القدّاس القبطي
خاص بموقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي
لا نعرف طقس الكنيسة القبطية القديم فالآباء الإسكندريون وهم أكثر صوفية من الأنطاكيين – لم يتركوا لنا وصفا دقيقا كافيا للمراسيم والاحتفالات الطقسية. ولم يصل إلينا إلا كتاب في خدمة الأسرار أيّ الخولاجي المنسوب إلى سيرابيون أسقف تمويس صديق البطريرك أثناسيوس الرسولي في القرن الرابع. وجزء من خدمة الليتورجية محفوظ في مخطوط يخص دير البليزة بقرب أسيوط. وتمّ تطور الطقس القبطي في إطار تقاليد رهبانية ديرية . ولم يتأثر الفرض الإلهي وحده بالصلوات الرهبانية والنساك الذين بات لهم نفوذ عظيم في مصر بل الذبيحة الإلهية نفسها بما فيها من تلاوات طويلة وقراءات من الكتاب المقدّس .
وبما أن الكنيسة هي أم ومعلّمة ومرشدة لجميع مؤمنيها, بل هي عمود الحق المنتصب في العالم الممتد في التاريخ, حاملاً الحياة لكل ذي جسد, وبما أنها جسد المسيح الذي يبذل ذاته من اجلها فدخلت معه في صلة شكر وتسبيح عارفة أن النصيب الصالح الذي لا ينزع منها هو سجودها عند قدميه رافعة يديها في خشوع وصلاة شاخصة إلى فاديها .
والكنيسة القبطية, كنيسة عريقة, وهي منشأ الحياة الرهبانية الديرية, وهذا النمط من الحياة لعب دورًا كبيرًا في ليتورجية الكنيسة عينها. فالليتورجية, ليست مجرد طقوس وممارسات لها أشكالها ونظامها, بل هي فعل أسراري ينحدر الله إلينا ويجعلنا في حضرته الإلهية.
1- ليتورجية:-
كلمة يونانية معناها الأصلي ﴿عمل الشعب أو خدمة عامة ورسمية أو وظيفة﴾ فكانت هذه الكلمة تستخدم قديمًا علي أي عمل شعبي عام, وليس بالضرورة أن يكون دينيا, ولكن في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس استخدمت الكلمة بمعني ديني كمصطلح يدل علي خدمات الهيكل, ولما كانت خدمة الله العامة خدمة الصلاة والعبادة فقد استعمل المسيحيون هذه الكلمة علي القيام بالعمل الكهنوتي في مجملة, وخصوصًا بعد خراب الهيكل عن يد تيتوس سنة 70 بعد الميلاد، وعزل المسيحيين حيث طردوا من المجامع اليهودية وهربوا من أورشليم، وأقاموا في الجليل، وآسيا الصغرى، واليونان، ومصر, وانحصروا في اجتماعاتهم الخاصة عالمين أنهم شعب الله الجديد الوارث للعهد والعبادة الحقيقية فكان طقس اجتماع المجمع نموذجًا لاجتماعاتهم لذلك مصطلحات وعادات عبادية كثيرة استمرت في عمل الكنيسة, وبذلك دخلت كلمة ليتورجية كمصطلح في طقوس العبادة المسيحية،
وحاليا تنحصر في معنيين هما :-
1- تشمل الخدمات الكنسية التي يشترك فيها الشعب.
2- ترتيب طقسي واضح مثال القداس الإلهي (سر الإفخارستيا), يبدأ برفع البخور العشية والباكر, وينتهي بتوزيع جسد ودم المسيح, وصرف الشعب أيّ صلاة البركة, ثم يقبل الكاهن المذبح من الهيكل وهو يقول المزمور46.
