرة! كما أنه يرى في حضور البابا الفخري راتزنغر هدية لا تُقدر بثمن، كما أن البابا فرنسيس شاء أن يكون سلفه حاضرا في الحدائق الفاتيكانية لدى احتفال تدشين تمثال رئيس الملائكة ميخائيل، وأقنعه أيضا بالمشاركة في الكونسيستوار الذي أعلن خلاله الكرادلة الجدد. وحضور البابا بندكتس السادس عشر هذا ـ قال المطران شوارب ـ يُغني حبرية البابا فرنسيس.