يزيّن أنفسهن غير خائفات البتة- المرأة في نور العهد الجديد

يزيّن أنفسهن غير خائفات البتة- المرأة في نور العهد الجديد

يزيّن أنفسهن غير خائفات البتة

المرأة في نور العهد الجديد

الأب/ بولس جرس

نص رسالة الكاثوليكون

بدلا عن نص أنجيل متى 25 : 1 – 13 العذارى الحكيمات الذي سبق وتاملناه مراراً عدة…

“فإنه هكذا كانت قديما النساء القديسات أيضا المتوكلات على الله ، يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن  كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها . التي صرتن أولادها ، صانعات خيرا ، وغير خائفات خوفا البتة كذلكم أيها الرجال ، كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف ، معطين إياهن كرامة ، كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة ، لكي لا تعاق صلواتكم والنهاية ، كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ، ذوي محبة أخوية ، مشفقين ، لطفاء غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة ، بل بالعكس مباركين ، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة  لأن : من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة ، فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر ليعرض عن الشر ويصنع الخير ، ليطلب السلام ويجد في أثره لأن عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير ولكن وإن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم . وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا “.  (1بطرس 3 : 5 – 14)

نص التامل

ذهبت إحدى قريباتي الأقربين مع بعض صديقاتها إلى إحدى الكنائس الأرثوذكسية لحضور احتفال رأس السنة وعادت ناقمة منتقدة ، كيف افسد الكاهن على الناس احتفالهم وأعاق صلاتهم واحرجهم، ثم كيف يسمح ذلك الكاهن لنفسه ان يوبخ النساء ويهزأ ويندد بالحاضرات وهن كالعادة أغلبية…بل ويتمنى عودة السلفية كي يتعلمن الحشمة في الملبس والزينة والمظهر… ثم تضيف غاضبة مزمجرة : “إنه يطلب من الحاضرات ان يغطيين رؤسهن، كيف يطالبنا بذلك ونحن حريصون ان نذهب إلى الكنيسة في تلك الليلة تاركين ومتخلين عن خيارات متعددة أمامنا، ونحن حريصون على مظهرنا وحشمتنا ومحبتنا للرب تفوق حب العالم… “

          لم اعلق على الأمر كثيراً لكن استوقفتني حالة الغضب والثورة كرد فعل من تلك الفتاة الشابة على التنبيه… وإذ أرى ذلك التوجه يتنشر في ربوع مصر حتى في كنائسنا الكاثوليكية،  أتوقف قليلا لأنبه لخطورة ذلك، فقد نفاجيء بالشباب يتركون كنائسنا ويتوجهون  إلى حيث يستشعرون انفسهم أحرارا بلا لوم او توبيخ او تأنيب… وقد حضرت مشهدا في إحدى الكنائس بأوروبا حيث طرد الكاهن من الكنيسة أثناء الإكليل فتاة اعتبرها غير محتشمة، كم كان المشهد رهيباً قاسياً.خرجت الفتاة باكية و بلا جدوى حاولت تطيب خاطرهابعد مراسم الفرح فاذداد نحيبها بل وأقسمت وهي انها لن تدخل كنيسة بعد اليوم، اعتقد انها قد اوفت بوعدها فلم ارها منذ ذلك الحادث الأليم..

ولقد فوجئت في تأملي لنص رسالة بطرس اليوم به يقول: ” فإنه هكذا كانت قديما النساء القديسات أيضا المتوكلات على الله  يزين أنفسهن…” فالزينة بالنسبة للمرأة كالقوة والعضلات بالنسبة للرجل، كلاهما ضروري، وحق وواجب أن نقبله وان نحسن التعامل معه…بلا عنف بل بمحبة أبوية وبرفق ومودة:

    لست متحررا ولا أشجع التبرج ولا اطيق المبالغة في اي شيء

    لست مع الإفراط في إظهار الذات سواء بنوعية الملابس والحلي أو بتفاصيلها

    لست مع المظهرية حتى في الطقوس والملابس الكهنوتية والألحان واستعراض الأصوات .

    لست مع من يذهب إلى الكنيسة للفت نظر الآخرين.

