هل تعلمون من هي أمي؟

هل تعلمون من هي أمي؟

الأخت سيسيل حجازين- الحصن
هل تعلمون من هي أمي؟ اسمها مريم، سيدة الوردية المقدسة، ابنة الناصرة، عذراء طاهرة، نذرت نفسها عروس الروح القدس، حملت في أحشائها رب الكون، المخلص يسوع المسيح، فادي الجنس البشري. أسرعت لنجدتنا ومعونتنا كما فعلت مع خالتها اليصابات وكما فعلت في عرس قانا الجليل.

مريم أمي الحنون هي التي وقفت بجانب صليب ابنها كما تقف اليوم معنا تتألم لألمنا وتفرح لفرحنا.

مريم أمي هي التي نقلت إلى السماء بنفسها وجسدها الطاهر، تنظر إلينا اليوم من أعالي السماء في يوم عيدها السماوي مع عيد الأم الأرضي تبتسم لنا.

تقول يا ابنتي:
أوصيك بصلاة السبحة الوردية
وأوصيك بقراءة الكتاب المقدس كلمة الحياة وقراءة الكتب الروحية المغذية للروح.
أوصيك أن تستنجدي فيّ، برحمتي ورحمة وحيدي، كلما ضاق بك الحال.
أوصيك أن تكوني ابنة الوردية المخلصة بالمحافظة على قوانين رهبنتك، لأنني بواسطة هذه الرهبنة سأنزع كل بلية وشر من العالم.
أوصيك أن تعلمي الناس قيمة المسامحة والغفران، كما سامح وغفر وحيدي من أعلى الصليب لقاتليه.
أوصيك بعيش وصية المحبة، حتى محبة الأعداء.

لا تخافي ولا تفتر همتك فان دم ابني الوحيد سفك لخلاصك وخلاص العالم، فأنت تتناولينه يوميا من يدي من ينوب عن ابني، فجسد وحيدي ودمه امتزجا بجسدك ودمك… لا تخافي أنا أرعاك وأضللك بحمايتي الوالدية، لا تتواني عن صلاة الوردية فهي كنزك… قولي دائما مع مؤسستك الأم ماري الفونسين “أنا ذبيحة الوردية”.

ما أجمل أن تكوني يا ابنتي ذبيحة الوردية لخلاص العالم وانتزاع الشر منه. كل ما تحتاجينه البيه لك لا تخافي، فالسماء ترعاك وأنا أضللك بحمايتي الوالدية… فأنت ابنتي، ابنة الوردية المقدسة.

كثيرون أهانوني وأهانوا ابني الوحيد، بمختلف أشكال الاهانة، أقول لهم كما قال وحيدي من أعلى الصليب: “اغفر لهم يا أبتي لأنهم لا يدرون ما يفعلون”.

أمي: يكفيني فخرا انك أمي ويكفيني إني أنا ابنة الوردية المقدسة في رهبنة الوردية، هذه الرهبنة الغالية على قلبي هي أمي الأرضية فهذا اليوم عيدها.

ماذا أقدم يا أمي السماوية إلى أمي الأرضية؟ الدعاء؟ العمل؟ المثابرة؟ المثال الحي؟ عيش الإنجيل المقدس؟ خلاص الأنفس؟ عيش قوانين رهبنتي؟ صلاتي الوردية؟ ماذا؟

مهما فعلت فلا أوفي رهبنتي حقها، هي التي صنعتني… هي التي كانت لي باب الوصول إليك… هي التي علمتني وزرعت في قلبي حب الوردية وصلاة الوردية… كم احبك يا أمي، وكم أحب رهبنتي فيك؟

أقدم لك بقية عمري باقة ورد على هيكلك المقدس، أقدم لك أعمالي وتضحياتي وصلاتي وحتى فتوري، ذبيحة حية، على هيكل الفادي، الذي مات لأجلي، لتمتزج مع ذبيحة وحيدك، ولتصعد كالبخور أمام عرشه، فتكون حياتي ورهبنتي الغالية تقدمة مرضية أمام عرش الإله.

لذا يا أمي السماوية أتقدم من عرشك الطاهر وكلي ثقة أن لا تهملي طلبي، بان تجودي على رهبنتي، بدعوات صالحة تقود الأنفس إلى ميناء الخلاص فهذه الرهبنة تخصك، أنت التي طلبت من الأم ماري الفونسين، أن ُتؤسس بمعونة الأب يوسف طنوس، لذا لا تبخلي علينا أمي بنعمك الغزيرة أنت التي قلت: “ستدوم هذه الرهبنة إلى الأبد”.

وأنا أقول، ستدوم رهبنتي الأم إلى الأبد، بمعونة أمي السماوية، مريم سيدة الوردية المقدسة.

أمي مريم، يا ملاكا حارسا لي ولرهبنتي. يا ملاكا حارسا لكل زنابق الوردية في حقل الوردية، عليك السلام اتلوها، ولا أمل من تلاوتها يا طاهرة.

