نقل جثامين القديس بيو و القديس ليوبولد مانديتش  الى روما

نقل جثامين القديس بيو و القديس ليوبولد مانديتش الى روما

نقلا عن موقع النهار :

نقل جثمان الأب بيو، أحد اكثر القديسين الايطاليين شعبية في أوساط المؤمنين المسيحيين، الاربعاء الى روما، حيث من المقرر أن يسجى في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، في مناسبة “يوبيل الرحمة” الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية هذه السنة.

وانها المرة الأولى التي ينقل صندوق الذخائر الذي يضم جثمان هذا الراهب الكبوشي الايطالي (1887-1968) المعروف بمزاياه في اداء سر الاعتراف ، بوجه مغطى بقناع من مادة السيليكون، تحت حراسة مشددة، الى خارج الدير الذي يسجى فيه عادة في سان جوفاني روتوندو جنوب البلاد.
وتنتشر تماثيل صغيرة وصور له في شكل كبير في المنازل الايطالية وسيارات الاجرة، خصوصا في جنوب البلاد. ومن المتوقع أن يجذب نقل الجثمان الى روما أعدادا كبيرة من الزوار.

وبعد محطتين في كنيستين في العاصمة، يُنقَل الرفات بعد ظهر الجمعة، في تطواف يصل الى كاتدرائية القديس بطرس، بالتزامن مع نقل رفات راهب كبوشي آخر معروف ايضا بمزاياه في سر الاعتراف، هو القديس ليوبولد مانديتش (1866–1942).

وحرص البابا فرنسيس على تسليط الضوء على هذين الكاهنين المعرّفين، خلال هذا اليوبيل الذي اعلنه لدعوة المؤمنين الكاثوليك الى اختبار الرحمة الالهية، من خلال مسيرة توبة تبدأ بسر الاعتراف.

غير أن الأب بيو دا بييتريلشينا المولود باسم فرنشيسكو فورجوني اثار طويلا ريبة في اوساط الكنيسة الكاثوليكية. فهذا الايطالي المولود العام 1887 التحق في عمر الخامسة عشرة برهبنة الكبوشيين، وأُرسل العام 1916 الى دير سان جوفاني روتوندو، حيث بقي حتى وفاته العام 1968.

ومنذ بلوغه الـ31 حتى وفاته، ظهرت عليه، وفقا لتأكيداته، آثار جروح في اليدين والقدمين والصدر شبيهة بالجروح الخمسة للمسيح المصلوب. وحاول الأب بيو اخفاءها عبر وضع قفاز. غير أن الظاهرة اثارت اهتمام صحافيين وأطباء، وخصوصا مؤمنين كثيرين.

وطوال حياته، تكلم الأب بيو على حصول ظواهر خارقة اخرى، بينها محاربته لظهورات الشيطان وشفاؤه مرضى. واثارت تأكيداته شكوكا لدى الكنيسة، مما دفعها الى اجراء تحقيقات عدة، والسعي الى ضبط نشاطاته.

وأكد اطباء واختصاصيون نفسيون ارسلتهم روما صحة اقواله وصدقه، غير أنهم شككوا في مصدر الجروح الظاهرة لديه. وأشار الايطالي سيرجيو لوتساتو في كتاب بعنوان: “الأب بيو الكذبة الكبيرة”، الى ان الراهب كان يبقي جروحه باستخدام الحمض. كذلك اعتبر عالم الوراثة الايطالي جوفاني دي مينو أن الاب بيو كان يعاني نوعا من مرض الهموفيليا.

وبين 1923 و1933، تم عزله داخل الدير بأمر بابوي. ويفيد الاختصاصي بشؤون الفاتيكان اينيازيو اينغارو أن هذا الأخير “اسيء فهمه بعض الشيء، حتى أنه حورب من اشخاص مقربين منه”. ويبدي هذا الصحافي الايطالي الذي ألّف كتابا عن الأب بيو، دهشته بتواضع الاب بيو وروح الطاعة لديه.

العام 1933، سمح للاب بيو مجددا، بأمر من البابا بيوس الحادي عشر، باحياء قداديس علنية. غير أنه اضطر الى الانتظار حتى 1964، قبل سنوات قليلة من وفاته، ليتمكن من ممارسة الخدمة الكهنوتية بالكامل.

وأثار الأب بيو حذرا كبيرا لدى البابوين يوحنا الثالث والعشرين وبولس السادس. غير أنه كان محط اعجاب لدى كارول فويتيلا، البابا يوحنا بولس الثاني لاحقا، الذي كان اعترف امامه عندما كان كاهنا شابا، وأعلن قداسته بسرعة قياسية العام 2002.

كذلك يشجع البابا فرنسيس، المولود لمهاجرين ايطاليين، على تكريم الأب بيو. فعندما كان اسقفا للعاصمة الارجنتينية بوينوس ايرس، شجع على اقامة مجموعات صلاة مخصصة له. وهذا الخيار يكرس مجددا الأهمية التي يوليها خورخي برغوليو لهذا الايمان الشعبي الذي يثير ريبة جزء من الكنيسة. فبالنسبة الى البابا الارجنتيني، يجب عدم حصر الايمان بحلقات ضيقة من المثقفين المحظيين، بل يجب اتاحته لجميع “مصابي الحياة”.