مَنْ مِنكُمْ يُريدُ أنْ يَبنيَ بُرجاً: تأمل في قراءات الأربعاء 9 يوليو 2014 الموافق 15 أبيب 1730

مَنْ مِنكُمْ يُريدُ أنْ يَبنيَ بُرجاً: تأمل في قراءات الأربعاء 9 يوليو 2014 الموافق 15 أبيب 1730

مَنْ مِنكُمْ يُريدُ أنْ يَبنيَ بُرجاً

لا يَجلِسُ أوَّلاً ويَحسِبُ النَّفَقَةَ، هل عِندَهُ ما يَلزَمُ لكَمالِهِ

تأمل في قراءات الأربعاء 9 يوليو 2014 الموافق 15 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

          “وكانَ جُموعٌ كثيرَةٌ سائرينَ معهُ، فالتفَتَ وقالَ لهُمْ: “إنْ كانَ أحَدٌ يأتي إلَيَّ ولا يُبغِضُ أباهُ وأُمَّهُ وامرأتَهُ وأولادَهُ وإخوَتَهُ وأخَواتِهِ، حتَّى نَفسَهُ أيضًا، فلا يَقدِرُ أنْ يكونَ لي تِلميذًا. ومَنْ لا يَحمِلُ صَليبَهُ ويأتي ورائي فلا يَقدِرُ أنْ يكونَ لي تِلميذًا. ومَنْ مِنكُمْ وهو يُريدُ أنْ يَبنيَ بُرجًا لا يَجلِسُ أوَّلاً ويَحسِبُ النَّفَقَةَ، هل عِندَهُ ما يَلزَمُ لكَمالِهِ؟ ِلئلا يَضَعَ الأساسَ ولا يَقدِرَ أنْ يُكَمِّلَ، فيَبتَدِئَ جميعُ النّاظِرينَ يَهزأونَ بهِ، قائلينَ: هذا الإنسانُ ابتَدأَ يَبني ولم يَقدِرْ أنْ يُكَمِّلَ. وأيُّ مَلِكٍ إنْ ذَهَبَ لمُقاتَلَةِ مَلِكٍ آخَرَ في حَربٍ، لا يَجلِسُ أوَّلاً ويتشاوَرُ: هل يستطيعُ أنْ يُلاقيَ بعشَرَةِ آلافٍ الذي يأتي علَيهِ بعِشرينَ ألفًا؟ وإلا فما دامَ ذلكَ بَعيدًا، يُرسِلُ سِفارَةً ويَسألُ ما هو للصُّلحِ. فكذلكَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ لا يترُكُ جميعَ أموالِهِ، لا يَقدِرُ أنْ يكونَ لي تِلميذًا. “المِلحُ جَيِّدٌ. ولكن إذا فسَدَ المِلحُ، فبماذا يُصلَحُ؟ لا يَصلُحُ لأرضٍ ولا لمَزبَلَةٍ، فيَطرَحونَهُ خارِجًا. مَنْ لهُ أُذُنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ”.(لوقا 14 : 25 – 35)

نص التأمل

ومَنْ مِنكُمْ وهو يُريدُ أنْ يَبنيَ بُرجًا لا يَجلِسُ أوَّلاً ويَحسِبُ النَّفَقَةَ، هل عِندَهُ ما يَلزَمُ لإكَمالِهِ،

يضعنا المسيح اليوم امام مسئوليتنا التاريخية عن مصيرنا وخلاص أنفسنا

فهو كبناء حكيم قد وضع الأساس الذي لا يستطيع أحد تجاوزه إذ صار راساً للزاوية

وعليه يستطيع كل مؤمن اليوم أن يشيد برجه،

فمن وضع على هذا الأساس ” الخلاص المجاني”

حجرا حطبا قشاً حجارة كريمة…

فعمل كل واحد سيظهر وسُيمتحن بالنار

ولا تستطيع حينها ان تتهم احداً بالخلل او التقصير والتهاون

فمسئولية بناء برجك تقع كاملة على كاهلك

والرب العارف بالقلوب والكلى سيحاسب حتما كل واحد حسب عمله

وليس على البداية الحماسية المعهودة بل على الحكمة في حساب النفقة

وعلى الجهد والمثابرة يوميا لإستكمال البناء

فإجلس اليوم يا رفيقي وابتعد قليلا لتستطيع النظر والتأمل الدقيق

في تفاصيل برجك الذي قد تعتقده متينا حصينا منيعا

لعله مائل متشقق مفكك محطم الأسوار

لا تجزعن إن رأيت مثل هذا فالفرصة إلى اليوم بين يديك

ولا تظنن أنك بقوتك وحدك تستطيع وتقدر

أُصرخ إليه ليستعدل ما مال عندك

واطلب نجدته لسد ثغراتك

وألح في الإصرار على وجوده معك

وامسك بتلاليبه كي لا يتركك وحدك

فبدونه لا برج ولا بنيان ولا نجاح