ونحن كُنّا نَرجو …  :  تأمل يوم الإثنين شم النسيم الموافق 21 ابريل 2014 الموافق26 برمودة 1730

ونحن كُنّا نَرجو … : تأمل يوم الإثنين شم النسيم الموافق 21 ابريل 2014 الموافق26 برمودة 1730

ونحن كُنّا نَرجوا…

ونَحنُ كُنّا نَرجو أنَّهُ هو المُزمِعُ أنْ يَفديَ إسرائيلَ

تأمل يوم الإثنين شم النسيم الموافق 21 ابريل 2014 الموافق26 برمودة 1730

الأب/بولس جرس

نص الإنجيل

في الطريق إلى عمواس

“وإذا اثنانِ مِنهُمْ كانا مُنطَلِقَينِ في ذلكَ اليومِ إلَى قريةٍ بَعيدَةٍ عن أورُشَليمَ سِتِّينَ غَلوَةً، اسمُها “عِمواسُ”. وكانا يتكلَّمانِ بَعضُهُما مع بَعضٍ عن جميعِ هذِهِ الحَوادِثِ. وفيما هُما يتكلَّمانِ ويتحاوَرانِ، اقتَرَبَ إليهِما يَسوعُ نَفسُهُ وكانَ يَمشي معهُما. ولكن أُمسِكَتْ أعيُنُهُما عن مَعرِفَتِهِ. فقالَ لهُما:”ما هذا الكلامُ الذي تتطارَحانِ بهِ وأنتُما ماشيانِ عابِسَينِ؟”.فأجابَ أحَدُهُما، الذي اسمُهُ كِليوباسُ وقالَ لهُ:”هل أنتَ مُتَغَرِّبٌ وحدَكَ في أورُشَليمَ ولم تعلَمِ الأُمورَ التي حَدَثَتْ فيها في هذِهِ الأيّامِ؟”. فقالَ لهُما:”وما هي؟”. فقالا:”المُختَصَّةُ بيَسوعَ النّاصِريِّ، الذي كانَ إنسانًا نَبيًّا مُقتَدِرًا في الفِعلِ والقَوْلِ أمامَ اللهِ وجميعِ الشَّعبِ. كيفَ أسلَمَهُ رؤَساءُ الكهنةِ وحُكّامُنا لقَضاءِ الموتِ وصَلَبوهُ. ونَحنُ كُنّا نَرجو أنَّهُ هو المُزمِعُ أنْ يَفديَ إسرائيلَ. ولكن، مع هذا كُلِّهِ، اليومَ لهُ ثَلاثَةُ أيّامٍ منذُ حَدَثَ ذلكَ. بل بَعضُ النِّساءِ مِنّا حَيَّرنَنا إذ كُنَّ باكِرًا عِندَ القَبرِ، ولَمّا لم يَجِدنَ جَسَدَهُ أتينَ قائلاتٍ: إنَّهُنَّ رأينَ مَنظَرَ مَلائكَةٍ قالوا إنَّهُ حَيٌّ. ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الذينَ معنا إلَى القَبرِ، فوَجَدوا هكذا كما قالَتْ أيضًا النِّساءُ، وأمّا هو فلم يَرَوْهُ”. فقالَ لهُما:”أيُّها الغَبيّانِ والبَطيئا القُلوبِ في الإيمانِ بجميعِ ما تكلَّمَ بهِ الأنبياءُ! أما كانَ يَنبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ بهذا ويَدخُلُ إلَى مَجدِهِ؟”. ثُمَّ ابتَدأَ مِنْ موسَى ومِنْ جميعِ الأنبياءِ يُفَسِّرُ لهُما الأُمورَ المُختَصَّةَ بهِ في جميعِ الكُتُبِ.

ثُمَّ اقتَرَبوا إلَى القريةِ التي كانا مُنطَلِقَينِ إليها، وهو تظاهَرَ كأنَّهُ مُنطَلِقٌ إلَى مَكانٍ أبعَدَ. فألزَماهُ قائلَينِ:”امكُثْ معنا، لأنَّهُ نَحوُ المساءِ وقد مالَ النَّهارُ”. فدَخَلَ ليَمكُثَ معهُما. فلَمّا اتَّكأَ معهُما، أخَذَ خُبزًا وبارَكَ وكسَّرَ وناوَلهُما، فانفَتَحَتْ أعيُنُهُما وعَرَفاهُ ثُمَّ اختَفَى عنهُما، فقالَ بَعضُهُما لبَعضٍ:”ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا فينا إذ كانَ يُكلِّمُنا في الطريقِ ويوضِحُ لنا الكُتُبَ؟”. فقاما في تِلكَ السّاعَةِ ورَجَعا إلَى أورُشَليمَ، ووَجَدا الأحَدَ عشَرَ مُجتَمِعينَ، هُم والذينَ معهُمْ وهُمْ يقولونَ:”إنَّ الرَّبَّ قامَ بالحَقيقَةِ وظَهَرَ لسِمعانَ!”. وأمّا هُما فكانا يُخبِرانِ بما حَدَثَ في الطريقِ، وكيفَ عَرَفاهُ عِندَ كسرِ الخُبزِ.(لوقا24 :13 -35 ).”

