نص الحوار مع غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك

نص الحوار مع غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك

ورئيس مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك بمصر

القاهرة في أول يناير 2014

 اجرى الحوار – مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل

توجهت الى المقر البطريركي، حسب الميعاد المسبق، للقيام بأول حوار شامل مع غبطة ابينا البطريرك الانبا ابراهيم إسحق مع موقع كنيسة الاسكندرية، حوار تميز بالبساطة والصراحة والشفافية والوضوح وامتد لما يزيد عن الساعة والنصف. دار الحوار حول موضوعات متعددة من امور رعوية واجتماعية، إلى علاقة كنيسة الاسكندرية بالكرسي الرسولي بالفاتيكان، كما تناولنا العلاقات المسكونية بين الكنيستين القبطية الكاثوليكية وشقيقتها القبطية الارثوذكسية والكنيسة الانجيلية، ثم تناولت مع غبطته اهم المستجدات على الساحة المصرية: “الدستور”، والعلاقة مع الدولة، لاسيما العلاقة مع مؤسسة الرئاسة والحكومة، ورؤية غبطته لمصر بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، واخيرا طموحات غبطته لمصر ولشعب كنيسته.

وإليكم نص الحوار:

– المسؤولية الرعوية والإدارية:

– بعد أسابيع قليلة ستمر سنة على اختياركم بطريركًا للكنيسة القبطية الكاثوليكية: كيف تلخص لنا هذه السنة، لاسيما فيما يتعلق بسفرياتكم للخارج؟

فعلا مر الوقت سريعا. ويمكنني تلخيص هذه الفترة كالآتي: بعد انتخابي بطريركا، سافرت الى ايبارشية المنيا، وبقيت بها حتى قبل احتفال تنصيبي بفترة قصيرة، بعدها سافرت الى الخارج عدة مرات، بداية من روما لحضور قداس تنصيب البابا فرنسيس واجتماع خاص بالهيئات التنموية، ثم كانت هناك جولة طويلة شملت سويسرا وباريس والنمسا والمانيا، والتقيت خلال هذه السفريات بعدد من المسئولين الكنسيين والمدنيين، ودارت اغلب هذه اللقاءات حول شرح الاوضاع في مصر وإعطاء صورة واضحة لحقيقة ما يحدث في وطننا الغالي. وبعد ذلك إلى روما لاجتماع الجمعية العامة لبطاركة الشرق الكاثوليك (plenaria) مع قداسة البابا، وفي ختام الاجتماعات اشتركنا مع  قداسة البابا في قداس ختام سنة الايمان، ثم اخيرًا كان قداس “الشركة الكنسية” بين قداسة البابا فرنسيس وبطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية باشتراك وفد من أباء السينودس والكهنة وعدد كبير من العلمانيين .

– ويا ترى ماذا كانت اهم اولوياتكم خلال هذه السنة؟

لم أكن احمل برنامجا جاهزا لأن اختيار آباء السينودس البطريركي لشخصي، كان مفاجئًا، ولكني أؤمن ان أي تغير يجب ان ينبع من معرفة عميقة ودراسة وحوار، لهذا حاولت ان اجعل اهم أولوياتي، خلال هذه السنة، التعرف على الواقع، بإيجابياته وتحدياته، والتعرف على الاحتياجات الضرورية والهامة، من خلال الحوار المستمر مع الآباء الأساقفة والالتقاء مع إخوتي الكهنة الرعاة في لقاءات شخصية، ومن خلال الزيارات الرعوية التي قمت بها لأغلب كنائس الايبارشية البطريركية تقريبا للوصول الى رؤية واضحة وأكثر واقعية. مع التأكيد بان هذه اللقاءات ستستمر لتشمل بعون الله جميع كنائس ورعاة كافة الإيبارشيات الأخرى، بصحبة الآباء الأساقفة ومن خلال التنسيق معهم. وقد بدأت بالفعل في القيام بترتيب بعض الأمور: كالبدء في تأسيس بعض اللجان الكنسية وتشجيع اللجان القائمة لتطوير نفسها وأدائها. وقد بدأت بعض الترميمات للدار البطريركية انتظاراً للمشروع الكبير وهو بناء المقر البطريركي الجديد الذي سيتم لاحقاً بمعونة الرب.