2- الأفخولوجيون :-
هي كلمة يونانية معناها الأصلي الكتاب المقدّس, خولاجي, كتاب الصلوات, ويحوي هذا الكتاب ثلاث قداسات وأول من قام بطبع الأفخولوجيون بالحروف القبطية والعربية في العالم شرقًا وغربًا هو الأنبا روفائيل ميخائيل الزيات طوخي, وطبع بروما سنة 1736, وقام بإعادة طبعه مرة ثانية غبطة أبينا البطريرك كيرلس الثاني مقار في سنة 1899في المطبعة الكاثوليكية المرقسية لمصر, وأول أفخولوجيون طبع بالحروف القبطية والعربية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في سنة 1902، وطبعة القمص الراهب عبد المسيح صليب المسعودى البراموسي, ثم توالت بعده طبعات مختلفة ولكن أقدم أول ترجمة عربية معروفة للقداس القبطي تعود إلى القرن الثاني عشر, وهي محفوظة في مخطوط لندن , المكتبة البريطانية, شرقي 1239, قبطي 788, ملحق18, وأقدم نص مترجم لخدمة الشماس داخل وخارج الهيكل من القرن الرابع عشر, وأول خدمة شماس طبعت باللغة القبطية قام بطبعها الأنبا أغابيوس صليب بشاي فام بروما سنة 1875, ثم أعاد طبعها باللغتين القبطية والعربية غبطة أبينا البطريرك كيرلس الثاني مقار في سنة 1899. فأصبحت مردات الشماس في كتاب الأفخولوجيون وهو يحوى على الثلاثة قدّاسات وهي :-
أ- القداس الباسيلي :-
هذا القداس ينسب للقديس باسيليوس الكبير أسقف كبادوكية (329-379) ويصلي به يوميا وصلواته موجهة لأقنوم الآب أي يبدأ في أوشية الصلح كالآتي :”يا الله العظيم الأبدي …”
ب- القداس الغريغوري :-
هذا القداس ينسب للقديس غريغوريوس النازينزي أسقف القسطنطينية ( 330-390) و دعي “الثاؤلوغوس” أي الناطق بالإلهيات, ويصلي به في ليالي الأعياد السيدية الكبرى وهي البشارة- الميلاد- الغطاس- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة. وصلوات هذا القداس موجهة لأقنوم الابن ,أي يبدأ في أوشية الصلح كالآتي :”أيها الكائن الذي كان الدائم …”
ج- القداس المرقسي :-
ينسب هذا القداس لأبينا الإنجيلي مرقس الرسول كاروز الديار المصرية (21ق.م-68) ثم نسب فيما بعد علي حسب التقليد الكنسي لخليفته القديس كيرلس الإسكندري (340-444) و علي حسب التقليد الكنسي إن هذا القداس هو أقدم القدّاسات في الكنيسة, ويقال إن هذا القداس ظل يسلم شفاهة حتى جاء القدّيس أثناسيوس الرسولي (295-373) البطريرك العشرون في بطاركة الإسكندرية, فدوّن هذا القداس علي الورق البردي عام 330, ومازالت بمكتبة جامعة أكسفورد ببريطانية بعض القصاصات من ورق البردي عليها نص هذا القداس. وعندما اعتلي علي السدة المرقسية القديس كيرلس الإسكندري, عند وفاة عمه البطريرك ثيوفيلس البطريرك الثالث و العشرون من بطاركة كنيسة الإسكندرية أقيم القدّيس كيرلس خليفة له في يوم 17 أكتوبر 412. ففكر في ترتيب هذا القداس وإطالته وأضاف فيه بعض الصلوات والأواشي, ومن ذلك الحين لقب بالقداس الكيرلسي, ويصلي به في أيام الأصوام, وصلواته موجهة لأقنوم الآب, أي تبدأ أوشية الصلح كالآتي :”يا رئيس الحياة وملك الدهور…”.
3- أنواع القداديس في الطقس القبطي :-
أ- قداس تعمير الكأس:
هذا القداس يتلي في حالة إذا تم عرض للكأس عارض أو وجدت الكأس فارغة من الخمر لسبب كسر أو شق أو كان المرفوع بدل الماء خلا أو زيتا أو شيئا من الأدهان فيفرغ ما في الكأس بعد تغطية الجسد ووضعه علي يمين المذبح.
ب- قداس اللّقان:-
هذا القداس الذي يتلي فيه اللّقان وفي الكنيسة القبطية ثلاث لقانات وهم :-
أ- لقان عيد الغطاس.
ب- لقان خميس العهد.
ج- لقان عيد الرسل (5 من شهر أبيب).
4- قدّاس:-
أصلها سرياني قدش, والفعل العربي قدس, ومن السريانية دخلت كلمة قداشاه إلى العربية وصارت قداس والجمع قداديس وقداسات, وربما دخلت الكلمة السريانية قدش إلى اللغة العربية في القرن العاشر عن طريق كتابات السريان المترجمة, ويقسم القداس إلى قسمين رئيسين هما :-
أ-خدمة الكلمة التي تسبقها رتبتا التهيئة والدخول.
ب-خدمة القرابين وهي القداس بالمعني الحصري .
