نهاية الزمان وفناء العالم:  تأمل في قراءات الأحد 17 أغسطس 2014 الموافق الرابع والعشرون من مسرى1730

نهاية الزمان وفناء العالم: تأمل في قراءات الأحد 17 أغسطس 2014 الموافق الرابع والعشرون من مسرى1730

نهاية الزمان وفناء العالم

تأمل في قراءات الأحد 17 أغسطس 2014 الموافق الرابع والعشرون من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

علامات نهاية الزمان

1وفيما هو خارِجٌ مِنَ الهيكلِ، قالَ لهُ واحِدٌ مِنْ تلاميذِهِ: “يامُعَلِّمُ، انظُرْ! ما هذِهِ الحِجارَةُ! وهذِهِ الأبنيَةُ!”. 2فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ:”أتَنظُرُ هذِهِ الأبنيَةَ العظيمَةَ؟ لا يُترَكُ حَجَرٌ علَى حَجَرٍ لا يُنقَضُ”. 3وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تُجاهَ الهيكلِ، سألهُ بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ علَى انفِرادٍ: 4″قُلْ لنا مَتَى يكونُ هذا؟ وما هي العَلامَةُ عِندَما يتِمُّ جميعُ هذا؟”. 5فأجابَهُمْ يَسوعُ وابتَدأَ يقولُ: انظُروا! لا يُضِلُّكُمْ أحَدٌ. 6فإنَّ كثيرينَ سيأتونَ باسمي قائلينَ: إنِّي أنا هو! ويُضِلّونَ كثيرينَ. 7فإذا سمِعتُمْ بحُروبٍ وبأخبارِ حُروبٍ فلا ترتاعوا، لأنَّها لابُدَّ أنْ تكونَ، ولكن ليس المُنتَهَى بَعدُ. 8لأنَّهُ تقومُ أُمَّةٌ علَى أُمَّةٍ، ومَملكَةٌ علَى مَملكَةٍ، وتكونُ زَلازِلُ في أماكِنَ، وتكونُ مَجاعاتٌ واضطِراباتٌ. هذِهِ مُبتَدأُ الأوجاعِ. 9فانظُروا إلَى نُفوسِكُمْ. لأنَّهُمْ سيُسَلِّمونَكُمْ إلَى مَجالِسَ، وتُجلَدونَ في مَجامِعَ، وتوقَفونَ أمامَ وُلاةٍ ومُلوكٍ، مِنْ أجلي، شَهادَةً لهُمْ. 10ويَنبَغي أنْ يُكرَزَ أوَّلاً بالإنجيلِ في جميعِ الأُمَمِ. 11فمَتَى ساقوكُمْ ليُسَلِّموكُمْ، فلا تعتَنوا مِنْ قَبلُ بما تتكلَّمونَ ولا تهتَمّوا، بل مَهما أُعطيتُمْ في تِلكَ السّاعَةِ فبذلكَ تكلَّموا. لأنْ لستُمْ أنتُمُ المُتَكلِّمينَ بل الرّوحُ القُدُسُ. 12وسَيُسلِمُ الأخُ أخاهُ إلَى الموتِ، والأبُ ولَدَهُ، ويَقومُ الأولادُ علَى والِديهِمْ ويَقتُلونَهُمْ. 13وتكونونَ مُبغَضينَ مِنَ الجميعِ مِنْ أجلِ اسمي. ولكن الذي يَصبِرُ إلَى المُنتَهَى فهذا يَخلُصُ. 14فمَتَى نَظَرتُمْ “رِجسَةَ الخَرابِ” التي قالَ عنها دانيآلُ النَّبيُّ، قائمَةً حَيثُ لا يَنبَغي-ليَفهَمِ القارِئُ-  فحينَئذٍ ليَهرُبِ الذينَ في اليَهوديَّةِ إلَى الجِبالِ، 15والذي علَى السَّطحِ فلا يَنزِلْ إلَى البَيتِ ولا يَدخُلْ ليأخُذَ مِنْ بَيتِهِ شَيئًا، 16والذي في الحَقلِ فلا يَرجِعْ إلَى الوَراءِ ليأخُذَ ثَوْبَهُ. 