– وهل هناك أي ترتيبات للاحتفال بالعام الاول لحبريتكم؟

مثل أي كاهن يحتفل بعيد سيامته الكهنوتية، فكل ما اريده هو “ان يصلى شعب الكنيسة من اجلى كي يساعدني الله أن اكون أميناً في مسئوليتي الرعوية”.

– وما هي توجيهاتكم للكهنة الرعاة في الإيبارشية البطريركية؟

ادعو الجميع إلى تجديد حياتهم الروحية وإعادة اكتشاف دعوتهم ورسالتهم، لان هذا سيعود بالخير عليهم وعلى شعبهم وعلى الكنيسة عامة. وقد لمست في لقاءاتي معهم بأنهم يعرفون جيدا مَنْ الذي دعاهم، وهدف خدمتهم وعملهم الرعوي. وكل ما اريد ان اقوله لهم هو: “ألا ينسوا انهم سفراء للمسيح في أي مكان، ككل مسيحي معمد، وبصفة خاصة كخدام لشعب الله، فى كل المجالات خصوصا في عصرنا هذا. وكل هذا يحتاج منا مزيدا من الجهد والثقافة والتعلم والنمو الروحي. فمطلوب منهم ان يحيوا حياة روحية عميقة وثقافة غزيرة ويحاولوا اكتساب الخبرات في كل المجالات والتواصل مع مختلف الاعمار. فنحن بحاجة الى ان يكون الكاهن مثالا وقدوة وأن يعيش البساطة كما يعلم ويتكلم قداسة البابا فرنسيس، ونحن أيضا بحاجة لان يكون للكهنة دور في توصيل محبة الله ورحمته للناس وذلك بقدرته على الاصغاء والاهتمام ورعاية شعبه.

– هل فكر السينودس، لاسيما من خلال “اللجنة الطقسية” في خطة لإعادة تنسيق قراءات القطمارس بحيث تشمل كل الكتاب المقدس وتبتعد عن التكرار المفرط لبعض النصوص والتجاهل لنصوص اخرى؟

التفكير في ذلك موجود من سنوات طويلة ولذا كانت هناك لجنة طقسية قطعت شوطاً طويلًا، وما زالت تواصل العمل من أجل تحقيق هذا الهدف. وبالتأكيد سنواصل العمل في هذا المجال.

 – ماذا عن فريق العمل المعاون لغبطتكم بالبطريركية ؟

أحب وأرحب بالمشاركة والعمل مع الجميع بروح الفريق. هناك السينودس البطريركي على مستوى الكنيسة البطريركية وعلى مستوى الإيبارشية هناك الأسقف المعاون وفريق من الاباء الكهنة الذين يعاونونني، ومنذ فترة قليلة تم تأسيس مجلس شورى للإيبارشية البطريركية لمزيد من الفاعلية.

– على ضوء اختيار السينودس للأنبا بطرس مطرانا للمنيا، ألا توجد نية لانتخاب اسقفا جديدا معاونا؟

كل شىء بأوانه، والموضوع سيطرح نفسه في وقته المناسب. 

– باعتباركم اسقف القاهرة والاسكندرية فما هي رؤيتكم لحركة التنقلات بين الكهنة حسب ما ابتدأه البطريرك الشرفي الكاردينال أنطونيوس نجيب؟

التنقلات وسيلة وليست هدفا وكل الامور ستكون محل دراسة حسب الاحتياجات الرعوية، وكل رعية مختلفة في ظروفها عن غيرها من الرعايا، كما انها تختلف بالإيبارشية البطريركية عن غيرها من الإيبارشيات، حيث لا يخفى على أحد ان عدد الكهنة الايبارشيين قليل إذا ما قورن باحتياجات الإيبارشية، وهناك رعايا ناشئة نتيجة الهجرة الداخلية وانشاء مدن جديدة.

