من الكذب إلى إلإفتراء: تامل الجمعة 14 مارس

من الكذب إلى إلإفتراء: تامل الجمعة 14 مارس

من الكذب إلى إلإفتراء

لذلكَ هُم يكونونَ قُضاتَكُمْ!

تأمل في قراءات الجمعة الموافق الرابع عشر من مارس 2014 والثامن عشر  شهر برمهات1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“فإنْ كُنتُ أنا ببَعلَزَبولَ أُخرِجُ الشَّياطينَ، فأبناؤُكُمْ بمَنْ يُخرِجونَ؟ لذلكَ هُم يكونونَ قُضاتَكُمْ! ولكن إنْ كُنتُ بأصبِعِ اللهِ أُخرِجُ الشَّياطينَ، فقد أقبَلَ علَيكُمْ ملكوتُ اللهِ. حينَما يَحفَظُ القَويُّ دارَهُ مُتَسَلِّحًا،تَكونُ أموالُهُ في أمانٍ. ولكن مَتَى جاءَ مَنْ هو أقوَى مِنهُ فإنَّهُ يَغلِبُهُ، ويَنزِعُ سِلاحَهُ الكامِلَ الذي اتَّكلَ علَيهِ، ويوَزِّعُ غَنائمَهُ. مَنْ ليس مَعي فهو علَيَّ، ومَنْ لا يَجمَعُ مَعي فهو يُفَرِّقُ. مَتَى خرجَ الرّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإنسانِ، يَجتازُ في أماكِنَ ليس فيها ماءٌ يَطلُبُ راحَةً، وإذ لا يَجِدُ يقولُ: أرجِعُ إلَى بَيتي الذي خرجتُ مِنهُ. فيأتي ويَجِدُهُ مَكنوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذهَبُ ويأخُذُ سبعَةَ أرواحٍ أُخَرَ أشَرَّ مِنهُ، فتدخُلُ وتسكُنُ هناكَ، فتصيرُ أواخِرُ ذلكَ الإنسانِ أشَرَّ مِنْ أوائلِهِ!”. ( لوقا 11 : 20 – 28)

نص التأمل

من الكذب إلى إلإفتراء

لاقي يسوع خلال مسيرته على الارض كثيراً من العناء

وقابل إبان حياته الكثير من التعنت والرفض:” رفض الأحباء”

“إلى خاصته جاء وخاصنه لم تقبله”

 كم عاني طويلا من صلف وكبرياء الكتبة والفريسيين

كما قاسى طويلا من رفض الكهنة واللاويين

كم تحمل في صمت إدانتهم وتتبعهم وتربصهم به “ليصطادوه بكلمة من فيه”

كثيرا ما كانت تحاصره نظرات عيونهم وتجرحه شراسة أقوالهم

وكم ادانته أفكارهم وهاجمته عدوانية أحكامهم المسبقة…

كان يقابل كل ذلك بسلام عجيب

ولم يفقد أعصابه يوما لم يتعصب لحظة

لم يرفض أحدا ولم يدن احدا ولم يحكم على أحد

لكن عندما يتعلق الأمر بالهوية والكينونة فهنا ينبري يسوع مدافعا لا عن نفسه

بل عن الكلمة التي يقول لأنها من الله أبيه

وعن المعجزة التي يجترح لأنها من الله أبيه

وعن السلطان الذي اوتي لأنه سلطان ابيه

وعن الخراف التي وضعها الآب بين يده لأنه لن ينتزعها احد منه

وكان اليوم موعدهم مع الدينونة التي ادانوا بها انفسهم

فقد أجرى المسيح معجزة عظيمة رد فيها إلى الإنسان إنسانيته

طرد روح الشر من داخله وأعاد إليه موهبة النطق

باختصار حرره من العبودية ورد إليه كرامته المستباحة

فما كان رد البعض من اليهود سوى أن قالوا هذه الفرية الرهيبة:

“إنه ببعل زابوب رئيس الشياطين يطرد الشياطين”

وبالغ الآخرون “فطلبوا منه آية من السماء ليحرجوه”

وأمام هذا الكذب بل هذا الإفتراء المقيت

الذي يعبر عن نفوس مريضة مغلقة مقيدة بالحقد ملكبلة بعبودية الحرف

ضرب لهم أمثلا باستحالة ما به يتقولون حتى على الشيطان نفسه

وإذا كان ” القدوس ابن الله” حسب قول الملاك في البشارة يلجأ إلى الشيطان

الذي رفضه فحرر امه من دنس الخطيئة الأصلية قبل ان يسكن رحمها البتولي

وهزمه في البرية ودحر تجاربه العتية

وقهره في معجزة اليوم بطرده وتحرير الإنسانية من ربق عبوديته

كيف يلجأ القدوس غلى روح زابوب ” الزبالة والقمامة”

إلجأوا إليها انتم إن أردتم لكن أنا ومن يتبعني منكم براء

ولعل ابنائكم الذين يخرجون الشياطين باسمي….

“راينا أناسا يخرجون الشياطين باسمك فمنعناهم”…

هم يكونون عليكم شهودا بل قضاة بل ديانين

والويل لكم حينئذ من حكمهم الرهيب.

فابسط ما قد يفعلون ان يغسلوا ايديهم من دمكم المسفوك…