وأوصاهُمْ أنْ لا يُظهِروهُ: تأمل في قراءات السبت 19 يوليو 2014 الموافق 25 أبيب 1730

وأوصاهُمْ أنْ لا يُظهِروهُ: تأمل في قراءات السبت 19 يوليو 2014 الموافق 25 أبيب 1730

وأوصاهُمْ أنْ لا يُظهِروهُ

تأمل في قراءات السبت 19 يوليو 2014 الموافق 25 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

ثُمَّ انصَرَفَ مِنْ هناكَ وجاءَ إلَى مَجمَعِهِمْ، 10وإذا إنسانٌ يَدُهُ يابِسَةٌ، فسألوهُ قائلينَ:”هل يَحِلُّ الإبراءُ في السُّبوتِ؟” لكَيْ يَشتَكوا علَيهِ. 11فقالَ لهُمْ:”أيُّ إنسانٍ مِنكُمْ يكونُ لهُ خَروفٌ واحِدٌ، فإنْ سقَطَ هذا في السَّبتِ في حُفرَةٍ، أفَما يُمسِكُهُ ويُقيمُهُ؟ 12فالإنسانُ كمْ هو أفضَلُ مِنَ الخَروفِ! إذًا يَحِلُّ فِعلُ الخَيرِ في السُّبوتِ!”. 13ثُمَّ قالَ للإنسانِ:”مُدَّ يَدَكَ”. فمَدَّها. فعادَتْ صَحيحَةً كالأُخرَى.فلَمّا خرجَ الفَرِّيسيّونَ تشاوَروا علَيهِ لكَيْ يُهلِكوهُ، 15فعَلِمَ يَسوعُ وانصَرَفَ مِنْ هناكَ. وتبِعَتهُ جُموعٌ كثيرَةٌ فشَفاهُمْ جميعًا. 16وأوصاهُمْ أنْ لا يُظهِروهُ، 17لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بإشَعياءَ النَّبيِّ القائلِ: 18″هوذا فتايَ الذي اختَرتُهُ، حَبيبي الذي سُرَّتْ بهِ نَفسي. أضَعُ روحي علَيهِ فيُخبِرُ الأُمَمَ بالحَقِّ. 19لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، ولا يَسمَعُ أحَدٌ في الشَّوارِعِ صوتهُ. 20قَصَبَةً مَرضوضَةً لا يَقصِفُ، وفَتيلَةً مُدَخِّنَةً لا يُطفِئُ، حتَّى يُخرِجَ الحَقَّ إلَى النُّصرَةِ. 21وعلَى اسمِهِ يكونُ رَجاءُ الأُمَمِ”.22حينَئذٍ أُحضِرَ إليهِ مَجنونٌ أعمَى وأخرَسُ فشَفاهُ، حتَّى إنَّ الأعمَى الأخرَسَ تكلَّمَ وأبصَرَ. 23فبُهِتَ كُلُّ الجُموعِ وقالوا:”ألَعَلَّ هذا هو ابنُ داوُدَ؟”.(متى 12 : 9 – 23 )

نص التأمل

تاملنا هذا النص عينه مرات عديدة

وآخرها كان هذاالأسبوع بعنوان “المحرر والمكبل”

لكن يبدو ان الرب يريد ان يحدثنا من خلاله من جديد

فماذا عساه يريد ان يقول لنا؟

توقفت مذهولا مستعجبا أمام آية بدا لي كأني أقرأها للمرة الأولى

وهي: و”وأوصاهُمْ أنْ لا يُظهِروهُ”….

كيف يختبيء يسوع وهو الذي جاء

يحرر االإنسان لمجنون من جنونه ويرد اليه عقله واتزانه

ويفتح عيون العمى فيرون النور بعد طول ظلام

ويعيد النطق إلى فم الإنسانية الأخرس ويطلق لسانا

فيذهل الجموع لدرجة حتَّى إنَّ الأعمَى الأخرَسَ تكلَّمَ وأبصَرَ

لقد حرره يسوع من قيود العمى والتخبط والبكم والصمم

وأخرجه من ظلال الصمت والعجز عن التعبير والتواصل

بالاختصار لقد بدأيسوع معركة التحرير العظمى ليرد للإنسان إنسانيته السليبة:

تحرير الإنسان من قيود الشريعة

تحرير الإنسان من عبودية المرض والسقم والعجز

تحرير الإنسان من عبودية الشيطان

تحرير الإنسان من عبودية الموت

يسوع يجول يحرر ويشفي

يعلم الإنسان ان يخرج عن فكر قلبه ويفكر بقلب الله الآب

ويحول يبوسة الايدي إلى حياة وحركة

يشفي امراض الجموع الكثيرة كل من تبعوه شفاهم جميعاً

ومع ذلك وبرغم ذلك كله يظل مطاردا مرفوضا من خاصته

لدرجة تدفعه أن يطلب ممن تبعوه أن لا يظهروه

والسؤال الملح إلى اليوم: كيف يجول الباطل في الشوارع ويصرخ في الميادين

بينما يتوارى الحق في الظل ويتخفى خوفا من أن ينظر

أليس يسوع هذا هو المحرر لماذا لا يستخدم القوة؟

والإجابة نعم لقد استخدم قوته  وقوته قوة الحب المحررة

وهي كامنة في الحب لا في العنف

في السلام لا في الحرب

          في اقتحام القلوب لا في اقتحام الحصون

في رفع راية السلام لا رايات الحرب

اليس هو من يقول عنه اشعياء النبي: هوذا فتايَ الذي اختَرتُهُ،

حَبيبي الذي سُرَّتْ بهِ نَفسي. أضَعُ روحي علَيهِ فيُخبِرُ الأُمَمَ بالحَقِّ.

لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، ولا يَسمَعُ أحَدٌ في الشَّوارِعِ صوتهُ.

قَصَبَةً مَرضوضَةً لا يَقصِفُ، وفَتيلَةً مُدَخِّنَةً لا يُطفِئُ،

حتَّى يُخرِجَ الحَقَّ إلَى النُّصرَةِ.

وعلَى اسمِهِ يكونُ رَجاءُ الأُمَمِ”

هذا هو مسيحنا وهو ربنا وإلهنا

معلمنا وقدوتنا وقائد مسيرة انتصارنا

على انفسنا اولا ثم على العالمين.