– هل سيسهل الدستور الجديد بناء الكنائس في المدن الجديدة ؟

نصت المادة 235 “على إلزام مجلس النواب في اول انعقاد له بعد إقرار الدستور بإصدار قانون لتنظيم بناء وترميم الكنائس يكفل حرية ممارسة المسيحيين شعائرهم الدينية” وهو ما جاء تعبيرا عن رغبة الجميع في معالجة الضرر الذي تعرضت له الكنائس في مصر، في حرب الدولة على الارهاب والافكار الطائفية، فضلا عن تنظيم بناء دور عبادة اخرى جديدة. على كل حال، من حق المسيحيين كمواطنيين مصريين ان يخصص لهم اراضي لبناء كنائس بالمجتمعات الجديدة. وهو امر سيتحقق عن طريق التنسيق مع المسئولين المختصين في الدولة بهذا الشأن.

– ماذا عن الكهنة الكاثوليك الذين يخدمون بالكرسي الرسولي؟

هناك ثلاث خبرات للكهنة يخدمون بالكرسي الرسولي وهم المنسنيور توما حليم والمنسنيور خالد عياد ، والمنسنيور يوأنس لحظي وهذا غنى وخير للكنيسة القبطية الكاثوليكية حيث يقوم كل منهم بعمله على احسن ما يكون، بما يشرف الكنيسة ويغنيها.

 علاقة كنيسة الاسكندرية والفاتيكان:

– خلال هذه السنة تعددت لقائتكم مع قداسة البابا فرنسيس هل تطلعونا على ما هو جديد في العلاقات بين كنيسة الاسكندرية والفاتيكان؟

 تميزت جميع اللقاءات بالمودة وبالحوار المتبادل، وقد شعرت باهتمام قداسة البابا الشخصي بمسيحي الشرق الأوسط، وبأوضاع أبناء هذه المنطقة من مسيحيين وغير مسيحيين وخاصة في مصر، وقد أكد لي مساندته وصلاته من أجل مصر والشرق الأوسط كي يحل السلام والازدهار في هذه المنطقة الغالية على الكنيسة وعلى العالم.

– هل من إمكانية لزيارة البابا فرنسيس لمصر؟

اعتقد ان الظروف الحالية لا تسمح، حيث ان البابا له صفتين، الاولى هي أنه بابا الكنيسة الكاثوليكية  والثانية انه رئيس دولة الفاتيكان، ولكي تتم الزيارة يلزمها دعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة، لكني وبصفتي الكنسية قد توجهت الى قداسته في كل لقاء بدعوة لزيارة مصر، كما ان قداسة البابا تواضروس الثاني قد وجه له ذات الدعوة اثناء زيارته لحاضرة الفاتيكان، ونأمل ان تتم هذه الزيارة قريبا حيث ان للبابا قبول لدى الشعب المصري بجميع أطيافه وبكافة فئاته.

– وما موقف الفاتيكان من وضع المسيحيين في الشرق الاوسط ومن الكنائس الشرقية بصفة عامة؟

لقد عبر قداسة البابا مرارا عن تقديره للكنائس الشرقية – خاصة القبطية – وقد كنت أول بطريرك شرقي يحتفل مع قداسة البابا بقداس “الشركة الكنسية”. وقد أعرب في عظته عن امتنانه لمصر لأنها حمت العائلة المقدسة حينما هربت إليها من وجه هيرودس. وطلب ان يتضامن الجميع حتى يصلوا الى سلام شامل وعادل. وخلال كلمته، اثناء لقائه مع بطاركة واساقفة الشرق الكاثوليك، وجه قداسة البابا تحية قلبية وأخوية لكل أبناء الشرق، وأشار إلى أن تبادل السلام الذي سيقوم به معهم يعني تقديرا من أسقف روما لهذه الكنائس التي اعترفت باسم المسيح بأمانة ومثالية وحافظت على ايمانها رغم كل ما تواجهه من صعوبات وتحديات، وقال ايضا إنه لن يهدأ باله حتى تُحترم حقوق جميع مؤمني الشرق الاوسط.

