وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ: تأمل في قراءات الأربعاء  28 مايو 2014 الموافق 3 من بؤونه 1730

وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ: تأمل في قراءات الأربعاء 28 مايو 2014 الموافق 3 من بؤونه 1730

وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ

تأمل في قراءات الأربعاء  28 مايو 2014 الموافق 3 من بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“تكلَّمَ يَسوعُ بهذا ورَفَعَ عَينَيهِ نَحوَ السماءِ وقالَ:”أيُّها الآبُ، قد أتتِ السّاعَةُ. مَجِّدِ ابنَكَ ليُمَجِّدَكَ ابنُكَ أيضًا، إذ أعطَيتَهُ سُلطانًا علَى كُلِّ جَسَدٍ ليُعطيَ حياةً أبديَّةً لكُلِّ مَنْ أعطَيتَهُ. وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ: أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلَهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ ويَسوعَ المَسيحَ الذي أرسَلتهُ. أنا مَجَّدتُكَ علَى الأرضِ. العَمَلَ الذي أعطَيتَني لأعمَلَ قد أكمَلتُهُ. والآنَ مَجِّدني أنتَ أيُّها الآبُ عِندَ ذاتِكَ بالمَجدِ الذي كانَ لي عِندَكَ قَبلَ كونِ العالَمِ.”أنا أظهَرتُ اسمَكَ للنّاسِ الذينَ أعطَيتَني مِنَ العالَمِ. كانوا لكَ وأعطَيتَهُمْ لي، وقد حَفِظوا كلامَكَ. والآنَ عَلِموا أنَّ كُلَّ ما أعطَيتَني هو مِنْ عِندِكَ، لأنَّ الكلامَ الذي أعطَيتَني قد أعطَيتُهُمْ، وهُم قَبِلوا وعَلِموا يَقينًا أنِّي خرجتُ مِنْ عِندِكَ، وآمَنوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتني. مِنْ أجلِهِمْ أنا أسألُ. لستُ أسألُ مِنْ أجلِ العالَمِ، بل مِنْ أجلِ الذينَ أعطَيتَني لأنَّهُمْ لكَ. ( يوحنا 17 : 1- 9)

نص التأمل

وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ

بهذه البساطة اللامتناهية يقدم الرب يسوع هذه النقطة المحورية

نعم كان البحث عن سر الحياة والخلود حلم الإنسان ومصدر وحيه منذ البدء

بحث البشر عن سر الحياة وابغضوا الموت وهابوه وحاولوا الفرار منه بكل السبل

ولعل اجدادنا الفراعنة كانوا البرز في مجال البحث عن الحياة الأبدية

فاساطير الخلود والآلهة الخالدات والبعث والقيامة والحساب….

كلها عناصر تمثل جعد الإنسانية في البحث عن الحياة الأبدية

وهكذا تبعتنا الشعوب بكل ألوانها وأجناسها ودياناتها واساطيرها

وليس أبعدهم ذاك الشاب الغني الذي وقف امام يسوع يعبر عن وجله وحيرته

فبالرغم من الوحي الموسوي والشريعة والناموس والوصايا، ظل الإنسان حائرا

وظلت البشرية تتخبط في بحثها عن ذلك الإمتداد اللانهائي الذي منه خرجت

وفيه تريد أن تخلد وتبقي وإليه تود ان تعود فتسترد ديمومتها

وكأن الإنسان ذلك المخلوق الخارج من انفاس الله وتلك اللمحة الناطقة بروح خالقها

يظل هائما متحيرا في بحثه عن مصدره ومصب حياته ،

فبالرغم من كونه تراب فهو إلى التراب لا يرغبن أن يعود

حيث تابي تلك اللمحة أو النفحة الإلهية أن تنتهي في تراب القبر

لذا فالإنسان وإلى الأبد مهما أعلن من إلحاد ومهما عاش من فساد

فهو باحث ابدي عن الحياة وعن الحياة الأبدية بوجه خاص….

وجاء يسوع كي ما تكون لنا الحياة وتكون لنا اوفر وأفر بلا نهاية

وقدم تلك الحياة ببساطة لم تكن البشرية تتصورها في بحثها الدؤوب

 “ إذ أعطَيتَهُ سُلطانًا علَى كُلِّ جَسَدٍ ليُعطيَ حياةً أبديَّةً لكُلِّ مَنْ أعطَيتَهُ.

 وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ: أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلَهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ

ويَسوعَ المَسيحَ الذي أرسَلتهُ.”

يعلن المعلم انه وحده صاحب السلطان على هذه الحياة

وأنه جاء كي يعطيها للبشر بشرط ان يؤمنوا به

وان هذه الحياة البدية ببساطة تكمن في معرفة الله

فمن معرفة الله الحي مصدر كل حياة، السرمدي

تنبع الأبدية وعنده تصب…هو غله ابراهيم واسحق ويعقوب

وهوإله احياء لا أموات يريد لمن عرفوه واحبهم أن يكونه ابدا معه

وهذه المعرفة تقود لمحبة أبدية

يسوع وحده هو الذي رأى وعاين وهو من البدء في حضن الآب واخبر

بالتالي فالإيمان بيسوع الذي أرسله الله ليكشف لنا الطريق نحوه

هو الضمان الوحيد والأكيد للحياة الأبدية

وها هوذا قد رسم لنا الطريق

فهلموا إلى حياة لا تعرف غروبا