وأطلق علي القداس في الماضي عدة أسماء في القرن الأول كسر الخبز, في القرن الثاني الإفخارستيا, في القرن الثالث القربان المقدس, من القرن الرابع إلى القرن السابع عند اليونانيين مكان اجتماع أيّ المحفل.
5- تقسيم القدّاس القبطي:-
1/1رفع بخور العشية:-
إن صلاة رفع البخور العشية والباكر هي صلوات وتسابيح وتشكرات تقام عشية القدّاس، وفي الصباح استعداد لاستقبال الملك المسيح لذلك فهي تسمي فرش الملك.
1- المزامير.
2- تسبحة العشية.
3- صلاة الشكر.
4- دورة البخور.
5- الأواشي.
6- اللهم ارحمنا .
7- أوشية الإنجيل .
8- قراءة نص الإنجيل.
9- الأواشي الكبار.
10- التحاليل الثلاثة.
2/2 تسبحة نصف الليل:-
1- مزامير نصف الليل .
2- قوموا يا بني النور.
3- الهوسات .
4- مديح الثلاث فتية.
5- مجمع القديسين.
6- الذكصولوجيات.
7- الهوس الرابع.
8- الإبصالية.
9- الثيؤطوكيات.
10- اللبش.
11- الدفنار.
12- المزمور 50.
13- تحليل الكهنة.
3/ 3 رفع بخور باكر:-
وهو مشابه لترتيب رفع بخور عشية مع بعض الاختلافات البسيطة وكانت عادة لدي الآباء الرهبان الديريين أن يضعوا قربان الحمل على المذبح ويجب أن يكون في طبق الحمل الأعداد فردية وهذه ترمز إلى :-
أ- قربانة واحدة تشير إلى تجسد الابن (عب 10/5).
ب- عدد”3″دلالة على الثالوث المقدس.
ج- عدد”5″يشير إلى ذبائح العهد القديم التي كانت خمسة، وهي الغنم، والبقر، والماعز، والحمام، واليمام (لا 1/3, 10 و14,3/12).
د- عدد”7″إشارة إلى هذه الذبائح مضافا إليها العصفوران الخاصان لأجل تطهير الأبرص(لا4/4).
هـ – عدد”9″يرمز للثالوث القدوس رقم 3متكرر ثلاث مرات علاوة علي تكرار كلمة قدوس في لحن الثلاث تقديسات.
4/4 قداس الموعوظين:-
1/4 تهيئة القرابين :
1- التهيئة والدخول .
2- صلاة الاستعداد.
3- غسل اليدين.
4- دورة الحمل.
5- رشم الحمل.
6- صلاة الشكر.
7- صلاة التقدمة.
8- صلاة التحليل.
2/4خدمة الكلمة :-
1-الرسائل و تنقسم إلى:-
أ-البولس أي أل 14رسالة للقديس بولس الرسول .
ب-الكاثوليكون أي الرسائل الجامعة وهي رسالة القديس يعقوب, ورسالتا القديس بطرس الرسول, والثلاث رسائل القديس يوحنا, ورسالة القديس يهوذا.
ج-الإبركسيس أيّ سفر أعمال الرسل.
د-السنكسار أي الكتاب الجامع لكونه جامع لسير القديسين .
2- التقديسات الثلاثة.
3-أوشية الإنجيل.
4- نصيّ المزمور والإنجيل.
5-الأواشي الثلاث الكبار.
6- قانون الإيمان.
5/5 قداس المؤمنين:-
1/5 خدمة القرابين :-
أ- بداية خدمة القرابين
ب- قدوس.
ج- تقديس القرابين .
د- الابتهال إلى الروح القدس.
ه-التذكارات.
و- أوشية المجمع.
ر- صلاة الترحيم.
ح- صلاة البركة.
ط- ختام خدمة القرابين.
2/5 توزيع سر الإفخارستيا:-
أ- مقدمة القسمة.
ب- صلاة القسمة.
ج- الصلاة الربية.
د-الصلاة بعد الأبانا .
ه- صلاة الخضوع قبل التناول.
و- صلاة التحليل للآب.
ر- رفع المقدسات .
ح- الاعتراف المقدس.
ط- صلوات قبل التناول.
ي- مزمور التوزيع (150) .
ك- صلاة الشكر بعد التناول.
3/5 ختام القداس :-
أ- صلوات وابتهالات .
ب- البركة.
جـ- التسريح.
د- توزيع الأولوجية أي خبز البركة.
بنعمة الله
مراسل الموقع بإيبارشة سوهاج
أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح
خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما
stfanos2@yahoo.com