علاقة الفاتيكان بالأزهر :

لابد من الاشارة ان العلاقات كانت شبه مقطوعة في آخر عهد قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، لكن مع اختيار البابا فرنسيس بدأت العلاقات تتحسن، وقد استقبل البابا أخيرا فضيلة المفتي ممثلا لشيخ الازهر ضمن الوفد المشارك في اللقاء الدولي من اجل السلام، وجدير بالذكر ان فضيلة المفتي قدم التهاني إلى البابا فرنسيس بمناسبة تنصيبه ونقل إليه تحيات الأمام الأكبر شيخ الازهر، كما أعرب عن امنياته ان يكون عهد البابا فرنسيس عهدا جديدا للحوار بين الجانبين. ومن جانبه أكد البابا للمفتي انه يصلى من أجل مصر ومن أجل شعبها ليعم الاستقرار ويعود الامن والأمان لمصر.

علاقة الكنيسة القبطية الكاثوليكية بالكنائس الاخرى:

– بعد تولى قداسة البابا تواضروس الكرسي المرقسي للأقباط الارثوذكس لاحظنا تقدما في العلاقات بين الكنيستين فهل تطلعنا عن أوجه التقارب والحوار المسكوني بين الكنيستين؟

كانت هناك علاقات بين الكنيستين، ولكن في الواقع منذ تولى قداسة البابا تواضروس تمر علاقاتنا بمرحلة نمو ونضج كبيرة، ويمكننا القول بان العلاقات تحولت من علاقات شبه رسمية ومناسباتية الى علاقات أخوية أكثر دفئا. ولان شعبنا يحب قادته فقد لاحظنا ان هناك حاليا تبادل للزيارات بين الكهنة بحرية وبدون خوف لأي طرف من الطرف الآخر.

ولا يمكننا ان ننسي ان المتنيح قداسة البابا شنودة، والذي لازال يحتل مكاناً مميزا في قلوب الجميع قد مر في السنوات الاخيرة بظروف صحية أثرت على اللقاءات المسكونة بين الكنيستين. اما قداسة البابا تواضروس فهو مفعم بالمحبة وبشخصية روحانية عميقة وبرغبة في خلق جو من الحوار مما يساعد كثيرا على تجديد العلاقات وتوطيدها وتطويرها. فقد كان لحضور قداسته مع وفد من الاساقفة الاحتفال بتجليسي بطريركا أثرا طيبا في نفوس الجميع ولاقى ترحيبا كبيرا وفرحنا جميعا بمشاركته.

وعلى المستوي الشخصي هناك تلاقى كبير بيننا، لكن الظروف التي تمر بها مصر حاليا وضيق الوقت حال دون إقامة لقاءات، إنما المناسبة التي ستجمعنا قريبا، ستكون في 18 فبراير القادم وهي ذكرى تأسيس مجلس كنائس مصر، هذه المناسبة ستكون فرصة للكنائس المشاركة في المجلس للحوار واللقاءات البناءة.

– وماذا عن العلاقة مع الكنيسة الانجيلية بمصر:

شارك رئيس الطائفة الدكتور صفوت البياضي في حفل تجليسي. وقد زارني أيضا للتهنئة القس سامح موريس والقس اندريا زكى، ولم تسمح الظروف إلى الآن لرد الزيارة لكن هناك دائما جسور للتواصل وللعمل المشترك.

– امور سياسية :

– في ضوء المستجدات على الساحة المصرية وإشراك الكنيسة القبطية الكاثوليكية مع بقية الكنائس المصرية بفاعلية في وضع الدستور الجديد للبلاد من خلال وجود الانبا انطونيوس عزيز بلجنة الخمسين، ما هو موقف الكنيسة الكاثوليكية من الدستور؟

