“ياامرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ!”: تأمل اليوم الجمعة 21 مارس

“ياامرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ!”: تأمل اليوم الجمعة 21 مارس

“ياامرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ!”

تأمل في قراءات الجمعة21 مارس 2014 الموافق الخامس والعشرين من شهر برمهات1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

ثُمَّ خرجَ يَسوعُ مِنْ هناكَ وانصَرَفَ إلَى نَواحي صورَ وصَيداءَ. وإذا امرأةٌ كنعانيَّةٌ خارِجَةٌ مِنْ تِلكَ التُّخومِ صَرَخَتْ إليهِ قائلَةً:”ارحَمني، ياسيِّدُ، ياابنَ داوُدَ! اِبنَتي مَجنونَةٌ جِدًّا”. فلم يُجِبها بكلِمَةٍ. فتقَدَّمَ تلاميذُهُ وطَلَبوا إليهِ قائلينَ:”اصرِفها، لأنَّها تصيحُ وراءَنا!”. فأجابَ وقالَ:”لم أُرسَلْ إلا إلَى خِرافِ بَيتِ إسرائيلَ الضّالَّةِ”. فأتَتْ وسجَدَتْ لهُ قائلَةً:”ياسيِّدُ، أعِنِّي!”. فأجابَ وقالَ:”ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ”. فقالَتْ:”نَعَمْ، ياسيِّدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!”. حينَئذٍ أجابَ يَسوعُ وقالَ لها:”ياامرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ”. فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ.”  (متى 15: 21-28) .

نص التأمل

“يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ!”

يظل هذا الإنجيل دوما حجر عثرة ومصدر تعجب واستغراب على مدى الأزمان

كيف لذاك المعلم الرقيق الحنون الوديع المتواضع الذي لا يطفيْ كتانة لا تزال تدخن ولا يكسر قصبة مرضوضة

ان يعصف بإيمان تلك السيدة الكنعانية التي آمنت به بينما رفضه شعبه وخاصته

وتوجهت إليه بينما ولى الكثيرون وجوههم عنه ومضوا بعيدا وهو إنما إليهم أُرسل!!!

لا تتناسب الإجابة على الإطلاق مع رقة هذا الرجل وحنان قلبه المعهود

ولا تتلائم مطلقا مع شخصه زشخصيته ورسالته ودعوة إنجيله المفتوح

بل إنها تتناقض بصورة كاملة مع لاهوته وناسوته فكيف

لأنسان يقول تعلموا مني فإني وديع متواضع القلب وإله تجسد حباً في البشرية

ومعلم جاء من اجل الخطأة والضالين وغير العارقين ومخلص يرسل تلاميذه إلى أقاصي الأرض

ان يعطي أجابة بهذا الأسلوب لسيدة بقلب الم تبحث راجية عنده عن شفاء إبنتها المريضة؟!!

أنا اعتقد ان تلك الإجابة الرهيبة تهدف إلى هدفين ساميين هما

الأول: إثبات ان بين البشر حتى احقرهم بالنسبة لليهود ” الكنعانيين” من يفوق اليهود إيماناً

الثاني: ان المسيح الذي إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله سرعان ما سينزع الكرم من الكرامين القتله

 ويسلمه لإمة تصنع ثمراً، تعرف مقدار حقارتها وعدم استحقاقها، فبتواضع تؤدي  الثمر في حينه…

الثالث: هو إختبار قوة إيمان تلك المراة هل هو

طلب لمجرد إداء مصلخة الشفاء ام رجاء صادر عن قلب عامر بالإيمان

وعندما وجد ان افيمان ومترافق مع الرجاء كلل ذلك كله بالمحبة ومنح الشفاء

اتوجه اليوم إلى قلب كل ام تبحث عن شفاء بنيها ان تتوجه بطلبها للمسيح

فعنده وحده الشفاء

واتوجه إلى كل أم احتملت الكثير من الألآم والتجارب في سبيل بنيها

بكلمات المسيح وتقديره : :”ياامرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ!

واعدها بانها بالمثابرة على الصلاة والإلحاح في الطلبة

ستنال من يد الرب كل ما تريد: ” ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ”

فسوف تشُفى ابنَتُها وابناؤها جميعا

وسنال نفسها الطاهرة الباحثة عن يسوع

والمؤمنة به وحده والساجدة امامه بكل خشوع الطوبى والعظمة

فهذا ما تستحق كل ام…