17ووَيلٌ للحَبالَى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيّامِ! 18وصَلّوا لكَيْ لا يكونَ هَرَبُكُمْ في شِتاءٍ. 19لأنَّهُ يكونُ في تِلكَ الأيّامِ ضيقٌ لم يَكُنْ مِثلُهُ منذُ ابتِداءِ الخَليقَةِ التي خَلَقَها اللهُ إلَى الآنَ، ولن يكونَ. 20ولو لم يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلكَ الأيّامَ، لم يَخلُصْ جَسَدٌ. ولكن لأجلِ المُختارينَ الذينَ اختارَهُمْ، قَصَّرَ الأيّامَ. 21حينَئذٍ إنْ قالَ لكُمْ أحَدٌ: هوذا المَسيحُ هنا! أو: هوذا هناكَ! فلا تُصَدِّقوا. 22لأنَّهُ سيَقومُ مُسَحاءُ كذَبَةٌ وأنبياءُ كذَبَةٌ، ويُعطونَ آياتٍ وعَجائبَ، لكَيْ يُضِلّوا لو أمكَنَ المُختارينَ أيضًا. 23فانظُروا أنتُمْ. ها أنا قد سبَقتُ وأخبَرتُكُمْ بكُلِّ شَيءٍ.24″وأمّا في تِلكَ الأيّامِ بَعدَ ذلكَ الضِّيقِ، فالشَّمسُ تُظلِمُ، والقَمَرُ لا يُعطي ضَوْءَهُ، 25ونُجومُ السماءِ تتساقَطُ، والقوّاتُ التي في السماواتِ تتزَعزَعُ. 26وحينَئذٍ يُبصِرونَ ابنَ الإنسانِ آتيًا في سحابٍ بقوَّةٍ كثيرَةٍ ومَجدٍ، 27فيُرسِلُ حينَئذٍ مَلائكَتَهُ ويَجمَعُ مُختاريهِ مِنَ الأربَعِ الرِّياحِ، مِنْ أقصاءِ الأرضِ إلَى أقصاءِ السماءِ. 28فمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تعَلَّموا المَثَلَ: مَتَى صارَ غُصنُها رَخصًا وأخرَجَتْ أوراقًا، تعلَمونَ أنَّ الصَّيفَ قريبٌ. 29هكذا أنتُمْ أيضًا، مَتَى رأيتُمْ هذِهِ الأشياءَ صائرَةً، فاعلَموا أنَّهُ قريبٌ علَى الأبوابِ. 30الحَقَّ أقولُ لكُمْ: لا يَمضي هذا الجيلُ حتَّى يكونَ هذا كُلُّهُ. 31السماءُ والأرضُ تزولانِ، ولكن كلامي لا يَزولُ.32″وأمّا ذلكَ اليومُ وتِلكَ السّاعَةُ فلا يَعلَمُ بهِما أحَدٌ، ولا المَلائكَةُ الذينَ في السماءِ، ولا الِابنُ، إلا الآبُ. 33اُنظُروا! اِسهَروا وصَلّوا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يكونُ الوَقتُ. 34كأنَّما إنسانٌ مُسافِرٌ ترَكَ بَيتَهُ، وأعطَى عَبيدَهُ السُّلطانَ، ولكُلِّ واحِدٍ عَمَلهُ، وأوصَى البَوّابَ أنْ يَسهَرَ. 35اسهَروا إذًا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يأتي رَبُّ البَيتِ، أمساءً، أم نِصفَ اللَّيلِ، أم صياحَ الدِّيكِ، أم صباحًا. 36لِئلا يأتيَ بَغتَةً فيَجِدَكُمْ نيامًا! 37وما أقولُهُ لكُمْ أقولُهُ للجميعِ: اسهَروا”.