اعتقد ان هناك حاليا اهتماما كبيرا من قِبل الدولة بالدور الإيجابي والوطني الذي تقوم به الكنائس في مصر، واهتمام متميز بالكنيسة الكاثوليكية وظهر ذلك جليا في الضيوف الذين جاؤوا للمشاركة في قداس التجليس وفى الأعياد والمناسبات. وقد طُلٍب مني وقت البدء في تأسيس لجنة الخمسين ترشيح مندوب عن الكنيسة الكاثوليكية، وفضلوا ان يكون من الاكليروس، فعيِّنا نيافة الانبا انطونيوس عزيز، لكونه متخصصا في القانون الكنسي. وقد تم أيضاً تكوين لجنه معاونه له من العلمانيين، وكانوا يجتمعون بالدار البطريركية لقراءة المسودات وإعداد الصيغة المناسبة للاقتراحات. ونرى انه بالقراءة المتأنية لمواد الدستور الجديد يتضح أن ما ورد فيه يؤكد على حقوق المواطنين المصريين جميعا، وبشكل خاص المواطنين المسيحيين، وربما لأول مرة في دساتير مصر تكون هناك عدة مواد تعالج أمور وأحوال المواطنين المسيحيين مباشرة وهى المواد 3-50-53-64-74-180-235 و244، هذا بالإضافة الى الديباجة وبعض المواد الاخرى التي لا تشير نصًا الى المسيحيين ولكنهم يستفيدون منها خاصة في مجال الحقوق والحريات العامة. وقد شاركنا ليس فقط نيابة عن الكاثوليك أو المسيحيين، انما عن كل المصريين، فالدستور من أجلنا جميعًا كمواطنين مصريين.

– وماذا عما تم تقديمه من أجل توعيه أفراد شعبنا بمكتسباتهم في الدستور الجديد؟

عقد المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية الذي يديره الأب رفيق جريش ندوة اقيمت بكنيسة القديس كيرلس بمصر الجديدة واقامت لجنة العدالة والسلام ندوة دعى فيها الدكتور كمال الهلباوي والدكتور عبد الغفار شكر ونيافة الانبا انطونيوس عزيز واقيمت بمقر اللجنة بمدرسة العائلة المقدسة، كما اقام نيافة الانبا يوحنا قلته ندوة بكاتدرائية مدينة نصر دعا اليها سيادة المستشارة تهاني الجبالي، واقام نيافة الانبا انطونيوس عزيز عدة ندوات دعا اليها والقى بكنيسة القديس اثناسيوس بالسادس من اكتوبر ندوة اخرى، وادعو بدوري كل فرد ان يقرا الدستور الجديد وان ينزل يوم الاستفتاء لإبداء رأيه كواجب وطني ويدلي بصوته وهذه أول المراحل الفعلية لتنفيذ خارطة الطريق.

– ما طبيعة العلاقات المستجدة بين الكنيسة الكاثوليكية في مصر والدولة والحكومة والانتخابات البرلمانية القادمة على ضوء احداث العنف التي طالت الكثير من الكنائس والمؤسسات الكنسية؟

كما اشرت سابقا هناك تجديد في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة ونتمنى ان تستمر وتتعمق اكثر في المستقبل. اما بالنسبة للكنيسة فيجب التأكيد بوضوح ان دورها هو دور روحي وتعليمي وتكويني وليس دورا سياسيا، فالمنوط به الترشيح هو الاحزاب ودور الكنيسة هو مجرد إرشاد المؤمنين بضرورة القيام بدورهم الوطني والمشاركة الايجابية في الاستفتاء على الدستور وفي انتخابات الرئاسة القادمة والبرلمان الجديد.

– كنيستنا والاعلام :

– لماذا لا يوجد لدينا -بحسب علمي- مكتب إعلامي رغم وجود عدة مواقع مستقلة قبطية كاثوليكية مثل موقع كنيسة الاسكندرية و موقع الكنيسة الكاثوليكية وموقع البطريركية الجديد.. كما يوجد بروفايل للبطريركية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبووك الى جانب موقع كاتدرائية القيامة بالإسكندرية و مجلة الصلاح البطريركية… فماذا تقولون عن هذه المواقع الالكترونية ؟

تعبر كل هذه المواقع عن تطور كبير وهي طرق حديثة للتواصل الاجتماعي وتستفيد منها الكنيسة ايضا. ويوجد حاليا مكتب صحفي للكنيسة الكاثوليكية المنبثق عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك ويترأسه الاب رفيق جريش. وصوت حال البطريركية رسميا هي مجلة الصلاح التي سنعمل جاهدين على تطويرها، لكن موضوع المكتب الاعلامي هو قيد الدراسة.