نص التأمل

خمس نقاط للتامل في موضوع القيامة من هذا النص الإنجيلي سنتناولها على التوالي:

1-   كُنّا نَرجو: ونَحنُ كُنّا نَرجو أنَّهُ هو المُزمِعُ أنْ يَفديَ إسرائيلَ

2-   أما كان ينبغي: أما كانَ يَنبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ بهذا ويَدخُلُ إلَى مَجدِهِ؟

3-   إبق معنا يارب: امكُثْ معنا، لأنَّهُ نَحوُ المساءِ وقد مالَ النَّهارُ

4-   فانفَتَحَتْ أعيُنُهُما وعَرَفاهُ:  أخَذَ خُبزًا وبارَكَ وكسَّرَ وناوَلهُما، فانفَتَحَتْ أعيُنُهُما وعَرَفاهُ

5-   :”ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا فينا إذ كانَ يُكلِّمُنا في الطريقِ ويوضِحُ لنا الكُتُبَ؟”.

1 -كُنّا نَرجوا

 ونَحنُ كُنّا نَرجو أنَّهُ هو المُزمِعُ أنْ يَفديَ إسرائيلَ

كنا نرجو تعبير عن فقدان الرجاء

طالما لمستني هذه العبارة الرقيقة القصيرة المختصرة

كتعبيير عن حال التلاميذ والمؤمنين بيسوع بعد صدمة الصليب.

نحن اليوم إذاء تلميذين لا يذكر النص إسميهما لكنهما جدّ معروفين

هما من الخاصة القريبة من يسوع ومن الإثنى عشر تلميذا

حيث قاما متوجهين إلى أورشليم ومنها مباشرة إلى حيث يجتمع التلاميذ الإثنى عشر ومريم…

الموضوع لافت للنظر لأنه بقدر ما هو قريب من حدث الصلب بقدر ما يتجاهل حدث القيامة…

فبينما يبدو حدث الصلب محوريا جاسما على المشهد

حتى ليستنكرا على الضيف المجهول جهله به وعدم علمه بمحتواه.

بينما يبدو هذا الحدث قابضا على القلوب لدرجة الإختناق

بينما يبدو الصليب جاسما على النفوس والعقول وعلى العيون

بينما  يسيطر على النفس لدرجة اليأس الكامل وقرار بالعودة من حيث بدأنا

بينما يهيمن الحزن واليأس والألم على حروف هذه العبارة القصيرة ” كنّا نامل”

بينما تضيع معه أمال لا تلميذين فحسب بل جيل بل أجيال من شعب الله المختار

ونَحنُ كُنّا نَرجو أنَّهُ هو المُزمِعُ أنْ يَفديَ إسرائيلَ.

وتتحطم معه كل طموحات اسرائيل وشعب الله في كل مكان في الفداء والخلاص

يكاد حدث القيامة يتوارى حيث تقتصر إشارة التلميذين المحبطين اليائسين البائسين

على مجرد  الإشارة له كنوع من الحيرة او  الحلم او الرؤي او أحاديث النساء:

“ولكن، مع هذا كُلِّهِ، اليومَ لهُ ثَلاثَةُ أيّامٍ منذُ حَدَثَ ذلكَ.

بل بَعضُ النِّساءِ مِنّا حَيَّرنَنا إذ كُنَّ باكِرًا عِندَ القَبرِ،

ولَمّا لم يَجِدنَ جَسَدَهُ أتينَ قائلاتٍ: إنَّهُنَّ رأينَ مَنظَرَ مَلائكَةٍ قالوا إنَّهُ حَيٌّ.

 ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الذينَ معنا إلَى القَبرِ، فوَجَدوا هكذا كما قالَتْ أيضًا النِّساءُ،

كأن الواقع هو الصلب والهزيمة والموت والحزن واليأس

بينما القيامة هي نوع من الرؤي او الحلم او الأحاديث المتداولة

أو حتى الألغاز المجهولة الإجابة

لكن الواقع أنهما والرسل والنساء والتلاميذ الذين ذهبوا إلى القبر

“وأمّا هو فلم يَرَوْهُ”…

ليس هناك سوى الفراغ:

                 فراغ الهزيمة البشعة

                فراغ صليب العار

                فراغ القبر الفارغ

               فراغ النفوس من الرجاء

                فراغ الحياة من الفرح

فهل سيستمر الحال على ما هو عليه؟

بالتأكيد لن يقبل المسيح بذلك، وهذا ما سنراه في  التامل اللاحق