نص التأمل

تحدثنا قراءات هذا الحد جميعا عن موضوع واحد وهو نهاية الزمان

وليس ذلك من قبيل الصدفة بل من محكم الترتيب، فاليوم يوافق الأحد الأخير من مسرى

ومسرى هو آخر شهور السنة القبطية التي نستخدمها في طقوسنا ولم يبق سوى ايام النسيء

وبالطبع يحتاج المرء في ختام عام وقبل استهلال عام جديد قريبا في عيد النيروز

ان يراجع حساباته ويحاسب ذاته، ماذا كسب وما خسره خلال العام المنصرم

لذا فالقراءة الأولى لهذا الأحد من الرسالة إلى تسالونيكي ( 2:13-3: 4) تحضّهم على السهر والاستعداد

والقراءة الثانية من رسالة يعقوب( 4: 7-17) توضح ان الديان واحد وهو الله

وأننا يجب ان نعمل كل شيء في نور مشيئته ” إن شاء الرب وعشنا”

اما القراءة الثالثة من اعمال الرسل (11: 19-36) فتحكي عن الشدة والاضطهاد

الذي لاقاه المسيحيون الأوائل في أورشليم مما دفعهم للهرب إلى انطاكية في سوريا

– فيما يبدو ليس ما يحدث اليوم بجديد سواء في سوريا أم العراق ام فلسطين-

فالاضطهاد مستمر والغريب انه من خلاله دوما ما تولد الكنيسة وتتجدد

وهكذا في انطاكية دعي المؤمنين ” مسيحيين” لأول مرة وولدت جماعة عظيمة

اما المزمور الثامن والثمانون فيقدم الله كخالق يملك كامل التحكم في جميع خلائقه

” لك السماوات والارض أنت اسست المسكونة وكمالها، انت خلقت الشمال والبحر

فلتعتز يدك ولترتفع يمينك…. بمعنى أن لله كامل السلطان على السماوات والأرض وجميع ما فيها

ونصل إلى النص الإنجيلي من مرقس الرسول (13:3-37) فيحدثنا عن نهاية الزمان

والحديث شيق ولكن ذو شجون…

فهو موضع اهتمام جميع الناس في كل الأديان في كل مكان

وهو مثار اهتمامهم ومصدر شائعات لم تتوقف لعام واحد ووصلت في دقتها إلى تحديد اليوم والساعة

والطريقة والوسيلة وكثيرا ما انتظر الناس وعبثا راحت جميع التوقعات وباءت بالفشل جميع التنبؤات

وليس أبسط من هذا لتبيان مصداقية كلام الرب يسوع في هذا الشأن:” :”انظُروا! لا يُضِلُّكُمْ أحَدٌ”

“وأمّا ذلكَ اليومُ وتِلكَ السّاعَةُ فلا يَعلَمُ بهِما أحَدٌ، ولا المَلائكَةُ الذينَ في السماءِ، ولا الِابنُ، إلا الآبُ”

فكل من يحاول ان يحدد كاذب وتحديده باطل وكل من يحاول ان يؤكد ضال ومضلل ولا يجب اتباعه

لأن علم تلك الساعة ومعرفة ميقاتها لله وحده… فلنتوقف إذن عن السعي في هذا المجال الفاسد

ما يجب ان نتوقف عنده وامامه هو ما طلبه الرب يسوع من الرسل:

أولا: اكتمال الكرازة للعالم أجمع: “ويَنبَغي أنْ يُكرَزَ أوَّلاً بالإنجيلِ في جميعِ الأُمَمِ”

ثانيا إدراك المؤمنين وتركيز انتباههم حول قراءة علامات الأزمنة: “فمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تعَلَّموا المَثَلَ”

ثالثا: الاستعداد المستمر للحظة حضور الرب: “هكذا مَتَى رأيتُمْ هذِهِ الأشياءَ صائرَةً، فاعلَموا أنَّهُ قريبٌ علَى الأبوابِ

رابعا السهر الدائم: دائما حاضرين له وامامه ومن أجله ساهرون ونحوه عيونهم مثبتة استعدادا لاستقباله “نظُروا! اِسهَروا وصَلّوا، لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ مَتَى يكونُ الوَقتُ”…

هكذا تضعنا امنا الكنيسة في وضع تأهب دائم واستعداد مستمر

فمتي ينتهي الزمان اؤكد لكل واحد إني لا أعرف ولا أحد يعرف

لكن اعرف شيئا واحدا أن زماني انا قد اقترب جدا وليس على سوى ان اكون مستعدا

فماذا عن زمان افتقادك أنت؟ أمازلت تظن انه مازال بعيدا بعيدا!!!!