” ودَعا الذينَ أرادَهُمْ فذَهَبوا إليهِ “: تأمل في قراءات السبت 12  يوليو 2014 الموافق 18 أبيب 1730

” ودَعا الذينَ أرادَهُمْ فذَهَبوا إليهِ “: تأمل في قراءات السبت 12 يوليو 2014 الموافق 18 أبيب 1730

” ودَعا الذينَ أرادَهُمْ فذَهَبوا إليهِ “

تأمل في قراءات السبت 12  يوليو 2014 الموافق 18 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

السنكسار

استشهاد القديس يعقوب الرسول

في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الرسول ابن حلفا . وذلك انه بعدما نادي بالبشري في بلاد كثيرة عاد إلى أورشليم ، ودخل هيكل اليهود ، وكرز بالإنجيل جهارا ، وبالإيمان بالسيد المسيح وقيامة الأموات . فاختطفه اليهود وأتوا به إلى اكلوديوس نائب ملك رومية وقالوا له إن هذا يبشر بملك أخر غير قيصر ، فأمر إن يرجم بالحجارة فرجموه حتى تنيح بسلام فاخذ قوم من المؤمنين جسده ودفنوه بجانب الهيكل. صلاته تكون معنا آمين

نص الإنجيل

“فانصَرَفَ يَسوعُ مع تلاميذِهِ إلَى البحرِ، وتبِعَهُ جَمعٌ كثيرٌ مِنَ الجليلِ ومِنَ اليَهوديَّةِ ومِنْ أورُشَليمَ ومِنْ أدوميَّةَ ومِنْ عَبرِ الأُردُنِّ. والذينَ حَوْلَ صورَ وصَيداءَ، جَمعٌ كثيرٌ، إذ سمِعوا كمْ صَنَعَ أتَوْا إليهِ. فقالَ لتلاميذِهِ أنْ تُلازِمَهُ سفينَةٌ صَغيرَةٌ لسَبَبِ الجَمعِ، كيْ لا يَزحَموهُ، لأنَّهُ كانَ قد شَفَى كثيرينَ، حتَّى وقَعَ علَيهِ ليَلمِسَهُ كُلُّ مَنْ فيهِ داءٌ. والأرواحُ النَّجِسَةُ حينَما نَظَرَتهُ خَرَّتْ لهُ وصَرَخَتْ قائلَةً:”إنَّكَ أنتَ ابنُ اللهِ!”. وأوصاهُمْ كثيرًا أنْ لا يُظهِروهُ.ثُمَّ صَعِدَ إلَى الجَبَلِ ودَعا الذينَ أرادَهُمْ فذَهَبوا إليهِ. وأقامَ اثنَيْ عشَرَ ليكونوا معهُ، وليُرسِلهُمْ ليَكرِزوا، ويكونَ لهُمْ سُلطانٌ علَى شِفاءِ الأمراضِ وإخراجِ الشَّياطينِ. وجَعَلَ لسِمعانَ اسمَ بُطرُسَ. ويعقوبَ بنَ زَبدي ويوحَنا أخا يعقوبَ، وجَعَلَ لهُما اسمَ بوانَرجِسَ أيِ ابنَيِ الرَّعدِ. وأندَراوُسَ، وفيلُبُّسَ، وبَرثولَماوُسَ، ومَتَّى، وتوما، ويعقوبَ بنَ حَلفَى، وتدّاوُسَ، وسِمعانَ القانَويَّ، ويَهوذا الإسخَريوطيَّ الذي أسلَمَهُ. ثُمَّ أتَوْا إلَى بَيتٍ. فاجتَمَعَ أيضًا جَمعٌ حتَّى لم يَقدِروا ولا علَى أكلِ خُبزٍ. ولَمّا سمِعَ أقرِباؤُهُ خرجوا ليُمسِكوهُ، لأنَّهُمْ قالوا:”إنَّهُ مُختَلٌّ!”. (مرقس 3 : 7 – 21)

نص التأمل

الرب يدعو التلاميذ الإثنى عشر

وهو كموسى الجديد يختار إثنى عشر شخصا

ممثلين لقبائل اسرائيل الإثنى عشر أي لشعب الله

وكما اقام موسى الأسباط بخيامهم حول خيمة الشريعة واصطفوا امام جبل الله،

كذلك يقيم المسيح اليوم تلاميذه على الكنيسة أمناء ورؤساءيصطفون امام مذبحه المقدس

ويرفعون عن أنفسهم وعن الشعب ذبيحة واحدة مجيدة ومقدسه ومقبولة إلى الأبد….

ولقد سبق وتأملنا الدور المهيب الهائل الذي قام به هؤلاء الرسل العظماء

ببساطة وروح خدمة وتواضع وأمانة ورضى بالشهادة إلى الإستشهاد

واليوم اذ يحتفل الاقباط بعيد الرسل ونحتفل نحن بعيد احدهم وهو يعقوب الرسول

تقدم لنا الكنيسة نص إختيار ارسل ودعوتهم

وإذ اتصور نفسي واقفا مع الجموع تحت الجبل حيث صعد بسوع

وانا مصغ إليه بكل كياني وعيناي مرتبطتين بشفتيه

أسمعه يدعو اسماء، هو يعرفها جيدا لكني لا أعرف الكثير منهم

وأشاهد هؤلاء يطفرون نحوه ويصعدون الجبل فرحين ….

للحظة أتمنى ان يدعو إسمي حتى اكون معهم وأتبعه

لكني سرعان ما اتذكر جدول مشاغلي اليومية الرهيبة

وحجم المسئؤليات والمهام الملقاة على عاتقي

فأكاد اكون مسرورا أنه لم يذكر اليوم إسمى….

لكن تظل في قلبي غصة وفي النفس حسرة

ليته كان دعاني، ليتني كنت منهم، ليتني صعدت معهم إلى الجبل

ليته نظر الى وذكر إسمى… وقتها كنت بلا شك سأتبعه ….

انتهى المشهد الرهيب وانتهى حديث يسوع الجميل

وانصرف الجميع وعدت أدراجي تراودني الأفكار وتتجاذبني المشاعر

لكني في قلبي مازلت افكر في هؤلاء ماذا عساهم يفعلون الآن  معه

وإذا بيد حانية تربت على كتفي وصوت حنون ينطلق فيملأ أنحاء كياني

إذا اردت ان تتبعه وأن تصير واحدا من تلاميذه

وان ابتغيت أن تصعد معه لا إلى الجبل فقط بل إلى السماء أيضا

فالباب مازال مفتوحاولن يغلق ابدا والطريق اليه ممهد

وصوته مازال يتردد مجلجلا يدعوك باسمك : تعال اتبعني

فلا تحزن ولا تأسى انك لم تك حاضرا حينها فأنت منذ البدء حاضرٌ في ذهنه

ولا تتحسر على عدم مشاركتك الجموع والتلاميذ الحديث، فالكلام كان موجها اليك شخصيا

ولا تتحجج أنك لم تسمع اسمك وبالتالي ا لا تستطيع الصعود معه غلى الجبل

 بل إنه باسمك قد دعاك فهلم نحوه