هل الظلم الإجتماعي يحول دون تقدّم الشباب من الكنيسة؟

هل الظلم الإجتماعي يحول دون تقدّم الشباب من الكنيسة؟

خمسة تحديات يواجهها الشباب فيبتعدون عن الكنيسة…

بقلم ألين كنعان

الولايات المتحدة, 12 يونيو 2014 (زينيت

تحدّث السفير البابوي في الولايات المتحدة رئيس الأساقفة كارلو ماريا فيغانو إلى مجموعة من القادة التربويين الكاثوليك لمناسبة عشائهم السنوي العشرين قائلاً بإنّ عدد الشباب غير المؤمن هو على تزايد لذا من الضروري إيجاد طرائق من أجل جذب إيمانهم وفكرهم بحسب ما نادى البابا فرنسيس أكثر من مرّة وطرح خمسة تحديات تواجه معلمي التعليم الديني داعيًا إلى إيجاد الحلول من أجل مساعدة الشبيبة في تنمية إيمانهم:

1.    التحدي المتمثّل في الانقسام الزائف بين الإيمان والعقل بالأخص الانقسام بين الإيمان والعلم

إنّ العديد من الطلاب يعملون بافتراض أنّ الإيمان والعلم هما متناقضان وبأنّ العلم هو حقيقة والإيمان لا بدّ من أنّه من نسج الخيال. توجد أدّلة كثيرة اليوم من الفيزيائيين وعلماء الأحياء الروّاد في العالم التي تبيّن العكس. وكم من المؤتمرات التي عُقدت تبيّن بأنّ رجال الكنيسة كان لهم مساهمات كبيرة في تقدّم العلوم. من هنا، ضرورة إيجاد موارد تؤكّد للطلاّب علاقة الإيمان بالعلم بطريقة مهمة.

2.    التحدّي المتمثّل في النسبية الأخلاقية بالأخص فقدان الفضيلة والمبادىء ضمن ثقافتنا

منذ أيام القديس أغسطينوس، تؤمّن الكنيسة توليفة رائعة من الفضائل والمبادىء والقانون الطبيعي التي شكّلت الأساس للفرد المعاصر. إنما للأسف مع مرور الوقت، تمّ تجاهل هذه القيم شيئًا فشيئًا وتمّ استبدالها بمنافع مضرّة وبات شبابنا من دون أي أساس للأخلاق.

3.    التحدّي المتمثّل في المعاناة والشرّ

إنّ العديد من شبابنا اليوم يتأثّرون في الألم ليس في حياتهم الخاصة فحسب بل في حياة أصدقائهم والعالم ويسألون أنفسهم دائمًا: “لمَ يسمح إله الخير والمحبة بهذا الألم؟ لمَ خلقنا في عالم غير كامل؟” إنّ الكنيسة قد أجابت على مرّ العصور على هذا النوع من الأسئلة من خلال دمج موضوعات حريّة الإنسان والمحبة. إنها تكشف كيف أنّ المحبة تتطلّب الحرية وكيف تفتح الحرية إمكانية دخول أعمال الشر وقلّة المحبة مستعينةً بتعاليم القديس بولس عن التواضع والفضائل… غالبًا ما يُصدَم أطفالنا من المعاناة لأنهم لا يتوقّعونها وليسوا متحضّرين لإيجاد الخير فيها.

4.    التحدي المتمثّل في ثقافة الموت

 إنّ القديس يوحنا بولس الثاني قد فصّل هذا التحدي في سياق الإجهاض والموت الرحيم وعقوبة الإعدام. لقد أخذ ببساطة مبادىء الكرامة المتأصّلة والحقوق غير القابلة للتصرف ولطالما دافعت الكنيسة عن حقوق الضعفاء والمهمّشين والمنعزلين.

5.    التحدي المتمثّل في الظلم الإجتماعي والعولمة

إنّ القديس أغسطينوس أرسى المبدأ الأساسي للعدالة الإجتماعية في عمله من خلال حرية الإختيار مظهرًا أنّ العدالة هي أعلى من القانون الوضعي. إنّ شبابنا اليوم يواجه زيادة في التفاوت الإقتصادي تدفعهم لخوض النخبوية الثقافية مما يجعلهم غير مبالين بمحنة الفقراء.