– هل من جديد عن القناة الفضائية الكاثوليكية التي سبق واعلن عنها سلفكم الكاردينال انطونيوس نجيب ويتولى مسئوليتها الانبا عادل زكى ؟

نعم هناك الجديد وهو ما سيناقشه مجلس البطاركة والاساقفة في اجتماعه القادم وسيتابع أخر المستجدات والترتيبات اللازمة للبث التجريبي للقناة.

– هل تزورون من وقت الى اخر موقع كنيسة الاسكندرية وما هو تقييمكم له لا سيما بعد التجديدات التي طرأت على الموقع وخروجه بثوبه الجديد؟

نعم ازور الموقع كثيرا وهو رائع وغنى بالموضوعات، به أرشيف شيق من الموضوعات الروحية والعلمية والأسرية والتعليمية. كما أن الموقع يتميز بوضع الأخبار الجديد وتحديثها أولا بأول، فكل يوم يكون هناك امور جديدة. وشخصيا انتهز الفرصة لأوجه الشكر إلى مجموعة الجنود المجهولين الذين يبذلون جهدا كبيرا ليخرج الموقع بهذه الصورة المشرفة، وعلى هذه الخدمة الرائعة التي يقومون بها في خدمة الكنيسة وكل زائري الموقع.

– وماذا عن دار القديس بطرس للبرمجة والنشر؟

بالنسبة لدار النشر فهي تقوم بمجهود كبير في نشر الكتب المميزة تحت رعاية نيافة الانبا مكاريوس توفيق. ونرى انه من المناسب التفكير جديا في دعمها اكثر لتصبح دارا متخصصا في نشر الكتب الكاثوليكية القديمة والحديثة. وتحاول البطريركية أن تساندها وتعضدها لتزدهر أكثر.

– واخيرا وليس آخرا ما هي طموحاتكم و تمنياتكم للعام الجديد؟

طموحاتي وبكل بساطة هي طموحات المسيح لكنيسته، فأنا اسعى وأتمنى ان نتطوّر وننمو في الخدمة وفي بناء الاشخاص روحيا وإنسانيا، والاستمرار في الاعمار والاصلاح المادي والمعنوي والتكوين الجيد والمفيد لأطفالنا ولشبابنا ولأسرنا ولكهنتنا ولأساقفتنا. وكلى رغبة في ان يتحقق ذلك وان تقوم الكنيسة بتنسيق الجهود واكتشاف المواهب بها وتنميتها لخدمة جسد المسيح وذلك بمشاركة جميع الرهبانيات كي تستعيد كنيستنا دورها المتميز لنخدم مصر بلدنا الحبيب.

– ونحن على اعتاب سنة جديدة ماذا تقولون لشعبكم من خلال موقعنا؟

كلمتي موجهة لشعب مصر بأكمله: مررنا ومازلنا نمر بمرحلة صعبة نحتاج فيها الى ان نتكاتف من أجل البناء، فكفانا دما ودمارا، لابد ان نتوقف عن التقاتل والصراع بين أبناء الوطن الواحد، لنفكر في الغد الذي تحتاجه مصر من الناحية العلمية والاقتصادية.

وارفع للمصريين جميعا كل الامنيات بسنة سعيدة يظللها سلام الرب ويتحقق فيها كل طموحات الشعب المصري العريق. وأتوجه إلى المسيحيين جميعا، من رؤساء وخدام وشعب، بأخلص التهاني بعيد ميلاد سعيد وبسنة مملؤة بالنعم والبركات، يقودنا فيها روح الله لكي ما نبني معا كل ما يقود شعبنا الى الوحدة والمحبة والعمل المشترك من أجل مجد الله وخيرنا جميعا وخير وأمن بلدنا الحبيب مصر.

 في نهاية الحوار لا يسعنا إلا ان نتقدم لصاحب الغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم بجزيل الشكر على كرم ضيافته واستقباله لنا ونشكره على سعة صدره في الرد على كل الاسئلة بمحبة أبوية طالبين تكرار مثل هذا الحوار حتى نطلع قراء الموقع على كل ما هو جديد في فكر وقلب غبطة البطريرك ليس فقط لشعب رعيته بل لوطنه مصر … وكل عام وغبطتكم بكل خير.