هذه المرأة أمي: تأمل في قراءات الخميس 27 مارس

هذه المرأة أمي: تأمل في قراءات الخميس 27 مارس

هذه المرأة أمي

وكانَتْ مُنحَنيَةً ولم تقدِرْ أنْ تنتَصِبَ البَتَّةَ

ووَضَعَ علَيها يَدَيهِ ففي الحالِ استَقامَتْ ومَجَّدَتِ اللهَ  

تأمل في قراءات الخميس 27 مارس 2014 الموافق الأول من شهر برموده1730

 

نص الإنجيل

“وكانَ يُعَلِّمُ في أحَدِ المجامعِ في السَّبتِ، وإذا امرأةٌ كانَ بها روحُ ضَعفٍ ثَمانيَ عَشرَةَ سنَةً، وكانَتْ مُنحَنيَةً ولم تقدِرْ أنْ تنتَصِبَ البَتَّةَ. فلَمّا رَآها يَسوعُ دَعاها وقالَ لها:”يا امرأةُ، إنَّكِ مَحلولَةٌ مِنْ ضَعفِكِ!”. ووَضَعَ علَيها يَدَيهِ، ففي الحالِ استَقامَتْ ومَجَّدَتِ اللهَ. فأجابَ رَئيسُ المَجمَعِ، وهو مُغتاظٌ لأنَّ يَسوعَ أبرأَ في السَّبتِ، وقالَ للجَمعِ:”هي سِتَّةُ أيّامٍ يَنبَغي فيها العَمَلُ، ففي هذِهِ ائتوا واستَشفوا، وليس في يومِ السَّبتِ!”. فأجابَهُ الرَّبُّ وقالَ:”يا مُرائي! ألا يَحُلُّ كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ في السَّبتِ ثَوْرَهُ أو حِمارَهُ مِنَ المِذوَدِ ويَمضي بهِ ويَسقيهِ؟ وهذِهِ، وهي ابنَةُ إبراهيمَ، قد رَبَطَها الشَّيطانُ ثَمانيَ عَشرَةَ سنَةً، أما كانَ يَنبَغي أنْ تُحَلَّ مِنْ هذا الرِّباطِ في يومِ السَّبتِ؟”. وإذ قالَ هذا أُخجِلَ جميعُ الذينَ كانوا يُعانِدونَهُ، وفَرِحَ كُلُّ الجَمعِ بجميعِ الأعمالِ المَجيدَةِ الكائنَةِ مِنهُ.فقالَ:”ماذا يُشبِهُ ملكوتُ اللهِ؟ وبماذا أُشَبِّهُهُ؟ يُشبِهُ حَبَّةَ خَردَلٍ أخَذَها إنسانٌ وألقاها في بُستانِهِ، فنَمَتْ وصارَتْ شَجَرَةً كبيرَةً، وتآوَتْ طُيورُ السماءِ في أغصانِها”. (لوقا 13: 10-18).

نص التأمل

هذه المرأة أمي

إنها تمثل البشرية المهزومة المقهورة محنية الظهر تحت ثقل أعباء خطاياها وآثامها

حاربها العالم وحاربته ففشلت وسقمت  واستعصى على الدنيا علاجها

وربطها الشيطان فصارت مستعبدة تئن تحت وطأة اوزار العبودية المرة وتتمخض بلا رجاء

ويسأل أحد هل للشيطان سلطان ان يربط؟

والجواب نبعم: نعم كان له هذا السلطان على ممالك الارض كلها  كما قال ليسوع في التجربة الثالثة:

“اعطيك هذه كلها إن خررت لي ساجدًا “

ألم أقل منذ البداية ان هذه المرأة المسكينة هي أمي التي اورثتني للأسف جميع أوزارها

فمازلت أشعر اني عريان واني طريد من لقاءالرب في الفردوس

ألست محني الظهر تحت اثقال وأعباء حياتي اليومية؟

ألست  مستعبدا  لروح الضعف تسيطر علىّ

لكن مجيء المسيح حرر البشرية من هذه العبودية المرّة البغيضة

جاء المسيح فكسر فخ الشيطان وابطل سلطانه الطاغي

عاش المسيح على الأرض يجول وفي جميع جولاته من الجولة الأولى: التجارب في البرية

إلى جولته الأخيرة: عثار الصليب على الجلجثة وإن كنت ابن الله فانزل عن الصليب حتى نؤمن بك

وبموته احيانا وبقيامته إنتصر لنا وحررنا

فصار لنا بعد ان تحررننا أن ننتصر وباسمه نغلب:

لأنه ينتهر بصوته الآمر ” روح الضعف” فيطرده ويهبنا روح القوة

يلمس اجسادنا النجسة فيطهرها ومنحنا جسدا ممجدا كجسده

ويضع يده الطاهرة على ظهورنا المحنية فيعيد إليها انتصابها واستقامتها

وعلى رؤوسنا المطأطأة خجلا فيرفعها عظمة وتألقا كأبناء الآب

بلمسته الإلهية إستعادت البشرية حريتها وصحتها وعافيتها

بموته على الصليب افتداها من ربق الشيطان فصارت كلها له رعية واحدة

وبقيامته كاسراً شوكة الموت منتصرا، رفع رأسها ووهبها القدرة على الإنتصار

في المسيح لم تعد البشرية أمي مستعبدة لأحد وقد حمل الصليب عنها فرفع أوزارها

وها أنا اليوم واقف اتساءل

ألست أنا ايضا ابن لإبراهيم وقد وضع يسوع يده علىّ

رفع عني جميع أثقالي فأراحني وشفاني ؟

“أما كانَ يَنبَغي أنْ تُحَلَّ مِنْ هذا الرِّباطِ في يومِ السَّبتِ”

أما ينبغي أن أُحل من هذه الأربطة على الأقل في أيام الصوم