أمي مريم، يا سيدة الوردية المقدسة، أقدم لك كل أخت في رهبنتي الغالية، أقدم لك كل ذرة تعب وقطرة عرق تنهمر من جبينهنّ، أقدم لك تضحياتهنّ، أقدم لك ذويهنّ، صلواتهنّ، صعوباتهنّ.

أقدم لك أمواتهنّ، وأموات رهبنتي الغالية، هؤلاء الراهبات اللواتي سبق وخدمنّ الوردية، بكل حب وإخلاص، سبق وان نشرنّ عطر الوردية في العالم.

أمي، يا شفاء المرضى، لا تنسي مرضانا، لا تنسي بناتك بنات الوردية، اشمليهم بعطفك وحنانك الوالدي. ولا تنسي أمي، من يقُدنّ سفينة الوردية، رؤساءنا الروحيين، الذين يسهرون على راحتنا وتقديسنا، من راهبات وأساقفة وكهنة، قدسيهم واحفظيهم وقودي خطاهم، لما فيه خير النفوس وخلاصهم.

أمي سيدة الوردية المقدسة، أريد أن أصلي اليوم من أجل جميع الكهنة وراهبات الرعايا، والمرشدين الروحيين، أعطهم الصحة والعافية ليقوموا بأعمالهم بنشاط وهمة.

أعطهم من نعمك الغزيرة قوة داخلية لينقلوا إلينا سر الكلمة المتجسدة المقدسة لتنير حياتنا.

أعطهم روح القداسة لنراك فيهم في كل ما يعملون، أعطهم روح القوة ليثابروا على خدمة الرعية بالرغم مما يلقاهم من صعوبات، أعطهم روح الفطنة والحكمة, فيكتشفوا في شعبك المؤمن مختلف العطايا والمواهب, فيدعو الجميع إلى العمل معاً في الكرم الواحد.

أعطهم أمي قلباً يتسع للجميع ويتعاون مع الجميع، ويعمل مع الجميع، وافتحي قلوبنا لمساعدتهم والتعاون معهم. أعطهم أن يسيروا مع أبناء رعيتهم في طريق الملكوت طريق القداسة فنكون وإياهم شهوداً للمسيح في حياتنا ومجتمعنا.

لا تنسي أمي، محسنينا الروحيين والزمنين، أغدقي عليهم غزير نعمك وبركاتك، وارفعي صلواتهم وتضحياتهم، كعطر بخور أمام عرش الإله، فانه لا يعود خائبا أو مرذولا، من التجئ إلى حمايتك الوالدية.

أمي الطاهرة سيدة الوردية، لا تنسي بلادنا، ولا تنسي الأراضي المقدسة، حيث ولد وعاش وحيدك وقدّسها بموته وقيامته، هذه الأيام، أيام مسيرة الزمن لأربعيني، نعيش ونشارك فيها الآم وحيدك الفادي، علنا ُنقدر قيمة هذا الزمن المقدس، فهو زمن توبة وعودة إلى الخالق، زمن تكفير عن الاهانات الجارحة لقلب وحيدك، زمن، يولد به المرء من جديد، ولادة روحية مقدسة ومباركة.

أمي يا سيدة السلام، لا تنسي بان تجودي علينا أمنا بالسلام الدائم، سلام القلوب وسلام البيوت وسلام العالم بأسره خاصة تلك البلاد التي تتوق إليه.

أمي سيدة الوردية، سلام عليك، ارددها ما حييت، ها نحن بناتك، كباقة ورد، تحت قدميك الطاهرتين، نقدم لك في يوم عيدك، حياتنا أعمالنا صلاتنا، صمتنا، تضحياتنا، مرضانا، فاقبليها ولا ترذليها. آمين

أمي يا سيدة الوردية، صلي لأجلنا، نحن الملتجئون إليك

“صلاة تسليم الذات لمريم أمي” من القديس توما اللاهوتي
أيتها البتول مريم، المثلثة الطوبى والكليّة الحلاوة، والممتلئة من المراحم، إنّي أسلّم ذاتي إلى رأفتِكِ مستودعاً نفسي وجسدي، وأفكاري وأعمالي وحياتي وموتي، فأعينيني، يا سيدتي، وقوّيني ضدّ وثبات الشياطين وتجاربهم، وإستمدّي ليَ الحبَّ الحقيقيّ الكامل الذي به أحب من كلّ قلبي أبنك الحبيب يسوع المسيح سيّدي، وبعدَ حبّي لهُ، أحبّكِ أنت يا سلطانتي فوقَ الأشياءِ كلّها، فاجعليني يا أمّي، بشفاعتِكِ الكليّة الإقتدار أن اثبُتَ في هذه المحبة حتى، إذ يفصلُني الموت من هذه الحياة، تقودي أنت نفسي إلى الفردوس السماوي. آمين