نعم.. تزيد النعم

بقلم: مايكل فيكتور

حث البابا تواضروس الأقباط على التصويت بـ”نعم” للدستور ليس عملًا سياسيًا بل وطنياً فالكنيسة شأنها شأن جميع المشاركين فى لجنة الخمسين .. لجنة الدستور الجديد، دستور مستقبل مصر، و نحن نجد جميع المشاركين فى اعداد الدستور دعوتهم الصريحة و الواضحة للتصويت بنعم، و هنا لا يوجد مقارنة بين موقف البابا و جميع اعضاء المشاركين بلجنة الخمسين ومواقف قيادات التيار الإسلامي أثناء التعديلات على دستور مارس 2011، أو في دستور 2012، فهنا البابا لم يطلق الإستفتاء بـ”غزوة الصناديق”، ولم يدع الرافضين للرحيل عن مصر، و لم يطلب من المصريين التصويت بـ”نعم” مقابل منحهم الزيت والسكر… ولم يجبرهم قداسته على الذهاب للصناديق عبر استخدام العنف، مثلما فعل الشيخ حسين يعقوب.. كلمات البابا تواضروس جاءت بأمثال للعرب و ليس بعبارات و شعارات دينية فقال “ان أمثال العرب قول نعم يزيد النعم، فكلمة نعم تحمل داخلها خيرات كثيرة، وأقول نعم للدستور حيث تعطى بركات ونعم كثيرة في عمل مصر، وتكون هذه الخطوة أساسية للمستقبل”، و نجد فى كلمات البابا تواضروس حبه لمصر و لوطنيته حينما قال:”يجب المشاركة الوطنية في الدستور الذي أعدته مجموعة من رجال مصر الأحباء، ولهم خبرة واسعة، وبعد نقاشات طويلة ومسؤولة عن سلامة الوطن”
فالدعوة جاءت لتؤيد الاستقرار.. جاءت بموقف وطنى و ليس سياسى، فيجد البابا وثيقة الدستور أنها توثق للدولة المدنية و تأتي متسقة لكل من خرجوا في 30 يونيو.. و دعوة قداسته لم تكن موجهة للاقباط و إنما لعموم المصريين حينما قال: “نجد الدستور يتمتع بسمات كثيرة، وأكثرها مساحات الحرية والتوافق التي جعلت لكل فئة من فئات الشعب مكانها وخصوصيتها واحترامها وعملها ودورها في بناء مصر الحديثة”.

الدعوة لجميع الشعب المصرى و نشرها بجريدة الاهرام الجريدة القومية الاولى بمصر خير دليل أنها ليست دعوة خاصة للكنيسة و شعبها برغم انه الدستور الأفضل في تاريخ الأقباط، فهو الدستور الذى جعل مرجعيتهم في الأحوال الشخصية للكنيسة وليس للقضاء المدني، فضلًا عن أن تولي منصب البابا لن يحتاج إلى تصديق من رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى إلزام مجلس الشعب المقبل بإصدار قانون بناء الكنائس وضمان تمثيل للأقباط في البرلمان.

سيدنا ذهبنا اليوم مسلمين و مسيحيين بكل محبة و وطنية و فرح عظيم و قولنا “نعم” و كلنا ايمان ان بمصر تزداد النعم…