موائد تفيض طعامًا وبطونٌ تتضوّر جوعًا!

موائد تفيض طعامًا وبطونٌ تتضوّر جوعًا!

 المونسنيور شوليكات المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة يتحدّث عن مسألة المجاعة في العالم

بقلم ألين كنعان

نيويورك, 14 نوفمبر 2013 (زينيت) – عبّر المونسنيور شوليكات المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن رأيه بأزمة الجوع التي تسود العالم إبّان مشاركته في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة التي تعقدها الأمم المتحدة حول تقدّم قطاع الزراعة والأمن الغذائي والتغذية.

وجاء في حديثه بأنّ الطعام هو من أبسط حقوق الإنسان ومن أهمّ حاجاته من أجل نموّه الفكري والجسدي إنما تبقى المعضلة الكبرى التي لطالما نُشرت عنها التقارير وقامت التصاريح من أجل إيقافها ولكن من دون جدوى. إنّ مأساة الجوع تضرب العالم بالرغم من كلّ الجهود الحثيثة التي قامت بها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أجل تقليص سوء التغذية والفقر في العديد من البلدان.

إنّ الجوع هو كأي شكل من أشكال الفقر ناجمٌ عن الإقصاء البشري ولا يمكن إلغاؤه إلاّ من خلال تشجيع الإنخراط الاجتماعي. فكيف لامرىء أن يشعر بحاجة أخيه إن لم يتعاطف معه ويلحظ حاجاته؟ فكم من مرّة تفيض الموائد من الطعام من جهة وتتضوّر البطون جوعًا من جهة أخرى وفي الوقت نفسه. وكم تحدّث البابا فرنسيس مرات عديدة عن ضرورة الانتباه إلى من يعانون الجوع وسوء التغذية حتى إنه شبّه كلّ مرة يرمى فيها الأكل بسرقة ذلك من مائدة الفقراء مسببين لهم الجوع.

 وفي حين تتبلور التحسينات في مجال إنتاح الطعام يبقى الحل الأنسب تغيير نمط المجتمعات وهيكلها من خلال إظهار المزيد من التضامن مع الفقراء والجياع إذ الجوع هو ليس مسألة حسابية أو تقنية تنتظر حلولاً تكنولوجية بل إنه مشكلة إنسانية تتطلّب حلولاً أساسها الإنسانية المشتركة. من الضروري عدم ربط مسألة توزيع الطعام بالتمييز فغالبًا ما أصبح الأكل سلاحًا من أجل التحكم بالمصالح أو إخضاع الإنسان وهل يجوز ذلك؟ بدلاً من أن يكون أداةً لبناء مجتمعات سليمة ومزدهرة!

في النهاية لن نجد يومًا مقياسًا يناسب الجميع من أجل حلّ مشكلة انعدام الأمن الغذائي والجوع وإنما إذا وضعنا هدفًا واحدًا ومشتركًا لكي ينعم الجميع بالأمن الغذائي سيستحيل عندئذٍ وجود أشخاص يعانون الجوع والفقر في العالم أجمع.