    لست مع تغطية المراة لشعرها كشرط لوجودها في الكنيسة او حتى للتناول

    لست مع خلع الأحذية كشرط للعبادة فالله موجود في كل مكان

    لست مع الإكراه على تقبيل يد الكاهن كعلامة للخشوع والاحترام فذاك امر باطني

أرى الكنيسة ببساطة مكانا للقاء مع الله أبينا  الذي يعرفنا ويدعونا إلى بيته عرايا  كنّا ام  مكتسيين حفاة كنا  ام محتذين، مغطي الرؤوس ام مكشوفي الشعر… أيظن  أحد أن الله لن يتقبل صلاة احد أبناءه لمجرد أنه محتذ او ملتح أو حليق أو طليق الشعر… هل يتوجب علينا ان نضع لمن يصلي مقاييس اللياقة كأنا اوصياء او معايير النظافة كاننا مشرفون؟ ليس هذا ما يجب أن نطلبه من أبناء الكنيسة، بل كل ما علينا هو أن نعلم اجيالنا حب بيت الله الآب والتهؤء لمقابلته بالصلاة والنظافة الباطنية والمظهر اللائق، نعلمهم  اهمية الحضور أمام الآب والصلاة من القلب ولكن:

          كيف نعلم أجيالنا احترام الكنيسة ونحن اول من يطرد وينمنع ويحرم

كيف نعلمهم خفض الصوت ونحن أول من ينهر ويرفع الصوت زاعقا

كيف نلقنهم التقديس والاحترام ونحن أول من يتجاوز قواعده…

وهنا نعود إلى نص تأملنا حيث يقول القديس بطرس:

     ان نساء العهد القديم كن يتزينّ وان نساء العهد الجديد “التي صرتن أولادهن ” يتزينّ ايضا، الأمر عنده لا يتوقف على المظهر بل إلى العمق هو ما يهم بل “صانعات خيرا” …

     وغير خائفات خوفا البتة:  لماذا نزرع الخوف في نفوس فتياتنا وشابات كنائسنا وسيداتنا؟ نزرع الحكمة والمنطق والتعقل والتمييز لا الخوف لأنهن في المحبة والمحبة تطرد الخوف خارجا

    الإناء النسائي: ما اروعه من تعبير فهو من يحوي الحياة يحوي الطفل والإبن والزوج والأب ومع الواني يجب ان يكون التعامل بفطنة لأنها بطبيعتها هشة قابلة للتحطم وسهلة الكسر…

    معطين إياهن كرامة: يطلب الرب من المراة ان تكرم رجلها ويطلب القديس بطرس من الرجل ان يكرم إمرأته

    كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة : ليس ذلك تفضلا بل شراكة في الميراث الذي هو نعمة الحياة والإيمان

     لكي لا تعاق صلواتكم:كل ذلك في سبيل الوحدة والسلام والصلاة القلبية فلا تكون المرأة ولا ملبسها ولا مقامها ولا زينتها عائق او عورة…

نداء صلاة

أيتها المراة المسيحية الفاضلة يا أم العامل والمهندس والطبيب والكاهن يا معلمة الأجيال

أمحتاجة انت لمن يعلمك الحشمة وقد ارضعتها لبنيك؟؟؟

يا من تحتملين عناء النهار واعباء البيت وهموم الحياة بصمت وصبر

لتفتشي  في الكنيسة لحظات من راحة النفس وسلام الروح  وكلمات عزاء

إني اعتذر إليك

عن كل إساءة وأتهام وسوء تعبير وسوء ظن وخشن معاملة

عن كل ابتزاز وتحرش قد تتعرضين له إبان ذهابك للكنيسة

أقول لك يا شقيقتي:

لا تبالي ولا تخافي ولا تغضبي ولا يوقفنك عن العطاء شيء

فأنت السفينة التي تحمل الجميع إلى بيت الآب

في صمت تعملين وتكدين وتحملين وتلدين للكنيسة بنينا وتربيهم له…

أنت العين الساهرة المربية وأنت المعلمة. انت خادمة التربية الدينية وأنت المرنمة

انت النفس الخاشعة المصلية كما انت اليد الطاهرة التي تنظف وترتب

على مثال أولى القديسات انت بنت كنت أم سيدة أو أم فمريم العذراء امك

كيف  ننهرك ونجرح مشاعرك الرقيقة أيتها الإناء الممتليء حباً ودفئاً وحناناً…

يا كل إمرأة مسيحية جرحت في كنيستها…سامحي جهلنا واعف عن تطرفنا

وصلِي أن يفتح الرب عيوننا على نور إنجيله فلا نعود نشارك في جهالات التطرف.